أخبار اليوم - أعربت «شبكة أطباء السودان» عن قلقها البالغ إزاء ما وصفتها بـ«الجرائم المروعة» التي تشهدها مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، مشيرة إلى تقارير تفيد بوجود عشرات الجثث المكدّسة داخل المنازل، بعد أن منعت قوات «الدعم السريع» ذوي الضحايا من دفنهم، في حين أطلقت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر نداءً إنسانياً عاجلاً، حذّرت فيه من وجود جثث متناثرة على الطرقات بين مدينتي الفاشر وطويلة.
الموتى محاصرون
وقالت الشبكة، أمس الثلاثاء، إن «الأوضاع الإنسانية في بارا وصلت إلى مستوى كارثي»، موضحة أن «الموتى محاصرون في بيوتهم والأحياء ويعيشون تحت وطأة الرعب والجوع والعطش»، مع انقطاع كامل للاتصالات وانعدام الخدمات الطبية والإنسانية.
وأضافت أن المدينة تشهد موجات نزوح جماعي في ظروف قاسية، حيث يفرّ المدنيون سيراً على الأقدام دون غذاء أو مأوى، بينما تنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال وكبار السن.
واعتبرت أن ما يحدث في بارا «جريمة ضد الإنسانية»، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل وفتح ممرات آمنة للمدنيين وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاحت قوات الدعم السريع مدينة بارا، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة طاولت المدنيين العالقين في المدينة، حيث قتل العشرات ونزح المئات ولا يزال مصير العالقين داخل المدينة مجهولا، في ظل الانقطاع الكامل لخدمات الاتصال.
بالتزامن، أطلقت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر نداءً إنسانياً عاجلاً، حذّرت فيه من وجود جثث متناثرة على الطرقات بين مدينتي الفاشر وطويلة، مطالبة بتشكيل فرق إنقاذ واستجابة سريعة لانتشال الجثث وتقديم المساعدات للمصابين، في ظل ما وصفتها بـ«الظروف الكارثية والوقت الحرج».
ونشرت صورة لجثة سيدة وطفلتها، ملقية في الطريق في وضع سيئ، مشيرة إلى أن عشرات المدنيين الذين حاولوا الفرار من الفاشر عقب اجتياح «الدعم» قتلوا، بينما تركت جثثهم في أوضاع غير إنسانية.
وفي ظل الاتهامات التي طالت قوات «الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات واسعة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال كردفان، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه بدأ باتخاذ خطوات لجمع الأدلة المتعلقة بـ«الجرائم المزعومة في مدينة الفاشر»، لاستخدامها في ملاحقات قضائية مستقبلية.
ولم تعد المخاطر التي تواجه المدنيين في الفاشر تقتصر على الموت بجحيم الحرب فحسب، بل أصبح النزوح من المدينة التي سيطرت عليها مؤخرا «الدعم السريع» محفوفا بتحديات جسيمة.
النازحون يواجهون الاختطاف وطلب الفدية من قبل قوات «الدعم»
تلك التحديات تتمثل بطول المسافات الواجب قطعها وما يصاحب الرحلة من جوع وعطش، وتعذيب واختطاف من قبل «الدعم» طلبا للفدية أو مواجهة الموت.
والسبت، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في بيان، إن النازحين من الفاشر قطعوا 60 كيلومترا مشيا على الأقدام إلى منطقة «طويلة» من دون طعام أو ماء. وتشح الأنباء عن الموجودين في المدينة، والذين يقدرون بعشرات الآلاف، جراء انقطاع الاتصالات، إلا من بعض أحاديث الناجين الذين وصلوا إلى منطقة طويلة.
ويزداد الوضع الإنساني سوءا جراء انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية، حسب المنظمات الدولية التي ما زالت تطلق تحذيراتها من الكارثة الإنسانية في الفاشر ومحيطها ومناطق النزوح الجديدة التي لجأ إليها سكان المدينة.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت «قوات الدعم السريع» على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
بعدها بأيام أقرّ قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) بارتكاب «تجاوزات» من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
ويروي النازحون من الفاشر أهوال الطريق ومشاهد الموت وما تعرضوا له من تعذيب وضرب من قبل «الدعم السريع»، بالإضافة إلى سلب ما يحملون من مقتنيات.
وفي مقطع فيديو بثه مجلس تنسيق غرف طوارئ طويلة (لجنة إغاثية) عبر منصة «فيسبوك»، تقول النازحة من الفاشر فاطمة يحيى إن ابنة اختها (13 عاما) «اختطفت في الفاشر من أمها ولا نعرف مصيرها». وزادت: «لا نريد شيئا سوى أن يطلق سراحها».
وسبق أن قالت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية سليمى إسحاق إن «قوات الدعم السريع» قتلت نحو 300 امرأة واغتصبت 25 في مدينة الفاشر ضمن «تطهير عرقي ممنهج».
وليس الموت هو الخطر الوحيد الذي يواجه نازحي الفاشر، بل يواجههم أيضا الاختطاف وطلب الفدية من قبل «قوات الدعم السريع». وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عن الاختطاف من قبل «الدعم» للمدنيين في الفاشر طلبا للفدية. وينشر الخاطف مقطع فيديو للمخطوف وهو تحت التهديد، مطالبا أهله وذويه بإرسال أموال عبر تطبيقات بنكية من أجل إطلاق سراحه، أو يكون مصيره الموت.
وعن هذه الظاهرة، يقول رئيس الإدارة الأهلية في محلية شطايا في جنوب دارفور أبو القاسم عمر قندول، إن «حصار الدعم السريع للمواطنين في الفاشر 500 يوم دون دخول طعام أو علاج وما تبعه من معارك شديدة، أرغم عددا كبيرا من المواطنين على مغادرة المدينة».
وأضاف أن «المواطنين يخرجون إلى منطقة طويلة أقرب المناطق الآمنة من الفاشر، وهم في الطريق توجد قوات الدعم السريع التي تلقي القبض عليهم». و«بعد القبض عليهم يحققون معهم، ثم يطلبون أموالا من أجل إطلاق سراحهم»، وفق قندول الذي قال: «أعرف أشخاصا تم أخذ أموال فدية من ذويهم لإطلاق سراحهم».
ومتحدثا عن بعض الحالات، تابع قندول: «دفعنا 20 مليون جنيه (الدولار يعادل 3700 جنيه) لإطلاق سراح 3 أشخاص، ودفعنا 18مليون جنيه لإطلاق سراح شخصين».
وأكد أن «هؤلاء الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم وصلوا إلى طويلة».
أطفال من دون ذويهم
إلى ذلك، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من ارتفاع أعداد الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في السودان، وذلك بعد يوم من سيطرة قوات» الدعم» على مدينة الفاشر.
وقالت اللجنة إن الفتيان والفتيات ينفصلون عن أسرهم أثناء الفرار.
وأوضحت أنه خلال الأيام القليلة الماضية، تم تسجيل 170 طفلا بمفردهم من دون ذويهم في طويلة. وأشارت اللجنة إلى أن الكثير منهم لا يستطيعون حتى ذكر أسمائهم أو مكان إقامتهم، كما لا يوجد أثر لمكان أسرهم.
أخبار اليوم - أعربت «شبكة أطباء السودان» عن قلقها البالغ إزاء ما وصفتها بـ«الجرائم المروعة» التي تشهدها مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، مشيرة إلى تقارير تفيد بوجود عشرات الجثث المكدّسة داخل المنازل، بعد أن منعت قوات «الدعم السريع» ذوي الضحايا من دفنهم، في حين أطلقت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر نداءً إنسانياً عاجلاً، حذّرت فيه من وجود جثث متناثرة على الطرقات بين مدينتي الفاشر وطويلة.
الموتى محاصرون
وقالت الشبكة، أمس الثلاثاء، إن «الأوضاع الإنسانية في بارا وصلت إلى مستوى كارثي»، موضحة أن «الموتى محاصرون في بيوتهم والأحياء ويعيشون تحت وطأة الرعب والجوع والعطش»، مع انقطاع كامل للاتصالات وانعدام الخدمات الطبية والإنسانية.
وأضافت أن المدينة تشهد موجات نزوح جماعي في ظروف قاسية، حيث يفرّ المدنيون سيراً على الأقدام دون غذاء أو مأوى، بينما تنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال وكبار السن.
واعتبرت أن ما يحدث في بارا «جريمة ضد الإنسانية»، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل وفتح ممرات آمنة للمدنيين وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاحت قوات الدعم السريع مدينة بارا، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة طاولت المدنيين العالقين في المدينة، حيث قتل العشرات ونزح المئات ولا يزال مصير العالقين داخل المدينة مجهولا، في ظل الانقطاع الكامل لخدمات الاتصال.
بالتزامن، أطلقت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر نداءً إنسانياً عاجلاً، حذّرت فيه من وجود جثث متناثرة على الطرقات بين مدينتي الفاشر وطويلة، مطالبة بتشكيل فرق إنقاذ واستجابة سريعة لانتشال الجثث وتقديم المساعدات للمصابين، في ظل ما وصفتها بـ«الظروف الكارثية والوقت الحرج».
ونشرت صورة لجثة سيدة وطفلتها، ملقية في الطريق في وضع سيئ، مشيرة إلى أن عشرات المدنيين الذين حاولوا الفرار من الفاشر عقب اجتياح «الدعم» قتلوا، بينما تركت جثثهم في أوضاع غير إنسانية.
وفي ظل الاتهامات التي طالت قوات «الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات واسعة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال كردفان، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه بدأ باتخاذ خطوات لجمع الأدلة المتعلقة بـ«الجرائم المزعومة في مدينة الفاشر»، لاستخدامها في ملاحقات قضائية مستقبلية.
ولم تعد المخاطر التي تواجه المدنيين في الفاشر تقتصر على الموت بجحيم الحرب فحسب، بل أصبح النزوح من المدينة التي سيطرت عليها مؤخرا «الدعم السريع» محفوفا بتحديات جسيمة.
النازحون يواجهون الاختطاف وطلب الفدية من قبل قوات «الدعم»
تلك التحديات تتمثل بطول المسافات الواجب قطعها وما يصاحب الرحلة من جوع وعطش، وتعذيب واختطاف من قبل «الدعم» طلبا للفدية أو مواجهة الموت.
والسبت، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في بيان، إن النازحين من الفاشر قطعوا 60 كيلومترا مشيا على الأقدام إلى منطقة «طويلة» من دون طعام أو ماء. وتشح الأنباء عن الموجودين في المدينة، والذين يقدرون بعشرات الآلاف، جراء انقطاع الاتصالات، إلا من بعض أحاديث الناجين الذين وصلوا إلى منطقة طويلة.
ويزداد الوضع الإنساني سوءا جراء انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية، حسب المنظمات الدولية التي ما زالت تطلق تحذيراتها من الكارثة الإنسانية في الفاشر ومحيطها ومناطق النزوح الجديدة التي لجأ إليها سكان المدينة.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت «قوات الدعم السريع» على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
بعدها بأيام أقرّ قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) بارتكاب «تجاوزات» من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
ويروي النازحون من الفاشر أهوال الطريق ومشاهد الموت وما تعرضوا له من تعذيب وضرب من قبل «الدعم السريع»، بالإضافة إلى سلب ما يحملون من مقتنيات.
وفي مقطع فيديو بثه مجلس تنسيق غرف طوارئ طويلة (لجنة إغاثية) عبر منصة «فيسبوك»، تقول النازحة من الفاشر فاطمة يحيى إن ابنة اختها (13 عاما) «اختطفت في الفاشر من أمها ولا نعرف مصيرها». وزادت: «لا نريد شيئا سوى أن يطلق سراحها».
وسبق أن قالت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية سليمى إسحاق إن «قوات الدعم السريع» قتلت نحو 300 امرأة واغتصبت 25 في مدينة الفاشر ضمن «تطهير عرقي ممنهج».
وليس الموت هو الخطر الوحيد الذي يواجه نازحي الفاشر، بل يواجههم أيضا الاختطاف وطلب الفدية من قبل «قوات الدعم السريع». وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عن الاختطاف من قبل «الدعم» للمدنيين في الفاشر طلبا للفدية. وينشر الخاطف مقطع فيديو للمخطوف وهو تحت التهديد، مطالبا أهله وذويه بإرسال أموال عبر تطبيقات بنكية من أجل إطلاق سراحه، أو يكون مصيره الموت.
وعن هذه الظاهرة، يقول رئيس الإدارة الأهلية في محلية شطايا في جنوب دارفور أبو القاسم عمر قندول، إن «حصار الدعم السريع للمواطنين في الفاشر 500 يوم دون دخول طعام أو علاج وما تبعه من معارك شديدة، أرغم عددا كبيرا من المواطنين على مغادرة المدينة».
وأضاف أن «المواطنين يخرجون إلى منطقة طويلة أقرب المناطق الآمنة من الفاشر، وهم في الطريق توجد قوات الدعم السريع التي تلقي القبض عليهم». و«بعد القبض عليهم يحققون معهم، ثم يطلبون أموالا من أجل إطلاق سراحهم»، وفق قندول الذي قال: «أعرف أشخاصا تم أخذ أموال فدية من ذويهم لإطلاق سراحهم».
ومتحدثا عن بعض الحالات، تابع قندول: «دفعنا 20 مليون جنيه (الدولار يعادل 3700 جنيه) لإطلاق سراح 3 أشخاص، ودفعنا 18مليون جنيه لإطلاق سراح شخصين».
وأكد أن «هؤلاء الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم وصلوا إلى طويلة».
أطفال من دون ذويهم
إلى ذلك، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من ارتفاع أعداد الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في السودان، وذلك بعد يوم من سيطرة قوات» الدعم» على مدينة الفاشر.
وقالت اللجنة إن الفتيان والفتيات ينفصلون عن أسرهم أثناء الفرار.
وأوضحت أنه خلال الأيام القليلة الماضية، تم تسجيل 170 طفلا بمفردهم من دون ذويهم في طويلة. وأشارت اللجنة إلى أن الكثير منهم لا يستطيعون حتى ذكر أسمائهم أو مكان إقامتهم، كما لا يوجد أثر لمكان أسرهم.
أخبار اليوم - أعربت «شبكة أطباء السودان» عن قلقها البالغ إزاء ما وصفتها بـ«الجرائم المروعة» التي تشهدها مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، مشيرة إلى تقارير تفيد بوجود عشرات الجثث المكدّسة داخل المنازل، بعد أن منعت قوات «الدعم السريع» ذوي الضحايا من دفنهم، في حين أطلقت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر نداءً إنسانياً عاجلاً، حذّرت فيه من وجود جثث متناثرة على الطرقات بين مدينتي الفاشر وطويلة.
الموتى محاصرون
وقالت الشبكة، أمس الثلاثاء، إن «الأوضاع الإنسانية في بارا وصلت إلى مستوى كارثي»، موضحة أن «الموتى محاصرون في بيوتهم والأحياء ويعيشون تحت وطأة الرعب والجوع والعطش»، مع انقطاع كامل للاتصالات وانعدام الخدمات الطبية والإنسانية.
وأضافت أن المدينة تشهد موجات نزوح جماعي في ظروف قاسية، حيث يفرّ المدنيون سيراً على الأقدام دون غذاء أو مأوى، بينما تنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال وكبار السن.
واعتبرت أن ما يحدث في بارا «جريمة ضد الإنسانية»، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل وفتح ممرات آمنة للمدنيين وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاحت قوات الدعم السريع مدينة بارا، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة طاولت المدنيين العالقين في المدينة، حيث قتل العشرات ونزح المئات ولا يزال مصير العالقين داخل المدينة مجهولا، في ظل الانقطاع الكامل لخدمات الاتصال.
بالتزامن، أطلقت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر نداءً إنسانياً عاجلاً، حذّرت فيه من وجود جثث متناثرة على الطرقات بين مدينتي الفاشر وطويلة، مطالبة بتشكيل فرق إنقاذ واستجابة سريعة لانتشال الجثث وتقديم المساعدات للمصابين، في ظل ما وصفتها بـ«الظروف الكارثية والوقت الحرج».
ونشرت صورة لجثة سيدة وطفلتها، ملقية في الطريق في وضع سيئ، مشيرة إلى أن عشرات المدنيين الذين حاولوا الفرار من الفاشر عقب اجتياح «الدعم» قتلوا، بينما تركت جثثهم في أوضاع غير إنسانية.
وفي ظل الاتهامات التي طالت قوات «الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات واسعة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال كردفان، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه بدأ باتخاذ خطوات لجمع الأدلة المتعلقة بـ«الجرائم المزعومة في مدينة الفاشر»، لاستخدامها في ملاحقات قضائية مستقبلية.
ولم تعد المخاطر التي تواجه المدنيين في الفاشر تقتصر على الموت بجحيم الحرب فحسب، بل أصبح النزوح من المدينة التي سيطرت عليها مؤخرا «الدعم السريع» محفوفا بتحديات جسيمة.
النازحون يواجهون الاختطاف وطلب الفدية من قبل قوات «الدعم»
تلك التحديات تتمثل بطول المسافات الواجب قطعها وما يصاحب الرحلة من جوع وعطش، وتعذيب واختطاف من قبل «الدعم» طلبا للفدية أو مواجهة الموت.
والسبت، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في بيان، إن النازحين من الفاشر قطعوا 60 كيلومترا مشيا على الأقدام إلى منطقة «طويلة» من دون طعام أو ماء. وتشح الأنباء عن الموجودين في المدينة، والذين يقدرون بعشرات الآلاف، جراء انقطاع الاتصالات، إلا من بعض أحاديث الناجين الذين وصلوا إلى منطقة طويلة.
ويزداد الوضع الإنساني سوءا جراء انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية، حسب المنظمات الدولية التي ما زالت تطلق تحذيراتها من الكارثة الإنسانية في الفاشر ومحيطها ومناطق النزوح الجديدة التي لجأ إليها سكان المدينة.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت «قوات الدعم السريع» على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
بعدها بأيام أقرّ قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) بارتكاب «تجاوزات» من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
ويروي النازحون من الفاشر أهوال الطريق ومشاهد الموت وما تعرضوا له من تعذيب وضرب من قبل «الدعم السريع»، بالإضافة إلى سلب ما يحملون من مقتنيات.
وفي مقطع فيديو بثه مجلس تنسيق غرف طوارئ طويلة (لجنة إغاثية) عبر منصة «فيسبوك»، تقول النازحة من الفاشر فاطمة يحيى إن ابنة اختها (13 عاما) «اختطفت في الفاشر من أمها ولا نعرف مصيرها». وزادت: «لا نريد شيئا سوى أن يطلق سراحها».
وسبق أن قالت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية سليمى إسحاق إن «قوات الدعم السريع» قتلت نحو 300 امرأة واغتصبت 25 في مدينة الفاشر ضمن «تطهير عرقي ممنهج».
وليس الموت هو الخطر الوحيد الذي يواجه نازحي الفاشر، بل يواجههم أيضا الاختطاف وطلب الفدية من قبل «قوات الدعم السريع». وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عن الاختطاف من قبل «الدعم» للمدنيين في الفاشر طلبا للفدية. وينشر الخاطف مقطع فيديو للمخطوف وهو تحت التهديد، مطالبا أهله وذويه بإرسال أموال عبر تطبيقات بنكية من أجل إطلاق سراحه، أو يكون مصيره الموت.
وعن هذه الظاهرة، يقول رئيس الإدارة الأهلية في محلية شطايا في جنوب دارفور أبو القاسم عمر قندول، إن «حصار الدعم السريع للمواطنين في الفاشر 500 يوم دون دخول طعام أو علاج وما تبعه من معارك شديدة، أرغم عددا كبيرا من المواطنين على مغادرة المدينة».
وأضاف أن «المواطنين يخرجون إلى منطقة طويلة أقرب المناطق الآمنة من الفاشر، وهم في الطريق توجد قوات الدعم السريع التي تلقي القبض عليهم». و«بعد القبض عليهم يحققون معهم، ثم يطلبون أموالا من أجل إطلاق سراحهم»، وفق قندول الذي قال: «أعرف أشخاصا تم أخذ أموال فدية من ذويهم لإطلاق سراحهم».
ومتحدثا عن بعض الحالات، تابع قندول: «دفعنا 20 مليون جنيه (الدولار يعادل 3700 جنيه) لإطلاق سراح 3 أشخاص، ودفعنا 18مليون جنيه لإطلاق سراح شخصين».
وأكد أن «هؤلاء الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم وصلوا إلى طويلة».
أطفال من دون ذويهم
إلى ذلك، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من ارتفاع أعداد الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في السودان، وذلك بعد يوم من سيطرة قوات» الدعم» على مدينة الفاشر.
وقالت اللجنة إن الفتيان والفتيات ينفصلون عن أسرهم أثناء الفرار.
وأوضحت أنه خلال الأيام القليلة الماضية، تم تسجيل 170 طفلا بمفردهم من دون ذويهم في طويلة. وأشارت اللجنة إلى أن الكثير منهم لا يستطيعون حتى ذكر أسمائهم أو مكان إقامتهم، كما لا يوجد أثر لمكان أسرهم.
التعليقات