سهم محمد العبادي
كلمة الجاهزية صارت تشبه كثيرًا حكاية تمكين الشباب. نسمعها كل صباح، نقرأها في البيانات، نعلّقها على اليافطات، بينما الشباب أنفسهم كبروا، شابوا، اقتربوا من حافة الستين، وما زال الخطاب ذاته يُعاد. الجاهزية عنوان أنيق لعجز قديم، والجهوزية مفردة تُستعمل لتغطية فراغ واضح.
ليلة مطر واحدة كانت كافية لكشف الحقيقة كاملة. لا ظرف استثنائي، لا حدث خارج المألوف، لا كارثة طبيعية. شتوة عادية أظهرت أن ما لدينا بنية ترقيعية، حلول مؤقتة، عطاءات تُدار بعقلية الإسعاف. ما جرى فوق الأرض ذاب تحتها، وما قُدّم على أنه جاهزية سقط مع أول اختبار، وخطط استراتيجية بعمر 'الدريهمه'.
المشهد يصبح أكثر قسوة عند المقارنة. ما بناه الرومان ما زال قائمًا. ما شاده الأنباط ما زال شاهدًا. الحضارات التي مرّت من هنا اشتغلت بعقل البناء الطويل، فبقي أثرها قرونًا. نحن نعمل بعقل السنة الواحدة، فننكشف مع أول منخفض. الحجر القديم صمد، والإسفلت الجديد انفضح.
منذ الصباح، ماكينة التبرير تعمل بلا توقف. الجو حاضر، الغيمة متهمة، المطر في قفص الاتهام، التغيّر المناخي جاهز للتوقيع. الحديث كله عن السماء، ولا أحد يقترب من الأرض، ولا من المكاتب التي وُقّعت فيها العطاءات، ولا من الإدارات التي استلمت، ولا من القرار الذي قال: الأمور تمام.
القصة هنا قصة إدارة. قصة قرار. قصة غياب محاسبة. المطر أدّى دوره الطبيعي، كشف ما تحته، وأزاح الغطاء عن واقع حاولنا طويلًا تجميله بالمصطلحات.
الأمانة تفرض قولها بوضوح، ما جرى اختبار سقطت فيه العطاءات، وانكشفت فيه الإدارات التي اعتادت الترقيع وتسميته جاهزية. من دون نظام محاسبة حقيقي، صريح، لا يعرف المجاملة، سيبقى المشهد نفسه يتكرر، وسنبقى نغضب من الغيم، ونخاصم المطر، ونترك الخطأ يمشي مطمئنًا.
المطر كان صادقًا. الواقع تكلّم. المسؤولية معروفة
سهم محمد العبادي
كلمة الجاهزية صارت تشبه كثيرًا حكاية تمكين الشباب. نسمعها كل صباح، نقرأها في البيانات، نعلّقها على اليافطات، بينما الشباب أنفسهم كبروا، شابوا، اقتربوا من حافة الستين، وما زال الخطاب ذاته يُعاد. الجاهزية عنوان أنيق لعجز قديم، والجهوزية مفردة تُستعمل لتغطية فراغ واضح.
ليلة مطر واحدة كانت كافية لكشف الحقيقة كاملة. لا ظرف استثنائي، لا حدث خارج المألوف، لا كارثة طبيعية. شتوة عادية أظهرت أن ما لدينا بنية ترقيعية، حلول مؤقتة، عطاءات تُدار بعقلية الإسعاف. ما جرى فوق الأرض ذاب تحتها، وما قُدّم على أنه جاهزية سقط مع أول اختبار، وخطط استراتيجية بعمر 'الدريهمه'.
المشهد يصبح أكثر قسوة عند المقارنة. ما بناه الرومان ما زال قائمًا. ما شاده الأنباط ما زال شاهدًا. الحضارات التي مرّت من هنا اشتغلت بعقل البناء الطويل، فبقي أثرها قرونًا. نحن نعمل بعقل السنة الواحدة، فننكشف مع أول منخفض. الحجر القديم صمد، والإسفلت الجديد انفضح.
منذ الصباح، ماكينة التبرير تعمل بلا توقف. الجو حاضر، الغيمة متهمة، المطر في قفص الاتهام، التغيّر المناخي جاهز للتوقيع. الحديث كله عن السماء، ولا أحد يقترب من الأرض، ولا من المكاتب التي وُقّعت فيها العطاءات، ولا من الإدارات التي استلمت، ولا من القرار الذي قال: الأمور تمام.
القصة هنا قصة إدارة. قصة قرار. قصة غياب محاسبة. المطر أدّى دوره الطبيعي، كشف ما تحته، وأزاح الغطاء عن واقع حاولنا طويلًا تجميله بالمصطلحات.
الأمانة تفرض قولها بوضوح، ما جرى اختبار سقطت فيه العطاءات، وانكشفت فيه الإدارات التي اعتادت الترقيع وتسميته جاهزية. من دون نظام محاسبة حقيقي، صريح، لا يعرف المجاملة، سيبقى المشهد نفسه يتكرر، وسنبقى نغضب من الغيم، ونخاصم المطر، ونترك الخطأ يمشي مطمئنًا.
المطر كان صادقًا. الواقع تكلّم. المسؤولية معروفة
سهم محمد العبادي
كلمة الجاهزية صارت تشبه كثيرًا حكاية تمكين الشباب. نسمعها كل صباح، نقرأها في البيانات، نعلّقها على اليافطات، بينما الشباب أنفسهم كبروا، شابوا، اقتربوا من حافة الستين، وما زال الخطاب ذاته يُعاد. الجاهزية عنوان أنيق لعجز قديم، والجهوزية مفردة تُستعمل لتغطية فراغ واضح.
ليلة مطر واحدة كانت كافية لكشف الحقيقة كاملة. لا ظرف استثنائي، لا حدث خارج المألوف، لا كارثة طبيعية. شتوة عادية أظهرت أن ما لدينا بنية ترقيعية، حلول مؤقتة، عطاءات تُدار بعقلية الإسعاف. ما جرى فوق الأرض ذاب تحتها، وما قُدّم على أنه جاهزية سقط مع أول اختبار، وخطط استراتيجية بعمر 'الدريهمه'.
المشهد يصبح أكثر قسوة عند المقارنة. ما بناه الرومان ما زال قائمًا. ما شاده الأنباط ما زال شاهدًا. الحضارات التي مرّت من هنا اشتغلت بعقل البناء الطويل، فبقي أثرها قرونًا. نحن نعمل بعقل السنة الواحدة، فننكشف مع أول منخفض. الحجر القديم صمد، والإسفلت الجديد انفضح.
منذ الصباح، ماكينة التبرير تعمل بلا توقف. الجو حاضر، الغيمة متهمة، المطر في قفص الاتهام، التغيّر المناخي جاهز للتوقيع. الحديث كله عن السماء، ولا أحد يقترب من الأرض، ولا من المكاتب التي وُقّعت فيها العطاءات، ولا من الإدارات التي استلمت، ولا من القرار الذي قال: الأمور تمام.
القصة هنا قصة إدارة. قصة قرار. قصة غياب محاسبة. المطر أدّى دوره الطبيعي، كشف ما تحته، وأزاح الغطاء عن واقع حاولنا طويلًا تجميله بالمصطلحات.
الأمانة تفرض قولها بوضوح، ما جرى اختبار سقطت فيه العطاءات، وانكشفت فيه الإدارات التي اعتادت الترقيع وتسميته جاهزية. من دون نظام محاسبة حقيقي، صريح، لا يعرف المجاملة، سيبقى المشهد نفسه يتكرر، وسنبقى نغضب من الغيم، ونخاصم المطر، ونترك الخطأ يمشي مطمئنًا.
المطر كان صادقًا. الواقع تكلّم. المسؤولية معروفة
التعليقات