د. صبري ربيحات
من الصعب ان تفكر في العمارة والفن واسقاطاته على البيئة الاردنية دون أن يخطر ببالك الدكتور كامل المحادين فهو فنان بالفطرة يتقن الرسم ويتحدث عن المدن الاردنية كمعشوقات احب كل واحدة ولا يزال يحن لعلاقته المؤنسة الثرية بالقرى والمرابع والجبال ...
ما ان يصادفك ابا طارق حتى تنتقل إليك عدوى حماسه وإندفاعه وحبه العفوي الصادق للعمل والارض والانسان ...
تعود علاقاتي بمعالي الدكتور كامل الى ايام الطفولة حين كنت اراه في المباريات والمسابقات التي تعقد بين مدارس قضاء الطفيلة الذي كان والده مديرا له... كان الطلبة من قريتنا يشيرون الى احد الطلبة الذي يرتدي لباسا انيقا صاحب البشرة الصافية والوجبات المتوردة ويهمسون ان ذاك اليافع المهاب الانيق هو الابن الاكبر للحاكم الاداري الذي يعرف جميع اهلنا اسمه ويحترمون حضوره ويهابون سطوته..
كان كامل عودة الله المحادين كتلة من النشاط يحب ارتداء بدلة الكشافة الأنيقة المميزة ومكتملة التجهيزات . الزنبقة والصفارة والحذاء الرياضي والقفطان تجهيزات ليس بمقدور الكثيرين منا الإحاطة بها ولا امتلاكها . ..
مع كل الشغف الذي سكن قلوبنا للقيام برحلات كشفية الا اننا لم نتمكن من تنفيذ هذه الرحلات تبعا للاصول والقواعد الكشفية .كانت بعض البدلات قصيرة وكثيرا ما كانت الازرار قد سقطت او استبدلت بازرار لا تتناسب الوانها مع لون القماش او حيكت بخيوط فاقعة اللون. لا اظن ان احدا من ابناء قريتنا استطاع ان يطابق بين مستلزمات الزي الكشفي .
كامل المحادين كان كشافا بالفطرة فقد احب الطبيعة وتجاوز كل عقد التعارف فهو جسور يختلف عنا نحن المغرقون في محليتها .بالنسبة لكامل المحادين كان للتجوال معنى يتجاوز الخبرة الطلابية المؤقتة فقد رافق أسرته التي تنقلت بحكم العمل بين بيئات وثقافات الاردن الفرعية المتنوعة بضفتيه الشرقية والغربية .
لقد احب عودة الله المحادين عمله الذي اخلص له واضفى عليه الكثير من الحضور والمهابة فعرف الناس واحب التفاعل معهم وشاركهم المناسبات وخصص بعض الوقت لممارسة هواية للصيد معهم فاحبوه كما احبهم.
تخرجنا من المدارس وذهبنا للجامعات وقد تحصل الدكتور المحادين على بعثة للجامعة الامريكية ببيروت وحالت أحداث الصراع في منتصف السبعينات دون استمرار سير التعليم فيها فاضطرت الحكومة الاردنية ان تنقل مبعوثيها للولايات المتحدة وكان من زملاءه عصام الزواوي ومحمد العدينات وحمد عايش وقد ارسلوا جميعا الى جامعات في الغرب عاد بعدها الدكتور كامل وعصام للعمل في الاردن قبل ان يجري أفاده مجددا للحصول على الدكتوراة في الهندسة المعمارية وتخطيط المواقع.
لقد احيينا العلاقة الشكلية السابقة وشحناها بالكثير من الأنشطة والتفاعلات التي كشفت لي كم هو محب وحساس ومبدع .في الليلة التي سبقت سفري للولايات المتحدة في ٢١ آب ١٩٨٠ كان آخر منسف تناولته في الاردن قبل سفري هو المنسف الذي دعانا اليه العم ابوكامل بمعية منير الصايغ وعصام الزواوي.
كان عودة الله يفيض زهوا وكبرياء وهو ينظر الى كامل الممتلىء صدره بالحب والشغل والحماس والذي يرى في العم ابو كامل مدرسة تسمو مناهجها على كل الذي عرفه وتلقاه. امضينا تلك الأمسية الجميلة وكل ما علق في ذهني صورة الاب والابن الذين مثلا لي صور الماضي والحاضر والمستقبل
في السنوات التي تلت عودتي من امريكيا رايت العم ابو كامل مرارا كان يسألني فيها عن اخبار ابناء عمومتي الذين رافقوه في رحلات صيد البدن والماعز الجبلي. وكنت اسمع من الطلبة في كلية الهندسة عن استاذ طغى حضوره على المكان...
كامل المحادين الذي صمم اجمل المباني وخطط اجمل المواقع اصبح اسما مهما وعنوانا مميزا لعمل نوعي في العمارة وفنونها. في نهاية التسعينيات عين رئيسا للسلطة إقليم البتراء التي شهدت تحولا هاما ازاحها من العشوائية الى عالم التصاميم بعدما وحد الوان مبانيها لتصبح مثل لون الجبال الرملية ....
ومن هناك اختير ليصبح وزيرا للمياه والري ليعود بعد اعوام رئيسا للسلطة إقليم العقبة ويغير الكثير في نبض وايقاع المكان قبل ان يعود إلى عالم البحث والرسم والتدريس.
لقد حظيت صبيحة اليوم بلقاء الدكتور كامل لتناول الشاي في احد أماكن تقديمها بعمان ودهشت كيف ان الرجل لا زال يحتفظ بكل ما لديه من طيب الخصال لقد مررنا على الطفيلة والمفرق والقدس وتحدثنا عن السياسة والاحزاب والاعمال الزراعية واهدى اللي واحدا من كتبه المعشقة بالخواطر والصور فشكرته على الساعة والنصف التي قضيناها معا وتمنيت له الخير وتواعدنا ان نلتقي ولا اظن اننا سنلتقي.
د. صبري ربيحات
من الصعب ان تفكر في العمارة والفن واسقاطاته على البيئة الاردنية دون أن يخطر ببالك الدكتور كامل المحادين فهو فنان بالفطرة يتقن الرسم ويتحدث عن المدن الاردنية كمعشوقات احب كل واحدة ولا يزال يحن لعلاقته المؤنسة الثرية بالقرى والمرابع والجبال ...
ما ان يصادفك ابا طارق حتى تنتقل إليك عدوى حماسه وإندفاعه وحبه العفوي الصادق للعمل والارض والانسان ...
تعود علاقاتي بمعالي الدكتور كامل الى ايام الطفولة حين كنت اراه في المباريات والمسابقات التي تعقد بين مدارس قضاء الطفيلة الذي كان والده مديرا له... كان الطلبة من قريتنا يشيرون الى احد الطلبة الذي يرتدي لباسا انيقا صاحب البشرة الصافية والوجبات المتوردة ويهمسون ان ذاك اليافع المهاب الانيق هو الابن الاكبر للحاكم الاداري الذي يعرف جميع اهلنا اسمه ويحترمون حضوره ويهابون سطوته..
كان كامل عودة الله المحادين كتلة من النشاط يحب ارتداء بدلة الكشافة الأنيقة المميزة ومكتملة التجهيزات . الزنبقة والصفارة والحذاء الرياضي والقفطان تجهيزات ليس بمقدور الكثيرين منا الإحاطة بها ولا امتلاكها . ..
مع كل الشغف الذي سكن قلوبنا للقيام برحلات كشفية الا اننا لم نتمكن من تنفيذ هذه الرحلات تبعا للاصول والقواعد الكشفية .كانت بعض البدلات قصيرة وكثيرا ما كانت الازرار قد سقطت او استبدلت بازرار لا تتناسب الوانها مع لون القماش او حيكت بخيوط فاقعة اللون. لا اظن ان احدا من ابناء قريتنا استطاع ان يطابق بين مستلزمات الزي الكشفي .
كامل المحادين كان كشافا بالفطرة فقد احب الطبيعة وتجاوز كل عقد التعارف فهو جسور يختلف عنا نحن المغرقون في محليتها .بالنسبة لكامل المحادين كان للتجوال معنى يتجاوز الخبرة الطلابية المؤقتة فقد رافق أسرته التي تنقلت بحكم العمل بين بيئات وثقافات الاردن الفرعية المتنوعة بضفتيه الشرقية والغربية .
لقد احب عودة الله المحادين عمله الذي اخلص له واضفى عليه الكثير من الحضور والمهابة فعرف الناس واحب التفاعل معهم وشاركهم المناسبات وخصص بعض الوقت لممارسة هواية للصيد معهم فاحبوه كما احبهم.
تخرجنا من المدارس وذهبنا للجامعات وقد تحصل الدكتور المحادين على بعثة للجامعة الامريكية ببيروت وحالت أحداث الصراع في منتصف السبعينات دون استمرار سير التعليم فيها فاضطرت الحكومة الاردنية ان تنقل مبعوثيها للولايات المتحدة وكان من زملاءه عصام الزواوي ومحمد العدينات وحمد عايش وقد ارسلوا جميعا الى جامعات في الغرب عاد بعدها الدكتور كامل وعصام للعمل في الاردن قبل ان يجري أفاده مجددا للحصول على الدكتوراة في الهندسة المعمارية وتخطيط المواقع.
لقد احيينا العلاقة الشكلية السابقة وشحناها بالكثير من الأنشطة والتفاعلات التي كشفت لي كم هو محب وحساس ومبدع .في الليلة التي سبقت سفري للولايات المتحدة في ٢١ آب ١٩٨٠ كان آخر منسف تناولته في الاردن قبل سفري هو المنسف الذي دعانا اليه العم ابوكامل بمعية منير الصايغ وعصام الزواوي.
كان عودة الله يفيض زهوا وكبرياء وهو ينظر الى كامل الممتلىء صدره بالحب والشغل والحماس والذي يرى في العم ابو كامل مدرسة تسمو مناهجها على كل الذي عرفه وتلقاه. امضينا تلك الأمسية الجميلة وكل ما علق في ذهني صورة الاب والابن الذين مثلا لي صور الماضي والحاضر والمستقبل
في السنوات التي تلت عودتي من امريكيا رايت العم ابو كامل مرارا كان يسألني فيها عن اخبار ابناء عمومتي الذين رافقوه في رحلات صيد البدن والماعز الجبلي. وكنت اسمع من الطلبة في كلية الهندسة عن استاذ طغى حضوره على المكان...
كامل المحادين الذي صمم اجمل المباني وخطط اجمل المواقع اصبح اسما مهما وعنوانا مميزا لعمل نوعي في العمارة وفنونها. في نهاية التسعينيات عين رئيسا للسلطة إقليم البتراء التي شهدت تحولا هاما ازاحها من العشوائية الى عالم التصاميم بعدما وحد الوان مبانيها لتصبح مثل لون الجبال الرملية ....
ومن هناك اختير ليصبح وزيرا للمياه والري ليعود بعد اعوام رئيسا للسلطة إقليم العقبة ويغير الكثير في نبض وايقاع المكان قبل ان يعود إلى عالم البحث والرسم والتدريس.
لقد حظيت صبيحة اليوم بلقاء الدكتور كامل لتناول الشاي في احد أماكن تقديمها بعمان ودهشت كيف ان الرجل لا زال يحتفظ بكل ما لديه من طيب الخصال لقد مررنا على الطفيلة والمفرق والقدس وتحدثنا عن السياسة والاحزاب والاعمال الزراعية واهدى اللي واحدا من كتبه المعشقة بالخواطر والصور فشكرته على الساعة والنصف التي قضيناها معا وتمنيت له الخير وتواعدنا ان نلتقي ولا اظن اننا سنلتقي.
د. صبري ربيحات
من الصعب ان تفكر في العمارة والفن واسقاطاته على البيئة الاردنية دون أن يخطر ببالك الدكتور كامل المحادين فهو فنان بالفطرة يتقن الرسم ويتحدث عن المدن الاردنية كمعشوقات احب كل واحدة ولا يزال يحن لعلاقته المؤنسة الثرية بالقرى والمرابع والجبال ...
ما ان يصادفك ابا طارق حتى تنتقل إليك عدوى حماسه وإندفاعه وحبه العفوي الصادق للعمل والارض والانسان ...
تعود علاقاتي بمعالي الدكتور كامل الى ايام الطفولة حين كنت اراه في المباريات والمسابقات التي تعقد بين مدارس قضاء الطفيلة الذي كان والده مديرا له... كان الطلبة من قريتنا يشيرون الى احد الطلبة الذي يرتدي لباسا انيقا صاحب البشرة الصافية والوجبات المتوردة ويهمسون ان ذاك اليافع المهاب الانيق هو الابن الاكبر للحاكم الاداري الذي يعرف جميع اهلنا اسمه ويحترمون حضوره ويهابون سطوته..
كان كامل عودة الله المحادين كتلة من النشاط يحب ارتداء بدلة الكشافة الأنيقة المميزة ومكتملة التجهيزات . الزنبقة والصفارة والحذاء الرياضي والقفطان تجهيزات ليس بمقدور الكثيرين منا الإحاطة بها ولا امتلاكها . ..
مع كل الشغف الذي سكن قلوبنا للقيام برحلات كشفية الا اننا لم نتمكن من تنفيذ هذه الرحلات تبعا للاصول والقواعد الكشفية .كانت بعض البدلات قصيرة وكثيرا ما كانت الازرار قد سقطت او استبدلت بازرار لا تتناسب الوانها مع لون القماش او حيكت بخيوط فاقعة اللون. لا اظن ان احدا من ابناء قريتنا استطاع ان يطابق بين مستلزمات الزي الكشفي .
كامل المحادين كان كشافا بالفطرة فقد احب الطبيعة وتجاوز كل عقد التعارف فهو جسور يختلف عنا نحن المغرقون في محليتها .بالنسبة لكامل المحادين كان للتجوال معنى يتجاوز الخبرة الطلابية المؤقتة فقد رافق أسرته التي تنقلت بحكم العمل بين بيئات وثقافات الاردن الفرعية المتنوعة بضفتيه الشرقية والغربية .
لقد احب عودة الله المحادين عمله الذي اخلص له واضفى عليه الكثير من الحضور والمهابة فعرف الناس واحب التفاعل معهم وشاركهم المناسبات وخصص بعض الوقت لممارسة هواية للصيد معهم فاحبوه كما احبهم.
تخرجنا من المدارس وذهبنا للجامعات وقد تحصل الدكتور المحادين على بعثة للجامعة الامريكية ببيروت وحالت أحداث الصراع في منتصف السبعينات دون استمرار سير التعليم فيها فاضطرت الحكومة الاردنية ان تنقل مبعوثيها للولايات المتحدة وكان من زملاءه عصام الزواوي ومحمد العدينات وحمد عايش وقد ارسلوا جميعا الى جامعات في الغرب عاد بعدها الدكتور كامل وعصام للعمل في الاردن قبل ان يجري أفاده مجددا للحصول على الدكتوراة في الهندسة المعمارية وتخطيط المواقع.
لقد احيينا العلاقة الشكلية السابقة وشحناها بالكثير من الأنشطة والتفاعلات التي كشفت لي كم هو محب وحساس ومبدع .في الليلة التي سبقت سفري للولايات المتحدة في ٢١ آب ١٩٨٠ كان آخر منسف تناولته في الاردن قبل سفري هو المنسف الذي دعانا اليه العم ابوكامل بمعية منير الصايغ وعصام الزواوي.
كان عودة الله يفيض زهوا وكبرياء وهو ينظر الى كامل الممتلىء صدره بالحب والشغل والحماس والذي يرى في العم ابو كامل مدرسة تسمو مناهجها على كل الذي عرفه وتلقاه. امضينا تلك الأمسية الجميلة وكل ما علق في ذهني صورة الاب والابن الذين مثلا لي صور الماضي والحاضر والمستقبل
في السنوات التي تلت عودتي من امريكيا رايت العم ابو كامل مرارا كان يسألني فيها عن اخبار ابناء عمومتي الذين رافقوه في رحلات صيد البدن والماعز الجبلي. وكنت اسمع من الطلبة في كلية الهندسة عن استاذ طغى حضوره على المكان...
كامل المحادين الذي صمم اجمل المباني وخطط اجمل المواقع اصبح اسما مهما وعنوانا مميزا لعمل نوعي في العمارة وفنونها. في نهاية التسعينيات عين رئيسا للسلطة إقليم البتراء التي شهدت تحولا هاما ازاحها من العشوائية الى عالم التصاميم بعدما وحد الوان مبانيها لتصبح مثل لون الجبال الرملية ....
ومن هناك اختير ليصبح وزيرا للمياه والري ليعود بعد اعوام رئيسا للسلطة إقليم العقبة ويغير الكثير في نبض وايقاع المكان قبل ان يعود إلى عالم البحث والرسم والتدريس.
لقد حظيت صبيحة اليوم بلقاء الدكتور كامل لتناول الشاي في احد أماكن تقديمها بعمان ودهشت كيف ان الرجل لا زال يحتفظ بكل ما لديه من طيب الخصال لقد مررنا على الطفيلة والمفرق والقدس وتحدثنا عن السياسة والاحزاب والاعمال الزراعية واهدى اللي واحدا من كتبه المعشقة بالخواطر والصور فشكرته على الساعة والنصف التي قضيناها معا وتمنيت له الخير وتواعدنا ان نلتقي ولا اظن اننا سنلتقي.
التعليقات