في اللحظة التي يكتب بها هذا المقال، هناك طفل في غزة يرتجف تحت خيمةٍ ممزقة. هناك أمّ تحاول أن تمنع مياه الصرف الصحي من الوصول إلى فراش ابنها. هناك رجل مسنّ يموت ببطء لأن المستشفى الذي اعتاد أن يراجع فيه قد أصبح ركامًا. وفي مكان ما… هناك عالم كامل ينظر، ويتفرّج، ويصمت.
هذا ليس شتاءً عاديًا يمرّ على غزة؛ إنه شتاء يعري العالم، ويكشف هشاشة الضمير الإنساني، ويضع البشرية أمام امتحانها الأخلاقي الأخير.
مياه ملوّثة… وصرف صحي يطرد الناس من حياتهم
انهارت شبكة المياه والصرف الصحي في غزة انهيارًا شبه كامل.
محطات الضخ خارج الخدمة، شبكات الأنابيب مدمّرة، الخزانات ملوّثة، ومياه الصرف تفيض على المخيمات والبيوت المؤقتة.
لم يعد بإمكان الناس التمييز بين مياه المطر ومياه المجاري.
كلاهما يتدفق داخل الخيام، وكلاهما يهدد حياة الأطفال والنساء والعجزة على حد سواء.
مئات الآلاف يشربون اليوم من مياه لا تصلح للاستخدام البشري، في كارثة بيئية وصحية ستتفاقم مع كل يوم يتأخر فيه العالم عن التدخل.
خيام ممزقة… وارض مبللة …
الرياح العاتية التي ضربت القطاع مؤخرًا لم تكتفِ بنقل البرد، بل نزعت الخيام الهشّة وكشفت ما كان مخفيًا:
عائلات كاملة تعيش بلا سقف، بلا دفء، بلا حماية، بلا أدنى شروط الحياة.
الخيام التي أنهكها الصيف واحترقت أطرافها بالشمس، تمزقت الآن أمام المطر الأول.
أمهات يعلّقن أغطية نايلون فوق رؤوس أطفالهن.
شيوخٌ ينامون على الأرض المبتلّة.
شبابٌ يقفون طوال الليل لكي يمنعوا الريح من اقتلاع ما تبقى من حياتهم.
هذا ليس نزوحًا…
هذه مأساة وجودية تجعل الإنسانية نفسها بلا معنى.
الجوع… الوجه الآخر للموت
مع نقص الغذاء وتعطّل سلاسل الإمداد، أصبح الجوع ضيفًا دائمًا في كل بيت وكل خيمة وكل تجمع.
وجبة واحدة لا تكفي طفلًا، لكنها تكفي لتصنع ندبة دائمة في ذاكرة أمّ لا تملك شيئًا تقدمه لصغارها.
أسعار ما تبقى من الطعام أصبحت خارج قدرة الناس.
النساء المرضعات بلا غذاء كافٍ.
الأطفال بلا حصص كافية.
والمرضى بلا أطعمة متخصصة تضمن الحد الأدنى من النجاة.
الجوع ليس حالة…
الجوع أصبح نظامًا يوميًا مفروضًا على غزة.
المرضى… يموتون بصمت
المستشفيات مصابة، المراكز الطبية مدمّرة، الأدوية شحيحة، والبيئة الصحية معدومة.
مرضى السرطان بلا علاج.
مرضى الكلى بلا غسيل.
مرضى القلب بلا دواء.
النساء الحوامل بلا رعاية.
والأطفال بلا تطعيمات، بلا مضادات، بلا حماية.
الأطباء يقاتلون المستحيل، والمستحيل يهزمهم يوميًا.
هذا موت بطيء، لكنه قانوني بصمت العالم.
صرخة من غزة إلى العالم: كفى صمتًا
ليس المطلوب خطابات.
وليس الهدف بكائيات إعلامية.
غزة تطلب من العالم اليوم:
1. فتح ممرات إنسانية كاملة وعاجلة
للماء، للدواء، للغذاء، للوقود، لخيام تحمي البشر من الموت.
2. دعم عاجل للبنية التحتية
إصلاح محطات المياه والصرف، وتوفير الوقود والمولدات وقطع الغيار فورًا.
3. خطة شتاء طارئة
بطانيات، ملابس، وسائل تدفئة، مراكز إيواء محمية من المطر والبرد.
4. إعادة روح العمل الصحي في غزة
أدوية، مستلزمات، طواقم، وفتح معابر الجرحى للعلاج الخارجي.
الشتاء الذي يختبر إنسانيتنا جميعًا
ليست غزة بحاجة إلى شفقة؛
غزة بحاجة إلى عدالة إنسانية…
إلى ضمير عالمي…
إلى صوت لا يخاف قول الحقيقة.
ما يعيشه أهل غزة اليوم ليس فصلًا من فصول الطبيعة، بل فصلًا من فصول التاريخ الذي سيُسجّل كيف وقف العالم يتفرّج على شعب يحارب الجوع والبرد والمرض في وقت واحد.
من يريد أن يعرف معنى الإنسانية…
فليبدأ من غزة.
ومن يريد أن يعرف أين يسقط الضمير العالمي…
فلينظر أيضًا إلى غزة.
صالح الشرّاب العبّادي
في اللحظة التي يكتب بها هذا المقال، هناك طفل في غزة يرتجف تحت خيمةٍ ممزقة. هناك أمّ تحاول أن تمنع مياه الصرف الصحي من الوصول إلى فراش ابنها. هناك رجل مسنّ يموت ببطء لأن المستشفى الذي اعتاد أن يراجع فيه قد أصبح ركامًا. وفي مكان ما… هناك عالم كامل ينظر، ويتفرّج، ويصمت.
هذا ليس شتاءً عاديًا يمرّ على غزة؛ إنه شتاء يعري العالم، ويكشف هشاشة الضمير الإنساني، ويضع البشرية أمام امتحانها الأخلاقي الأخير.
مياه ملوّثة… وصرف صحي يطرد الناس من حياتهم
انهارت شبكة المياه والصرف الصحي في غزة انهيارًا شبه كامل.
محطات الضخ خارج الخدمة، شبكات الأنابيب مدمّرة، الخزانات ملوّثة، ومياه الصرف تفيض على المخيمات والبيوت المؤقتة.
لم يعد بإمكان الناس التمييز بين مياه المطر ومياه المجاري.
كلاهما يتدفق داخل الخيام، وكلاهما يهدد حياة الأطفال والنساء والعجزة على حد سواء.
مئات الآلاف يشربون اليوم من مياه لا تصلح للاستخدام البشري، في كارثة بيئية وصحية ستتفاقم مع كل يوم يتأخر فيه العالم عن التدخل.
خيام ممزقة… وارض مبللة …
الرياح العاتية التي ضربت القطاع مؤخرًا لم تكتفِ بنقل البرد، بل نزعت الخيام الهشّة وكشفت ما كان مخفيًا:
عائلات كاملة تعيش بلا سقف، بلا دفء، بلا حماية، بلا أدنى شروط الحياة.
الخيام التي أنهكها الصيف واحترقت أطرافها بالشمس، تمزقت الآن أمام المطر الأول.
أمهات يعلّقن أغطية نايلون فوق رؤوس أطفالهن.
شيوخٌ ينامون على الأرض المبتلّة.
شبابٌ يقفون طوال الليل لكي يمنعوا الريح من اقتلاع ما تبقى من حياتهم.
هذا ليس نزوحًا…
هذه مأساة وجودية تجعل الإنسانية نفسها بلا معنى.
الجوع… الوجه الآخر للموت
مع نقص الغذاء وتعطّل سلاسل الإمداد، أصبح الجوع ضيفًا دائمًا في كل بيت وكل خيمة وكل تجمع.
وجبة واحدة لا تكفي طفلًا، لكنها تكفي لتصنع ندبة دائمة في ذاكرة أمّ لا تملك شيئًا تقدمه لصغارها.
أسعار ما تبقى من الطعام أصبحت خارج قدرة الناس.
النساء المرضعات بلا غذاء كافٍ.
الأطفال بلا حصص كافية.
والمرضى بلا أطعمة متخصصة تضمن الحد الأدنى من النجاة.
الجوع ليس حالة…
الجوع أصبح نظامًا يوميًا مفروضًا على غزة.
المرضى… يموتون بصمت
المستشفيات مصابة، المراكز الطبية مدمّرة، الأدوية شحيحة، والبيئة الصحية معدومة.
مرضى السرطان بلا علاج.
مرضى الكلى بلا غسيل.
مرضى القلب بلا دواء.
النساء الحوامل بلا رعاية.
والأطفال بلا تطعيمات، بلا مضادات، بلا حماية.
الأطباء يقاتلون المستحيل، والمستحيل يهزمهم يوميًا.
هذا موت بطيء، لكنه قانوني بصمت العالم.
صرخة من غزة إلى العالم: كفى صمتًا
ليس المطلوب خطابات.
وليس الهدف بكائيات إعلامية.
غزة تطلب من العالم اليوم:
1. فتح ممرات إنسانية كاملة وعاجلة
للماء، للدواء، للغذاء، للوقود، لخيام تحمي البشر من الموت.
2. دعم عاجل للبنية التحتية
إصلاح محطات المياه والصرف، وتوفير الوقود والمولدات وقطع الغيار فورًا.
3. خطة شتاء طارئة
بطانيات، ملابس، وسائل تدفئة، مراكز إيواء محمية من المطر والبرد.
4. إعادة روح العمل الصحي في غزة
أدوية، مستلزمات، طواقم، وفتح معابر الجرحى للعلاج الخارجي.
الشتاء الذي يختبر إنسانيتنا جميعًا
ليست غزة بحاجة إلى شفقة؛
غزة بحاجة إلى عدالة إنسانية…
إلى ضمير عالمي…
إلى صوت لا يخاف قول الحقيقة.
ما يعيشه أهل غزة اليوم ليس فصلًا من فصول الطبيعة، بل فصلًا من فصول التاريخ الذي سيُسجّل كيف وقف العالم يتفرّج على شعب يحارب الجوع والبرد والمرض في وقت واحد.
من يريد أن يعرف معنى الإنسانية…
فليبدأ من غزة.
ومن يريد أن يعرف أين يسقط الضمير العالمي…
فلينظر أيضًا إلى غزة.
صالح الشرّاب العبّادي
في اللحظة التي يكتب بها هذا المقال، هناك طفل في غزة يرتجف تحت خيمةٍ ممزقة. هناك أمّ تحاول أن تمنع مياه الصرف الصحي من الوصول إلى فراش ابنها. هناك رجل مسنّ يموت ببطء لأن المستشفى الذي اعتاد أن يراجع فيه قد أصبح ركامًا. وفي مكان ما… هناك عالم كامل ينظر، ويتفرّج، ويصمت.
هذا ليس شتاءً عاديًا يمرّ على غزة؛ إنه شتاء يعري العالم، ويكشف هشاشة الضمير الإنساني، ويضع البشرية أمام امتحانها الأخلاقي الأخير.
مياه ملوّثة… وصرف صحي يطرد الناس من حياتهم
انهارت شبكة المياه والصرف الصحي في غزة انهيارًا شبه كامل.
محطات الضخ خارج الخدمة، شبكات الأنابيب مدمّرة، الخزانات ملوّثة، ومياه الصرف تفيض على المخيمات والبيوت المؤقتة.
لم يعد بإمكان الناس التمييز بين مياه المطر ومياه المجاري.
كلاهما يتدفق داخل الخيام، وكلاهما يهدد حياة الأطفال والنساء والعجزة على حد سواء.
مئات الآلاف يشربون اليوم من مياه لا تصلح للاستخدام البشري، في كارثة بيئية وصحية ستتفاقم مع كل يوم يتأخر فيه العالم عن التدخل.
خيام ممزقة… وارض مبللة …
الرياح العاتية التي ضربت القطاع مؤخرًا لم تكتفِ بنقل البرد، بل نزعت الخيام الهشّة وكشفت ما كان مخفيًا:
عائلات كاملة تعيش بلا سقف، بلا دفء، بلا حماية، بلا أدنى شروط الحياة.
الخيام التي أنهكها الصيف واحترقت أطرافها بالشمس، تمزقت الآن أمام المطر الأول.
أمهات يعلّقن أغطية نايلون فوق رؤوس أطفالهن.
شيوخٌ ينامون على الأرض المبتلّة.
شبابٌ يقفون طوال الليل لكي يمنعوا الريح من اقتلاع ما تبقى من حياتهم.
هذا ليس نزوحًا…
هذه مأساة وجودية تجعل الإنسانية نفسها بلا معنى.
الجوع… الوجه الآخر للموت
مع نقص الغذاء وتعطّل سلاسل الإمداد، أصبح الجوع ضيفًا دائمًا في كل بيت وكل خيمة وكل تجمع.
وجبة واحدة لا تكفي طفلًا، لكنها تكفي لتصنع ندبة دائمة في ذاكرة أمّ لا تملك شيئًا تقدمه لصغارها.
أسعار ما تبقى من الطعام أصبحت خارج قدرة الناس.
النساء المرضعات بلا غذاء كافٍ.
الأطفال بلا حصص كافية.
والمرضى بلا أطعمة متخصصة تضمن الحد الأدنى من النجاة.
الجوع ليس حالة…
الجوع أصبح نظامًا يوميًا مفروضًا على غزة.
المرضى… يموتون بصمت
المستشفيات مصابة، المراكز الطبية مدمّرة، الأدوية شحيحة، والبيئة الصحية معدومة.
مرضى السرطان بلا علاج.
مرضى الكلى بلا غسيل.
مرضى القلب بلا دواء.
النساء الحوامل بلا رعاية.
والأطفال بلا تطعيمات، بلا مضادات، بلا حماية.
الأطباء يقاتلون المستحيل، والمستحيل يهزمهم يوميًا.
هذا موت بطيء، لكنه قانوني بصمت العالم.
صرخة من غزة إلى العالم: كفى صمتًا
ليس المطلوب خطابات.
وليس الهدف بكائيات إعلامية.
غزة تطلب من العالم اليوم:
1. فتح ممرات إنسانية كاملة وعاجلة
للماء، للدواء، للغذاء، للوقود، لخيام تحمي البشر من الموت.
2. دعم عاجل للبنية التحتية
إصلاح محطات المياه والصرف، وتوفير الوقود والمولدات وقطع الغيار فورًا.
3. خطة شتاء طارئة
بطانيات، ملابس، وسائل تدفئة، مراكز إيواء محمية من المطر والبرد.
4. إعادة روح العمل الصحي في غزة
أدوية، مستلزمات، طواقم، وفتح معابر الجرحى للعلاج الخارجي.
الشتاء الذي يختبر إنسانيتنا جميعًا
ليست غزة بحاجة إلى شفقة؛
غزة بحاجة إلى عدالة إنسانية…
إلى ضمير عالمي…
إلى صوت لا يخاف قول الحقيقة.
ما يعيشه أهل غزة اليوم ليس فصلًا من فصول الطبيعة، بل فصلًا من فصول التاريخ الذي سيُسجّل كيف وقف العالم يتفرّج على شعب يحارب الجوع والبرد والمرض في وقت واحد.
من يريد أن يعرف معنى الإنسانية…
فليبدأ من غزة.
ومن يريد أن يعرف أين يسقط الضمير العالمي…
فلينظر أيضًا إلى غزة.
صالح الشرّاب العبّادي
التعليقات