أخبار اليوم - تثير قضية إغلاق قاعات المحاضرات في وجه الطلبة المتأخرين نقاشًا تربويًا متجددًا في الأوساط الجامعية، بين ما يُعدّ التزامًا أكاديميًا يهدف إلى احترام النظام والانضباط، وبين ما يُنظر إليه كتصرف يقيد حق الطالب في التعلم ويصطدم بروح العملية التعليمية.
فالجامعة ليست مكانًا للامتحان في الوقت بقدر ما هي مساحة لتشكيل الوعي والسلوك. حين يُمنع الطالب من دخول القاعة بعد دقائق من التأخير، تُطرح أسئلة تتجاوز الموقف الظاهري: هل الغاية من المحاضرة هي فرض النظام أم إيصال المعرفة؟ وهل الانضباط الجامد يحقق نتائج تربوية، أم يولّد شعورًا بالرفض والعقاب؟
في البيئة الجامعية، يعيش الطلبة ظروفًا متباينة؛ بعضهم يتنقّل بين كليات متباعدة جغرافيًا، وآخرون يعانون من صعوبة المواصلات أو ازدحام الطرق. ومع ذلك، يتوقع النظام الجامعي منهم الالتزام الدقيق بمواعيد المحاضرات، الأمر الذي يخلق صدامًا بين النص الجامد للأنظمة والواقع اليومي للطلبة.
من زاوية تربوية، يرى مختصون أن الانضباط لا يُبنى بالعقوبة، بل بالقدوة والإقناع، وأن الدور الحقيقي للأستاذ هو غرس احترام الوقت كقيمة أخلاقية، لا فرضه كإجراء عقابي. فالأستاذ الذي يعلّم باللين والاحترام يزرع في طلابه الدافعية والمسؤولية، بينما يغلق الباب أمامهم فيتعلمون الخوف لا الانضباط.
وفي المقابل، يذهب البعض إلى أن فتح الباب أمام المتأخرين دون ضابطٍ واضح يضعف هيبة القاعة الأكاديمية ويؤدي إلى فوضى في نظام التعليم، فالمحاضرة زمن محدد لا يجوز تجاوزه بلا مبرر، وإلا فقدت العملية التعليمية توازنها بين الحرية والنظام.
تلك المفارقة بين 'الانضباط' و'الرحمة' تختصر جوهر السؤال التربوي الأكبر: كيف نوازن بين القواعد والإنسان؟ فالمؤسسة الأكاديمية الناجحة هي التي تُعلّم الطالب قيمة الوقت دون أن تهينه، وتغرس فيه احترام النظام دون أن تطفئ فيه شغف المعرفة.
وهكذا يبقى الباب المغلق رمزًا لتحدٍ أعمق: هل نحن في جامعات تزرع الفكر، أم في مؤسسات تقيس الالتزام بالساعة والباب؟
أخبار اليوم - تثير قضية إغلاق قاعات المحاضرات في وجه الطلبة المتأخرين نقاشًا تربويًا متجددًا في الأوساط الجامعية، بين ما يُعدّ التزامًا أكاديميًا يهدف إلى احترام النظام والانضباط، وبين ما يُنظر إليه كتصرف يقيد حق الطالب في التعلم ويصطدم بروح العملية التعليمية.
فالجامعة ليست مكانًا للامتحان في الوقت بقدر ما هي مساحة لتشكيل الوعي والسلوك. حين يُمنع الطالب من دخول القاعة بعد دقائق من التأخير، تُطرح أسئلة تتجاوز الموقف الظاهري: هل الغاية من المحاضرة هي فرض النظام أم إيصال المعرفة؟ وهل الانضباط الجامد يحقق نتائج تربوية، أم يولّد شعورًا بالرفض والعقاب؟
في البيئة الجامعية، يعيش الطلبة ظروفًا متباينة؛ بعضهم يتنقّل بين كليات متباعدة جغرافيًا، وآخرون يعانون من صعوبة المواصلات أو ازدحام الطرق. ومع ذلك، يتوقع النظام الجامعي منهم الالتزام الدقيق بمواعيد المحاضرات، الأمر الذي يخلق صدامًا بين النص الجامد للأنظمة والواقع اليومي للطلبة.
من زاوية تربوية، يرى مختصون أن الانضباط لا يُبنى بالعقوبة، بل بالقدوة والإقناع، وأن الدور الحقيقي للأستاذ هو غرس احترام الوقت كقيمة أخلاقية، لا فرضه كإجراء عقابي. فالأستاذ الذي يعلّم باللين والاحترام يزرع في طلابه الدافعية والمسؤولية، بينما يغلق الباب أمامهم فيتعلمون الخوف لا الانضباط.
وفي المقابل، يذهب البعض إلى أن فتح الباب أمام المتأخرين دون ضابطٍ واضح يضعف هيبة القاعة الأكاديمية ويؤدي إلى فوضى في نظام التعليم، فالمحاضرة زمن محدد لا يجوز تجاوزه بلا مبرر، وإلا فقدت العملية التعليمية توازنها بين الحرية والنظام.
تلك المفارقة بين 'الانضباط' و'الرحمة' تختصر جوهر السؤال التربوي الأكبر: كيف نوازن بين القواعد والإنسان؟ فالمؤسسة الأكاديمية الناجحة هي التي تُعلّم الطالب قيمة الوقت دون أن تهينه، وتغرس فيه احترام النظام دون أن تطفئ فيه شغف المعرفة.
وهكذا يبقى الباب المغلق رمزًا لتحدٍ أعمق: هل نحن في جامعات تزرع الفكر، أم في مؤسسات تقيس الالتزام بالساعة والباب؟
أخبار اليوم - تثير قضية إغلاق قاعات المحاضرات في وجه الطلبة المتأخرين نقاشًا تربويًا متجددًا في الأوساط الجامعية، بين ما يُعدّ التزامًا أكاديميًا يهدف إلى احترام النظام والانضباط، وبين ما يُنظر إليه كتصرف يقيد حق الطالب في التعلم ويصطدم بروح العملية التعليمية.
فالجامعة ليست مكانًا للامتحان في الوقت بقدر ما هي مساحة لتشكيل الوعي والسلوك. حين يُمنع الطالب من دخول القاعة بعد دقائق من التأخير، تُطرح أسئلة تتجاوز الموقف الظاهري: هل الغاية من المحاضرة هي فرض النظام أم إيصال المعرفة؟ وهل الانضباط الجامد يحقق نتائج تربوية، أم يولّد شعورًا بالرفض والعقاب؟
في البيئة الجامعية، يعيش الطلبة ظروفًا متباينة؛ بعضهم يتنقّل بين كليات متباعدة جغرافيًا، وآخرون يعانون من صعوبة المواصلات أو ازدحام الطرق. ومع ذلك، يتوقع النظام الجامعي منهم الالتزام الدقيق بمواعيد المحاضرات، الأمر الذي يخلق صدامًا بين النص الجامد للأنظمة والواقع اليومي للطلبة.
من زاوية تربوية، يرى مختصون أن الانضباط لا يُبنى بالعقوبة، بل بالقدوة والإقناع، وأن الدور الحقيقي للأستاذ هو غرس احترام الوقت كقيمة أخلاقية، لا فرضه كإجراء عقابي. فالأستاذ الذي يعلّم باللين والاحترام يزرع في طلابه الدافعية والمسؤولية، بينما يغلق الباب أمامهم فيتعلمون الخوف لا الانضباط.
وفي المقابل، يذهب البعض إلى أن فتح الباب أمام المتأخرين دون ضابطٍ واضح يضعف هيبة القاعة الأكاديمية ويؤدي إلى فوضى في نظام التعليم، فالمحاضرة زمن محدد لا يجوز تجاوزه بلا مبرر، وإلا فقدت العملية التعليمية توازنها بين الحرية والنظام.
تلك المفارقة بين 'الانضباط' و'الرحمة' تختصر جوهر السؤال التربوي الأكبر: كيف نوازن بين القواعد والإنسان؟ فالمؤسسة الأكاديمية الناجحة هي التي تُعلّم الطالب قيمة الوقت دون أن تهينه، وتغرس فيه احترام النظام دون أن تطفئ فيه شغف المعرفة.
وهكذا يبقى الباب المغلق رمزًا لتحدٍ أعمق: هل نحن في جامعات تزرع الفكر، أم في مؤسسات تقيس الالتزام بالساعة والباب؟
التعليقات