أخبار اليوم - داخل خيمة صغيرة نصبت أوتادها في مدرسة الموهوبين التي تحوّلت لمركز إيواء للنازحين، تجلس جواهر الفيري (24 عاماً) على فراش مهترئ، وعيناها تحكيان معاني القهر والوجع من الواقع الأليم الذي فرضته حياة النزوح القسري الجديدة عليها برفقة أطفالها ووالدتها وشقيقها المصاب بمرض 'متلازمة داون'.
إلى جانب 'جواهر' عدد من الموانئ الفارغة والعلب البلاستيكية الفارغة أيضاً من قلّة الأطعمة، فقد باتت لا تقدر على شراء الحد الأدنى من احتياجات عائلتها نتيجة العوز الذي تعيشه، لا سيّما أنها تقوم بدور 'الأب والأم' معاً بعدما اعتقلت قوات الاحتلال زوجها 'عايش' الذي يبلغ من العمر (33 عاماً) أثناء نزوحهما من مخيم جباليا شمالي القطاع قبل 7 شهور.
كانت 'جواهر' تراقب بحذر تحركات شقيقها الذي يبلغ من العمر 15 عاماً لكنه لا يدري ما يدور حوله، فما يهمه هو الحصول على وجبات الطعام التي بات الحصول عليها أشبه بالحلم، فقد كان يبحث في تلك الأواني الفارغة علّه يجد شيئاً يسد به رمقه، لكّن لم تفلح تلك المحاولات.
ملامح المجاعة بدت واضحة على حياة 'جواهر' التي تُعيل والدتها المُسنة وشقيقها المريض بالإضافة إلى أطفالها الستة، فلا تجد ما يسد رمقهم جميعاً 'ما في عندي لا أكل ولا شرب ولا طحين، حتى تكيّات الطعام التي اعتمدت عليها خلال الفترة الماضية القريبة توقفت'، تقول 'جواهر' والدموع تتساقط من عينيها.
وتحكي مع مراسل صحيفة 'فلسطين' وفي قلبها غصّة: 'قبل يومين رحت على بيت لاهيا شمال القطاع عشان اجيب طحين وما لقيت، وأمي مريضة سكري وضغط الدم، وأخوي مريض ويحتاج حفاضات، وأطفالي الاثنين بدهم حفاضات ولا أستطيع تلبية كل هذه الاحتياجات'.
وتواصل حديثها الممزوج بالقهر 'ابني الصغير ابن الثلاثة أعوام، مُصاب بمرض السكري ويحتاج إلى أطعمة خاصة تحتوي على السكريات من أجل الحفاظ على معدل السكر في الدم، وقبل أيام طلب مني اشتري له حلاوة لكن ما بقدر اجيب له'.
يخيم الصمت عليها قليلا ثم تقلّب ذاكرتها التي أرهقها التعب والتفكير، فتحكي قسوة النزوح الذي عاشته مع عائلتها 'كنا نعيش في إحدى مدرسة لإيواء النازحين في مخيم جباليا شمالي القطاع، وحينما بدأت قوات الاحتلال عمليتها العسكرية في شمال غزة في شهر أكتوبر الماضي، قصفت طائراتها تلك المنطقة وانهالت الشظايا هناك، فاضطررنا للمغادرة إلى مدرسة أخرى في مشروع بيت لاهيا'.
'قضينا ليلة واحدة في المدرسة الأخرى وكانت قاسية جداً من هول القصف، فإذا بطائرة إسرائيلية مُسيرة من نوع 'كواد كابتر' تلُقي قنبلة صوبنا، فأصابتني وزوجي وطفلي، حيث كانت إصابتي في اليد ولا زالت الشظايا عالقة فيها، وطفلي في قدمه وزوجي كانت اصابته خطيرة في الفخذ'، تُكمل حديثها.
لم تشفع الإصابات التي ارهقت اجساد تلك العائلة أمام احتلال اسرائيلي داس كل قوانين الانسانية، حينما طلب منهم التوجه إلى غرب مدينة غزة عبر الحاجز العسكري الذي نصبه قرب المستشفى الإندونيسي القريب من شارع صلاح شرقي بيت لاهيا، فحملت 'جواهر' وعائلتها أوجاعهم وتوجهوا إلى حيث طلب الاحتلال، والكلام لها.
كانت اللحظات القاسية بالنسبة لـ 'جواهر' حينما وصلت برفقة عائلتها إلى الحاجز العسكري، إذ بجيش الاحتلال يعتقل زوجها ويطلب منها التوجه إلى منطقة غرب غزة، حسبما تقول.
وتضيف 'جيش الاحتلال اخذ زوجي بدون ما يقدم له العلاج رغم أن اصابته خطيرة ويحتاج إلى مستشفى. اكثر من ٧ شهور وزوجي معتقل وما في أي معلومات عن موعد الافراج عنه'.
مسلسل المعاناة تضاعف لدى 'جواهر' منذ ذلك الوقت وتعمق أكثر بعد دخول قطاع غزة في مرحلة المجاعة الفعلية في اعقاب اغلاق الاحتلال المعابر منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي ومنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الغذائية، ضمن سلاح التجويع الذي اشهره في وجه سكان القطاع استكمالاً لحلقات حرب الإبادة الجماعية.
ومنذ أكتوبر 2023، يقبع القطاع تحت حصار خانق غير مسبوق، ترافق مع دمار شامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية. مراكز الإيواء تضيق بالنازحين، والمستشفيات تعمل بأقل من طاقتها، فيما يتسابق الأهالي للبحث عن حفنة طحين أو عبوة حليب لأطفالهم الذين يتضورون جوعًا.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وصف ما يحدث بأنه 'جريمة منظمة'، وقال في بيان رسمي: 'الاحتلال يستخدم سلاح التجويع والتعطيش كأداة حرب ممنهجة لقتل الحياة في غزة'.
أخبار اليوم - داخل خيمة صغيرة نصبت أوتادها في مدرسة الموهوبين التي تحوّلت لمركز إيواء للنازحين، تجلس جواهر الفيري (24 عاماً) على فراش مهترئ، وعيناها تحكيان معاني القهر والوجع من الواقع الأليم الذي فرضته حياة النزوح القسري الجديدة عليها برفقة أطفالها ووالدتها وشقيقها المصاب بمرض 'متلازمة داون'.
إلى جانب 'جواهر' عدد من الموانئ الفارغة والعلب البلاستيكية الفارغة أيضاً من قلّة الأطعمة، فقد باتت لا تقدر على شراء الحد الأدنى من احتياجات عائلتها نتيجة العوز الذي تعيشه، لا سيّما أنها تقوم بدور 'الأب والأم' معاً بعدما اعتقلت قوات الاحتلال زوجها 'عايش' الذي يبلغ من العمر (33 عاماً) أثناء نزوحهما من مخيم جباليا شمالي القطاع قبل 7 شهور.
كانت 'جواهر' تراقب بحذر تحركات شقيقها الذي يبلغ من العمر 15 عاماً لكنه لا يدري ما يدور حوله، فما يهمه هو الحصول على وجبات الطعام التي بات الحصول عليها أشبه بالحلم، فقد كان يبحث في تلك الأواني الفارغة علّه يجد شيئاً يسد به رمقه، لكّن لم تفلح تلك المحاولات.
ملامح المجاعة بدت واضحة على حياة 'جواهر' التي تُعيل والدتها المُسنة وشقيقها المريض بالإضافة إلى أطفالها الستة، فلا تجد ما يسد رمقهم جميعاً 'ما في عندي لا أكل ولا شرب ولا طحين، حتى تكيّات الطعام التي اعتمدت عليها خلال الفترة الماضية القريبة توقفت'، تقول 'جواهر' والدموع تتساقط من عينيها.
وتحكي مع مراسل صحيفة 'فلسطين' وفي قلبها غصّة: 'قبل يومين رحت على بيت لاهيا شمال القطاع عشان اجيب طحين وما لقيت، وأمي مريضة سكري وضغط الدم، وأخوي مريض ويحتاج حفاضات، وأطفالي الاثنين بدهم حفاضات ولا أستطيع تلبية كل هذه الاحتياجات'.
وتواصل حديثها الممزوج بالقهر 'ابني الصغير ابن الثلاثة أعوام، مُصاب بمرض السكري ويحتاج إلى أطعمة خاصة تحتوي على السكريات من أجل الحفاظ على معدل السكر في الدم، وقبل أيام طلب مني اشتري له حلاوة لكن ما بقدر اجيب له'.
يخيم الصمت عليها قليلا ثم تقلّب ذاكرتها التي أرهقها التعب والتفكير، فتحكي قسوة النزوح الذي عاشته مع عائلتها 'كنا نعيش في إحدى مدرسة لإيواء النازحين في مخيم جباليا شمالي القطاع، وحينما بدأت قوات الاحتلال عمليتها العسكرية في شمال غزة في شهر أكتوبر الماضي، قصفت طائراتها تلك المنطقة وانهالت الشظايا هناك، فاضطررنا للمغادرة إلى مدرسة أخرى في مشروع بيت لاهيا'.
'قضينا ليلة واحدة في المدرسة الأخرى وكانت قاسية جداً من هول القصف، فإذا بطائرة إسرائيلية مُسيرة من نوع 'كواد كابتر' تلُقي قنبلة صوبنا، فأصابتني وزوجي وطفلي، حيث كانت إصابتي في اليد ولا زالت الشظايا عالقة فيها، وطفلي في قدمه وزوجي كانت اصابته خطيرة في الفخذ'، تُكمل حديثها.
لم تشفع الإصابات التي ارهقت اجساد تلك العائلة أمام احتلال اسرائيلي داس كل قوانين الانسانية، حينما طلب منهم التوجه إلى غرب مدينة غزة عبر الحاجز العسكري الذي نصبه قرب المستشفى الإندونيسي القريب من شارع صلاح شرقي بيت لاهيا، فحملت 'جواهر' وعائلتها أوجاعهم وتوجهوا إلى حيث طلب الاحتلال، والكلام لها.
كانت اللحظات القاسية بالنسبة لـ 'جواهر' حينما وصلت برفقة عائلتها إلى الحاجز العسكري، إذ بجيش الاحتلال يعتقل زوجها ويطلب منها التوجه إلى منطقة غرب غزة، حسبما تقول.
وتضيف 'جيش الاحتلال اخذ زوجي بدون ما يقدم له العلاج رغم أن اصابته خطيرة ويحتاج إلى مستشفى. اكثر من ٧ شهور وزوجي معتقل وما في أي معلومات عن موعد الافراج عنه'.
مسلسل المعاناة تضاعف لدى 'جواهر' منذ ذلك الوقت وتعمق أكثر بعد دخول قطاع غزة في مرحلة المجاعة الفعلية في اعقاب اغلاق الاحتلال المعابر منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي ومنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الغذائية، ضمن سلاح التجويع الذي اشهره في وجه سكان القطاع استكمالاً لحلقات حرب الإبادة الجماعية.
ومنذ أكتوبر 2023، يقبع القطاع تحت حصار خانق غير مسبوق، ترافق مع دمار شامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية. مراكز الإيواء تضيق بالنازحين، والمستشفيات تعمل بأقل من طاقتها، فيما يتسابق الأهالي للبحث عن حفنة طحين أو عبوة حليب لأطفالهم الذين يتضورون جوعًا.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وصف ما يحدث بأنه 'جريمة منظمة'، وقال في بيان رسمي: 'الاحتلال يستخدم سلاح التجويع والتعطيش كأداة حرب ممنهجة لقتل الحياة في غزة'.
أخبار اليوم - داخل خيمة صغيرة نصبت أوتادها في مدرسة الموهوبين التي تحوّلت لمركز إيواء للنازحين، تجلس جواهر الفيري (24 عاماً) على فراش مهترئ، وعيناها تحكيان معاني القهر والوجع من الواقع الأليم الذي فرضته حياة النزوح القسري الجديدة عليها برفقة أطفالها ووالدتها وشقيقها المصاب بمرض 'متلازمة داون'.
إلى جانب 'جواهر' عدد من الموانئ الفارغة والعلب البلاستيكية الفارغة أيضاً من قلّة الأطعمة، فقد باتت لا تقدر على شراء الحد الأدنى من احتياجات عائلتها نتيجة العوز الذي تعيشه، لا سيّما أنها تقوم بدور 'الأب والأم' معاً بعدما اعتقلت قوات الاحتلال زوجها 'عايش' الذي يبلغ من العمر (33 عاماً) أثناء نزوحهما من مخيم جباليا شمالي القطاع قبل 7 شهور.
كانت 'جواهر' تراقب بحذر تحركات شقيقها الذي يبلغ من العمر 15 عاماً لكنه لا يدري ما يدور حوله، فما يهمه هو الحصول على وجبات الطعام التي بات الحصول عليها أشبه بالحلم، فقد كان يبحث في تلك الأواني الفارغة علّه يجد شيئاً يسد به رمقه، لكّن لم تفلح تلك المحاولات.
ملامح المجاعة بدت واضحة على حياة 'جواهر' التي تُعيل والدتها المُسنة وشقيقها المريض بالإضافة إلى أطفالها الستة، فلا تجد ما يسد رمقهم جميعاً 'ما في عندي لا أكل ولا شرب ولا طحين، حتى تكيّات الطعام التي اعتمدت عليها خلال الفترة الماضية القريبة توقفت'، تقول 'جواهر' والدموع تتساقط من عينيها.
وتحكي مع مراسل صحيفة 'فلسطين' وفي قلبها غصّة: 'قبل يومين رحت على بيت لاهيا شمال القطاع عشان اجيب طحين وما لقيت، وأمي مريضة سكري وضغط الدم، وأخوي مريض ويحتاج حفاضات، وأطفالي الاثنين بدهم حفاضات ولا أستطيع تلبية كل هذه الاحتياجات'.
وتواصل حديثها الممزوج بالقهر 'ابني الصغير ابن الثلاثة أعوام، مُصاب بمرض السكري ويحتاج إلى أطعمة خاصة تحتوي على السكريات من أجل الحفاظ على معدل السكر في الدم، وقبل أيام طلب مني اشتري له حلاوة لكن ما بقدر اجيب له'.
يخيم الصمت عليها قليلا ثم تقلّب ذاكرتها التي أرهقها التعب والتفكير، فتحكي قسوة النزوح الذي عاشته مع عائلتها 'كنا نعيش في إحدى مدرسة لإيواء النازحين في مخيم جباليا شمالي القطاع، وحينما بدأت قوات الاحتلال عمليتها العسكرية في شمال غزة في شهر أكتوبر الماضي، قصفت طائراتها تلك المنطقة وانهالت الشظايا هناك، فاضطررنا للمغادرة إلى مدرسة أخرى في مشروع بيت لاهيا'.
'قضينا ليلة واحدة في المدرسة الأخرى وكانت قاسية جداً من هول القصف، فإذا بطائرة إسرائيلية مُسيرة من نوع 'كواد كابتر' تلُقي قنبلة صوبنا، فأصابتني وزوجي وطفلي، حيث كانت إصابتي في اليد ولا زالت الشظايا عالقة فيها، وطفلي في قدمه وزوجي كانت اصابته خطيرة في الفخذ'، تُكمل حديثها.
لم تشفع الإصابات التي ارهقت اجساد تلك العائلة أمام احتلال اسرائيلي داس كل قوانين الانسانية، حينما طلب منهم التوجه إلى غرب مدينة غزة عبر الحاجز العسكري الذي نصبه قرب المستشفى الإندونيسي القريب من شارع صلاح شرقي بيت لاهيا، فحملت 'جواهر' وعائلتها أوجاعهم وتوجهوا إلى حيث طلب الاحتلال، والكلام لها.
كانت اللحظات القاسية بالنسبة لـ 'جواهر' حينما وصلت برفقة عائلتها إلى الحاجز العسكري، إذ بجيش الاحتلال يعتقل زوجها ويطلب منها التوجه إلى منطقة غرب غزة، حسبما تقول.
وتضيف 'جيش الاحتلال اخذ زوجي بدون ما يقدم له العلاج رغم أن اصابته خطيرة ويحتاج إلى مستشفى. اكثر من ٧ شهور وزوجي معتقل وما في أي معلومات عن موعد الافراج عنه'.
مسلسل المعاناة تضاعف لدى 'جواهر' منذ ذلك الوقت وتعمق أكثر بعد دخول قطاع غزة في مرحلة المجاعة الفعلية في اعقاب اغلاق الاحتلال المعابر منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي ومنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الغذائية، ضمن سلاح التجويع الذي اشهره في وجه سكان القطاع استكمالاً لحلقات حرب الإبادة الجماعية.
ومنذ أكتوبر 2023، يقبع القطاع تحت حصار خانق غير مسبوق، ترافق مع دمار شامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية. مراكز الإيواء تضيق بالنازحين، والمستشفيات تعمل بأقل من طاقتها، فيما يتسابق الأهالي للبحث عن حفنة طحين أو عبوة حليب لأطفالهم الذين يتضورون جوعًا.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وصف ما يحدث بأنه 'جريمة منظمة'، وقال في بيان رسمي: 'الاحتلال يستخدم سلاح التجويع والتعطيش كأداة حرب ممنهجة لقتل الحياة في غزة'.
التعليقات