أخبار اليوم - لم يتمالك الحارس البولندي فويتشيك تشيزني نفسه من الضحك عندما وُجِّه إليه سؤال مباشر عما إذا كان يشعر بالخوف من الفرنسي كيليان مبابي، نجم ريال مدريد وهدافه الأول هذا الموسم. لم يكن السؤال عبثيًا، بل جاء محمّلًا بتاريخٍ طويل من المواجهات التي جعلت من تشيزني أحد 'ضحايا' مبابي المفضلين عبر السنوات.
فوفقًا لما أوردته صحيفة 'سبورت' الإسبانية، يستعد الحارس البولندي لخوض مواجهة جديدة أمام مبابي غدا الأحد، في كلاسيكو الأرض الذي سيجمع برشلونة وريال مدريد على ملعب 'سانتياجو برنابيو'، ضمن واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة وترقبًا.
ويأتي هذا اللقاء في ظروف خاصة لتشيزني، الذي سيتولى حراسة مرمى برشلونة أساسيًا بسبب إصابة الحارس الشاب خوان جارسيا في مباراة الفريق أمام أفييدو، ليجد نفسه فجأة في قلب العاصفة أمام مهاجم بدأ الموسم بأداء إعجازي، بعدما رفع رصيده التهديفي إلى 15 هدفًا حتى الآن في مختلف البطولات.
ضحايا مبابي.. وتشيزني في الصدارة
يملك كيليان مبابي سجلًا مرعبًا أمام تشيزني، إذ تمكن من زيارة شباكه ثماني مرات في خمس مباريات فقط، وهو رقم لم يسبق لأي مهاجم آخر تحقيقه ضد الحارس البولندي طوال مسيرته الاحترافية الطويلة، سواء في أرسنال أو روما أو يوفنتوس أو برشلونة.
خلال الموسم الماضي وحده، أحرز مبابي خمسة أهداف في مرمى تشيزني، ليصبح بالنسبة لجماهير الريال 'العدو المفضل'، ولجماهير برشلونة 'الكابوس الدائم' الذي لا يرحم.
وعندما سُئل تشيزني عن شعوره تجاه مواجهة النجم الفرنسي مرة أخرى، أجاب بابتسامة واقعية في مقابلة مع شبكة 'إليفن سبورتس' قائلاً: 'لا.. لا أشعر بالخوف، لكني أكن له احترامًا كبيرًا. أعتقد أن كيليان من أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق'.
وأضاف الحارس البولندي: 'مبابي يشكّل تهديدًا دائمًا أمام أي مرمى، ومن الواضح أن لديه موهبة خاصة ضدي أيضًا. لا أظن أن أحدًا تمكن من تسجيل هذا العدد من الأهداف في مرماي خلال عدد محدود من المباريات. هذا يعكس مدى جودته وتميّزه'.
الفرصة الثامنة.. محاولة كسر اللعنة
رغم التفوق الفردي لمبابي على تشيزني في الأرقام، فإن الحارس البولندي يحتفظ بسجل جيد في النتائج الجماعية أمامه، إذ خسر فقط مباراتين من أصل خمس، وكانت جميعها قبل انتقاله إلى برشلونة. ومنذ وصوله إلى الفريق الكتالوني، واجه مبابي ثلاث مرات وخرج فائزًا في جميعها، ما يمنحه دفعة معنوية إضافية قبل الكلاسيكو المرتقب.
وسيكون اللقاء المقبل بمثابة فرصة ذهبية لتشيزني لكسر 'اللعنة الشخصية' التي تلازمه أمام النجم الفرنسي، وتثبيت مكانته في قلوب جماهير برشلونة التي بدأت تتعلق به سريعًا بعد أدائه المميز في المباريات الأخيرة.
قصة عودة من الاعتزال
وراء هذا المشهد المثير حكاية إنسانية لا تقل درامية. فالحارس البولندي البالغ من العمر 35 عامًا كان قد أعلن اعتزاله كرة القدم نهائيًا في صيف عام 2024، عقب انتهاء عقده مع يوفنتوس الإيطالي، معتبرًا أنه أنهى مشواره في القمة.
لكن الأقدار قادته إلى عودة غير متوقعة بفضل نادي برشلونة، الذي وجد نفسه في مأزق بعد إصابة حارسه الأساسي مارك أندريه تير شتيجن في أكتوبر الماضي، واضطر للبحث عن بديل مجاني يمكن تسجيله خارج فترة القيد. وهنا ظهر اسم تشيزني، الذي وافق على العودة من الاعتزال لحماية عرين العملاق الكتالوني.
وكشفت والدة الحارس، السيدة أليشا تشيزني، عن تفاصيل القرار في تصريحات لصحيفة 'سبورت' الكتالونية، قائلة: 'فويتشيك شخص بالغ ويتخذ قراراته بنفسه. لم أضغط عليه أبدًا، لكني كنت أعلم أنه لو لم يأتِ عرض برشلونة، لكان قد اعتزل نهائيًا. لا يمكنك أن ترفض ناديًا مثل برشلونة'.
وأضافت الأم بفخر: 'من منا لا يحلم باللعب لبرشلونة؟ لقد كان صادقًا عندما قرر إنهاء مسيرته، لكن القدر منحه فرصة جديدة، وهو الآن سعيد وراضٍ، ويحلم بإضافة المزيد من الألقاب إلى سجله. نحن جميعًا نؤمن بأن برشلونة قادر على الفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم'.
كلاسيكو الذكريات الثقيلة
يدخل ريال مدريد اللقاء المقبل وهو مثقل بذكريات مؤلمة من الموسم الماضي، الذي تحوّل إلى كابوس في مواجهاته ضد برشلونة، بعدما فشل الفريق الملكي في تحقيق أي فوز على غريمه الأزلي خلال أربع مباريات كاملة، خسر خلالها ثلاث بطولات مباشرة لصالحه.
البداية جاءت في الليجا، حين التقيا في الجولة الحادية عشرة بتاريخ 26 أكتوبر، وهو نفس موعد الكلاسيكو الحالي تقريبًا. يومها أهان برشلونة مضيفه ريال مدريد بأربعة أهداف دون رد في أول كلاسيكو للمدرب الألماني هانز فليك مع الفريق الكتالوني، ليضع حدًا لسلسلة أنشيلوتي المظفرة التي امتدت لأربعة انتصارات متتالية.
وشهدت تلك المباراة تألق الثلاثي الهجومي لبرشلونة المكوّن من روبرت ليفاندوفسكي ولامين يامال ورافينيا، إذ تناوبوا على تسجيل رباعية نظيفة في الشوط الثاني.
وفي نهائي كأس السوبر الإسباني الذي أُقيم في السعودية، بدا أن ريال مدريد تعلم الدرس حين تقدم سريعًا بهدف لمبابي بعد خمس دقائق فقط، لكن برشلونة ردّ بخماسية ساحقة (5-2) حملت توقيع يامال ورافينيا (هدفين) وليفاندوفسكي وأليخاندرو بالدي، ليُتوّج باللقب عن جدارة.
ثم جاءت الضربة الثالثة في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم 26 أبريل 2025، عندما اعتقد الجميع أن الريال في طريقه لكسر العقدة بعد أن قلب تأخره بهدف إلى تقدم 2-1 بفضل مبابي وتشواميني، غير أن فيران توريس خطف التعادل في الدقيقة 84، قبل أن يسجل جوليس كوندي هدف الفوز الحاسم في الدقيقة 116 من الوقت الإضافي، ليحسم برشلونة اللقب مجددًا.
أما المواجهة الرابعة فكانت في الدور الثاني من الدوري الإسباني، على ملعب 'مونتجويك'، حيث تقدم ريال مدريد بهدفين مبكرين خلال أول 14 دقيقة، لكن برشلونة رد بريمونتادا جديدة، مسجلًا أربعة أهداف متتالية، ليُنهي اللقاء بفوز مثير 4-3 ويحسم لقب الليجا لصالحه رسميًا.
الآن، وبعد عام من الإذلال المتكرر، يدخل ريال مدريد الكلاسيكو المقبل بشعار 'الثأر أو لا شيء'، بينما يسعى برشلونة لتأكيد سطوته ومواصلة سيطرته المطلقة على الغريم الملكي. وبين مبابي المتوهج وتشيزني الباحث عن الغفران، تشتعل قصة كلاسيكو جديد قد يحمل عنوانًا واحدًا: الاحترام لا يمنع الخوف، والخوف لا يمنع المجد.
أخبار اليوم - لم يتمالك الحارس البولندي فويتشيك تشيزني نفسه من الضحك عندما وُجِّه إليه سؤال مباشر عما إذا كان يشعر بالخوف من الفرنسي كيليان مبابي، نجم ريال مدريد وهدافه الأول هذا الموسم. لم يكن السؤال عبثيًا، بل جاء محمّلًا بتاريخٍ طويل من المواجهات التي جعلت من تشيزني أحد 'ضحايا' مبابي المفضلين عبر السنوات.
فوفقًا لما أوردته صحيفة 'سبورت' الإسبانية، يستعد الحارس البولندي لخوض مواجهة جديدة أمام مبابي غدا الأحد، في كلاسيكو الأرض الذي سيجمع برشلونة وريال مدريد على ملعب 'سانتياجو برنابيو'، ضمن واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة وترقبًا.
ويأتي هذا اللقاء في ظروف خاصة لتشيزني، الذي سيتولى حراسة مرمى برشلونة أساسيًا بسبب إصابة الحارس الشاب خوان جارسيا في مباراة الفريق أمام أفييدو، ليجد نفسه فجأة في قلب العاصفة أمام مهاجم بدأ الموسم بأداء إعجازي، بعدما رفع رصيده التهديفي إلى 15 هدفًا حتى الآن في مختلف البطولات.
ضحايا مبابي.. وتشيزني في الصدارة
يملك كيليان مبابي سجلًا مرعبًا أمام تشيزني، إذ تمكن من زيارة شباكه ثماني مرات في خمس مباريات فقط، وهو رقم لم يسبق لأي مهاجم آخر تحقيقه ضد الحارس البولندي طوال مسيرته الاحترافية الطويلة، سواء في أرسنال أو روما أو يوفنتوس أو برشلونة.
خلال الموسم الماضي وحده، أحرز مبابي خمسة أهداف في مرمى تشيزني، ليصبح بالنسبة لجماهير الريال 'العدو المفضل'، ولجماهير برشلونة 'الكابوس الدائم' الذي لا يرحم.
وعندما سُئل تشيزني عن شعوره تجاه مواجهة النجم الفرنسي مرة أخرى، أجاب بابتسامة واقعية في مقابلة مع شبكة 'إليفن سبورتس' قائلاً: 'لا.. لا أشعر بالخوف، لكني أكن له احترامًا كبيرًا. أعتقد أن كيليان من أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق'.
وأضاف الحارس البولندي: 'مبابي يشكّل تهديدًا دائمًا أمام أي مرمى، ومن الواضح أن لديه موهبة خاصة ضدي أيضًا. لا أظن أن أحدًا تمكن من تسجيل هذا العدد من الأهداف في مرماي خلال عدد محدود من المباريات. هذا يعكس مدى جودته وتميّزه'.
الفرصة الثامنة.. محاولة كسر اللعنة
رغم التفوق الفردي لمبابي على تشيزني في الأرقام، فإن الحارس البولندي يحتفظ بسجل جيد في النتائج الجماعية أمامه، إذ خسر فقط مباراتين من أصل خمس، وكانت جميعها قبل انتقاله إلى برشلونة. ومنذ وصوله إلى الفريق الكتالوني، واجه مبابي ثلاث مرات وخرج فائزًا في جميعها، ما يمنحه دفعة معنوية إضافية قبل الكلاسيكو المرتقب.
وسيكون اللقاء المقبل بمثابة فرصة ذهبية لتشيزني لكسر 'اللعنة الشخصية' التي تلازمه أمام النجم الفرنسي، وتثبيت مكانته في قلوب جماهير برشلونة التي بدأت تتعلق به سريعًا بعد أدائه المميز في المباريات الأخيرة.
قصة عودة من الاعتزال
وراء هذا المشهد المثير حكاية إنسانية لا تقل درامية. فالحارس البولندي البالغ من العمر 35 عامًا كان قد أعلن اعتزاله كرة القدم نهائيًا في صيف عام 2024، عقب انتهاء عقده مع يوفنتوس الإيطالي، معتبرًا أنه أنهى مشواره في القمة.
لكن الأقدار قادته إلى عودة غير متوقعة بفضل نادي برشلونة، الذي وجد نفسه في مأزق بعد إصابة حارسه الأساسي مارك أندريه تير شتيجن في أكتوبر الماضي، واضطر للبحث عن بديل مجاني يمكن تسجيله خارج فترة القيد. وهنا ظهر اسم تشيزني، الذي وافق على العودة من الاعتزال لحماية عرين العملاق الكتالوني.
وكشفت والدة الحارس، السيدة أليشا تشيزني، عن تفاصيل القرار في تصريحات لصحيفة 'سبورت' الكتالونية، قائلة: 'فويتشيك شخص بالغ ويتخذ قراراته بنفسه. لم أضغط عليه أبدًا، لكني كنت أعلم أنه لو لم يأتِ عرض برشلونة، لكان قد اعتزل نهائيًا. لا يمكنك أن ترفض ناديًا مثل برشلونة'.
وأضافت الأم بفخر: 'من منا لا يحلم باللعب لبرشلونة؟ لقد كان صادقًا عندما قرر إنهاء مسيرته، لكن القدر منحه فرصة جديدة، وهو الآن سعيد وراضٍ، ويحلم بإضافة المزيد من الألقاب إلى سجله. نحن جميعًا نؤمن بأن برشلونة قادر على الفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم'.
كلاسيكو الذكريات الثقيلة
يدخل ريال مدريد اللقاء المقبل وهو مثقل بذكريات مؤلمة من الموسم الماضي، الذي تحوّل إلى كابوس في مواجهاته ضد برشلونة، بعدما فشل الفريق الملكي في تحقيق أي فوز على غريمه الأزلي خلال أربع مباريات كاملة، خسر خلالها ثلاث بطولات مباشرة لصالحه.
البداية جاءت في الليجا، حين التقيا في الجولة الحادية عشرة بتاريخ 26 أكتوبر، وهو نفس موعد الكلاسيكو الحالي تقريبًا. يومها أهان برشلونة مضيفه ريال مدريد بأربعة أهداف دون رد في أول كلاسيكو للمدرب الألماني هانز فليك مع الفريق الكتالوني، ليضع حدًا لسلسلة أنشيلوتي المظفرة التي امتدت لأربعة انتصارات متتالية.
وشهدت تلك المباراة تألق الثلاثي الهجومي لبرشلونة المكوّن من روبرت ليفاندوفسكي ولامين يامال ورافينيا، إذ تناوبوا على تسجيل رباعية نظيفة في الشوط الثاني.
وفي نهائي كأس السوبر الإسباني الذي أُقيم في السعودية، بدا أن ريال مدريد تعلم الدرس حين تقدم سريعًا بهدف لمبابي بعد خمس دقائق فقط، لكن برشلونة ردّ بخماسية ساحقة (5-2) حملت توقيع يامال ورافينيا (هدفين) وليفاندوفسكي وأليخاندرو بالدي، ليُتوّج باللقب عن جدارة.
ثم جاءت الضربة الثالثة في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم 26 أبريل 2025، عندما اعتقد الجميع أن الريال في طريقه لكسر العقدة بعد أن قلب تأخره بهدف إلى تقدم 2-1 بفضل مبابي وتشواميني، غير أن فيران توريس خطف التعادل في الدقيقة 84، قبل أن يسجل جوليس كوندي هدف الفوز الحاسم في الدقيقة 116 من الوقت الإضافي، ليحسم برشلونة اللقب مجددًا.
أما المواجهة الرابعة فكانت في الدور الثاني من الدوري الإسباني، على ملعب 'مونتجويك'، حيث تقدم ريال مدريد بهدفين مبكرين خلال أول 14 دقيقة، لكن برشلونة رد بريمونتادا جديدة، مسجلًا أربعة أهداف متتالية، ليُنهي اللقاء بفوز مثير 4-3 ويحسم لقب الليجا لصالحه رسميًا.
الآن، وبعد عام من الإذلال المتكرر، يدخل ريال مدريد الكلاسيكو المقبل بشعار 'الثأر أو لا شيء'، بينما يسعى برشلونة لتأكيد سطوته ومواصلة سيطرته المطلقة على الغريم الملكي. وبين مبابي المتوهج وتشيزني الباحث عن الغفران، تشتعل قصة كلاسيكو جديد قد يحمل عنوانًا واحدًا: الاحترام لا يمنع الخوف، والخوف لا يمنع المجد.
أخبار اليوم - لم يتمالك الحارس البولندي فويتشيك تشيزني نفسه من الضحك عندما وُجِّه إليه سؤال مباشر عما إذا كان يشعر بالخوف من الفرنسي كيليان مبابي، نجم ريال مدريد وهدافه الأول هذا الموسم. لم يكن السؤال عبثيًا، بل جاء محمّلًا بتاريخٍ طويل من المواجهات التي جعلت من تشيزني أحد 'ضحايا' مبابي المفضلين عبر السنوات.
فوفقًا لما أوردته صحيفة 'سبورت' الإسبانية، يستعد الحارس البولندي لخوض مواجهة جديدة أمام مبابي غدا الأحد، في كلاسيكو الأرض الذي سيجمع برشلونة وريال مدريد على ملعب 'سانتياجو برنابيو'، ضمن واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة وترقبًا.
ويأتي هذا اللقاء في ظروف خاصة لتشيزني، الذي سيتولى حراسة مرمى برشلونة أساسيًا بسبب إصابة الحارس الشاب خوان جارسيا في مباراة الفريق أمام أفييدو، ليجد نفسه فجأة في قلب العاصفة أمام مهاجم بدأ الموسم بأداء إعجازي، بعدما رفع رصيده التهديفي إلى 15 هدفًا حتى الآن في مختلف البطولات.
ضحايا مبابي.. وتشيزني في الصدارة
يملك كيليان مبابي سجلًا مرعبًا أمام تشيزني، إذ تمكن من زيارة شباكه ثماني مرات في خمس مباريات فقط، وهو رقم لم يسبق لأي مهاجم آخر تحقيقه ضد الحارس البولندي طوال مسيرته الاحترافية الطويلة، سواء في أرسنال أو روما أو يوفنتوس أو برشلونة.
خلال الموسم الماضي وحده، أحرز مبابي خمسة أهداف في مرمى تشيزني، ليصبح بالنسبة لجماهير الريال 'العدو المفضل'، ولجماهير برشلونة 'الكابوس الدائم' الذي لا يرحم.
وعندما سُئل تشيزني عن شعوره تجاه مواجهة النجم الفرنسي مرة أخرى، أجاب بابتسامة واقعية في مقابلة مع شبكة 'إليفن سبورتس' قائلاً: 'لا.. لا أشعر بالخوف، لكني أكن له احترامًا كبيرًا. أعتقد أن كيليان من أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق'.
وأضاف الحارس البولندي: 'مبابي يشكّل تهديدًا دائمًا أمام أي مرمى، ومن الواضح أن لديه موهبة خاصة ضدي أيضًا. لا أظن أن أحدًا تمكن من تسجيل هذا العدد من الأهداف في مرماي خلال عدد محدود من المباريات. هذا يعكس مدى جودته وتميّزه'.
الفرصة الثامنة.. محاولة كسر اللعنة
رغم التفوق الفردي لمبابي على تشيزني في الأرقام، فإن الحارس البولندي يحتفظ بسجل جيد في النتائج الجماعية أمامه، إذ خسر فقط مباراتين من أصل خمس، وكانت جميعها قبل انتقاله إلى برشلونة. ومنذ وصوله إلى الفريق الكتالوني، واجه مبابي ثلاث مرات وخرج فائزًا في جميعها، ما يمنحه دفعة معنوية إضافية قبل الكلاسيكو المرتقب.
وسيكون اللقاء المقبل بمثابة فرصة ذهبية لتشيزني لكسر 'اللعنة الشخصية' التي تلازمه أمام النجم الفرنسي، وتثبيت مكانته في قلوب جماهير برشلونة التي بدأت تتعلق به سريعًا بعد أدائه المميز في المباريات الأخيرة.
قصة عودة من الاعتزال
وراء هذا المشهد المثير حكاية إنسانية لا تقل درامية. فالحارس البولندي البالغ من العمر 35 عامًا كان قد أعلن اعتزاله كرة القدم نهائيًا في صيف عام 2024، عقب انتهاء عقده مع يوفنتوس الإيطالي، معتبرًا أنه أنهى مشواره في القمة.
لكن الأقدار قادته إلى عودة غير متوقعة بفضل نادي برشلونة، الذي وجد نفسه في مأزق بعد إصابة حارسه الأساسي مارك أندريه تير شتيجن في أكتوبر الماضي، واضطر للبحث عن بديل مجاني يمكن تسجيله خارج فترة القيد. وهنا ظهر اسم تشيزني، الذي وافق على العودة من الاعتزال لحماية عرين العملاق الكتالوني.
وكشفت والدة الحارس، السيدة أليشا تشيزني، عن تفاصيل القرار في تصريحات لصحيفة 'سبورت' الكتالونية، قائلة: 'فويتشيك شخص بالغ ويتخذ قراراته بنفسه. لم أضغط عليه أبدًا، لكني كنت أعلم أنه لو لم يأتِ عرض برشلونة، لكان قد اعتزل نهائيًا. لا يمكنك أن ترفض ناديًا مثل برشلونة'.
وأضافت الأم بفخر: 'من منا لا يحلم باللعب لبرشلونة؟ لقد كان صادقًا عندما قرر إنهاء مسيرته، لكن القدر منحه فرصة جديدة، وهو الآن سعيد وراضٍ، ويحلم بإضافة المزيد من الألقاب إلى سجله. نحن جميعًا نؤمن بأن برشلونة قادر على الفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم'.
كلاسيكو الذكريات الثقيلة
يدخل ريال مدريد اللقاء المقبل وهو مثقل بذكريات مؤلمة من الموسم الماضي، الذي تحوّل إلى كابوس في مواجهاته ضد برشلونة، بعدما فشل الفريق الملكي في تحقيق أي فوز على غريمه الأزلي خلال أربع مباريات كاملة، خسر خلالها ثلاث بطولات مباشرة لصالحه.
البداية جاءت في الليجا، حين التقيا في الجولة الحادية عشرة بتاريخ 26 أكتوبر، وهو نفس موعد الكلاسيكو الحالي تقريبًا. يومها أهان برشلونة مضيفه ريال مدريد بأربعة أهداف دون رد في أول كلاسيكو للمدرب الألماني هانز فليك مع الفريق الكتالوني، ليضع حدًا لسلسلة أنشيلوتي المظفرة التي امتدت لأربعة انتصارات متتالية.
وشهدت تلك المباراة تألق الثلاثي الهجومي لبرشلونة المكوّن من روبرت ليفاندوفسكي ولامين يامال ورافينيا، إذ تناوبوا على تسجيل رباعية نظيفة في الشوط الثاني.
وفي نهائي كأس السوبر الإسباني الذي أُقيم في السعودية، بدا أن ريال مدريد تعلم الدرس حين تقدم سريعًا بهدف لمبابي بعد خمس دقائق فقط، لكن برشلونة ردّ بخماسية ساحقة (5-2) حملت توقيع يامال ورافينيا (هدفين) وليفاندوفسكي وأليخاندرو بالدي، ليُتوّج باللقب عن جدارة.
ثم جاءت الضربة الثالثة في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم 26 أبريل 2025، عندما اعتقد الجميع أن الريال في طريقه لكسر العقدة بعد أن قلب تأخره بهدف إلى تقدم 2-1 بفضل مبابي وتشواميني، غير أن فيران توريس خطف التعادل في الدقيقة 84، قبل أن يسجل جوليس كوندي هدف الفوز الحاسم في الدقيقة 116 من الوقت الإضافي، ليحسم برشلونة اللقب مجددًا.
أما المواجهة الرابعة فكانت في الدور الثاني من الدوري الإسباني، على ملعب 'مونتجويك'، حيث تقدم ريال مدريد بهدفين مبكرين خلال أول 14 دقيقة، لكن برشلونة رد بريمونتادا جديدة، مسجلًا أربعة أهداف متتالية، ليُنهي اللقاء بفوز مثير 4-3 ويحسم لقب الليجا لصالحه رسميًا.
الآن، وبعد عام من الإذلال المتكرر، يدخل ريال مدريد الكلاسيكو المقبل بشعار 'الثأر أو لا شيء'، بينما يسعى برشلونة لتأكيد سطوته ومواصلة سيطرته المطلقة على الغريم الملكي. وبين مبابي المتوهج وتشيزني الباحث عن الغفران، تشتعل قصة كلاسيكو جديد قد يحمل عنوانًا واحدًا: الاحترام لا يمنع الخوف، والخوف لا يمنع المجد.
التعليقات