أخبار اليوم - تكمن أهمية مرج ابن عامر أو سهل زرعين، في أنه يتمتع بميزة جغرافية وبموقع استراتيجي مؤثر، وبأنه أكبر سهول فلسطين على الإطلاق، فهو يربط الساحل بالداخل، والأغوار بالجبال، كما تتميز تضاريس سطحه بالبساطة، وهو أرض زراعية سهلية تعلوها بعض التلال الصغيرة، ويدل وجود خرب قديمة، على أن المنطقة كانت جاذبة للسكان منذ قديم الزمن وربما منذ إنسان العصور الحجرية وما بعدها.
وتعود تسميته إلى 'بني عامر'، الذين استقروا فيه منذ بداية الفتوح الإسلامية.
ويقع بين منطقة الجليل وجبال نابلس في شمال فلسطين، وصورته على شكل مثلث أطرافه، حيفا- جنين ـ طبريا. ويبلغ طوله 40 كم وعرضه المتوسط 19 كم ومساحته الكلية 351 كم، وتنتشر فيه القرى من جنين إلى حيفا، وتكاد جميع أرجائه تكون مستغلة في زراعة مختلف المحاصيل لأن تربته خصبة تصلح للزراعة المروية والبعلية على السواء. وهو يزخر بالكروم والأشجار المثمرة، ويشغل آلاف العمال من جنين في المواسم الرئيسة.
وخلال أكثر من عشر سنوات من دراسة التنوع الحيوي في المنطقة، تم توثيق العديد من الحيوانات الشائعة والغريبة في هذا المجرى، إضافة إلى 37 نوعا من الطيور.
لكن أرض السهل، بفعل الإفراط باستخدام المبيدات الزراعية الكيماوية، فقدت جزءا من خصوبتها، وكان عنوان زراعة البطيخ في فلسطين، لكنه اليوم فقد هذه الزراعة.
ووصف أحد الرحالة مرج ابن عامر، في أواخر القرن التاسع عشر، بالقول: 'بحيرة خضراء يتماوج قمحها حول قرى ودساكر ناهضة كالجزائر فوق رواب مستقرة آمنة'.
وفي حقبة الانتداب البريطاني، بدأ الاستيطان يتغلغل إلى مرج ابن عامر، الذي أصبح جزء كبير منه يقع خلف ما يسمى 'الخط الأخضر'، لتنشأ أولى المستوطنات فيه وهي 'العفولة' تبعتها عشرات المستوطنات الأخرى التي تحاصر القرى العربية فيه سواء في جنين أو أراضي 1948، ومنها: صندلة، مقبيلة، عرابة، تعنك، خربة ليد، جنجار، تل العدس، أبو شوشة، خنيفس، اليامون، كفردان، رمانة، وزبوبة.
وعلى أثر حرب عام 1948، انقسم المرج بين الاحتلال والضفة الغربية، بالإضافة إلى قضاء جنين الذي بقي في منطقة الضفة الغربية وتحت نفوذ السلطة الفلسطينية، فبقيت في مرج بن عامر داخل دولة الاحتلال تجمعات عربية.
كان تاريخ مرج ابن عامر زاخرا بالأحداث فقد شهد معارك في السنين الغابرة، وكان السهل الساحلي الفلسطيني دوما موضع نظر القواد العسكريين الذين كانوا يخرجون من مصر لاحتلال فلسطين وسوريا. وكان كذلك موضع اهتمام قادة الجيوش القادمة من سوريا إلى مصر، وكان يوفر الطريق المناسب لذلك.
واشتهر مرج ابن عامر بأحداث تاريخية مهمة فقد شهد معركة مجد أو اللجون عام 1479 قبل الميلاد، والتي قادها الفرعون المصري تحتمس الثالث، ومعركة عين جالوت 1260، والحملة الفرنسية الفاشلة لنابليون عام 1799، ومعركتي جنين: الأولى (المدينة) ، وجنين الثانية (الأرياف) في 1948.
ويعد نهر المقطع أحد الأودية الشهيرة في مرج ابن عامر، وأطول أودية فلسطين، وفيه مجرى دائم في بعض مناطقه الشمالية، ومتقطع في مناطق أخرى.
وتحوي المنطقة تنوعا حيويا كبيرا، بعد أن كان وادي المقطع نهرا يمتد من مرج ابن عامر إلى البحر المتوسط، وله أربعة روافد من مدينة جنين، وهي: (عين نيني، وعين الشريف، وعين الحجر، وعين الصفصافة)، وبقيت هذه العيون غنية بمياهها العذبة وتنوعها الجميل إلى النصف الأول من القرن الماضي.
ويتعرض الوادي كما المرج، إلى عمليات تلويث كبيرة تهدد التنوع الحيوي فيه، حيث أصبح مهددا بالزوال، في ظل انتهاكات للمزارعين من حرق للقصيب وتحويل المجرى، واختلاط المجرى مع المياه العادمة من مدينة جنين ومخيمها.
وأصبح الفرق شاسعا بين ما كانت عليه الأراضي الزراعية في هذا المرج وما هي عليه الآن، إذ أصبحت المساحات الزراعية ضحلة، فيما تبدو حقول مرج بن عامر التي كانت مزروعة بالأشجار والخضروات والمحاصيل القثائية أرضا قاحلة ومتفرقة الزراعة وتتوزع فيها المباني الحديثة، بعدما كانت جنة تشقها الينابيع، وتزينها حقول الحمضيات والنخيل.
والسبب الأهم في تراجع الزراعة الفلسطينية في المرج، هو سيطرة سلطات الاحتلال على الأحواض المائية ومصادر المياه الفلسطينية حتى بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في عام 1993، وتحكم الاحتلال بالمياه، خصوصا في المناطق المصنفة ج، إضافة إلى عدم السماح بإنشاء آبار جديدة.
نحو 25 ينبوعا طبيعيا كانت تنتشر في سهول مرج بن عامر في جنين جفت جميعها، بسبب الاستنزاف الزائد من الآبار للحوض الجوفي السفلي، وبسبب تذبذب سقوط الأمطار، علاوة على سيطرة الاحتلال على الأحواض المائية.
أخبار اليوم - تكمن أهمية مرج ابن عامر أو سهل زرعين، في أنه يتمتع بميزة جغرافية وبموقع استراتيجي مؤثر، وبأنه أكبر سهول فلسطين على الإطلاق، فهو يربط الساحل بالداخل، والأغوار بالجبال، كما تتميز تضاريس سطحه بالبساطة، وهو أرض زراعية سهلية تعلوها بعض التلال الصغيرة، ويدل وجود خرب قديمة، على أن المنطقة كانت جاذبة للسكان منذ قديم الزمن وربما منذ إنسان العصور الحجرية وما بعدها.
وتعود تسميته إلى 'بني عامر'، الذين استقروا فيه منذ بداية الفتوح الإسلامية.
ويقع بين منطقة الجليل وجبال نابلس في شمال فلسطين، وصورته على شكل مثلث أطرافه، حيفا- جنين ـ طبريا. ويبلغ طوله 40 كم وعرضه المتوسط 19 كم ومساحته الكلية 351 كم، وتنتشر فيه القرى من جنين إلى حيفا، وتكاد جميع أرجائه تكون مستغلة في زراعة مختلف المحاصيل لأن تربته خصبة تصلح للزراعة المروية والبعلية على السواء. وهو يزخر بالكروم والأشجار المثمرة، ويشغل آلاف العمال من جنين في المواسم الرئيسة.
وخلال أكثر من عشر سنوات من دراسة التنوع الحيوي في المنطقة، تم توثيق العديد من الحيوانات الشائعة والغريبة في هذا المجرى، إضافة إلى 37 نوعا من الطيور.
لكن أرض السهل، بفعل الإفراط باستخدام المبيدات الزراعية الكيماوية، فقدت جزءا من خصوبتها، وكان عنوان زراعة البطيخ في فلسطين، لكنه اليوم فقد هذه الزراعة.
ووصف أحد الرحالة مرج ابن عامر، في أواخر القرن التاسع عشر، بالقول: 'بحيرة خضراء يتماوج قمحها حول قرى ودساكر ناهضة كالجزائر فوق رواب مستقرة آمنة'.
وفي حقبة الانتداب البريطاني، بدأ الاستيطان يتغلغل إلى مرج ابن عامر، الذي أصبح جزء كبير منه يقع خلف ما يسمى 'الخط الأخضر'، لتنشأ أولى المستوطنات فيه وهي 'العفولة' تبعتها عشرات المستوطنات الأخرى التي تحاصر القرى العربية فيه سواء في جنين أو أراضي 1948، ومنها: صندلة، مقبيلة، عرابة، تعنك، خربة ليد، جنجار، تل العدس، أبو شوشة، خنيفس، اليامون، كفردان، رمانة، وزبوبة.
وعلى أثر حرب عام 1948، انقسم المرج بين الاحتلال والضفة الغربية، بالإضافة إلى قضاء جنين الذي بقي في منطقة الضفة الغربية وتحت نفوذ السلطة الفلسطينية، فبقيت في مرج بن عامر داخل دولة الاحتلال تجمعات عربية.
كان تاريخ مرج ابن عامر زاخرا بالأحداث فقد شهد معارك في السنين الغابرة، وكان السهل الساحلي الفلسطيني دوما موضع نظر القواد العسكريين الذين كانوا يخرجون من مصر لاحتلال فلسطين وسوريا. وكان كذلك موضع اهتمام قادة الجيوش القادمة من سوريا إلى مصر، وكان يوفر الطريق المناسب لذلك.
واشتهر مرج ابن عامر بأحداث تاريخية مهمة فقد شهد معركة مجد أو اللجون عام 1479 قبل الميلاد، والتي قادها الفرعون المصري تحتمس الثالث، ومعركة عين جالوت 1260، والحملة الفرنسية الفاشلة لنابليون عام 1799، ومعركتي جنين: الأولى (المدينة) ، وجنين الثانية (الأرياف) في 1948.
ويعد نهر المقطع أحد الأودية الشهيرة في مرج ابن عامر، وأطول أودية فلسطين، وفيه مجرى دائم في بعض مناطقه الشمالية، ومتقطع في مناطق أخرى.
وتحوي المنطقة تنوعا حيويا كبيرا، بعد أن كان وادي المقطع نهرا يمتد من مرج ابن عامر إلى البحر المتوسط، وله أربعة روافد من مدينة جنين، وهي: (عين نيني، وعين الشريف، وعين الحجر، وعين الصفصافة)، وبقيت هذه العيون غنية بمياهها العذبة وتنوعها الجميل إلى النصف الأول من القرن الماضي.
ويتعرض الوادي كما المرج، إلى عمليات تلويث كبيرة تهدد التنوع الحيوي فيه، حيث أصبح مهددا بالزوال، في ظل انتهاكات للمزارعين من حرق للقصيب وتحويل المجرى، واختلاط المجرى مع المياه العادمة من مدينة جنين ومخيمها.
وأصبح الفرق شاسعا بين ما كانت عليه الأراضي الزراعية في هذا المرج وما هي عليه الآن، إذ أصبحت المساحات الزراعية ضحلة، فيما تبدو حقول مرج بن عامر التي كانت مزروعة بالأشجار والخضروات والمحاصيل القثائية أرضا قاحلة ومتفرقة الزراعة وتتوزع فيها المباني الحديثة، بعدما كانت جنة تشقها الينابيع، وتزينها حقول الحمضيات والنخيل.
والسبب الأهم في تراجع الزراعة الفلسطينية في المرج، هو سيطرة سلطات الاحتلال على الأحواض المائية ومصادر المياه الفلسطينية حتى بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في عام 1993، وتحكم الاحتلال بالمياه، خصوصا في المناطق المصنفة ج، إضافة إلى عدم السماح بإنشاء آبار جديدة.
نحو 25 ينبوعا طبيعيا كانت تنتشر في سهول مرج بن عامر في جنين جفت جميعها، بسبب الاستنزاف الزائد من الآبار للحوض الجوفي السفلي، وبسبب تذبذب سقوط الأمطار، علاوة على سيطرة الاحتلال على الأحواض المائية.
أخبار اليوم - تكمن أهمية مرج ابن عامر أو سهل زرعين، في أنه يتمتع بميزة جغرافية وبموقع استراتيجي مؤثر، وبأنه أكبر سهول فلسطين على الإطلاق، فهو يربط الساحل بالداخل، والأغوار بالجبال، كما تتميز تضاريس سطحه بالبساطة، وهو أرض زراعية سهلية تعلوها بعض التلال الصغيرة، ويدل وجود خرب قديمة، على أن المنطقة كانت جاذبة للسكان منذ قديم الزمن وربما منذ إنسان العصور الحجرية وما بعدها.
وتعود تسميته إلى 'بني عامر'، الذين استقروا فيه منذ بداية الفتوح الإسلامية.
ويقع بين منطقة الجليل وجبال نابلس في شمال فلسطين، وصورته على شكل مثلث أطرافه، حيفا- جنين ـ طبريا. ويبلغ طوله 40 كم وعرضه المتوسط 19 كم ومساحته الكلية 351 كم، وتنتشر فيه القرى من جنين إلى حيفا، وتكاد جميع أرجائه تكون مستغلة في زراعة مختلف المحاصيل لأن تربته خصبة تصلح للزراعة المروية والبعلية على السواء. وهو يزخر بالكروم والأشجار المثمرة، ويشغل آلاف العمال من جنين في المواسم الرئيسة.
وخلال أكثر من عشر سنوات من دراسة التنوع الحيوي في المنطقة، تم توثيق العديد من الحيوانات الشائعة والغريبة في هذا المجرى، إضافة إلى 37 نوعا من الطيور.
لكن أرض السهل، بفعل الإفراط باستخدام المبيدات الزراعية الكيماوية، فقدت جزءا من خصوبتها، وكان عنوان زراعة البطيخ في فلسطين، لكنه اليوم فقد هذه الزراعة.
ووصف أحد الرحالة مرج ابن عامر، في أواخر القرن التاسع عشر، بالقول: 'بحيرة خضراء يتماوج قمحها حول قرى ودساكر ناهضة كالجزائر فوق رواب مستقرة آمنة'.
وفي حقبة الانتداب البريطاني، بدأ الاستيطان يتغلغل إلى مرج ابن عامر، الذي أصبح جزء كبير منه يقع خلف ما يسمى 'الخط الأخضر'، لتنشأ أولى المستوطنات فيه وهي 'العفولة' تبعتها عشرات المستوطنات الأخرى التي تحاصر القرى العربية فيه سواء في جنين أو أراضي 1948، ومنها: صندلة، مقبيلة، عرابة، تعنك، خربة ليد، جنجار، تل العدس، أبو شوشة، خنيفس، اليامون، كفردان، رمانة، وزبوبة.
وعلى أثر حرب عام 1948، انقسم المرج بين الاحتلال والضفة الغربية، بالإضافة إلى قضاء جنين الذي بقي في منطقة الضفة الغربية وتحت نفوذ السلطة الفلسطينية، فبقيت في مرج بن عامر داخل دولة الاحتلال تجمعات عربية.
كان تاريخ مرج ابن عامر زاخرا بالأحداث فقد شهد معارك في السنين الغابرة، وكان السهل الساحلي الفلسطيني دوما موضع نظر القواد العسكريين الذين كانوا يخرجون من مصر لاحتلال فلسطين وسوريا. وكان كذلك موضع اهتمام قادة الجيوش القادمة من سوريا إلى مصر، وكان يوفر الطريق المناسب لذلك.
واشتهر مرج ابن عامر بأحداث تاريخية مهمة فقد شهد معركة مجد أو اللجون عام 1479 قبل الميلاد، والتي قادها الفرعون المصري تحتمس الثالث، ومعركة عين جالوت 1260، والحملة الفرنسية الفاشلة لنابليون عام 1799، ومعركتي جنين: الأولى (المدينة) ، وجنين الثانية (الأرياف) في 1948.
ويعد نهر المقطع أحد الأودية الشهيرة في مرج ابن عامر، وأطول أودية فلسطين، وفيه مجرى دائم في بعض مناطقه الشمالية، ومتقطع في مناطق أخرى.
وتحوي المنطقة تنوعا حيويا كبيرا، بعد أن كان وادي المقطع نهرا يمتد من مرج ابن عامر إلى البحر المتوسط، وله أربعة روافد من مدينة جنين، وهي: (عين نيني، وعين الشريف، وعين الحجر، وعين الصفصافة)، وبقيت هذه العيون غنية بمياهها العذبة وتنوعها الجميل إلى النصف الأول من القرن الماضي.
ويتعرض الوادي كما المرج، إلى عمليات تلويث كبيرة تهدد التنوع الحيوي فيه، حيث أصبح مهددا بالزوال، في ظل انتهاكات للمزارعين من حرق للقصيب وتحويل المجرى، واختلاط المجرى مع المياه العادمة من مدينة جنين ومخيمها.
وأصبح الفرق شاسعا بين ما كانت عليه الأراضي الزراعية في هذا المرج وما هي عليه الآن، إذ أصبحت المساحات الزراعية ضحلة، فيما تبدو حقول مرج بن عامر التي كانت مزروعة بالأشجار والخضروات والمحاصيل القثائية أرضا قاحلة ومتفرقة الزراعة وتتوزع فيها المباني الحديثة، بعدما كانت جنة تشقها الينابيع، وتزينها حقول الحمضيات والنخيل.
والسبب الأهم في تراجع الزراعة الفلسطينية في المرج، هو سيطرة سلطات الاحتلال على الأحواض المائية ومصادر المياه الفلسطينية حتى بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في عام 1993، وتحكم الاحتلال بالمياه، خصوصا في المناطق المصنفة ج، إضافة إلى عدم السماح بإنشاء آبار جديدة.
نحو 25 ينبوعا طبيعيا كانت تنتشر في سهول مرج بن عامر في جنين جفت جميعها، بسبب الاستنزاف الزائد من الآبار للحوض الجوفي السفلي، وبسبب تذبذب سقوط الأمطار، علاوة على سيطرة الاحتلال على الأحواض المائية.
التعليقات