أخبار اليوم - في بيوت كثيرة بالأردن، يبدأ الصباح على إيقاع واحد تقريبًا. استيقاظ سريع، قهوة على عجَل، وسيجارة تُشعل قبل أي كلمة. سيجارة الريق عند شريحة واسعة من الأردنيين صارت جزءًا من طقوس الصباح، لا تُفكَّر كثيرًا، ولا تُناقَش عادة، وكأنها تفصيل عابر في يوم مزدحم. هذه العادة البسيطة ظاهريًا فجّرت نقاشًا اجتماعيًا واسعًا، كشف ما هو أبعد بكثير من مسألة تدخين.
الحديث عن سيجارة الصباح لم يكن نقاشًا صحيًا تقليديًا، ولم يسر في اتجاه النصيحة أو التحذير فقط. الناس تحدثت عن نفسها، عن يومها، عن شعورها أول ما تفتح عيونها. كثيرون قالوا بوضوح إن السيجارة لا تأتي من فراغ، وإنها ليست رفاهية ولا مزاجًا عاليًا، بل محاولة للتماسك قبل مواجهة يوم طويل من الالتزامات والضغوط.
في هذا النقاش، ظهرت أصوات رأت أن التدخين فور الاستيقاظ يعكس تعلّقًا قويًا بالنيكوتين، وأن بداية اليوم بهذه الطريقة تُتعب الجسد منذ اللحظة الأولى. هذا الرأي قوبل بردود مباشرة من أشخاص اعتبروا أن التركيز على السلوك وحده يتجاهل السبب، وأن الحديث عن “هواء نقي” يبدو بعيدًا عن واقع يبدأ فيه اليوم بالقلق والتفكير والهم.
عدد كبير من المشاركين ربط سيجارة الريق بالحالة النفسية. لا راحة، لا طمأنينة، ولا مساحة لالتقاط الأنفاس. الفواتير حاضرة، الالتزامات حاضرة، التفكير لا يتوقف حتى أثناء النوم. لذلك، عندما يستيقظ الإنسان، يبحث عن شيء سريع يخفف ثقل اللحظة، حتى لو كان هذا الشيء مؤذيًا. بالنسبة لهم، السيجارة ليست حبًا بالدخان، بل هروبًا قصيرًا من واقع لا يرحم.
اللغة التي استخدمها الناس كانت صادمة أحيانًا، ساخرة أحيانًا أخرى، لكنها صادقة. هناك من قال إن الحياة نفسها صارت أقسى من الدخان، وإن القهوة والسيجارة تحولا إلى رفيقين دائمين في مواجهة صباح لا يحمل أي شعور بالارتياح. آخرون أشاروا إلى التناقض الواضح بين الدعوة لترك التدخين، وبين واقع اقتصادي واجتماعي يولّد التوتر يوميًا، ويترك الإنسان وحيدًا أمام ضغوطه.
كما برز خطاب ديني وأخلاقي يحذر من التدخين ويدعو إلى الصبر وضبط النفس، وهو خطاب قابلَه البعض بتساؤلات واقعية حول قدرة الإنسان على الصبر في ظل شعور دائم بالإنهاك، وغياب أي متنفس حقيقي يخفف عنه. لم يكن الاعتراض على الفكرة، بل على تجاهل السياق الذي يعيش فيه الناس.
هذا النقاش، بكل حدّته وتناقضه، لم يكن دفاعًا عن التدخين، ولم يكن هجومًا عليه فقط. كان مساحة اعتراف جماعي بأن الصباح لم يعد خفيفًا، وأن العادات الضارة أحيانًا تولد من ضغط مستمر، لا من رغبة حقيقية. سيجارة الريق في هذا المشهد لم تظهر كعادة فردية فقط، بل كصورة صغيرة عن واقع أكبر، واقع يبدأ فيه اليوم بثقل قبل أن يبدأ بالعمل.
يبقى السؤال مطروحًا كما هو، بلا تجميل ولا اختصار: هل يكفي الحديث عن السيجارة نفسها، أم أن الأهم هو التوقف عند الأسباب التي جعلت آلاف الناس يتمسكون بها مع أول نفس في الصباح؟
أخبار اليوم - في بيوت كثيرة بالأردن، يبدأ الصباح على إيقاع واحد تقريبًا. استيقاظ سريع، قهوة على عجَل، وسيجارة تُشعل قبل أي كلمة. سيجارة الريق عند شريحة واسعة من الأردنيين صارت جزءًا من طقوس الصباح، لا تُفكَّر كثيرًا، ولا تُناقَش عادة، وكأنها تفصيل عابر في يوم مزدحم. هذه العادة البسيطة ظاهريًا فجّرت نقاشًا اجتماعيًا واسعًا، كشف ما هو أبعد بكثير من مسألة تدخين.
الحديث عن سيجارة الصباح لم يكن نقاشًا صحيًا تقليديًا، ولم يسر في اتجاه النصيحة أو التحذير فقط. الناس تحدثت عن نفسها، عن يومها، عن شعورها أول ما تفتح عيونها. كثيرون قالوا بوضوح إن السيجارة لا تأتي من فراغ، وإنها ليست رفاهية ولا مزاجًا عاليًا، بل محاولة للتماسك قبل مواجهة يوم طويل من الالتزامات والضغوط.
في هذا النقاش، ظهرت أصوات رأت أن التدخين فور الاستيقاظ يعكس تعلّقًا قويًا بالنيكوتين، وأن بداية اليوم بهذه الطريقة تُتعب الجسد منذ اللحظة الأولى. هذا الرأي قوبل بردود مباشرة من أشخاص اعتبروا أن التركيز على السلوك وحده يتجاهل السبب، وأن الحديث عن “هواء نقي” يبدو بعيدًا عن واقع يبدأ فيه اليوم بالقلق والتفكير والهم.
عدد كبير من المشاركين ربط سيجارة الريق بالحالة النفسية. لا راحة، لا طمأنينة، ولا مساحة لالتقاط الأنفاس. الفواتير حاضرة، الالتزامات حاضرة، التفكير لا يتوقف حتى أثناء النوم. لذلك، عندما يستيقظ الإنسان، يبحث عن شيء سريع يخفف ثقل اللحظة، حتى لو كان هذا الشيء مؤذيًا. بالنسبة لهم، السيجارة ليست حبًا بالدخان، بل هروبًا قصيرًا من واقع لا يرحم.
اللغة التي استخدمها الناس كانت صادمة أحيانًا، ساخرة أحيانًا أخرى، لكنها صادقة. هناك من قال إن الحياة نفسها صارت أقسى من الدخان، وإن القهوة والسيجارة تحولا إلى رفيقين دائمين في مواجهة صباح لا يحمل أي شعور بالارتياح. آخرون أشاروا إلى التناقض الواضح بين الدعوة لترك التدخين، وبين واقع اقتصادي واجتماعي يولّد التوتر يوميًا، ويترك الإنسان وحيدًا أمام ضغوطه.
كما برز خطاب ديني وأخلاقي يحذر من التدخين ويدعو إلى الصبر وضبط النفس، وهو خطاب قابلَه البعض بتساؤلات واقعية حول قدرة الإنسان على الصبر في ظل شعور دائم بالإنهاك، وغياب أي متنفس حقيقي يخفف عنه. لم يكن الاعتراض على الفكرة، بل على تجاهل السياق الذي يعيش فيه الناس.
هذا النقاش، بكل حدّته وتناقضه، لم يكن دفاعًا عن التدخين، ولم يكن هجومًا عليه فقط. كان مساحة اعتراف جماعي بأن الصباح لم يعد خفيفًا، وأن العادات الضارة أحيانًا تولد من ضغط مستمر، لا من رغبة حقيقية. سيجارة الريق في هذا المشهد لم تظهر كعادة فردية فقط، بل كصورة صغيرة عن واقع أكبر، واقع يبدأ فيه اليوم بثقل قبل أن يبدأ بالعمل.
يبقى السؤال مطروحًا كما هو، بلا تجميل ولا اختصار: هل يكفي الحديث عن السيجارة نفسها، أم أن الأهم هو التوقف عند الأسباب التي جعلت آلاف الناس يتمسكون بها مع أول نفس في الصباح؟
أخبار اليوم - في بيوت كثيرة بالأردن، يبدأ الصباح على إيقاع واحد تقريبًا. استيقاظ سريع، قهوة على عجَل، وسيجارة تُشعل قبل أي كلمة. سيجارة الريق عند شريحة واسعة من الأردنيين صارت جزءًا من طقوس الصباح، لا تُفكَّر كثيرًا، ولا تُناقَش عادة، وكأنها تفصيل عابر في يوم مزدحم. هذه العادة البسيطة ظاهريًا فجّرت نقاشًا اجتماعيًا واسعًا، كشف ما هو أبعد بكثير من مسألة تدخين.
الحديث عن سيجارة الصباح لم يكن نقاشًا صحيًا تقليديًا، ولم يسر في اتجاه النصيحة أو التحذير فقط. الناس تحدثت عن نفسها، عن يومها، عن شعورها أول ما تفتح عيونها. كثيرون قالوا بوضوح إن السيجارة لا تأتي من فراغ، وإنها ليست رفاهية ولا مزاجًا عاليًا، بل محاولة للتماسك قبل مواجهة يوم طويل من الالتزامات والضغوط.
في هذا النقاش، ظهرت أصوات رأت أن التدخين فور الاستيقاظ يعكس تعلّقًا قويًا بالنيكوتين، وأن بداية اليوم بهذه الطريقة تُتعب الجسد منذ اللحظة الأولى. هذا الرأي قوبل بردود مباشرة من أشخاص اعتبروا أن التركيز على السلوك وحده يتجاهل السبب، وأن الحديث عن “هواء نقي” يبدو بعيدًا عن واقع يبدأ فيه اليوم بالقلق والتفكير والهم.
عدد كبير من المشاركين ربط سيجارة الريق بالحالة النفسية. لا راحة، لا طمأنينة، ولا مساحة لالتقاط الأنفاس. الفواتير حاضرة، الالتزامات حاضرة، التفكير لا يتوقف حتى أثناء النوم. لذلك، عندما يستيقظ الإنسان، يبحث عن شيء سريع يخفف ثقل اللحظة، حتى لو كان هذا الشيء مؤذيًا. بالنسبة لهم، السيجارة ليست حبًا بالدخان، بل هروبًا قصيرًا من واقع لا يرحم.
اللغة التي استخدمها الناس كانت صادمة أحيانًا، ساخرة أحيانًا أخرى، لكنها صادقة. هناك من قال إن الحياة نفسها صارت أقسى من الدخان، وإن القهوة والسيجارة تحولا إلى رفيقين دائمين في مواجهة صباح لا يحمل أي شعور بالارتياح. آخرون أشاروا إلى التناقض الواضح بين الدعوة لترك التدخين، وبين واقع اقتصادي واجتماعي يولّد التوتر يوميًا، ويترك الإنسان وحيدًا أمام ضغوطه.
كما برز خطاب ديني وأخلاقي يحذر من التدخين ويدعو إلى الصبر وضبط النفس، وهو خطاب قابلَه البعض بتساؤلات واقعية حول قدرة الإنسان على الصبر في ظل شعور دائم بالإنهاك، وغياب أي متنفس حقيقي يخفف عنه. لم يكن الاعتراض على الفكرة، بل على تجاهل السياق الذي يعيش فيه الناس.
هذا النقاش، بكل حدّته وتناقضه، لم يكن دفاعًا عن التدخين، ولم يكن هجومًا عليه فقط. كان مساحة اعتراف جماعي بأن الصباح لم يعد خفيفًا، وأن العادات الضارة أحيانًا تولد من ضغط مستمر، لا من رغبة حقيقية. سيجارة الريق في هذا المشهد لم تظهر كعادة فردية فقط، بل كصورة صغيرة عن واقع أكبر، واقع يبدأ فيه اليوم بثقل قبل أن يبدأ بالعمل.
يبقى السؤال مطروحًا كما هو، بلا تجميل ولا اختصار: هل يكفي الحديث عن السيجارة نفسها، أم أن الأهم هو التوقف عند الأسباب التي جعلت آلاف الناس يتمسكون بها مع أول نفس في الصباح؟
التعليقات