أخبار اليوم - القطرانة ليست مجرد موقع على خارطة البلاد، بل نواةُ فكرة تتسع لوطن، ومركزٌ يمكن من خلاله إعادة كتابة معادلة التوازن الجغرافي والاقتصادي، حين تعود الدولة إلى إنصاف الأطراف وإعادتها إلى قلب المشهد لا إلى هوامشه...وحين يطرح دولة سمير زيد الرفاعي هذا التصور، فهو لا ينثر رأيًا عابرًا، بل يستدعي التاريخ والجغرافيا ليجلسا على طاولة الرؤية، ويعيد ترتيب الخريطة بعين رجلٍ يعرف روح المكان قبل أبعاده.
القطرانة ليست امتدادًا جغرافيًا صامتًا، بل مفصل نابض يتوسط المملكة، في نقطة توازن تُشبه القلب الذي يصل شرايينه بالأطراف دون أن يترك طرفًا يبرد أو يضيع. أرضٌ منبسطة رحبة، خالية من التعقيدات التي ترهق التخطيط، كأن الجغرافيا ادخرتها لتكون صفحة بيضاء لمشروع دولة لا يكتب بالحبر بل بالإرادة.
ومتى ذُكرت القطرانة، حضرت مياه الديسي والناقل الوطني وسدود الموجب واللجون، لتشهد أن هذه المدينة لا تُبنى على وعد مؤجل، بل على رئة مائية تتنفس بثبات واستدامة. أما الطاقة فهي ليست ملفاً مؤجلاً، بل واقع قائم: محطات توليد، وصخر زيتي، وطاقة شمس ورياح تمتد من جبال الطفيلة حتى سهول معان، ما يجعل القطرانة مركز إمداد ومصدر قوة لا مستهلكًا ضعيفًا.
غير أن الحديث عن القطرانة لا يكتمل دون فتح الذاكرة على الجنوب كلّه؛ الجنوب الذي لطالما أعطى الوطن أكثر مما أخذ، وقدّم جامعاته وكفاءاته وموارده، وأرسل أبناءه خبراء وفنيين وقادة في ميادين الإدارة والدفاع والاقتصاد، ثم بقي ينتظر دوره في طابور التنمية. الجنوب ليس هامشًا، بل هو كتف الوطن الذي يستند إليه، وهو جذره العميق الذي أثبت أن الثبات يأتي من تحته.
إن تحويل القطرانة إلى مركز إداري للدولة ليس نقلًا لمكاتب وموظفين، بل إعادة مركزية القرار إلى موقع يتنفس من قلب الجنوب، فتتزاحم الحياة في جرف الدراويش، والكرك ومؤتة، وفقوع، والطفيلة، والعيص، ومعان، والشوبك، ووادي موسى، والقويرة، والبتراء ببهائها الذي يشهد أن الجغرافيا أحيانًا تنطق فنًا وتاريخًا ودهشة. هنا يصبح البعد السياحي عنصرًا عضويًا في التنمية لا زينة خطابية، فالبتراء ليست مجرد مقصد زائر، بل بوابة اقتصاد وتجارب وثقافة.
أما حين نقترب من الثروات، فإن مناجم الفوسفات في الحسا والأبيض، ومعادن الجنوب الأخرى، ليست أرقامًا في سجلات التصدير، بل فرصًا لإطلاق الصناعات التحويلية وبناء منظومة تشغيل وطنية تُبقي القيمة داخل البلاد لا خارجها. الجنوب يملك كثيرًا مما يكفي لنهضة كاملة، وما ينقصه لم يكن يومًا الموارد، بل القرار الذي يعيد توزيع الأدوار بعدل.
ثم تأتي السكة الحديدية لتكون الشريان الذي يعيد للخرائط نبضها. فإذا ما أُحييت من جديد، تحولت القطرانة إلى عقدة مواصلات كبرى تربط العاصمة بالميناء، وتجعل حركة البضائع والانسياب التجاري أكثر رشاقة وأقل كلفة. فالقطار هنا ليس مجرد وسيلة نقل، بل هندسة اقتصادية تُعيد توجيه التجارة من البحر إلى الداخل في خط واحد واضح ومباشر، دون اختناق طرق ولا انتظار مُرهق.
القطرانة، إذن، ليست مدينة تُقترح؛ بل مشروع عدالة وطنية. فكرة لو نُفّذت، أعادت للوطن توازنه، وللجنوب حضوره، وللأردن مستقبله الذي يليق بتاريخ لم ينحنِ يومًا.
وفي ختام القول فإن الثناء الحق يقال لرجلٍ قدّم رؤية ولم يكتفِ بوصف الواقع.
فالشكر لدولة الرئيس الأسبق سمير زيد الرفاعي، الذي لا ينظر إلى الوطن بعيون اللحظة، بل بعيون من يعرف أن المستقبل لا يُمنح، بل يُصنع.
امتنانا يليق بقامة رجل يتحدث حين يكون الحديث مسؤولية، ويقترح حين يكون الاقتراح طريقًا، ويضع البوصلة في يد الدولة لتتجه حيث يليق بها أن تتجه.!!!
الكاتب الصحفي
أحمد سعد الحجاج
أخبار اليوم - القطرانة ليست مجرد موقع على خارطة البلاد، بل نواةُ فكرة تتسع لوطن، ومركزٌ يمكن من خلاله إعادة كتابة معادلة التوازن الجغرافي والاقتصادي، حين تعود الدولة إلى إنصاف الأطراف وإعادتها إلى قلب المشهد لا إلى هوامشه...وحين يطرح دولة سمير زيد الرفاعي هذا التصور، فهو لا ينثر رأيًا عابرًا، بل يستدعي التاريخ والجغرافيا ليجلسا على طاولة الرؤية، ويعيد ترتيب الخريطة بعين رجلٍ يعرف روح المكان قبل أبعاده.
القطرانة ليست امتدادًا جغرافيًا صامتًا، بل مفصل نابض يتوسط المملكة، في نقطة توازن تُشبه القلب الذي يصل شرايينه بالأطراف دون أن يترك طرفًا يبرد أو يضيع. أرضٌ منبسطة رحبة، خالية من التعقيدات التي ترهق التخطيط، كأن الجغرافيا ادخرتها لتكون صفحة بيضاء لمشروع دولة لا يكتب بالحبر بل بالإرادة.
ومتى ذُكرت القطرانة، حضرت مياه الديسي والناقل الوطني وسدود الموجب واللجون، لتشهد أن هذه المدينة لا تُبنى على وعد مؤجل، بل على رئة مائية تتنفس بثبات واستدامة. أما الطاقة فهي ليست ملفاً مؤجلاً، بل واقع قائم: محطات توليد، وصخر زيتي، وطاقة شمس ورياح تمتد من جبال الطفيلة حتى سهول معان، ما يجعل القطرانة مركز إمداد ومصدر قوة لا مستهلكًا ضعيفًا.
غير أن الحديث عن القطرانة لا يكتمل دون فتح الذاكرة على الجنوب كلّه؛ الجنوب الذي لطالما أعطى الوطن أكثر مما أخذ، وقدّم جامعاته وكفاءاته وموارده، وأرسل أبناءه خبراء وفنيين وقادة في ميادين الإدارة والدفاع والاقتصاد، ثم بقي ينتظر دوره في طابور التنمية. الجنوب ليس هامشًا، بل هو كتف الوطن الذي يستند إليه، وهو جذره العميق الذي أثبت أن الثبات يأتي من تحته.
إن تحويل القطرانة إلى مركز إداري للدولة ليس نقلًا لمكاتب وموظفين، بل إعادة مركزية القرار إلى موقع يتنفس من قلب الجنوب، فتتزاحم الحياة في جرف الدراويش، والكرك ومؤتة، وفقوع، والطفيلة، والعيص، ومعان، والشوبك، ووادي موسى، والقويرة، والبتراء ببهائها الذي يشهد أن الجغرافيا أحيانًا تنطق فنًا وتاريخًا ودهشة. هنا يصبح البعد السياحي عنصرًا عضويًا في التنمية لا زينة خطابية، فالبتراء ليست مجرد مقصد زائر، بل بوابة اقتصاد وتجارب وثقافة.
أما حين نقترب من الثروات، فإن مناجم الفوسفات في الحسا والأبيض، ومعادن الجنوب الأخرى، ليست أرقامًا في سجلات التصدير، بل فرصًا لإطلاق الصناعات التحويلية وبناء منظومة تشغيل وطنية تُبقي القيمة داخل البلاد لا خارجها. الجنوب يملك كثيرًا مما يكفي لنهضة كاملة، وما ينقصه لم يكن يومًا الموارد، بل القرار الذي يعيد توزيع الأدوار بعدل.
ثم تأتي السكة الحديدية لتكون الشريان الذي يعيد للخرائط نبضها. فإذا ما أُحييت من جديد، تحولت القطرانة إلى عقدة مواصلات كبرى تربط العاصمة بالميناء، وتجعل حركة البضائع والانسياب التجاري أكثر رشاقة وأقل كلفة. فالقطار هنا ليس مجرد وسيلة نقل، بل هندسة اقتصادية تُعيد توجيه التجارة من البحر إلى الداخل في خط واحد واضح ومباشر، دون اختناق طرق ولا انتظار مُرهق.
القطرانة، إذن، ليست مدينة تُقترح؛ بل مشروع عدالة وطنية. فكرة لو نُفّذت، أعادت للوطن توازنه، وللجنوب حضوره، وللأردن مستقبله الذي يليق بتاريخ لم ينحنِ يومًا.
وفي ختام القول فإن الثناء الحق يقال لرجلٍ قدّم رؤية ولم يكتفِ بوصف الواقع.
فالشكر لدولة الرئيس الأسبق سمير زيد الرفاعي، الذي لا ينظر إلى الوطن بعيون اللحظة، بل بعيون من يعرف أن المستقبل لا يُمنح، بل يُصنع.
امتنانا يليق بقامة رجل يتحدث حين يكون الحديث مسؤولية، ويقترح حين يكون الاقتراح طريقًا، ويضع البوصلة في يد الدولة لتتجه حيث يليق بها أن تتجه.!!!
الكاتب الصحفي
أحمد سعد الحجاج
أخبار اليوم - القطرانة ليست مجرد موقع على خارطة البلاد، بل نواةُ فكرة تتسع لوطن، ومركزٌ يمكن من خلاله إعادة كتابة معادلة التوازن الجغرافي والاقتصادي، حين تعود الدولة إلى إنصاف الأطراف وإعادتها إلى قلب المشهد لا إلى هوامشه...وحين يطرح دولة سمير زيد الرفاعي هذا التصور، فهو لا ينثر رأيًا عابرًا، بل يستدعي التاريخ والجغرافيا ليجلسا على طاولة الرؤية، ويعيد ترتيب الخريطة بعين رجلٍ يعرف روح المكان قبل أبعاده.
القطرانة ليست امتدادًا جغرافيًا صامتًا، بل مفصل نابض يتوسط المملكة، في نقطة توازن تُشبه القلب الذي يصل شرايينه بالأطراف دون أن يترك طرفًا يبرد أو يضيع. أرضٌ منبسطة رحبة، خالية من التعقيدات التي ترهق التخطيط، كأن الجغرافيا ادخرتها لتكون صفحة بيضاء لمشروع دولة لا يكتب بالحبر بل بالإرادة.
ومتى ذُكرت القطرانة، حضرت مياه الديسي والناقل الوطني وسدود الموجب واللجون، لتشهد أن هذه المدينة لا تُبنى على وعد مؤجل، بل على رئة مائية تتنفس بثبات واستدامة. أما الطاقة فهي ليست ملفاً مؤجلاً، بل واقع قائم: محطات توليد، وصخر زيتي، وطاقة شمس ورياح تمتد من جبال الطفيلة حتى سهول معان، ما يجعل القطرانة مركز إمداد ومصدر قوة لا مستهلكًا ضعيفًا.
غير أن الحديث عن القطرانة لا يكتمل دون فتح الذاكرة على الجنوب كلّه؛ الجنوب الذي لطالما أعطى الوطن أكثر مما أخذ، وقدّم جامعاته وكفاءاته وموارده، وأرسل أبناءه خبراء وفنيين وقادة في ميادين الإدارة والدفاع والاقتصاد، ثم بقي ينتظر دوره في طابور التنمية. الجنوب ليس هامشًا، بل هو كتف الوطن الذي يستند إليه، وهو جذره العميق الذي أثبت أن الثبات يأتي من تحته.
إن تحويل القطرانة إلى مركز إداري للدولة ليس نقلًا لمكاتب وموظفين، بل إعادة مركزية القرار إلى موقع يتنفس من قلب الجنوب، فتتزاحم الحياة في جرف الدراويش، والكرك ومؤتة، وفقوع، والطفيلة، والعيص، ومعان، والشوبك، ووادي موسى، والقويرة، والبتراء ببهائها الذي يشهد أن الجغرافيا أحيانًا تنطق فنًا وتاريخًا ودهشة. هنا يصبح البعد السياحي عنصرًا عضويًا في التنمية لا زينة خطابية، فالبتراء ليست مجرد مقصد زائر، بل بوابة اقتصاد وتجارب وثقافة.
أما حين نقترب من الثروات، فإن مناجم الفوسفات في الحسا والأبيض، ومعادن الجنوب الأخرى، ليست أرقامًا في سجلات التصدير، بل فرصًا لإطلاق الصناعات التحويلية وبناء منظومة تشغيل وطنية تُبقي القيمة داخل البلاد لا خارجها. الجنوب يملك كثيرًا مما يكفي لنهضة كاملة، وما ينقصه لم يكن يومًا الموارد، بل القرار الذي يعيد توزيع الأدوار بعدل.
ثم تأتي السكة الحديدية لتكون الشريان الذي يعيد للخرائط نبضها. فإذا ما أُحييت من جديد، تحولت القطرانة إلى عقدة مواصلات كبرى تربط العاصمة بالميناء، وتجعل حركة البضائع والانسياب التجاري أكثر رشاقة وأقل كلفة. فالقطار هنا ليس مجرد وسيلة نقل، بل هندسة اقتصادية تُعيد توجيه التجارة من البحر إلى الداخل في خط واحد واضح ومباشر، دون اختناق طرق ولا انتظار مُرهق.
القطرانة، إذن، ليست مدينة تُقترح؛ بل مشروع عدالة وطنية. فكرة لو نُفّذت، أعادت للوطن توازنه، وللجنوب حضوره، وللأردن مستقبله الذي يليق بتاريخ لم ينحنِ يومًا.
وفي ختام القول فإن الثناء الحق يقال لرجلٍ قدّم رؤية ولم يكتفِ بوصف الواقع.
فالشكر لدولة الرئيس الأسبق سمير زيد الرفاعي، الذي لا ينظر إلى الوطن بعيون اللحظة، بل بعيون من يعرف أن المستقبل لا يُمنح، بل يُصنع.
امتنانا يليق بقامة رجل يتحدث حين يكون الحديث مسؤولية، ويقترح حين يكون الاقتراح طريقًا، ويضع البوصلة في يد الدولة لتتجه حيث يليق بها أن تتجه.!!!
الكاتب الصحفي
أحمد سعد الحجاج
التعليقات