أخبار اليوم - في زوايا غزة المحاصرة، حيث تتكسر أحلام الأطفال تحت وطأة القصف والمعاناة، تقف ميرا رمزي بعلوشة، الطفلة ذات التسعة أعوام، شاهدة على قسوة حرب لم تترك لها سوى الألم والعجز.
تقول والدتها، أم ميرا بعلوشة، لـ 'فلسطين أون لاين': 'إصابة في رأسها بعد قصف إسرائيلي للبيت المجاور حوّلت حياة ابنتي ميرا من طفولة مليئة باللعب والفرح إلى معركة يومية من أجل البقاء'، مع نقص حاد في الإمكانات الطبية التي قد تمنحها فرصة للشفاء والعودة إلى حياتها الطبيعية.
كانت ميرا تلعب في منزلها كأي طفلة تحلم بالمستقبل، حتى يوم 30 أغسطس/آب 2024، حين تحوّلت أحلامها إلى كابوس لا يمكن الإفاقة منه.
في ذلك اليوم المشؤوم، استهدف القصف الإسرائيلي المنزل المجاور لمنزلهم، فأصيبت ميرا بشظية في رأسها، ونُقلت على الفور إلى مستشفى محلي وُصفت حالتها فيه بالحرجة.
دخلت الطفلة في غيبوبة استمرت عشرة أيام، كانت أثقل الأيام على العائلة التي انتظرت خلف باب العناية المركزة، متشبثة بالأمل في أن تعود ابنتها الصغيرة إلى الحياة.
وتستعيد والدتها تلك اللحظات قائلة: 'رأيتها بلا أي حركة، بلا كلام، كأنها غير موجودة… كان قلبي ينفطر في كل ثانية، ولم أصدق أن طفلتي تمر بكل هذا الألم'.
بين النجاة والإعاقة
ومع مرور الوقت، بدأت ميرا تُظهر علامات تحسن تدريجي، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في التعافي، حيث تعاني شللا جزئيا، في حين يحاول عقلها التكيف مع الإصابة الجسدية والنفسية.
توضح والدتها أن ميرا خضعت لعدة عمليات جراحية لإنقاذ حياتها، لكنها خرجت منها وهي تعاني من آثار خطيرة، من بينها اضطرابات في الحركة، تمثلت في شلل طولي في الجهة اليمنى، وفقدان القدرة على النطق، فضلًا عن اضطرابات نفسية مؤلمة.
وتضيف: 'لم نتخيل أن لحظة واحدة ستغير حياة ابنتنا إلى هذا الحد؛ منذ ذلك اليوم لم تعد ميرا كما كانت، أصبحت بحاجة إلى رعاية دائمة وعلاج مستمر، والأمل بعودتها إلى حياتها الطبيعية ما زال حيًا في قلوبنا'.
ورغم المعاناة، تحاول ميرا أن تتعلم المشي والكلام من جديد، وسط نقص شديد في الإمكانيات الطبية وصعوبة السفر إلى الخارج لتلقّي علاج متقدم.
تقول والدتها: 'طفلتي تحلم بأن تلعب وتذهب إلى المدرسة مثل أقرانها، لكنها اليوم محاصرة بين الجدران بسبب آلامها، وبسبب شكل رأسها الذي فقد جزءًا من عظامه'.
وتتابع بصوت يخنقه الحزن: 'رأيت ابنتي التي كانت مفعمة بالحياة تتحول إلى طفلة تكافح لأداء أبسط الحركات، فقدان جزء من عظم رأسها والشلل أجبراها على الاعتماد علينا في كل شيء'.
انتظار تحت القصف
وتضيف الأم بأسى: 'حلمها اليوم أن تمشي وتتحدث بشكل طبيعي، لكن نقص الإمكانيات الطبية في غزة، وصعوبة السفر للعلاج خارج القطاع، يقفان عائقًا كبيرًا أمام شفائها. كنا ننتظر وقف الحرب، واليوم ننتظر فتح المعبر'.
يزيد من وجع العائلة فقدانهم منزلهم الذي كان يؤوي ذكرياتهم، إذ نزحوا من غزة إلى جنوب القطاع، ليخسروا البيت الذي احتضن أسرارهم وأفراحهم وأحزانهم.
وتقول أم ميرا: 'نزحنا إلى مدينة دير البلح، ونعيش في خيمة لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء، وحتى اليوم لم نتمكن من العودة شمالاً بسبب ظروفنا الاقتصادية، إلى جانب معاناة ميرا الصحية'.
بصيص أمل
بعد شهور طويلة من الألم والسهر، بدأت حالة ميرا تشهد تحسنًا تدريجيًا؛ ابتسمت عيناها لأول مرة بعد فترة صمت طويلة، وتحركت أصابع يدها اليمنى قليلًا، وخطت قدماها خطوات خجولة، ما منح عائلتها بارقة أمل وسط العتمة.
تقول والدتها بصوت ممزوج بالألم والرجاء: 'كل يوم نرى فيها بصيص حياة جديد… ميرا تقاتل لتعود طفلتنا البريئة، وهذا التحسن يمنحنا قوة للاستمرار'.
ورغم هذا التقدم الطفيف، لا تزال الطفلة بحاجة إلى رعاية طبية مكثفة، وجلسات علاج طبيعي، وتأهيل نفسي لاستعادة جزء من حركتها ونطقها.
على الصعيد النفسي، لا تزال ميرا تعاني من صدمة قاسية خلّفتها الإصابة، وفقدان القدرة على الحركة والكلام لفترة طويلة.
وتختم والدتها: 'ميرا حزينة لأنها لم تعد مثل بقية الأطفال، وتخاف من المستقبل المجهول. ننتظر تحويلة طبية لزراعة عظم في رأسها، فهذه العملية قد تكون مفتاح عودتها إلى الحياة'.
قصة ميرا تلخص مأساة أطفال غزة الذين يدفعون ثمن حرب لم يختاروها، وتشكّل نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لتوفير العلاج والدعم النفسي والإنساني لهؤلاء الأطفال، وإنقاذ ما تبقى من طفولتهم.
أخبار اليوم - في زوايا غزة المحاصرة، حيث تتكسر أحلام الأطفال تحت وطأة القصف والمعاناة، تقف ميرا رمزي بعلوشة، الطفلة ذات التسعة أعوام، شاهدة على قسوة حرب لم تترك لها سوى الألم والعجز.
تقول والدتها، أم ميرا بعلوشة، لـ 'فلسطين أون لاين': 'إصابة في رأسها بعد قصف إسرائيلي للبيت المجاور حوّلت حياة ابنتي ميرا من طفولة مليئة باللعب والفرح إلى معركة يومية من أجل البقاء'، مع نقص حاد في الإمكانات الطبية التي قد تمنحها فرصة للشفاء والعودة إلى حياتها الطبيعية.
كانت ميرا تلعب في منزلها كأي طفلة تحلم بالمستقبل، حتى يوم 30 أغسطس/آب 2024، حين تحوّلت أحلامها إلى كابوس لا يمكن الإفاقة منه.
في ذلك اليوم المشؤوم، استهدف القصف الإسرائيلي المنزل المجاور لمنزلهم، فأصيبت ميرا بشظية في رأسها، ونُقلت على الفور إلى مستشفى محلي وُصفت حالتها فيه بالحرجة.
دخلت الطفلة في غيبوبة استمرت عشرة أيام، كانت أثقل الأيام على العائلة التي انتظرت خلف باب العناية المركزة، متشبثة بالأمل في أن تعود ابنتها الصغيرة إلى الحياة.
وتستعيد والدتها تلك اللحظات قائلة: 'رأيتها بلا أي حركة، بلا كلام، كأنها غير موجودة… كان قلبي ينفطر في كل ثانية، ولم أصدق أن طفلتي تمر بكل هذا الألم'.
بين النجاة والإعاقة
ومع مرور الوقت، بدأت ميرا تُظهر علامات تحسن تدريجي، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في التعافي، حيث تعاني شللا جزئيا، في حين يحاول عقلها التكيف مع الإصابة الجسدية والنفسية.
توضح والدتها أن ميرا خضعت لعدة عمليات جراحية لإنقاذ حياتها، لكنها خرجت منها وهي تعاني من آثار خطيرة، من بينها اضطرابات في الحركة، تمثلت في شلل طولي في الجهة اليمنى، وفقدان القدرة على النطق، فضلًا عن اضطرابات نفسية مؤلمة.
وتضيف: 'لم نتخيل أن لحظة واحدة ستغير حياة ابنتنا إلى هذا الحد؛ منذ ذلك اليوم لم تعد ميرا كما كانت، أصبحت بحاجة إلى رعاية دائمة وعلاج مستمر، والأمل بعودتها إلى حياتها الطبيعية ما زال حيًا في قلوبنا'.
ورغم المعاناة، تحاول ميرا أن تتعلم المشي والكلام من جديد، وسط نقص شديد في الإمكانيات الطبية وصعوبة السفر إلى الخارج لتلقّي علاج متقدم.
تقول والدتها: 'طفلتي تحلم بأن تلعب وتذهب إلى المدرسة مثل أقرانها، لكنها اليوم محاصرة بين الجدران بسبب آلامها، وبسبب شكل رأسها الذي فقد جزءًا من عظامه'.
وتتابع بصوت يخنقه الحزن: 'رأيت ابنتي التي كانت مفعمة بالحياة تتحول إلى طفلة تكافح لأداء أبسط الحركات، فقدان جزء من عظم رأسها والشلل أجبراها على الاعتماد علينا في كل شيء'.
انتظار تحت القصف
وتضيف الأم بأسى: 'حلمها اليوم أن تمشي وتتحدث بشكل طبيعي، لكن نقص الإمكانيات الطبية في غزة، وصعوبة السفر للعلاج خارج القطاع، يقفان عائقًا كبيرًا أمام شفائها. كنا ننتظر وقف الحرب، واليوم ننتظر فتح المعبر'.
يزيد من وجع العائلة فقدانهم منزلهم الذي كان يؤوي ذكرياتهم، إذ نزحوا من غزة إلى جنوب القطاع، ليخسروا البيت الذي احتضن أسرارهم وأفراحهم وأحزانهم.
وتقول أم ميرا: 'نزحنا إلى مدينة دير البلح، ونعيش في خيمة لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء، وحتى اليوم لم نتمكن من العودة شمالاً بسبب ظروفنا الاقتصادية، إلى جانب معاناة ميرا الصحية'.
بصيص أمل
بعد شهور طويلة من الألم والسهر، بدأت حالة ميرا تشهد تحسنًا تدريجيًا؛ ابتسمت عيناها لأول مرة بعد فترة صمت طويلة، وتحركت أصابع يدها اليمنى قليلًا، وخطت قدماها خطوات خجولة، ما منح عائلتها بارقة أمل وسط العتمة.
تقول والدتها بصوت ممزوج بالألم والرجاء: 'كل يوم نرى فيها بصيص حياة جديد… ميرا تقاتل لتعود طفلتنا البريئة، وهذا التحسن يمنحنا قوة للاستمرار'.
ورغم هذا التقدم الطفيف، لا تزال الطفلة بحاجة إلى رعاية طبية مكثفة، وجلسات علاج طبيعي، وتأهيل نفسي لاستعادة جزء من حركتها ونطقها.
على الصعيد النفسي، لا تزال ميرا تعاني من صدمة قاسية خلّفتها الإصابة، وفقدان القدرة على الحركة والكلام لفترة طويلة.
وتختم والدتها: 'ميرا حزينة لأنها لم تعد مثل بقية الأطفال، وتخاف من المستقبل المجهول. ننتظر تحويلة طبية لزراعة عظم في رأسها، فهذه العملية قد تكون مفتاح عودتها إلى الحياة'.
قصة ميرا تلخص مأساة أطفال غزة الذين يدفعون ثمن حرب لم يختاروها، وتشكّل نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لتوفير العلاج والدعم النفسي والإنساني لهؤلاء الأطفال، وإنقاذ ما تبقى من طفولتهم.
أخبار اليوم - في زوايا غزة المحاصرة، حيث تتكسر أحلام الأطفال تحت وطأة القصف والمعاناة، تقف ميرا رمزي بعلوشة، الطفلة ذات التسعة أعوام، شاهدة على قسوة حرب لم تترك لها سوى الألم والعجز.
تقول والدتها، أم ميرا بعلوشة، لـ 'فلسطين أون لاين': 'إصابة في رأسها بعد قصف إسرائيلي للبيت المجاور حوّلت حياة ابنتي ميرا من طفولة مليئة باللعب والفرح إلى معركة يومية من أجل البقاء'، مع نقص حاد في الإمكانات الطبية التي قد تمنحها فرصة للشفاء والعودة إلى حياتها الطبيعية.
كانت ميرا تلعب في منزلها كأي طفلة تحلم بالمستقبل، حتى يوم 30 أغسطس/آب 2024، حين تحوّلت أحلامها إلى كابوس لا يمكن الإفاقة منه.
في ذلك اليوم المشؤوم، استهدف القصف الإسرائيلي المنزل المجاور لمنزلهم، فأصيبت ميرا بشظية في رأسها، ونُقلت على الفور إلى مستشفى محلي وُصفت حالتها فيه بالحرجة.
دخلت الطفلة في غيبوبة استمرت عشرة أيام، كانت أثقل الأيام على العائلة التي انتظرت خلف باب العناية المركزة، متشبثة بالأمل في أن تعود ابنتها الصغيرة إلى الحياة.
وتستعيد والدتها تلك اللحظات قائلة: 'رأيتها بلا أي حركة، بلا كلام، كأنها غير موجودة… كان قلبي ينفطر في كل ثانية، ولم أصدق أن طفلتي تمر بكل هذا الألم'.
بين النجاة والإعاقة
ومع مرور الوقت، بدأت ميرا تُظهر علامات تحسن تدريجي، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في التعافي، حيث تعاني شللا جزئيا، في حين يحاول عقلها التكيف مع الإصابة الجسدية والنفسية.
توضح والدتها أن ميرا خضعت لعدة عمليات جراحية لإنقاذ حياتها، لكنها خرجت منها وهي تعاني من آثار خطيرة، من بينها اضطرابات في الحركة، تمثلت في شلل طولي في الجهة اليمنى، وفقدان القدرة على النطق، فضلًا عن اضطرابات نفسية مؤلمة.
وتضيف: 'لم نتخيل أن لحظة واحدة ستغير حياة ابنتنا إلى هذا الحد؛ منذ ذلك اليوم لم تعد ميرا كما كانت، أصبحت بحاجة إلى رعاية دائمة وعلاج مستمر، والأمل بعودتها إلى حياتها الطبيعية ما زال حيًا في قلوبنا'.
ورغم المعاناة، تحاول ميرا أن تتعلم المشي والكلام من جديد، وسط نقص شديد في الإمكانيات الطبية وصعوبة السفر إلى الخارج لتلقّي علاج متقدم.
تقول والدتها: 'طفلتي تحلم بأن تلعب وتذهب إلى المدرسة مثل أقرانها، لكنها اليوم محاصرة بين الجدران بسبب آلامها، وبسبب شكل رأسها الذي فقد جزءًا من عظامه'.
وتتابع بصوت يخنقه الحزن: 'رأيت ابنتي التي كانت مفعمة بالحياة تتحول إلى طفلة تكافح لأداء أبسط الحركات، فقدان جزء من عظم رأسها والشلل أجبراها على الاعتماد علينا في كل شيء'.
انتظار تحت القصف
وتضيف الأم بأسى: 'حلمها اليوم أن تمشي وتتحدث بشكل طبيعي، لكن نقص الإمكانيات الطبية في غزة، وصعوبة السفر للعلاج خارج القطاع، يقفان عائقًا كبيرًا أمام شفائها. كنا ننتظر وقف الحرب، واليوم ننتظر فتح المعبر'.
يزيد من وجع العائلة فقدانهم منزلهم الذي كان يؤوي ذكرياتهم، إذ نزحوا من غزة إلى جنوب القطاع، ليخسروا البيت الذي احتضن أسرارهم وأفراحهم وأحزانهم.
وتقول أم ميرا: 'نزحنا إلى مدينة دير البلح، ونعيش في خيمة لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء، وحتى اليوم لم نتمكن من العودة شمالاً بسبب ظروفنا الاقتصادية، إلى جانب معاناة ميرا الصحية'.
بصيص أمل
بعد شهور طويلة من الألم والسهر، بدأت حالة ميرا تشهد تحسنًا تدريجيًا؛ ابتسمت عيناها لأول مرة بعد فترة صمت طويلة، وتحركت أصابع يدها اليمنى قليلًا، وخطت قدماها خطوات خجولة، ما منح عائلتها بارقة أمل وسط العتمة.
تقول والدتها بصوت ممزوج بالألم والرجاء: 'كل يوم نرى فيها بصيص حياة جديد… ميرا تقاتل لتعود طفلتنا البريئة، وهذا التحسن يمنحنا قوة للاستمرار'.
ورغم هذا التقدم الطفيف، لا تزال الطفلة بحاجة إلى رعاية طبية مكثفة، وجلسات علاج طبيعي، وتأهيل نفسي لاستعادة جزء من حركتها ونطقها.
على الصعيد النفسي، لا تزال ميرا تعاني من صدمة قاسية خلّفتها الإصابة، وفقدان القدرة على الحركة والكلام لفترة طويلة.
وتختم والدتها: 'ميرا حزينة لأنها لم تعد مثل بقية الأطفال، وتخاف من المستقبل المجهول. ننتظر تحويلة طبية لزراعة عظم في رأسها، فهذه العملية قد تكون مفتاح عودتها إلى الحياة'.
قصة ميرا تلخص مأساة أطفال غزة الذين يدفعون ثمن حرب لم يختاروها، وتشكّل نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لتوفير العلاج والدعم النفسي والإنساني لهؤلاء الأطفال، وإنقاذ ما تبقى من طفولتهم.
التعليقات