أخبار اليوم - تحل يوم غد الخميس 15 مايو/أيار الذكرى السابعة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطيني، التي شهدت واحدة من أكبر موجات التهجير القسري في التاريخ الحديث، حيث أُجبر ما يقرب من 750 ألف فلسطيني على مغادرة أراضيهم خلال الفترة بين أواخر عام 1947 وبداية 1949، تزامناً مع إعلان قيام دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية.
'يوم النكبة' يمثل ذكرى مؤلمة للفلسطينيين، ليس فقط بسبب النزوح الجماعي الذي تعرضوا له، بل لما تبعه من عقود طويلة من اللجوء والمعاناة، لا يزال يعيشها ملايين الفلسطينيين حتى اليوم.
جذور النكبة.. من ولادة المشروع الصهيوني إلى الثورة الفلسطينية
ظهرت الحركة الصهيونية أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا، مستندة إلى أفكار مؤسسها ثيودور هرتزل، الذي رأى في إقامة وطن قومي لليهود حلاً لما وصفه بمعاداة السامية والاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا.
وفي عام 1917، منحت بريطانيا -التي كانت تسيطر لاحقًا على فلسطين بعد انهيار الدولة العثمانية– الحركة الصهيونية دعماً سياسياً عبر 'وعد بلفور'، الذي تعهد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما فتح الباب أمام موجات هجرة واسعة لليهود إلى الأراضي الفلسطينية.
مع تصاعد الهجرة والاستيطان، شهدت فلسطين توترات دموية ومواجهات عنيفة بين الفلسطينيين واليهود خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، تزامناً مع سياسات بريطانية شجعت على التمكين اليهودي، وأدت في عام 1936 إلى اندلاع الثورة العربية الكبرى، وهي انتفاضة واسعة النطاق ضد الاحتلال البريطاني والهجرة اليهودية. وقد خلفت هذه الانتفاضة آلاف القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين، وانتهت عام 1939 بقمع عنيف ووعود بريطانية لم تتحقق.
التقسيم وبداية الكارثة
في عام 1947، أعلنت بريطانيا نيتها إنهاء انتدابها على فلسطين، وطرحت الأمم المتحدة خطة لتقسيم البلاد إلى دولتين: يهودية وعربية، مع وضع القدس تحت إشراف دولي حيث منح القرار (181) نحو 55% من الأراضي لليهود، رغم أن نسبتهم السكانية كانت أقل بكثير من العرب، ما اعتبره الفلسطينيون والدول العربية إجحافًا ورفضوه رفضًا قاطعًا.
مع تصاعد العنف بعد صدور قرار التقسيم، بدأت الميليشيات الصهيونية بشن هجمات منظمة على القرى الفلسطينية، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان. في المقابل، حاولت جماعات فلسطينية وعربية الدفاع عن المناطق المستهدفة، لكن الدعم العسكري والتمويل كان محدودًا مقارنة بالإمكانات التي امتلكتها القوات الصهيونية.
في 14 مايو/أيار 1948، ومع انتهاء الانتداب البريطاني، أعلن قادة الحركة الصهيونية قيام دولة (إسرائيل). في اليوم التالي اندلعت حرب واسعة بين الجيوش العربية (من مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان والسعودية) والقوات الإسرائيلية، لكنها انتهت بهزيمة الجيوش العربية وتوسع (إسرائيل) إلى ما هو أبعد من حدود قرار التقسيم.
بعد النكبة.. الشتات وتكريس الاحتلال
انتهت الحرب في يناير 1949 بتوقيع اتفاقيات هدنة بين (إسرائيل) وكل من مصر ولبنان والأردن وسوريا. وبموجب هذه الاتفاقات، سيطرت (إسرائيل) على معظم الأراضي الفلسطينية، بينما بقيت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني وقطاع غزة تحت الإدارة المصرية. أما القدس، فقُسمت بين الجانبين الأردني والإسرائيلي.
رغم وقف القتال، لم يُوقّع أي اتفاق 'سلام دائم'، وظلت التوترات قائمة، ما قاد إلى مزيد من الحروب والصراعات في العقود التالية.
وفي ديسمبر 1948، أصدرت الأمم المتحدة القرار 194، الذي نصّ على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم أو الحصول على تعويض، وهو قرار لا تزال سلطات الاحتلال ترفض تطبيقه، معتبرة أن عودة اللاجئين تهدد تركيبتها الديمغرافية.
5 مليون لاجئ
اليوم، يعيش نحو خمسة ملايين فلسطيني كلاجئين مسجلين لدى وكالة الأونروا، منهم أكثر من 1.5 مليون في مخيمات ببلدان الجوار كالأردن ولبنان وسوريا، إلى جانب غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي تعتبرها الأمم المتحدة أرضاً محتلة.
تُعدّ النكبة الفلسطينية إحدى أكثر المآسي الإنسانية والسياسية تعقيداً في التاريخ الحديث، إذ لم تقتصر آثارها على تهجير شعب من أرضه، بل أنتجت واقعًا سياسيًا قائمًا على الاحتلال واللجوء والانقسام، ولا يزال يطبع حياة الفلسطينيين جيلاً بعد جيل.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - تحل يوم غد الخميس 15 مايو/أيار الذكرى السابعة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطيني، التي شهدت واحدة من أكبر موجات التهجير القسري في التاريخ الحديث، حيث أُجبر ما يقرب من 750 ألف فلسطيني على مغادرة أراضيهم خلال الفترة بين أواخر عام 1947 وبداية 1949، تزامناً مع إعلان قيام دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية.
'يوم النكبة' يمثل ذكرى مؤلمة للفلسطينيين، ليس فقط بسبب النزوح الجماعي الذي تعرضوا له، بل لما تبعه من عقود طويلة من اللجوء والمعاناة، لا يزال يعيشها ملايين الفلسطينيين حتى اليوم.
جذور النكبة.. من ولادة المشروع الصهيوني إلى الثورة الفلسطينية
ظهرت الحركة الصهيونية أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا، مستندة إلى أفكار مؤسسها ثيودور هرتزل، الذي رأى في إقامة وطن قومي لليهود حلاً لما وصفه بمعاداة السامية والاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا.
وفي عام 1917، منحت بريطانيا -التي كانت تسيطر لاحقًا على فلسطين بعد انهيار الدولة العثمانية– الحركة الصهيونية دعماً سياسياً عبر 'وعد بلفور'، الذي تعهد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما فتح الباب أمام موجات هجرة واسعة لليهود إلى الأراضي الفلسطينية.
مع تصاعد الهجرة والاستيطان، شهدت فلسطين توترات دموية ومواجهات عنيفة بين الفلسطينيين واليهود خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، تزامناً مع سياسات بريطانية شجعت على التمكين اليهودي، وأدت في عام 1936 إلى اندلاع الثورة العربية الكبرى، وهي انتفاضة واسعة النطاق ضد الاحتلال البريطاني والهجرة اليهودية. وقد خلفت هذه الانتفاضة آلاف القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين، وانتهت عام 1939 بقمع عنيف ووعود بريطانية لم تتحقق.
التقسيم وبداية الكارثة
في عام 1947، أعلنت بريطانيا نيتها إنهاء انتدابها على فلسطين، وطرحت الأمم المتحدة خطة لتقسيم البلاد إلى دولتين: يهودية وعربية، مع وضع القدس تحت إشراف دولي حيث منح القرار (181) نحو 55% من الأراضي لليهود، رغم أن نسبتهم السكانية كانت أقل بكثير من العرب، ما اعتبره الفلسطينيون والدول العربية إجحافًا ورفضوه رفضًا قاطعًا.
مع تصاعد العنف بعد صدور قرار التقسيم، بدأت الميليشيات الصهيونية بشن هجمات منظمة على القرى الفلسطينية، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان. في المقابل، حاولت جماعات فلسطينية وعربية الدفاع عن المناطق المستهدفة، لكن الدعم العسكري والتمويل كان محدودًا مقارنة بالإمكانات التي امتلكتها القوات الصهيونية.
في 14 مايو/أيار 1948، ومع انتهاء الانتداب البريطاني، أعلن قادة الحركة الصهيونية قيام دولة (إسرائيل). في اليوم التالي اندلعت حرب واسعة بين الجيوش العربية (من مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان والسعودية) والقوات الإسرائيلية، لكنها انتهت بهزيمة الجيوش العربية وتوسع (إسرائيل) إلى ما هو أبعد من حدود قرار التقسيم.
بعد النكبة.. الشتات وتكريس الاحتلال
انتهت الحرب في يناير 1949 بتوقيع اتفاقيات هدنة بين (إسرائيل) وكل من مصر ولبنان والأردن وسوريا. وبموجب هذه الاتفاقات، سيطرت (إسرائيل) على معظم الأراضي الفلسطينية، بينما بقيت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني وقطاع غزة تحت الإدارة المصرية. أما القدس، فقُسمت بين الجانبين الأردني والإسرائيلي.
رغم وقف القتال، لم يُوقّع أي اتفاق 'سلام دائم'، وظلت التوترات قائمة، ما قاد إلى مزيد من الحروب والصراعات في العقود التالية.
وفي ديسمبر 1948، أصدرت الأمم المتحدة القرار 194، الذي نصّ على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم أو الحصول على تعويض، وهو قرار لا تزال سلطات الاحتلال ترفض تطبيقه، معتبرة أن عودة اللاجئين تهدد تركيبتها الديمغرافية.
5 مليون لاجئ
اليوم، يعيش نحو خمسة ملايين فلسطيني كلاجئين مسجلين لدى وكالة الأونروا، منهم أكثر من 1.5 مليون في مخيمات ببلدان الجوار كالأردن ولبنان وسوريا، إلى جانب غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي تعتبرها الأمم المتحدة أرضاً محتلة.
تُعدّ النكبة الفلسطينية إحدى أكثر المآسي الإنسانية والسياسية تعقيداً في التاريخ الحديث، إذ لم تقتصر آثارها على تهجير شعب من أرضه، بل أنتجت واقعًا سياسيًا قائمًا على الاحتلال واللجوء والانقسام، ولا يزال يطبع حياة الفلسطينيين جيلاً بعد جيل.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - تحل يوم غد الخميس 15 مايو/أيار الذكرى السابعة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطيني، التي شهدت واحدة من أكبر موجات التهجير القسري في التاريخ الحديث، حيث أُجبر ما يقرب من 750 ألف فلسطيني على مغادرة أراضيهم خلال الفترة بين أواخر عام 1947 وبداية 1949، تزامناً مع إعلان قيام دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية.
'يوم النكبة' يمثل ذكرى مؤلمة للفلسطينيين، ليس فقط بسبب النزوح الجماعي الذي تعرضوا له، بل لما تبعه من عقود طويلة من اللجوء والمعاناة، لا يزال يعيشها ملايين الفلسطينيين حتى اليوم.
جذور النكبة.. من ولادة المشروع الصهيوني إلى الثورة الفلسطينية
ظهرت الحركة الصهيونية أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا، مستندة إلى أفكار مؤسسها ثيودور هرتزل، الذي رأى في إقامة وطن قومي لليهود حلاً لما وصفه بمعاداة السامية والاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا.
وفي عام 1917، منحت بريطانيا -التي كانت تسيطر لاحقًا على فلسطين بعد انهيار الدولة العثمانية– الحركة الصهيونية دعماً سياسياً عبر 'وعد بلفور'، الذي تعهد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما فتح الباب أمام موجات هجرة واسعة لليهود إلى الأراضي الفلسطينية.
مع تصاعد الهجرة والاستيطان، شهدت فلسطين توترات دموية ومواجهات عنيفة بين الفلسطينيين واليهود خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، تزامناً مع سياسات بريطانية شجعت على التمكين اليهودي، وأدت في عام 1936 إلى اندلاع الثورة العربية الكبرى، وهي انتفاضة واسعة النطاق ضد الاحتلال البريطاني والهجرة اليهودية. وقد خلفت هذه الانتفاضة آلاف القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين، وانتهت عام 1939 بقمع عنيف ووعود بريطانية لم تتحقق.
التقسيم وبداية الكارثة
في عام 1947، أعلنت بريطانيا نيتها إنهاء انتدابها على فلسطين، وطرحت الأمم المتحدة خطة لتقسيم البلاد إلى دولتين: يهودية وعربية، مع وضع القدس تحت إشراف دولي حيث منح القرار (181) نحو 55% من الأراضي لليهود، رغم أن نسبتهم السكانية كانت أقل بكثير من العرب، ما اعتبره الفلسطينيون والدول العربية إجحافًا ورفضوه رفضًا قاطعًا.
مع تصاعد العنف بعد صدور قرار التقسيم، بدأت الميليشيات الصهيونية بشن هجمات منظمة على القرى الفلسطينية، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان. في المقابل، حاولت جماعات فلسطينية وعربية الدفاع عن المناطق المستهدفة، لكن الدعم العسكري والتمويل كان محدودًا مقارنة بالإمكانات التي امتلكتها القوات الصهيونية.
في 14 مايو/أيار 1948، ومع انتهاء الانتداب البريطاني، أعلن قادة الحركة الصهيونية قيام دولة (إسرائيل). في اليوم التالي اندلعت حرب واسعة بين الجيوش العربية (من مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان والسعودية) والقوات الإسرائيلية، لكنها انتهت بهزيمة الجيوش العربية وتوسع (إسرائيل) إلى ما هو أبعد من حدود قرار التقسيم.
بعد النكبة.. الشتات وتكريس الاحتلال
انتهت الحرب في يناير 1949 بتوقيع اتفاقيات هدنة بين (إسرائيل) وكل من مصر ولبنان والأردن وسوريا. وبموجب هذه الاتفاقات، سيطرت (إسرائيل) على معظم الأراضي الفلسطينية، بينما بقيت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني وقطاع غزة تحت الإدارة المصرية. أما القدس، فقُسمت بين الجانبين الأردني والإسرائيلي.
رغم وقف القتال، لم يُوقّع أي اتفاق 'سلام دائم'، وظلت التوترات قائمة، ما قاد إلى مزيد من الحروب والصراعات في العقود التالية.
وفي ديسمبر 1948، أصدرت الأمم المتحدة القرار 194، الذي نصّ على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم أو الحصول على تعويض، وهو قرار لا تزال سلطات الاحتلال ترفض تطبيقه، معتبرة أن عودة اللاجئين تهدد تركيبتها الديمغرافية.
5 مليون لاجئ
اليوم، يعيش نحو خمسة ملايين فلسطيني كلاجئين مسجلين لدى وكالة الأونروا، منهم أكثر من 1.5 مليون في مخيمات ببلدان الجوار كالأردن ولبنان وسوريا، إلى جانب غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي تعتبرها الأمم المتحدة أرضاً محتلة.
تُعدّ النكبة الفلسطينية إحدى أكثر المآسي الإنسانية والسياسية تعقيداً في التاريخ الحديث، إذ لم تقتصر آثارها على تهجير شعب من أرضه، بل أنتجت واقعًا سياسيًا قائمًا على الاحتلال واللجوء والانقسام، ولا يزال يطبع حياة الفلسطينيين جيلاً بعد جيل.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات