أخبار اليوم - بعد سنوات طويلة قضوها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تنفس عشرات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد عبق الحرية، بعد أن تحوّلت أعمارهم إلى قصة مقاومة داخل الزنزانة، ومعركة من أجل الكرامة رغم القيد.
ومن ضمن الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد الذين ذاقوا طعم الحرية 4 معتقلين كانوا مثالا حيا لما عاشه الأسرى من ألم لم يفارقه الأمل، وهم: سمير أبو نعمة، ومحمود عيسى، وباهر بدر، ومحمد أبو طبيخ.
تحرر هؤلاء الأربعة، بعد أن أبعدوا إلى مصر، لكن وجوههم تحمل أعواما من التعب، ومشاهد من الفقد لا تمحى؛ خرجوا من سجون الاحتلال، لكنهم تركوا خلفهم مئات من رفاق الدرب، بينهم من انتظر الصفقة ولم يئن أوان كسر قيده.
حين اعتُقل سمير أبو نعمة عام 1986 كان شابا في 26 من عمره، يحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الفنادق، لكنه كان أيضا مقاتلا في صفوف حركة فتح، وعضوا في خلية عسكرية نفّذت عملية تفجير حافلة في يافا، ضمن سلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال.
تم تثبيت اعتقاله بعد تحقيق قاس في سجن المسكوبية في القدس، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وتنقل خلال الأسر بين سجون الاحتلال، وخاض الإضرابات، وشارك في قيادة فعاليات الحركة الأسيرة.
أصيب بأمراض عديدة، وأُجريت له 6 عمليات جراحية داخل السجون، من دون أن يُفرج عنه رغم تصنيفه ضمن فئة الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو للسلام، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.
فقد سمير والدته و3 من أشقائه أثناء اعتقاله، من دون أن يُسمح له برؤيتهم أو وداعهم، وكان شقيقه وليد قد توفي ليلة الاستعداد لزيارته عام 2016، وبقيت والدته تنتظره حتى فارقت الحياة، لكنه لم يعد إلا الآن، بعد 39 عاما من الغياب.
قائد الوحدة الخاصة.. محمود عيسى
لم يكن محمود موسى عيسى مجرد أسير فلسطيني، بل نموذجا فريدا للمثقف المقاتل، وصاحب واحدة من أبرز التجارب الفكرية والتنظيمية داخل الحركة الأسيرة.
وُلِد في بلدة عناتا قضاء القدس في 21 مايو/أيار 1968، وترعرع في كنف أسرة متدينة، وكان من أوائل الشباب الذين التحقوا بكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) فور تأسيسها، وهناك أسس ما عرف لاحقا بـ'الوحدة الخاصة 101″، وهي أول خلية في القدس أوكلت إليها مهمة أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
في 13 ديسمبر/كانون الأول 1992 نفذت الوحدة عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي نسيم توليدانو قرب اللد، واحتجزته داخل مغارة قرب قرية حزما، ضمن عملية حملت اسم 'الوفاء للشيخ أحمد ياسين'، مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكان الهدف منها مبادلة الجندي بالشيخ ياسين المعتقل في ذلك الوقت، ورغم فشل عملية التبادل والعثور على جثة الجندي مقتولا، فإنها تسببت في زلزال داخل دوائر الاحتلال، تبعته حملة اعتقالات شملت آلاف الفلسطينيين، وإبعاد مئات من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان.
لكن عيسى ورفاقه واصلوا العمليات، فقاموا بدهس الجندي نعوم كولر في الخضيرة في مارس/آذار 1993، كما قاموا بقتل شرطيين إسرائيليين في عملية نوعية في الشهر ذاته، وأطلقوا النار على ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل في مدينة الرملة فأصابوه بجراح بالغة.
اعتُقل عيسى في 3 يونيو/حزيران 1993، بعد مطاردة دامت أشهرا، وتعرض لتحقيق قاس في مركزي القدس والرملة استمر شهرين، حتى حكم عليه الاحتلال بالسجن 3 مؤبدات و46 عاما، قضى منها 13 عاما في العزل الانفرادي، حُرم خلالها من زيارة عائلته.
لكن سنوات الأسر كانت بداية جديدة له، لا نهاية، فقد عُرف عيسى أيضا ككاتب ومفكر، وأصدر عددا من المؤلفات التي جمعت بين الفقه السياسي والنقد والتحليل الأدبي والفكري.
في يوليو/تموز 2004 كانت عائلة بدر تتحضر لزفاف نجلها باهر، لكن الاحتلال قرر أن يكون لهذا الأسبوع المنتظر نهاية مختلفة، إذ اعتقل باهر من منزل شقيقه في مدينة الرملة قبل زفافه بأيام، لتبدأ قصة من العذاب والتنكيل امتدت 21 عاما داخل السجون.
حكمت المحكمة عليه بالسجن المؤبد 12 مرة، بعد تحقيق استمر أكثر من 4 أشهر، على خلفية اتهامات بالانتماء لكتائب القسام، والمساعدة في تنفيذ عمليات استشهادية.
ولم يكن باهر وحده في هذا المصير؛ فقد اعتُقل شقيقه بهيج بدر في الليلة نفسها، وحُكم عليه بـ18 مؤبدا، حتى والدتهما لم تسلم من قبضة الاحتلال، إذ اعتقلت بعد أسابيع، ووضعت في العزل، رغم مرضها المزمن وسنّها.
في جنين، حيث لا تنطفئ جذوة الاشتباك، بزغ نجم محمد أبو طبيخ الذي حمل السلاح والمعرفة معا، فقد اعتُقل أول مرة عام 1999 بعد عامه الجامعي الأول، لكنه سرعان ما عاد إلى ساحات المواجهة، وانخرط بعد الإفراج عنه في صفوف المقاومة وتحديدا سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) وكان مقربا من القادة الميدانيين وعلى رأسهم الشهيد ثابت مرداوي.
اعتقل الاحتلال أبو طبيخ مجددا في 28 يوليو/تموز 2002، بعد مشاركته في تجهيز العبوات الناسفة، والإسهام في معركة مخيم جنين، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن المؤبد مرتين، و15 عاما إضافية.
لكن القيد لم يمنعه من الانتصار في ميدان آخر؛ إذ حصل على 3 درجات بكالوريوس، وألّف كتابا من جزأين بعنوان 'درب الصادقين'، يوثق فيه قصص 42 أسيرا.
لم يكتفِ بذلك، بل التحق ببرنامج ماجستير في الشؤون الإسرائيلية، وأنجز العديد من الأبحاث المتخصصة، حتى بات أحد أهم رموز الوعي الثقافي في سجون الاحتلال.
صفقة تبادل كبرى
يذكر أن مصلحة السجون الإسرائيلية أعلنت، أمس الاثنين، أنها أتمّت عملية الإفراج عن 1986 أسيرا فلسطينيا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، حيث كان من بين المفرج عنهم 250 محكومين بالمؤبد أو بأحكام عالية، و1700 من معتقلين قطاع غزة الذين اعتقلوا خلال عامي الحرب.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن 154 أسيرا فلسطينيا أفرج عنهم ونقلوا إلى مصر، وذلك تنفيذا لقرار إبعادهم.
وفي المقابل، أفرجت كتائب القسام عن 20 أسيرا إسرائيليا وسلمتهم للجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ضمن خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقوم على عدد من البنود منها، وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
الجزيرة
أخبار اليوم - بعد سنوات طويلة قضوها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تنفس عشرات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد عبق الحرية، بعد أن تحوّلت أعمارهم إلى قصة مقاومة داخل الزنزانة، ومعركة من أجل الكرامة رغم القيد.
ومن ضمن الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد الذين ذاقوا طعم الحرية 4 معتقلين كانوا مثالا حيا لما عاشه الأسرى من ألم لم يفارقه الأمل، وهم: سمير أبو نعمة، ومحمود عيسى، وباهر بدر، ومحمد أبو طبيخ.
تحرر هؤلاء الأربعة، بعد أن أبعدوا إلى مصر، لكن وجوههم تحمل أعواما من التعب، ومشاهد من الفقد لا تمحى؛ خرجوا من سجون الاحتلال، لكنهم تركوا خلفهم مئات من رفاق الدرب، بينهم من انتظر الصفقة ولم يئن أوان كسر قيده.
حين اعتُقل سمير أبو نعمة عام 1986 كان شابا في 26 من عمره، يحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الفنادق، لكنه كان أيضا مقاتلا في صفوف حركة فتح، وعضوا في خلية عسكرية نفّذت عملية تفجير حافلة في يافا، ضمن سلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال.
تم تثبيت اعتقاله بعد تحقيق قاس في سجن المسكوبية في القدس، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وتنقل خلال الأسر بين سجون الاحتلال، وخاض الإضرابات، وشارك في قيادة فعاليات الحركة الأسيرة.
أصيب بأمراض عديدة، وأُجريت له 6 عمليات جراحية داخل السجون، من دون أن يُفرج عنه رغم تصنيفه ضمن فئة الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو للسلام، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.
فقد سمير والدته و3 من أشقائه أثناء اعتقاله، من دون أن يُسمح له برؤيتهم أو وداعهم، وكان شقيقه وليد قد توفي ليلة الاستعداد لزيارته عام 2016، وبقيت والدته تنتظره حتى فارقت الحياة، لكنه لم يعد إلا الآن، بعد 39 عاما من الغياب.
قائد الوحدة الخاصة.. محمود عيسى
لم يكن محمود موسى عيسى مجرد أسير فلسطيني، بل نموذجا فريدا للمثقف المقاتل، وصاحب واحدة من أبرز التجارب الفكرية والتنظيمية داخل الحركة الأسيرة.
وُلِد في بلدة عناتا قضاء القدس في 21 مايو/أيار 1968، وترعرع في كنف أسرة متدينة، وكان من أوائل الشباب الذين التحقوا بكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) فور تأسيسها، وهناك أسس ما عرف لاحقا بـ'الوحدة الخاصة 101″، وهي أول خلية في القدس أوكلت إليها مهمة أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
في 13 ديسمبر/كانون الأول 1992 نفذت الوحدة عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي نسيم توليدانو قرب اللد، واحتجزته داخل مغارة قرب قرية حزما، ضمن عملية حملت اسم 'الوفاء للشيخ أحمد ياسين'، مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكان الهدف منها مبادلة الجندي بالشيخ ياسين المعتقل في ذلك الوقت، ورغم فشل عملية التبادل والعثور على جثة الجندي مقتولا، فإنها تسببت في زلزال داخل دوائر الاحتلال، تبعته حملة اعتقالات شملت آلاف الفلسطينيين، وإبعاد مئات من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان.
لكن عيسى ورفاقه واصلوا العمليات، فقاموا بدهس الجندي نعوم كولر في الخضيرة في مارس/آذار 1993، كما قاموا بقتل شرطيين إسرائيليين في عملية نوعية في الشهر ذاته، وأطلقوا النار على ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل في مدينة الرملة فأصابوه بجراح بالغة.
اعتُقل عيسى في 3 يونيو/حزيران 1993، بعد مطاردة دامت أشهرا، وتعرض لتحقيق قاس في مركزي القدس والرملة استمر شهرين، حتى حكم عليه الاحتلال بالسجن 3 مؤبدات و46 عاما، قضى منها 13 عاما في العزل الانفرادي، حُرم خلالها من زيارة عائلته.
لكن سنوات الأسر كانت بداية جديدة له، لا نهاية، فقد عُرف عيسى أيضا ككاتب ومفكر، وأصدر عددا من المؤلفات التي جمعت بين الفقه السياسي والنقد والتحليل الأدبي والفكري.
في يوليو/تموز 2004 كانت عائلة بدر تتحضر لزفاف نجلها باهر، لكن الاحتلال قرر أن يكون لهذا الأسبوع المنتظر نهاية مختلفة، إذ اعتقل باهر من منزل شقيقه في مدينة الرملة قبل زفافه بأيام، لتبدأ قصة من العذاب والتنكيل امتدت 21 عاما داخل السجون.
حكمت المحكمة عليه بالسجن المؤبد 12 مرة، بعد تحقيق استمر أكثر من 4 أشهر، على خلفية اتهامات بالانتماء لكتائب القسام، والمساعدة في تنفيذ عمليات استشهادية.
ولم يكن باهر وحده في هذا المصير؛ فقد اعتُقل شقيقه بهيج بدر في الليلة نفسها، وحُكم عليه بـ18 مؤبدا، حتى والدتهما لم تسلم من قبضة الاحتلال، إذ اعتقلت بعد أسابيع، ووضعت في العزل، رغم مرضها المزمن وسنّها.
في جنين، حيث لا تنطفئ جذوة الاشتباك، بزغ نجم محمد أبو طبيخ الذي حمل السلاح والمعرفة معا، فقد اعتُقل أول مرة عام 1999 بعد عامه الجامعي الأول، لكنه سرعان ما عاد إلى ساحات المواجهة، وانخرط بعد الإفراج عنه في صفوف المقاومة وتحديدا سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) وكان مقربا من القادة الميدانيين وعلى رأسهم الشهيد ثابت مرداوي.
اعتقل الاحتلال أبو طبيخ مجددا في 28 يوليو/تموز 2002، بعد مشاركته في تجهيز العبوات الناسفة، والإسهام في معركة مخيم جنين، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن المؤبد مرتين، و15 عاما إضافية.
لكن القيد لم يمنعه من الانتصار في ميدان آخر؛ إذ حصل على 3 درجات بكالوريوس، وألّف كتابا من جزأين بعنوان 'درب الصادقين'، يوثق فيه قصص 42 أسيرا.
لم يكتفِ بذلك، بل التحق ببرنامج ماجستير في الشؤون الإسرائيلية، وأنجز العديد من الأبحاث المتخصصة، حتى بات أحد أهم رموز الوعي الثقافي في سجون الاحتلال.
صفقة تبادل كبرى
يذكر أن مصلحة السجون الإسرائيلية أعلنت، أمس الاثنين، أنها أتمّت عملية الإفراج عن 1986 أسيرا فلسطينيا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، حيث كان من بين المفرج عنهم 250 محكومين بالمؤبد أو بأحكام عالية، و1700 من معتقلين قطاع غزة الذين اعتقلوا خلال عامي الحرب.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن 154 أسيرا فلسطينيا أفرج عنهم ونقلوا إلى مصر، وذلك تنفيذا لقرار إبعادهم.
وفي المقابل، أفرجت كتائب القسام عن 20 أسيرا إسرائيليا وسلمتهم للجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ضمن خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقوم على عدد من البنود منها، وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
الجزيرة
أخبار اليوم - بعد سنوات طويلة قضوها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تنفس عشرات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد عبق الحرية، بعد أن تحوّلت أعمارهم إلى قصة مقاومة داخل الزنزانة، ومعركة من أجل الكرامة رغم القيد.
ومن ضمن الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد الذين ذاقوا طعم الحرية 4 معتقلين كانوا مثالا حيا لما عاشه الأسرى من ألم لم يفارقه الأمل، وهم: سمير أبو نعمة، ومحمود عيسى، وباهر بدر، ومحمد أبو طبيخ.
تحرر هؤلاء الأربعة، بعد أن أبعدوا إلى مصر، لكن وجوههم تحمل أعواما من التعب، ومشاهد من الفقد لا تمحى؛ خرجوا من سجون الاحتلال، لكنهم تركوا خلفهم مئات من رفاق الدرب، بينهم من انتظر الصفقة ولم يئن أوان كسر قيده.
حين اعتُقل سمير أبو نعمة عام 1986 كان شابا في 26 من عمره، يحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الفنادق، لكنه كان أيضا مقاتلا في صفوف حركة فتح، وعضوا في خلية عسكرية نفّذت عملية تفجير حافلة في يافا، ضمن سلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال.
تم تثبيت اعتقاله بعد تحقيق قاس في سجن المسكوبية في القدس، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وتنقل خلال الأسر بين سجون الاحتلال، وخاض الإضرابات، وشارك في قيادة فعاليات الحركة الأسيرة.
أصيب بأمراض عديدة، وأُجريت له 6 عمليات جراحية داخل السجون، من دون أن يُفرج عنه رغم تصنيفه ضمن فئة الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو للسلام، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.
فقد سمير والدته و3 من أشقائه أثناء اعتقاله، من دون أن يُسمح له برؤيتهم أو وداعهم، وكان شقيقه وليد قد توفي ليلة الاستعداد لزيارته عام 2016، وبقيت والدته تنتظره حتى فارقت الحياة، لكنه لم يعد إلا الآن، بعد 39 عاما من الغياب.
قائد الوحدة الخاصة.. محمود عيسى
لم يكن محمود موسى عيسى مجرد أسير فلسطيني، بل نموذجا فريدا للمثقف المقاتل، وصاحب واحدة من أبرز التجارب الفكرية والتنظيمية داخل الحركة الأسيرة.
وُلِد في بلدة عناتا قضاء القدس في 21 مايو/أيار 1968، وترعرع في كنف أسرة متدينة، وكان من أوائل الشباب الذين التحقوا بكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) فور تأسيسها، وهناك أسس ما عرف لاحقا بـ'الوحدة الخاصة 101″، وهي أول خلية في القدس أوكلت إليها مهمة أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
في 13 ديسمبر/كانون الأول 1992 نفذت الوحدة عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي نسيم توليدانو قرب اللد، واحتجزته داخل مغارة قرب قرية حزما، ضمن عملية حملت اسم 'الوفاء للشيخ أحمد ياسين'، مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكان الهدف منها مبادلة الجندي بالشيخ ياسين المعتقل في ذلك الوقت، ورغم فشل عملية التبادل والعثور على جثة الجندي مقتولا، فإنها تسببت في زلزال داخل دوائر الاحتلال، تبعته حملة اعتقالات شملت آلاف الفلسطينيين، وإبعاد مئات من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان.
لكن عيسى ورفاقه واصلوا العمليات، فقاموا بدهس الجندي نعوم كولر في الخضيرة في مارس/آذار 1993، كما قاموا بقتل شرطيين إسرائيليين في عملية نوعية في الشهر ذاته، وأطلقوا النار على ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل في مدينة الرملة فأصابوه بجراح بالغة.
اعتُقل عيسى في 3 يونيو/حزيران 1993، بعد مطاردة دامت أشهرا، وتعرض لتحقيق قاس في مركزي القدس والرملة استمر شهرين، حتى حكم عليه الاحتلال بالسجن 3 مؤبدات و46 عاما، قضى منها 13 عاما في العزل الانفرادي، حُرم خلالها من زيارة عائلته.
لكن سنوات الأسر كانت بداية جديدة له، لا نهاية، فقد عُرف عيسى أيضا ككاتب ومفكر، وأصدر عددا من المؤلفات التي جمعت بين الفقه السياسي والنقد والتحليل الأدبي والفكري.
في يوليو/تموز 2004 كانت عائلة بدر تتحضر لزفاف نجلها باهر، لكن الاحتلال قرر أن يكون لهذا الأسبوع المنتظر نهاية مختلفة، إذ اعتقل باهر من منزل شقيقه في مدينة الرملة قبل زفافه بأيام، لتبدأ قصة من العذاب والتنكيل امتدت 21 عاما داخل السجون.
حكمت المحكمة عليه بالسجن المؤبد 12 مرة، بعد تحقيق استمر أكثر من 4 أشهر، على خلفية اتهامات بالانتماء لكتائب القسام، والمساعدة في تنفيذ عمليات استشهادية.
ولم يكن باهر وحده في هذا المصير؛ فقد اعتُقل شقيقه بهيج بدر في الليلة نفسها، وحُكم عليه بـ18 مؤبدا، حتى والدتهما لم تسلم من قبضة الاحتلال، إذ اعتقلت بعد أسابيع، ووضعت في العزل، رغم مرضها المزمن وسنّها.
في جنين، حيث لا تنطفئ جذوة الاشتباك، بزغ نجم محمد أبو طبيخ الذي حمل السلاح والمعرفة معا، فقد اعتُقل أول مرة عام 1999 بعد عامه الجامعي الأول، لكنه سرعان ما عاد إلى ساحات المواجهة، وانخرط بعد الإفراج عنه في صفوف المقاومة وتحديدا سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) وكان مقربا من القادة الميدانيين وعلى رأسهم الشهيد ثابت مرداوي.
اعتقل الاحتلال أبو طبيخ مجددا في 28 يوليو/تموز 2002، بعد مشاركته في تجهيز العبوات الناسفة، والإسهام في معركة مخيم جنين، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن المؤبد مرتين، و15 عاما إضافية.
لكن القيد لم يمنعه من الانتصار في ميدان آخر؛ إذ حصل على 3 درجات بكالوريوس، وألّف كتابا من جزأين بعنوان 'درب الصادقين'، يوثق فيه قصص 42 أسيرا.
لم يكتفِ بذلك، بل التحق ببرنامج ماجستير في الشؤون الإسرائيلية، وأنجز العديد من الأبحاث المتخصصة، حتى بات أحد أهم رموز الوعي الثقافي في سجون الاحتلال.
صفقة تبادل كبرى
يذكر أن مصلحة السجون الإسرائيلية أعلنت، أمس الاثنين، أنها أتمّت عملية الإفراج عن 1986 أسيرا فلسطينيا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، حيث كان من بين المفرج عنهم 250 محكومين بالمؤبد أو بأحكام عالية، و1700 من معتقلين قطاع غزة الذين اعتقلوا خلال عامي الحرب.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن 154 أسيرا فلسطينيا أفرج عنهم ونقلوا إلى مصر، وذلك تنفيذا لقرار إبعادهم.
وفي المقابل، أفرجت كتائب القسام عن 20 أسيرا إسرائيليا وسلمتهم للجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ضمن خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقوم على عدد من البنود منها، وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
الجزيرة
التعليقات