أخبار اليوم - لم يكن تقلب الحالة الجوية وما رافقها من عواصف محملة بالأمطار مجرد حالة طقس عابرة في حياة النازحين في قطاع غزة، بل اختبار حقيقي لمدى صمود خيام الإيواء المتهرئة التي صارت هشَّة ولا تقوى على مقاومة هبوب الرياح.
وتنتشر خيام إيواء النازحين المصنعة من القماش والنايلون في أنحاء القطاع الساحلي، بعدما دمر جيش الاحتلال مساحات شاسعة من الأحياء السكنية، خلال حرب الإبادة، تاركًا أصحاب المنازل المدمرة يواجهون واقعًا مريرًا لم يعهدوا مثله من قبل.
في مخيم إيواء أقيم عشوائيًا في شارع الوحدة بمدينة غزة، يقف المسن عبد الهادي أحمد، خلال ساعات النهار يتفقد دائمًا الثقوب المتعددة في الخيمة، وقبل حلول المساء يسعى هو وأبناؤه وأحفاده إلى إغلاقها.
'إن لم نفعل ذلك سنغرق بمياه الأمطار، نحن لم يعد باستطاعتنا التحمل أكثر من ذلك.' قال أحمد لصحيفة 'فلسطين'، بصوت خافت.
والخيمة الممزقة التي تؤوي 14 من أفراد العائلة، صارت الملاذ الوحيد لهم بعدما دمر جيش الاحتلال منزلهم في بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة. حتى أن الاحتلال يمنع الاقتراب من منطقة سكنهم بدعوى وقوعها خلف ما صار يعرف بـ'الخط الأصفر'.
وأضاف: 'كل مرة يمر علينا منخفض جوي نلجأ إلى إصلاح الخيمة وتثبيتها، لكنها لم تعد صالحة حتى للاحتماء ولو لدقائق.'
يتساءل المسن، وهو في السبعينيات من عمره، عن أسباب عرقلة الاحتلال إدخال ملوازم إيواء مناسبة للنازحين الذين دمر منازلهم في خضَّم الحرب. يقول: ألم يكتفوا بتدمير بيوتنا وحياتنا، ليمنعوا عنا الخيام الجديدة؟
وبحسب معطيات أوردتها مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، فإن تحكم قوات الاحتلال بمعابر غزة يحول دون وصول عشرات آلاف الأطنان من مواد الإغاثة، من بينها مواد غذائية، وخيام إيواء.
يتابع أيضًا: 'نحن لسنا بحاجة إلى خيام فقط، بل نحتاج حاويات وكرفانات تحمي أطفالنا من البرد والأمطار.'
في أحد المخيمات بمدينة غزة، يقف سامح عبد الناصر، في الثلاثينيات من عمره، (41 عامًا) أمام خيمته التي فقدت سقفها في أحد المنخفضات الجوية التي تأثر بها القطاع. لم يبقَ منها سوى أعمدة خشبية وبضعة أمتار من النايلون الممزق.
قال عبد الناصر وهو يحاول تثبيت الخيمة استعدادًا للمنخفض الجوي المقبل: 'أعرف جيدًا أنها لن تحمينا من الرياح والأمطار، لكن ليس لدينا بدائل أخرى.'
وكان جيش الاحتلال دمر خلال حرب الإبادة، منزل عبد الناصر في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، كما غيره آلاف المنازل في الحرب على غزة.
'للسنة الثالثة أعيش النزوح تحت الخيام في موسم الأمطار، غرقنا في كل مرة شتت الدينا علينا، وليس أمامنا أي خيارات أخرى.' أضاف عبد الناصر لـ'فلسطين'.
وتابع: 'نحن نريد إيواء لحماية أطفالي الخمسة، بحثنا في الكثير من الأماكن بمدينة غزة لكننا لم نجد متسعًا، الشوارع والمدارس والأبنية المدمرة كلها ممتلئة بالنازحين.'
وأكمل: ' نحن لا نطالب بمنازل الآن، نريد كرفانات لا يمر منها المطر، فقط مجرد كرفان.'
في مخيم آخر أقيم غرب مدينة غزة، وجد محمود عايش (31 عامًا)، نفسه أمام مهمة شديدة القسوة؛ إعادة بناء المأوى من الصفر، وهي خيمة ثبتها في الشارع، وتلحق بها أضرار مع كل منخفض يضرب المنطقة.
يصف تلك اللحظة التي طارت فيها خيمته: 'استيقظنا على صوت الهواء وهو يقتلع العمود الرئيسي، لم يستغرق الأمر دقائق حتى صرنا في العراء.'
وأضاف 'الخيام لا تحمينا من البرد والأمطار، نريد مأوى ينهي معاناتنا.'
ومع كل منخفض جديد يضرب غزة، تتكرر حكايات النازحين نفسها؛ خيام مهترئة، ورياح تقتلع الأعمدة، وأطفال يرتجفون من البرد، ونازحون لا الحد الأدنى من مقومات الحياة. وأمام تأجيل خطط الإعمار وتعثر جهود الإغاثة، تبقى الخيمة رغم هشاشتها الملاذ الأخير.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - لم يكن تقلب الحالة الجوية وما رافقها من عواصف محملة بالأمطار مجرد حالة طقس عابرة في حياة النازحين في قطاع غزة، بل اختبار حقيقي لمدى صمود خيام الإيواء المتهرئة التي صارت هشَّة ولا تقوى على مقاومة هبوب الرياح.
وتنتشر خيام إيواء النازحين المصنعة من القماش والنايلون في أنحاء القطاع الساحلي، بعدما دمر جيش الاحتلال مساحات شاسعة من الأحياء السكنية، خلال حرب الإبادة، تاركًا أصحاب المنازل المدمرة يواجهون واقعًا مريرًا لم يعهدوا مثله من قبل.
في مخيم إيواء أقيم عشوائيًا في شارع الوحدة بمدينة غزة، يقف المسن عبد الهادي أحمد، خلال ساعات النهار يتفقد دائمًا الثقوب المتعددة في الخيمة، وقبل حلول المساء يسعى هو وأبناؤه وأحفاده إلى إغلاقها.
'إن لم نفعل ذلك سنغرق بمياه الأمطار، نحن لم يعد باستطاعتنا التحمل أكثر من ذلك.' قال أحمد لصحيفة 'فلسطين'، بصوت خافت.
والخيمة الممزقة التي تؤوي 14 من أفراد العائلة، صارت الملاذ الوحيد لهم بعدما دمر جيش الاحتلال منزلهم في بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة. حتى أن الاحتلال يمنع الاقتراب من منطقة سكنهم بدعوى وقوعها خلف ما صار يعرف بـ'الخط الأصفر'.
وأضاف: 'كل مرة يمر علينا منخفض جوي نلجأ إلى إصلاح الخيمة وتثبيتها، لكنها لم تعد صالحة حتى للاحتماء ولو لدقائق.'
يتساءل المسن، وهو في السبعينيات من عمره، عن أسباب عرقلة الاحتلال إدخال ملوازم إيواء مناسبة للنازحين الذين دمر منازلهم في خضَّم الحرب. يقول: ألم يكتفوا بتدمير بيوتنا وحياتنا، ليمنعوا عنا الخيام الجديدة؟
وبحسب معطيات أوردتها مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، فإن تحكم قوات الاحتلال بمعابر غزة يحول دون وصول عشرات آلاف الأطنان من مواد الإغاثة، من بينها مواد غذائية، وخيام إيواء.
يتابع أيضًا: 'نحن لسنا بحاجة إلى خيام فقط، بل نحتاج حاويات وكرفانات تحمي أطفالنا من البرد والأمطار.'
في أحد المخيمات بمدينة غزة، يقف سامح عبد الناصر، في الثلاثينيات من عمره، (41 عامًا) أمام خيمته التي فقدت سقفها في أحد المنخفضات الجوية التي تأثر بها القطاع. لم يبقَ منها سوى أعمدة خشبية وبضعة أمتار من النايلون الممزق.
قال عبد الناصر وهو يحاول تثبيت الخيمة استعدادًا للمنخفض الجوي المقبل: 'أعرف جيدًا أنها لن تحمينا من الرياح والأمطار، لكن ليس لدينا بدائل أخرى.'
وكان جيش الاحتلال دمر خلال حرب الإبادة، منزل عبد الناصر في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، كما غيره آلاف المنازل في الحرب على غزة.
'للسنة الثالثة أعيش النزوح تحت الخيام في موسم الأمطار، غرقنا في كل مرة شتت الدينا علينا، وليس أمامنا أي خيارات أخرى.' أضاف عبد الناصر لـ'فلسطين'.
وتابع: 'نحن نريد إيواء لحماية أطفالي الخمسة، بحثنا في الكثير من الأماكن بمدينة غزة لكننا لم نجد متسعًا، الشوارع والمدارس والأبنية المدمرة كلها ممتلئة بالنازحين.'
وأكمل: ' نحن لا نطالب بمنازل الآن، نريد كرفانات لا يمر منها المطر، فقط مجرد كرفان.'
في مخيم آخر أقيم غرب مدينة غزة، وجد محمود عايش (31 عامًا)، نفسه أمام مهمة شديدة القسوة؛ إعادة بناء المأوى من الصفر، وهي خيمة ثبتها في الشارع، وتلحق بها أضرار مع كل منخفض يضرب المنطقة.
يصف تلك اللحظة التي طارت فيها خيمته: 'استيقظنا على صوت الهواء وهو يقتلع العمود الرئيسي، لم يستغرق الأمر دقائق حتى صرنا في العراء.'
وأضاف 'الخيام لا تحمينا من البرد والأمطار، نريد مأوى ينهي معاناتنا.'
ومع كل منخفض جديد يضرب غزة، تتكرر حكايات النازحين نفسها؛ خيام مهترئة، ورياح تقتلع الأعمدة، وأطفال يرتجفون من البرد، ونازحون لا الحد الأدنى من مقومات الحياة. وأمام تأجيل خطط الإعمار وتعثر جهود الإغاثة، تبقى الخيمة رغم هشاشتها الملاذ الأخير.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - لم يكن تقلب الحالة الجوية وما رافقها من عواصف محملة بالأمطار مجرد حالة طقس عابرة في حياة النازحين في قطاع غزة، بل اختبار حقيقي لمدى صمود خيام الإيواء المتهرئة التي صارت هشَّة ولا تقوى على مقاومة هبوب الرياح.
وتنتشر خيام إيواء النازحين المصنعة من القماش والنايلون في أنحاء القطاع الساحلي، بعدما دمر جيش الاحتلال مساحات شاسعة من الأحياء السكنية، خلال حرب الإبادة، تاركًا أصحاب المنازل المدمرة يواجهون واقعًا مريرًا لم يعهدوا مثله من قبل.
في مخيم إيواء أقيم عشوائيًا في شارع الوحدة بمدينة غزة، يقف المسن عبد الهادي أحمد، خلال ساعات النهار يتفقد دائمًا الثقوب المتعددة في الخيمة، وقبل حلول المساء يسعى هو وأبناؤه وأحفاده إلى إغلاقها.
'إن لم نفعل ذلك سنغرق بمياه الأمطار، نحن لم يعد باستطاعتنا التحمل أكثر من ذلك.' قال أحمد لصحيفة 'فلسطين'، بصوت خافت.
والخيمة الممزقة التي تؤوي 14 من أفراد العائلة، صارت الملاذ الوحيد لهم بعدما دمر جيش الاحتلال منزلهم في بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة. حتى أن الاحتلال يمنع الاقتراب من منطقة سكنهم بدعوى وقوعها خلف ما صار يعرف بـ'الخط الأصفر'.
وأضاف: 'كل مرة يمر علينا منخفض جوي نلجأ إلى إصلاح الخيمة وتثبيتها، لكنها لم تعد صالحة حتى للاحتماء ولو لدقائق.'
يتساءل المسن، وهو في السبعينيات من عمره، عن أسباب عرقلة الاحتلال إدخال ملوازم إيواء مناسبة للنازحين الذين دمر منازلهم في خضَّم الحرب. يقول: ألم يكتفوا بتدمير بيوتنا وحياتنا، ليمنعوا عنا الخيام الجديدة؟
وبحسب معطيات أوردتها مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، فإن تحكم قوات الاحتلال بمعابر غزة يحول دون وصول عشرات آلاف الأطنان من مواد الإغاثة، من بينها مواد غذائية، وخيام إيواء.
يتابع أيضًا: 'نحن لسنا بحاجة إلى خيام فقط، بل نحتاج حاويات وكرفانات تحمي أطفالنا من البرد والأمطار.'
في أحد المخيمات بمدينة غزة، يقف سامح عبد الناصر، في الثلاثينيات من عمره، (41 عامًا) أمام خيمته التي فقدت سقفها في أحد المنخفضات الجوية التي تأثر بها القطاع. لم يبقَ منها سوى أعمدة خشبية وبضعة أمتار من النايلون الممزق.
قال عبد الناصر وهو يحاول تثبيت الخيمة استعدادًا للمنخفض الجوي المقبل: 'أعرف جيدًا أنها لن تحمينا من الرياح والأمطار، لكن ليس لدينا بدائل أخرى.'
وكان جيش الاحتلال دمر خلال حرب الإبادة، منزل عبد الناصر في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، كما غيره آلاف المنازل في الحرب على غزة.
'للسنة الثالثة أعيش النزوح تحت الخيام في موسم الأمطار، غرقنا في كل مرة شتت الدينا علينا، وليس أمامنا أي خيارات أخرى.' أضاف عبد الناصر لـ'فلسطين'.
وتابع: 'نحن نريد إيواء لحماية أطفالي الخمسة، بحثنا في الكثير من الأماكن بمدينة غزة لكننا لم نجد متسعًا، الشوارع والمدارس والأبنية المدمرة كلها ممتلئة بالنازحين.'
وأكمل: ' نحن لا نطالب بمنازل الآن، نريد كرفانات لا يمر منها المطر، فقط مجرد كرفان.'
في مخيم آخر أقيم غرب مدينة غزة، وجد محمود عايش (31 عامًا)، نفسه أمام مهمة شديدة القسوة؛ إعادة بناء المأوى من الصفر، وهي خيمة ثبتها في الشارع، وتلحق بها أضرار مع كل منخفض يضرب المنطقة.
يصف تلك اللحظة التي طارت فيها خيمته: 'استيقظنا على صوت الهواء وهو يقتلع العمود الرئيسي، لم يستغرق الأمر دقائق حتى صرنا في العراء.'
وأضاف 'الخيام لا تحمينا من البرد والأمطار، نريد مأوى ينهي معاناتنا.'
ومع كل منخفض جديد يضرب غزة، تتكرر حكايات النازحين نفسها؛ خيام مهترئة، ورياح تقتلع الأعمدة، وأطفال يرتجفون من البرد، ونازحون لا الحد الأدنى من مقومات الحياة. وأمام تأجيل خطط الإعمار وتعثر جهود الإغاثة، تبقى الخيمة رغم هشاشتها الملاذ الأخير.
فلسطين أون لاين
التعليقات