أخبار اليوم - أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في الأردن، نبيل عساف، أن تفويض المنظمة في الأردن يرتكز على هدف عالمي يتمثل في بناء عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية وضمان الأمن الغذائي للجميع.
وفي مقابلة صحفية خاصة مع قناة 'المملكة' بمناسبة اليوم العالمي للأغذية، قال إن الفاو تركّز في الأردن على ثلاث ركائز رئيسية تتوافق مع الرؤى الوطنية: تعزيز كفاءة واستدامة النظم الزراعية، مكافحة ندرة المياه والتغير المناخي، ودعم سبل العيش والشمول الاجتماعي للفئات الأكثر هشاشة.
وأضاف عسّاف أن المنظمة تعمل كشريك استراتيجي مع الحكومة الأردنية لترجمة الأولويات الوطنية كما وردت في رؤية التحديث الاقتصادي والاستراتيجية الزراعية إلى برامج عمل ملموسة، قائلًا إن الفاو تسهم في تمكين الأردن من الاستفادة المثلى من موارده الشحيحة لضمان استدامة الأمن الغذائي للأجيال الحالية والمستقبلية.
وبين أن قرابة 50% من المياه تُستخدم في القطاع الزراعي، وهذه النسبة تُعد جيدة مقارنة بدول أخرى، ولقد أدخلنا تكنولوجيا حديثة مثل تقنيات الاستشعار عن بُعد والتقنيات الذكية التي تحدد كمية المياه المطلوبة على مستوى المزرعة لتفادي الهدر في الري، ما يسهم في زيادة الإنتاجية واستدامة الموارد المائية'.
- مرصد إقليمي للأمن الغذائي
أوضح عساف أن اختيار الأردن مقرًا للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي يعكس ثقة إقليمية بقدرة المملكة وموقعها الاستراتيجي. وأشار إلى أن المرصد يعمل محليًا على تعزيز قدرات الأردن في جمع وتحليل بيانات الإنتاج الزراعي وسلاسل الإمداد وأسعار الغذاء، بما يمنح صانعي القرار لوحة قيادة دقيقة لاتخاذ قرارات مبنية على الأدلة.
وأضاف أن المرصد الإقليمي يشكّل منصة لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية من خلال إعداد تحليلات موحدة حول حالة الأمن الغذائي في المنطقة، ما يساعد في تحديد المخاطر المشتركة ووضع السياسات الزراعية المنسقة. وأكد أن هذا الدور يسهم في توفير صوت علمي موحد يدعم السياسات الوطنية والإقليمية ويعزز التنسيق بين الدول في مواجهة الأزمات.
وأشار عساف إلى أن المرصد يعتمد على حلول برمجية لجمع وتحليل البيانات المتعلقة بالإنتاج الزراعي والتجارة والاستهلاك وأنماط التغذية في المنطقة، ويساعد الدول على تطوير سياسات مبنية على الأدلة من خلال تحليل البيانات وتقديم المشورة السياسية لتحسين التخطيط الزراعي والتبادل التجاري.
وأوضح أن إنشاء المرصد جاء في ظل ما شهده العالم من اضطرابات في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية منذ جائحة كورونا والحرب في منطقة البحر الأسود، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، ما جعل الحاجة إلى منصة معلوماتية إقليمية أكثر إلحاحًا لتنسيق الاستجابات بين الدول.
واعتبر عساف أن تطوير الإطار الوطني للأمن الغذائي بالشراكة مع الحكومة الأردنية يمثل أحد أهم إنجازات الفاو خلال العامين الأخيرين. وقال إن هذا الإطار نقل العمل من نهج الاستجابة للأزمات إلى نهج بناء الصمود، وأسهم في تعزيز مخزون الحبوب الاستراتيجي وتنويع مصادر الغذاء.
وبيّن أن الأثر المباشر لهذا الإنجاز يتمثل في تمكين الحكومة من وضع خريطة طريق واضحة لضمان استقرار أسعار السلع الغذائية الأساسية وتوفيرها للمواطنين رغم التقلبات العالمية، وهو ما يمثل تحولًا هيكليًا نحو استدامة السلة الغذائية في الأردن.
ويصادف يوم 16 تشرين الأول يوم الأغذية العالمي، وفق عسّاف، موضحا أنه 'تاريخ تأسيس منظمة الأغذية والزراعة قبل ثمانين عاما'، ويُقام هذا العام تحت شعار 'يدًا بيد من أجل أغذية ومستقبل أفضل'.
وبين أن الفاو تُنظم العام الحالي فعاليات متعددة حول العالم تشمل منتدى الأغذية العالمي، منتدى الإبداع والشباب، منتدى الشعوب الأصلية، والاحتفال الرئيسي الذي يسلط الضوء على العلاقة بين الأمن والغذاء وأهمية التضامن الدولي لمواجهة التحديات الغذائية والمناخية.
- مكافحة الفاقد والهدر الغذائي
وفي مجال مكافحة الفاقد والهدر الغذائي، أوضح عساف أن الفاو تلعب دورًا محوريًا في دعم الأردن للحد من فقد وهدر الغذاء في جميع مراحل المنظومة الزراعية، بدءًا من الإنتاج والنقل وصولًا إلى الاستهلاك. وأشار إلى أن المنظمة تعاونت مع أمانة عمّان الكبرى في تقييم أسباب هدر الغذاء ووضع حلول عملية من خلال السياسات والتنمية الميدانية.
وأضاف أن ست مدن أردنية تتعاون حاليًا مع مدن تونسية في تبادل الخبرات حول الحد من الهدر الغذائي ضمن مبادرة تنفذ بالشراكة مع 'ميثاق ميلانو' للسياسات الغذائية الحضرية. ولفت إلى أن أمانة عمان اعتمدت خطة عمل تتضمن 19 إجراءً عمليًا، بينما تعمل إربد على تطوير خطتها الخاصة، كما يجري إنشاء مختبر إقليمي للتعلم بين المدن لتحويل تحدي هدر الغذاء إلى فرصة للابتكار والاستدامة.
- أولويات العام المقبل
قال عساف إن احتفال الفاو بمرور 80 عامًا يمثل محطة لتقييم الماضي والتخطيط للمستقبل، موضحًا أن أولويات العام المقبل في الأردن تشمل 'القفزة الخضراء' عبر التوسع في الزراعة الذكية مائيًا ومناخيًا، وربط المزارعين مباشرة بالأسواق وسلاسل الإمداد الكبرى، إضافة إلى تفعيل نظام الإنذار المبكر ضمن المرصد الإقليمي لرصد مخاطر الأمن الغذائي والآفات الزراعية بشكل لحظي.
وأكد عساف أن الفاو أدخلت في الأردن أنظمة متقدمة للرصد باستخدام الأقمار الصناعية لقياس 'البصمة المائية' للمحاصيل، بما يمكّن من تحديد كمية المياه الفعلية المستهلكة وتوجيه الإرشاد الزراعي لتقليل الهدر وتحسين جداول الري.
وأوضح أن هذه التقنية تتيح لوزارة الزراعة اتخاذ قرارات مبنية على الكفاءة المائية وتوجيه الدعم للمحاصيل الأكثر إنتاجية واستدامة، مشيرًا إلى أن إدارة الري أصبحت أكثر دقة وفعالية بفضل هذه الحلول الرقمية.
'نعمل كذلك على مشاريع حصاد مياه الأمطار على مستوى المنازل والمباني الحكومية والمزارع حيثما أمكن، لتقليل الفاقد بالتبخر، كما ندعم إدخال الزراعة الذكية مناخيًا، مثل الزراعة المائية، التي تتيح زيادة الإنتاجية بنحو ثمانية إلى تسعة أضعاف باستخدام الكمية نفسها من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، وفق عسّاف.
وأكد أن الفاو تركّز على ثلاثة محاور أساسية؛ وهي تخضير القطاع الزراعي عبر الممارسات البيئية المستدامة وتقليل التلوث وإعادة استخدام المخلفات العضوية كأسمدة، سلاسل القيمة الغذائية من المزرعة إلى المستهلك لتقليل الفاقد والهدر وتحسين التخزين والنقل والتسويق، إضافة إلى الإنذار المبكر لمتابعة الصدمات المناخية أو الزراعية ووضع خطط استجابة مسبقة للتقليل من آثارها على المزارعين.
أخبار اليوم - أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في الأردن، نبيل عساف، أن تفويض المنظمة في الأردن يرتكز على هدف عالمي يتمثل في بناء عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية وضمان الأمن الغذائي للجميع.
وفي مقابلة صحفية خاصة مع قناة 'المملكة' بمناسبة اليوم العالمي للأغذية، قال إن الفاو تركّز في الأردن على ثلاث ركائز رئيسية تتوافق مع الرؤى الوطنية: تعزيز كفاءة واستدامة النظم الزراعية، مكافحة ندرة المياه والتغير المناخي، ودعم سبل العيش والشمول الاجتماعي للفئات الأكثر هشاشة.
وأضاف عسّاف أن المنظمة تعمل كشريك استراتيجي مع الحكومة الأردنية لترجمة الأولويات الوطنية كما وردت في رؤية التحديث الاقتصادي والاستراتيجية الزراعية إلى برامج عمل ملموسة، قائلًا إن الفاو تسهم في تمكين الأردن من الاستفادة المثلى من موارده الشحيحة لضمان استدامة الأمن الغذائي للأجيال الحالية والمستقبلية.
وبين أن قرابة 50% من المياه تُستخدم في القطاع الزراعي، وهذه النسبة تُعد جيدة مقارنة بدول أخرى، ولقد أدخلنا تكنولوجيا حديثة مثل تقنيات الاستشعار عن بُعد والتقنيات الذكية التي تحدد كمية المياه المطلوبة على مستوى المزرعة لتفادي الهدر في الري، ما يسهم في زيادة الإنتاجية واستدامة الموارد المائية'.
- مرصد إقليمي للأمن الغذائي
أوضح عساف أن اختيار الأردن مقرًا للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي يعكس ثقة إقليمية بقدرة المملكة وموقعها الاستراتيجي. وأشار إلى أن المرصد يعمل محليًا على تعزيز قدرات الأردن في جمع وتحليل بيانات الإنتاج الزراعي وسلاسل الإمداد وأسعار الغذاء، بما يمنح صانعي القرار لوحة قيادة دقيقة لاتخاذ قرارات مبنية على الأدلة.
وأضاف أن المرصد الإقليمي يشكّل منصة لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية من خلال إعداد تحليلات موحدة حول حالة الأمن الغذائي في المنطقة، ما يساعد في تحديد المخاطر المشتركة ووضع السياسات الزراعية المنسقة. وأكد أن هذا الدور يسهم في توفير صوت علمي موحد يدعم السياسات الوطنية والإقليمية ويعزز التنسيق بين الدول في مواجهة الأزمات.
وأشار عساف إلى أن المرصد يعتمد على حلول برمجية لجمع وتحليل البيانات المتعلقة بالإنتاج الزراعي والتجارة والاستهلاك وأنماط التغذية في المنطقة، ويساعد الدول على تطوير سياسات مبنية على الأدلة من خلال تحليل البيانات وتقديم المشورة السياسية لتحسين التخطيط الزراعي والتبادل التجاري.
وأوضح أن إنشاء المرصد جاء في ظل ما شهده العالم من اضطرابات في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية منذ جائحة كورونا والحرب في منطقة البحر الأسود، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، ما جعل الحاجة إلى منصة معلوماتية إقليمية أكثر إلحاحًا لتنسيق الاستجابات بين الدول.
واعتبر عساف أن تطوير الإطار الوطني للأمن الغذائي بالشراكة مع الحكومة الأردنية يمثل أحد أهم إنجازات الفاو خلال العامين الأخيرين. وقال إن هذا الإطار نقل العمل من نهج الاستجابة للأزمات إلى نهج بناء الصمود، وأسهم في تعزيز مخزون الحبوب الاستراتيجي وتنويع مصادر الغذاء.
وبيّن أن الأثر المباشر لهذا الإنجاز يتمثل في تمكين الحكومة من وضع خريطة طريق واضحة لضمان استقرار أسعار السلع الغذائية الأساسية وتوفيرها للمواطنين رغم التقلبات العالمية، وهو ما يمثل تحولًا هيكليًا نحو استدامة السلة الغذائية في الأردن.
ويصادف يوم 16 تشرين الأول يوم الأغذية العالمي، وفق عسّاف، موضحا أنه 'تاريخ تأسيس منظمة الأغذية والزراعة قبل ثمانين عاما'، ويُقام هذا العام تحت شعار 'يدًا بيد من أجل أغذية ومستقبل أفضل'.
وبين أن الفاو تُنظم العام الحالي فعاليات متعددة حول العالم تشمل منتدى الأغذية العالمي، منتدى الإبداع والشباب، منتدى الشعوب الأصلية، والاحتفال الرئيسي الذي يسلط الضوء على العلاقة بين الأمن والغذاء وأهمية التضامن الدولي لمواجهة التحديات الغذائية والمناخية.
- مكافحة الفاقد والهدر الغذائي
وفي مجال مكافحة الفاقد والهدر الغذائي، أوضح عساف أن الفاو تلعب دورًا محوريًا في دعم الأردن للحد من فقد وهدر الغذاء في جميع مراحل المنظومة الزراعية، بدءًا من الإنتاج والنقل وصولًا إلى الاستهلاك. وأشار إلى أن المنظمة تعاونت مع أمانة عمّان الكبرى في تقييم أسباب هدر الغذاء ووضع حلول عملية من خلال السياسات والتنمية الميدانية.
وأضاف أن ست مدن أردنية تتعاون حاليًا مع مدن تونسية في تبادل الخبرات حول الحد من الهدر الغذائي ضمن مبادرة تنفذ بالشراكة مع 'ميثاق ميلانو' للسياسات الغذائية الحضرية. ولفت إلى أن أمانة عمان اعتمدت خطة عمل تتضمن 19 إجراءً عمليًا، بينما تعمل إربد على تطوير خطتها الخاصة، كما يجري إنشاء مختبر إقليمي للتعلم بين المدن لتحويل تحدي هدر الغذاء إلى فرصة للابتكار والاستدامة.
- أولويات العام المقبل
قال عساف إن احتفال الفاو بمرور 80 عامًا يمثل محطة لتقييم الماضي والتخطيط للمستقبل، موضحًا أن أولويات العام المقبل في الأردن تشمل 'القفزة الخضراء' عبر التوسع في الزراعة الذكية مائيًا ومناخيًا، وربط المزارعين مباشرة بالأسواق وسلاسل الإمداد الكبرى، إضافة إلى تفعيل نظام الإنذار المبكر ضمن المرصد الإقليمي لرصد مخاطر الأمن الغذائي والآفات الزراعية بشكل لحظي.
وأكد عساف أن الفاو أدخلت في الأردن أنظمة متقدمة للرصد باستخدام الأقمار الصناعية لقياس 'البصمة المائية' للمحاصيل، بما يمكّن من تحديد كمية المياه الفعلية المستهلكة وتوجيه الإرشاد الزراعي لتقليل الهدر وتحسين جداول الري.
وأوضح أن هذه التقنية تتيح لوزارة الزراعة اتخاذ قرارات مبنية على الكفاءة المائية وتوجيه الدعم للمحاصيل الأكثر إنتاجية واستدامة، مشيرًا إلى أن إدارة الري أصبحت أكثر دقة وفعالية بفضل هذه الحلول الرقمية.
'نعمل كذلك على مشاريع حصاد مياه الأمطار على مستوى المنازل والمباني الحكومية والمزارع حيثما أمكن، لتقليل الفاقد بالتبخر، كما ندعم إدخال الزراعة الذكية مناخيًا، مثل الزراعة المائية، التي تتيح زيادة الإنتاجية بنحو ثمانية إلى تسعة أضعاف باستخدام الكمية نفسها من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، وفق عسّاف.
وأكد أن الفاو تركّز على ثلاثة محاور أساسية؛ وهي تخضير القطاع الزراعي عبر الممارسات البيئية المستدامة وتقليل التلوث وإعادة استخدام المخلفات العضوية كأسمدة، سلاسل القيمة الغذائية من المزرعة إلى المستهلك لتقليل الفاقد والهدر وتحسين التخزين والنقل والتسويق، إضافة إلى الإنذار المبكر لمتابعة الصدمات المناخية أو الزراعية ووضع خطط استجابة مسبقة للتقليل من آثارها على المزارعين.
أخبار اليوم - أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في الأردن، نبيل عساف، أن تفويض المنظمة في الأردن يرتكز على هدف عالمي يتمثل في بناء عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية وضمان الأمن الغذائي للجميع.
وفي مقابلة صحفية خاصة مع قناة 'المملكة' بمناسبة اليوم العالمي للأغذية، قال إن الفاو تركّز في الأردن على ثلاث ركائز رئيسية تتوافق مع الرؤى الوطنية: تعزيز كفاءة واستدامة النظم الزراعية، مكافحة ندرة المياه والتغير المناخي، ودعم سبل العيش والشمول الاجتماعي للفئات الأكثر هشاشة.
وأضاف عسّاف أن المنظمة تعمل كشريك استراتيجي مع الحكومة الأردنية لترجمة الأولويات الوطنية كما وردت في رؤية التحديث الاقتصادي والاستراتيجية الزراعية إلى برامج عمل ملموسة، قائلًا إن الفاو تسهم في تمكين الأردن من الاستفادة المثلى من موارده الشحيحة لضمان استدامة الأمن الغذائي للأجيال الحالية والمستقبلية.
وبين أن قرابة 50% من المياه تُستخدم في القطاع الزراعي، وهذه النسبة تُعد جيدة مقارنة بدول أخرى، ولقد أدخلنا تكنولوجيا حديثة مثل تقنيات الاستشعار عن بُعد والتقنيات الذكية التي تحدد كمية المياه المطلوبة على مستوى المزرعة لتفادي الهدر في الري، ما يسهم في زيادة الإنتاجية واستدامة الموارد المائية'.
- مرصد إقليمي للأمن الغذائي
أوضح عساف أن اختيار الأردن مقرًا للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي يعكس ثقة إقليمية بقدرة المملكة وموقعها الاستراتيجي. وأشار إلى أن المرصد يعمل محليًا على تعزيز قدرات الأردن في جمع وتحليل بيانات الإنتاج الزراعي وسلاسل الإمداد وأسعار الغذاء، بما يمنح صانعي القرار لوحة قيادة دقيقة لاتخاذ قرارات مبنية على الأدلة.
وأضاف أن المرصد الإقليمي يشكّل منصة لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية من خلال إعداد تحليلات موحدة حول حالة الأمن الغذائي في المنطقة، ما يساعد في تحديد المخاطر المشتركة ووضع السياسات الزراعية المنسقة. وأكد أن هذا الدور يسهم في توفير صوت علمي موحد يدعم السياسات الوطنية والإقليمية ويعزز التنسيق بين الدول في مواجهة الأزمات.
وأشار عساف إلى أن المرصد يعتمد على حلول برمجية لجمع وتحليل البيانات المتعلقة بالإنتاج الزراعي والتجارة والاستهلاك وأنماط التغذية في المنطقة، ويساعد الدول على تطوير سياسات مبنية على الأدلة من خلال تحليل البيانات وتقديم المشورة السياسية لتحسين التخطيط الزراعي والتبادل التجاري.
وأوضح أن إنشاء المرصد جاء في ظل ما شهده العالم من اضطرابات في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية منذ جائحة كورونا والحرب في منطقة البحر الأسود، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، ما جعل الحاجة إلى منصة معلوماتية إقليمية أكثر إلحاحًا لتنسيق الاستجابات بين الدول.
واعتبر عساف أن تطوير الإطار الوطني للأمن الغذائي بالشراكة مع الحكومة الأردنية يمثل أحد أهم إنجازات الفاو خلال العامين الأخيرين. وقال إن هذا الإطار نقل العمل من نهج الاستجابة للأزمات إلى نهج بناء الصمود، وأسهم في تعزيز مخزون الحبوب الاستراتيجي وتنويع مصادر الغذاء.
وبيّن أن الأثر المباشر لهذا الإنجاز يتمثل في تمكين الحكومة من وضع خريطة طريق واضحة لضمان استقرار أسعار السلع الغذائية الأساسية وتوفيرها للمواطنين رغم التقلبات العالمية، وهو ما يمثل تحولًا هيكليًا نحو استدامة السلة الغذائية في الأردن.
ويصادف يوم 16 تشرين الأول يوم الأغذية العالمي، وفق عسّاف، موضحا أنه 'تاريخ تأسيس منظمة الأغذية والزراعة قبل ثمانين عاما'، ويُقام هذا العام تحت شعار 'يدًا بيد من أجل أغذية ومستقبل أفضل'.
وبين أن الفاو تُنظم العام الحالي فعاليات متعددة حول العالم تشمل منتدى الأغذية العالمي، منتدى الإبداع والشباب، منتدى الشعوب الأصلية، والاحتفال الرئيسي الذي يسلط الضوء على العلاقة بين الأمن والغذاء وأهمية التضامن الدولي لمواجهة التحديات الغذائية والمناخية.
- مكافحة الفاقد والهدر الغذائي
وفي مجال مكافحة الفاقد والهدر الغذائي، أوضح عساف أن الفاو تلعب دورًا محوريًا في دعم الأردن للحد من فقد وهدر الغذاء في جميع مراحل المنظومة الزراعية، بدءًا من الإنتاج والنقل وصولًا إلى الاستهلاك. وأشار إلى أن المنظمة تعاونت مع أمانة عمّان الكبرى في تقييم أسباب هدر الغذاء ووضع حلول عملية من خلال السياسات والتنمية الميدانية.
وأضاف أن ست مدن أردنية تتعاون حاليًا مع مدن تونسية في تبادل الخبرات حول الحد من الهدر الغذائي ضمن مبادرة تنفذ بالشراكة مع 'ميثاق ميلانو' للسياسات الغذائية الحضرية. ولفت إلى أن أمانة عمان اعتمدت خطة عمل تتضمن 19 إجراءً عمليًا، بينما تعمل إربد على تطوير خطتها الخاصة، كما يجري إنشاء مختبر إقليمي للتعلم بين المدن لتحويل تحدي هدر الغذاء إلى فرصة للابتكار والاستدامة.
- أولويات العام المقبل
قال عساف إن احتفال الفاو بمرور 80 عامًا يمثل محطة لتقييم الماضي والتخطيط للمستقبل، موضحًا أن أولويات العام المقبل في الأردن تشمل 'القفزة الخضراء' عبر التوسع في الزراعة الذكية مائيًا ومناخيًا، وربط المزارعين مباشرة بالأسواق وسلاسل الإمداد الكبرى، إضافة إلى تفعيل نظام الإنذار المبكر ضمن المرصد الإقليمي لرصد مخاطر الأمن الغذائي والآفات الزراعية بشكل لحظي.
وأكد عساف أن الفاو أدخلت في الأردن أنظمة متقدمة للرصد باستخدام الأقمار الصناعية لقياس 'البصمة المائية' للمحاصيل، بما يمكّن من تحديد كمية المياه الفعلية المستهلكة وتوجيه الإرشاد الزراعي لتقليل الهدر وتحسين جداول الري.
وأوضح أن هذه التقنية تتيح لوزارة الزراعة اتخاذ قرارات مبنية على الكفاءة المائية وتوجيه الدعم للمحاصيل الأكثر إنتاجية واستدامة، مشيرًا إلى أن إدارة الري أصبحت أكثر دقة وفعالية بفضل هذه الحلول الرقمية.
'نعمل كذلك على مشاريع حصاد مياه الأمطار على مستوى المنازل والمباني الحكومية والمزارع حيثما أمكن، لتقليل الفاقد بالتبخر، كما ندعم إدخال الزراعة الذكية مناخيًا، مثل الزراعة المائية، التي تتيح زيادة الإنتاجية بنحو ثمانية إلى تسعة أضعاف باستخدام الكمية نفسها من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، وفق عسّاف.
وأكد أن الفاو تركّز على ثلاثة محاور أساسية؛ وهي تخضير القطاع الزراعي عبر الممارسات البيئية المستدامة وتقليل التلوث وإعادة استخدام المخلفات العضوية كأسمدة، سلاسل القيمة الغذائية من المزرعة إلى المستهلك لتقليل الفاقد والهدر وتحسين التخزين والنقل والتسويق، إضافة إلى الإنذار المبكر لمتابعة الصدمات المناخية أو الزراعية ووضع خطط استجابة مسبقة للتقليل من آثارها على المزارعين.
التعليقات