اخبار اليوم - يرتاد المسن حسين أبو عنزة أسبوعيًّا إحدى النقاط الطبية في وسط قطاع غزة بحثاً عن علاج مناسب لمعاناته التهابات حادة في الشعب الهوائية وضيقا في التنفس، باتا ملازمين له منذ أكثر من عام.
معاناة المواطن السبعيني ليست سوى حالة من بين الآلاف لغزيين يعانون الأمراض الصدرية بسبب اضطرار غالبية المواطنين لحرق الحطب ومخلفات البلاستيك يوميا لطهي الطعام، مع شح الغاز المنزلي الذي يمنع الاحتلال دخوله إلى غزة إلا بكميات محدودة للغاية.
معاناة يومية
يقول أبو عنزة لـ 'فلسطين أون لاين' إنه لم يكن يشكو أي مشكلات أو أمراض صدرية قبل الحرب، لكن الحال تغير بسبب إشعال النار يومياً داخل خيمته المتواضعة لطهو الطعام وتسخين المياه، ووصل به الحال إلى إيجاد صعوبة في النوم ليلاً نتيجة السعال المستمر والآلام التي تلازمه باستمرار.
ويشير المواطن الفلسطيني إلى أنه بالكاد يحصل على بعض الأدوية والبخاخات التي تخفف قليلاً من معاناته، وفي معظم المرات يعود إلى خيمته ببعض المسكنات التي لا تجدي نفعاً في علاج حالته، نتيجة عدم توفر الأدوية المناسبة، سواء في العيادات أو المراكز الصحية، أو حتى الصيدليات.
أما رائد أبو نجا (42 عاما) وهو مواطن فلسطيني يقطن في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، فيقول إن معاناته من الالتهابات الحادة في الجيوب الأنفية ومشاكل الجهاز التنفسي بدأت قبل سنوات، لكنها تضاعفت خلال العامين الأخيرين، والسبب هو نفسه: إشعال النيران يومياً لطهو الطعام.
يقول أبو نجا لـ'فلسطين أون لاين' إن حياته أصبحت لا تطاق نتيجة معاناته من مشاكل الجيوب الأنفية ويجد صعوبة كبيرة في النوم، ويصاب بالتعب الشديد حين بذل أي مجهود أو حتى السير لبضعة أمتار.
ولم تجدِ بعض الأدوية والمسكنات التي يحصل عليها أبو نجا، نفعا في التخفيف من آلامه، مشيراً إلى أن منطقة المواصي التي يتواجد فيها حالياً تحولت إلى ما يشبه الفرن الكبير، إذ تتصاعد الأدخنة طوال النهار من داخل الخيام، وهو ما يجعل عملية التعافي مستحيلة.
فرن مفتوح
بدورها، تشكو المواطنة نيفين الطيب، من تداعيات إشعال النار يومياً داخل العمارة السكنية التي تعيش فيها وسط مدينة غزة، مشيرة إلى المعاناة تكون أكبر داخل المباني المغلقة مقارنة بالمناطق المفتوحة.
وتضيف لـ'فلسطين أون لاين': في العمارة السكنية التي أقطنها توجد أكثر من 20 شقة، ويضطر ساكنوها يومياً لإشعال النيران كلٌ أمام باب شقته، والبعض يستخدم مواد بلاستيكية وإسفنجية بسبب ارتفاع أسعار الحطب، الأمر الذي جعلها أسيرة للأمراض الصدرية، إذ لا تكاد تتعافى منها حتى تعود مجدداً مع استمرار تلوث الأجواء'.
ويطالب المواطن بسام حسنين بضرورة الضغط على الاحتلال لإدخال الكميات اللازمة من الغاز المنزلي بدلاً من سياسة التقطير التي ينتهجها حالياً، مشيراً إلى أنه ينتظر منذ أشهر طويلة دوره في الحصول على الغاز عبر النظام المتبع، ولا يجد خياراً سوى استخدام الحطب والمواد البلاستيكية لطهي الطعام وتسخين المياه لتجهيز الحليب لطفلته.
طبيب يحذر
ويحذر الطبيب محمد عبد المنعم أخصائي الأمراض الصدرية من التداعيات الخطيرة على صحة المواطنين في غزة نتيجة الاستمرار في الاعتماد على الحطب ومخلفات البلاستيك في إشعال النار، مؤكداً أن هناك تزايداً كبيراً في أعداد من يعانون من الأمراض الصدرية.
وقال الدكتور عبد المنعم لـ'فلسطين أون لاين': 'لاحظنا انتشاراً غير مسبوق للأمراض الصدرية المزمنة ومشاكل الشعب الهوائية وبعض أنواع السرطانات في غزة خلال العامين الأخيرين، ومن بين أبرز مسبباتها لجوء المواطنين إلى استخدام مواد مسرطنة كوقود'.
ويلفت إلى أنه بالتزامن مع هذه الزيادة في أعداد المرضى، فإنه لا يتوفر في القطاع الكثير من الأدوية التي لا غنى عنها لعلاج المواطنين، وهو ما يفاقم من الأزمة ويؤخر علاج من يمكنه التعافي من تلك الأمراض والمضاعفات.
ويشير إلى أن أكثر من يعاني من هذا الواقع الصعب هم أصحاب الأمراض المزمنة خصوصاً مرضى الربو والشعب الهوائية وأصحاب المناعة الضعيفة، ولا سيما الأطفال وكبار السن.
وعن ما يمكن فعله للتخفيف من أضرار استخدام المواد البلاستيكية والأخشاب بشكل يومي في إشعال النيران، ينصح الأخصائي بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الدخان الناتج عن النار، وضرورة إشعالها في أماكن مفتوحة تتوفر فيها عوامل التهوية.
لكن الأهم من ذلك – بحسب الدكتور عبد المنعم - العمل على إدخال الغاز المنزلي على نحو تنتفي معه الحاجة لاستخدام مواد خطيرة في إشعال النيران لتحضير الطعام في خيام غزة وما تبقى من بيوتها.
المصدر / فلسطين أون لاين
اخبار اليوم - يرتاد المسن حسين أبو عنزة أسبوعيًّا إحدى النقاط الطبية في وسط قطاع غزة بحثاً عن علاج مناسب لمعاناته التهابات حادة في الشعب الهوائية وضيقا في التنفس، باتا ملازمين له منذ أكثر من عام.
معاناة المواطن السبعيني ليست سوى حالة من بين الآلاف لغزيين يعانون الأمراض الصدرية بسبب اضطرار غالبية المواطنين لحرق الحطب ومخلفات البلاستيك يوميا لطهي الطعام، مع شح الغاز المنزلي الذي يمنع الاحتلال دخوله إلى غزة إلا بكميات محدودة للغاية.
معاناة يومية
يقول أبو عنزة لـ 'فلسطين أون لاين' إنه لم يكن يشكو أي مشكلات أو أمراض صدرية قبل الحرب، لكن الحال تغير بسبب إشعال النار يومياً داخل خيمته المتواضعة لطهو الطعام وتسخين المياه، ووصل به الحال إلى إيجاد صعوبة في النوم ليلاً نتيجة السعال المستمر والآلام التي تلازمه باستمرار.
ويشير المواطن الفلسطيني إلى أنه بالكاد يحصل على بعض الأدوية والبخاخات التي تخفف قليلاً من معاناته، وفي معظم المرات يعود إلى خيمته ببعض المسكنات التي لا تجدي نفعاً في علاج حالته، نتيجة عدم توفر الأدوية المناسبة، سواء في العيادات أو المراكز الصحية، أو حتى الصيدليات.
أما رائد أبو نجا (42 عاما) وهو مواطن فلسطيني يقطن في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، فيقول إن معاناته من الالتهابات الحادة في الجيوب الأنفية ومشاكل الجهاز التنفسي بدأت قبل سنوات، لكنها تضاعفت خلال العامين الأخيرين، والسبب هو نفسه: إشعال النيران يومياً لطهو الطعام.
يقول أبو نجا لـ'فلسطين أون لاين' إن حياته أصبحت لا تطاق نتيجة معاناته من مشاكل الجيوب الأنفية ويجد صعوبة كبيرة في النوم، ويصاب بالتعب الشديد حين بذل أي مجهود أو حتى السير لبضعة أمتار.
ولم تجدِ بعض الأدوية والمسكنات التي يحصل عليها أبو نجا، نفعا في التخفيف من آلامه، مشيراً إلى أن منطقة المواصي التي يتواجد فيها حالياً تحولت إلى ما يشبه الفرن الكبير، إذ تتصاعد الأدخنة طوال النهار من داخل الخيام، وهو ما يجعل عملية التعافي مستحيلة.
فرن مفتوح
بدورها، تشكو المواطنة نيفين الطيب، من تداعيات إشعال النار يومياً داخل العمارة السكنية التي تعيش فيها وسط مدينة غزة، مشيرة إلى المعاناة تكون أكبر داخل المباني المغلقة مقارنة بالمناطق المفتوحة.
وتضيف لـ'فلسطين أون لاين': في العمارة السكنية التي أقطنها توجد أكثر من 20 شقة، ويضطر ساكنوها يومياً لإشعال النيران كلٌ أمام باب شقته، والبعض يستخدم مواد بلاستيكية وإسفنجية بسبب ارتفاع أسعار الحطب، الأمر الذي جعلها أسيرة للأمراض الصدرية، إذ لا تكاد تتعافى منها حتى تعود مجدداً مع استمرار تلوث الأجواء'.
ويطالب المواطن بسام حسنين بضرورة الضغط على الاحتلال لإدخال الكميات اللازمة من الغاز المنزلي بدلاً من سياسة التقطير التي ينتهجها حالياً، مشيراً إلى أنه ينتظر منذ أشهر طويلة دوره في الحصول على الغاز عبر النظام المتبع، ولا يجد خياراً سوى استخدام الحطب والمواد البلاستيكية لطهي الطعام وتسخين المياه لتجهيز الحليب لطفلته.
طبيب يحذر
ويحذر الطبيب محمد عبد المنعم أخصائي الأمراض الصدرية من التداعيات الخطيرة على صحة المواطنين في غزة نتيجة الاستمرار في الاعتماد على الحطب ومخلفات البلاستيك في إشعال النار، مؤكداً أن هناك تزايداً كبيراً في أعداد من يعانون من الأمراض الصدرية.
وقال الدكتور عبد المنعم لـ'فلسطين أون لاين': 'لاحظنا انتشاراً غير مسبوق للأمراض الصدرية المزمنة ومشاكل الشعب الهوائية وبعض أنواع السرطانات في غزة خلال العامين الأخيرين، ومن بين أبرز مسبباتها لجوء المواطنين إلى استخدام مواد مسرطنة كوقود'.
ويلفت إلى أنه بالتزامن مع هذه الزيادة في أعداد المرضى، فإنه لا يتوفر في القطاع الكثير من الأدوية التي لا غنى عنها لعلاج المواطنين، وهو ما يفاقم من الأزمة ويؤخر علاج من يمكنه التعافي من تلك الأمراض والمضاعفات.
ويشير إلى أن أكثر من يعاني من هذا الواقع الصعب هم أصحاب الأمراض المزمنة خصوصاً مرضى الربو والشعب الهوائية وأصحاب المناعة الضعيفة، ولا سيما الأطفال وكبار السن.
وعن ما يمكن فعله للتخفيف من أضرار استخدام المواد البلاستيكية والأخشاب بشكل يومي في إشعال النيران، ينصح الأخصائي بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الدخان الناتج عن النار، وضرورة إشعالها في أماكن مفتوحة تتوفر فيها عوامل التهوية.
لكن الأهم من ذلك – بحسب الدكتور عبد المنعم - العمل على إدخال الغاز المنزلي على نحو تنتفي معه الحاجة لاستخدام مواد خطيرة في إشعال النيران لتحضير الطعام في خيام غزة وما تبقى من بيوتها.
المصدر / فلسطين أون لاين
اخبار اليوم - يرتاد المسن حسين أبو عنزة أسبوعيًّا إحدى النقاط الطبية في وسط قطاع غزة بحثاً عن علاج مناسب لمعاناته التهابات حادة في الشعب الهوائية وضيقا في التنفس، باتا ملازمين له منذ أكثر من عام.
معاناة المواطن السبعيني ليست سوى حالة من بين الآلاف لغزيين يعانون الأمراض الصدرية بسبب اضطرار غالبية المواطنين لحرق الحطب ومخلفات البلاستيك يوميا لطهي الطعام، مع شح الغاز المنزلي الذي يمنع الاحتلال دخوله إلى غزة إلا بكميات محدودة للغاية.
معاناة يومية
يقول أبو عنزة لـ 'فلسطين أون لاين' إنه لم يكن يشكو أي مشكلات أو أمراض صدرية قبل الحرب، لكن الحال تغير بسبب إشعال النار يومياً داخل خيمته المتواضعة لطهو الطعام وتسخين المياه، ووصل به الحال إلى إيجاد صعوبة في النوم ليلاً نتيجة السعال المستمر والآلام التي تلازمه باستمرار.
ويشير المواطن الفلسطيني إلى أنه بالكاد يحصل على بعض الأدوية والبخاخات التي تخفف قليلاً من معاناته، وفي معظم المرات يعود إلى خيمته ببعض المسكنات التي لا تجدي نفعاً في علاج حالته، نتيجة عدم توفر الأدوية المناسبة، سواء في العيادات أو المراكز الصحية، أو حتى الصيدليات.
أما رائد أبو نجا (42 عاما) وهو مواطن فلسطيني يقطن في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، فيقول إن معاناته من الالتهابات الحادة في الجيوب الأنفية ومشاكل الجهاز التنفسي بدأت قبل سنوات، لكنها تضاعفت خلال العامين الأخيرين، والسبب هو نفسه: إشعال النيران يومياً لطهو الطعام.
يقول أبو نجا لـ'فلسطين أون لاين' إن حياته أصبحت لا تطاق نتيجة معاناته من مشاكل الجيوب الأنفية ويجد صعوبة كبيرة في النوم، ويصاب بالتعب الشديد حين بذل أي مجهود أو حتى السير لبضعة أمتار.
ولم تجدِ بعض الأدوية والمسكنات التي يحصل عليها أبو نجا، نفعا في التخفيف من آلامه، مشيراً إلى أن منطقة المواصي التي يتواجد فيها حالياً تحولت إلى ما يشبه الفرن الكبير، إذ تتصاعد الأدخنة طوال النهار من داخل الخيام، وهو ما يجعل عملية التعافي مستحيلة.
فرن مفتوح
بدورها، تشكو المواطنة نيفين الطيب، من تداعيات إشعال النار يومياً داخل العمارة السكنية التي تعيش فيها وسط مدينة غزة، مشيرة إلى المعاناة تكون أكبر داخل المباني المغلقة مقارنة بالمناطق المفتوحة.
وتضيف لـ'فلسطين أون لاين': في العمارة السكنية التي أقطنها توجد أكثر من 20 شقة، ويضطر ساكنوها يومياً لإشعال النيران كلٌ أمام باب شقته، والبعض يستخدم مواد بلاستيكية وإسفنجية بسبب ارتفاع أسعار الحطب، الأمر الذي جعلها أسيرة للأمراض الصدرية، إذ لا تكاد تتعافى منها حتى تعود مجدداً مع استمرار تلوث الأجواء'.
ويطالب المواطن بسام حسنين بضرورة الضغط على الاحتلال لإدخال الكميات اللازمة من الغاز المنزلي بدلاً من سياسة التقطير التي ينتهجها حالياً، مشيراً إلى أنه ينتظر منذ أشهر طويلة دوره في الحصول على الغاز عبر النظام المتبع، ولا يجد خياراً سوى استخدام الحطب والمواد البلاستيكية لطهي الطعام وتسخين المياه لتجهيز الحليب لطفلته.
طبيب يحذر
ويحذر الطبيب محمد عبد المنعم أخصائي الأمراض الصدرية من التداعيات الخطيرة على صحة المواطنين في غزة نتيجة الاستمرار في الاعتماد على الحطب ومخلفات البلاستيك في إشعال النار، مؤكداً أن هناك تزايداً كبيراً في أعداد من يعانون من الأمراض الصدرية.
وقال الدكتور عبد المنعم لـ'فلسطين أون لاين': 'لاحظنا انتشاراً غير مسبوق للأمراض الصدرية المزمنة ومشاكل الشعب الهوائية وبعض أنواع السرطانات في غزة خلال العامين الأخيرين، ومن بين أبرز مسبباتها لجوء المواطنين إلى استخدام مواد مسرطنة كوقود'.
ويلفت إلى أنه بالتزامن مع هذه الزيادة في أعداد المرضى، فإنه لا يتوفر في القطاع الكثير من الأدوية التي لا غنى عنها لعلاج المواطنين، وهو ما يفاقم من الأزمة ويؤخر علاج من يمكنه التعافي من تلك الأمراض والمضاعفات.
ويشير إلى أن أكثر من يعاني من هذا الواقع الصعب هم أصحاب الأمراض المزمنة خصوصاً مرضى الربو والشعب الهوائية وأصحاب المناعة الضعيفة، ولا سيما الأطفال وكبار السن.
وعن ما يمكن فعله للتخفيف من أضرار استخدام المواد البلاستيكية والأخشاب بشكل يومي في إشعال النيران، ينصح الأخصائي بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الدخان الناتج عن النار، وضرورة إشعالها في أماكن مفتوحة تتوفر فيها عوامل التهوية.
لكن الأهم من ذلك – بحسب الدكتور عبد المنعم - العمل على إدخال الغاز المنزلي على نحو تنتفي معه الحاجة لاستخدام مواد خطيرة في إشعال النيران لتحضير الطعام في خيام غزة وما تبقى من بيوتها.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات