أخبار اليوم - في غزة، الألم لا يبدأ بانفجار، ولا ينتهي مع وقف إطلاق النار. هنا، يمتد الوجع داخل العظام، يتسلل إلى الصدر، ويتجذر في الروح، فالشاب نور الدين الكردي، الذي لم يتجاوز عمره 25 عامًا، قد تركت الحرب الإسرائيلية بصمتها القاسية على جسده، وأبقت قلبه يقاتل من أجل البقاء.
الكردي وهو من سكان حي تل الهوا بمدينة غزة لم يكن بمنأى عن نيران حرب الإبادة الجماعية، ومع اشتداد القصف وتوسع رقعة المجازر، أجبر على النزوح كغيره، تاركًا منزله، وذكرياته، وأمانه، لجأ إلى مناطق أكثر ازدحامًا، وأكثر ضيقًا، وأكثر فقرًا... وكلها أقل أمانًا.
يقول لصحيفة 'فلسطين' في بداية الحرب وبعد نزوح الكثير قسرا إلى الجنوب كنا نعيش بين فكي المجاعة والخوف من اللصوص، ومع اشتداد الحصار، بدأ الاحتلال يفرض أسلوبه الجديد ضد الشعب المجاعة الممنهجة، لم يعد الغذاء متوفرًا، والماء شحيحًا، والدواء حلمًا'.
فكر الكردي في عائلته، وخشي أن يُنهب بيتهم، كما حصل مع كثيرين، قرر أن يعود رغم الخطر، لجلب بعض المواد التموينية وتأمين البيت.
'ما كان في خيار... بدنا ناكل، نحمي البيت، نعيش'، قالها قبل أن يتخذ قراره ويخطو خطوته الأخيرة نحو منزله.
وفي 24 فبراير/شباط 2024 أطلقت طائرة حربية بدون طيار صاروخًا باتجاهه هو وأحد رفاقه الذي استشهد على الفور، بينما هو فالشظايا اخترقت جسده من جهات عدة، سقط أرضًا، لينزف، ويصارع، ويتألم على تراب مدينته.
الرحلة المستحيلة إلى المستشفى
وفي ظل الطرق المدمرة وانقطاع الاتصالات، استغرق نقله وقتًا قاتلًا إلى المستشفى الأردني، ثم إلى مستشفى آخر، وهناك بدأت مأساة أخرى، قال له أحد الأطباء: 'ما في وقود لتشغيل المولد وتشغيل غرفة العمليات... بدنا نعملك عملية'.
يسرد الكردي أنه عندما علمت عائلته بذلك لم يكن أمامها سوى تدبير ثلاث جالونات من السولار وبأسعار مضاعفة لأجل إنقاذ حياة ابنهم، وبعد جهد جهيد، تم تشغيل غرفة العمليات، وأُجريت له عدة جراحات: كاستئصال خصية، وإيقاف نزيف داخلي، ومحاولة استخراج بعض الشظايا.
ويضيف: 'بينما باقي الشظايا فقد بقيت بداخلي، تعيش معي، تنهش جسده كل ليلة، وتسرق النوم من عيني'.
ويتابع الكردي: :'لم تتوقف الخسارات عند فقدان الخصية، فقد فقدت السمع كليًا في أذني اليمنى، وبات نظري ضعيفًا، بالكاد أرى جيدًا'.
وبعد أكثر من عام على الإصابة، لا يزال يعاني من آلام مبرحة، خاصة عند تغير درجات الحرارة، سواء بردًا أو حرًّا.
كما أن الكردي لا يستطيع إجراء صورة رنين مغناطيسي لمفصل الركبة، يقول: 'بحس بكهربا بتضرب جسمي... يمكن من الشظايا... ما في تشخيص، وما في حل'.
اليوم يعيش بجسد لا يعرف الهدوء، يسير بتثاقل، يحمل بين عظامه كل ما لم يخرجه المشرط الجراحي، يعيش على المسكنات، ويراقب فقرات جسده تتآكل مع كل يوم جديد.
ويشير الكردي إلى أنه رغم ذلك، لا يتلقى رعاية حقيقية، لا تأهيل، لا علاج نفسي، لا تدخل دولي. فقط ألم دائم، وجهاز صحي مشلول، يطلب من المريض أن يجلب الوقود، ليُبقي على قيد الحياة.
'كل يوم بسأل حالي... ليش أنا؟ بس بجاوب حالي: يمكن ربنا كتبلي أحكي، أنقل وجعي، يمكن حد يسمع'، الكردي لا يبحث عن تعاطف، بل عن حياة، عن حق في العلاج.
ورغم أن الكردي جسده خريطة للألم، وضميره حيّ رغم الصمت الدولي، يحلم أن يكمل حياته بدون وجع او ألم خاصة أنه يستعد لإتمام زواجه، ويقوى جسده للعودة إلى عمله في تركيب الحجر القدسي، واستكمال دراسته الجامعية بعدما حصل على شهادة الدبلوم في الشريعة الإسلامية.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في غزة، الألم لا يبدأ بانفجار، ولا ينتهي مع وقف إطلاق النار. هنا، يمتد الوجع داخل العظام، يتسلل إلى الصدر، ويتجذر في الروح، فالشاب نور الدين الكردي، الذي لم يتجاوز عمره 25 عامًا، قد تركت الحرب الإسرائيلية بصمتها القاسية على جسده، وأبقت قلبه يقاتل من أجل البقاء.
الكردي وهو من سكان حي تل الهوا بمدينة غزة لم يكن بمنأى عن نيران حرب الإبادة الجماعية، ومع اشتداد القصف وتوسع رقعة المجازر، أجبر على النزوح كغيره، تاركًا منزله، وذكرياته، وأمانه، لجأ إلى مناطق أكثر ازدحامًا، وأكثر ضيقًا، وأكثر فقرًا... وكلها أقل أمانًا.
يقول لصحيفة 'فلسطين' في بداية الحرب وبعد نزوح الكثير قسرا إلى الجنوب كنا نعيش بين فكي المجاعة والخوف من اللصوص، ومع اشتداد الحصار، بدأ الاحتلال يفرض أسلوبه الجديد ضد الشعب المجاعة الممنهجة، لم يعد الغذاء متوفرًا، والماء شحيحًا، والدواء حلمًا'.
فكر الكردي في عائلته، وخشي أن يُنهب بيتهم، كما حصل مع كثيرين، قرر أن يعود رغم الخطر، لجلب بعض المواد التموينية وتأمين البيت.
'ما كان في خيار... بدنا ناكل، نحمي البيت، نعيش'، قالها قبل أن يتخذ قراره ويخطو خطوته الأخيرة نحو منزله.
وفي 24 فبراير/شباط 2024 أطلقت طائرة حربية بدون طيار صاروخًا باتجاهه هو وأحد رفاقه الذي استشهد على الفور، بينما هو فالشظايا اخترقت جسده من جهات عدة، سقط أرضًا، لينزف، ويصارع، ويتألم على تراب مدينته.
الرحلة المستحيلة إلى المستشفى
وفي ظل الطرق المدمرة وانقطاع الاتصالات، استغرق نقله وقتًا قاتلًا إلى المستشفى الأردني، ثم إلى مستشفى آخر، وهناك بدأت مأساة أخرى، قال له أحد الأطباء: 'ما في وقود لتشغيل المولد وتشغيل غرفة العمليات... بدنا نعملك عملية'.
يسرد الكردي أنه عندما علمت عائلته بذلك لم يكن أمامها سوى تدبير ثلاث جالونات من السولار وبأسعار مضاعفة لأجل إنقاذ حياة ابنهم، وبعد جهد جهيد، تم تشغيل غرفة العمليات، وأُجريت له عدة جراحات: كاستئصال خصية، وإيقاف نزيف داخلي، ومحاولة استخراج بعض الشظايا.
ويضيف: 'بينما باقي الشظايا فقد بقيت بداخلي، تعيش معي، تنهش جسده كل ليلة، وتسرق النوم من عيني'.
ويتابع الكردي: :'لم تتوقف الخسارات عند فقدان الخصية، فقد فقدت السمع كليًا في أذني اليمنى، وبات نظري ضعيفًا، بالكاد أرى جيدًا'.
وبعد أكثر من عام على الإصابة، لا يزال يعاني من آلام مبرحة، خاصة عند تغير درجات الحرارة، سواء بردًا أو حرًّا.
كما أن الكردي لا يستطيع إجراء صورة رنين مغناطيسي لمفصل الركبة، يقول: 'بحس بكهربا بتضرب جسمي... يمكن من الشظايا... ما في تشخيص، وما في حل'.
اليوم يعيش بجسد لا يعرف الهدوء، يسير بتثاقل، يحمل بين عظامه كل ما لم يخرجه المشرط الجراحي، يعيش على المسكنات، ويراقب فقرات جسده تتآكل مع كل يوم جديد.
ويشير الكردي إلى أنه رغم ذلك، لا يتلقى رعاية حقيقية، لا تأهيل، لا علاج نفسي، لا تدخل دولي. فقط ألم دائم، وجهاز صحي مشلول، يطلب من المريض أن يجلب الوقود، ليُبقي على قيد الحياة.
'كل يوم بسأل حالي... ليش أنا؟ بس بجاوب حالي: يمكن ربنا كتبلي أحكي، أنقل وجعي، يمكن حد يسمع'، الكردي لا يبحث عن تعاطف، بل عن حياة، عن حق في العلاج.
ورغم أن الكردي جسده خريطة للألم، وضميره حيّ رغم الصمت الدولي، يحلم أن يكمل حياته بدون وجع او ألم خاصة أنه يستعد لإتمام زواجه، ويقوى جسده للعودة إلى عمله في تركيب الحجر القدسي، واستكمال دراسته الجامعية بعدما حصل على شهادة الدبلوم في الشريعة الإسلامية.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في غزة، الألم لا يبدأ بانفجار، ولا ينتهي مع وقف إطلاق النار. هنا، يمتد الوجع داخل العظام، يتسلل إلى الصدر، ويتجذر في الروح، فالشاب نور الدين الكردي، الذي لم يتجاوز عمره 25 عامًا، قد تركت الحرب الإسرائيلية بصمتها القاسية على جسده، وأبقت قلبه يقاتل من أجل البقاء.
الكردي وهو من سكان حي تل الهوا بمدينة غزة لم يكن بمنأى عن نيران حرب الإبادة الجماعية، ومع اشتداد القصف وتوسع رقعة المجازر، أجبر على النزوح كغيره، تاركًا منزله، وذكرياته، وأمانه، لجأ إلى مناطق أكثر ازدحامًا، وأكثر ضيقًا، وأكثر فقرًا... وكلها أقل أمانًا.
يقول لصحيفة 'فلسطين' في بداية الحرب وبعد نزوح الكثير قسرا إلى الجنوب كنا نعيش بين فكي المجاعة والخوف من اللصوص، ومع اشتداد الحصار، بدأ الاحتلال يفرض أسلوبه الجديد ضد الشعب المجاعة الممنهجة، لم يعد الغذاء متوفرًا، والماء شحيحًا، والدواء حلمًا'.
فكر الكردي في عائلته، وخشي أن يُنهب بيتهم، كما حصل مع كثيرين، قرر أن يعود رغم الخطر، لجلب بعض المواد التموينية وتأمين البيت.
'ما كان في خيار... بدنا ناكل، نحمي البيت، نعيش'، قالها قبل أن يتخذ قراره ويخطو خطوته الأخيرة نحو منزله.
وفي 24 فبراير/شباط 2024 أطلقت طائرة حربية بدون طيار صاروخًا باتجاهه هو وأحد رفاقه الذي استشهد على الفور، بينما هو فالشظايا اخترقت جسده من جهات عدة، سقط أرضًا، لينزف، ويصارع، ويتألم على تراب مدينته.
الرحلة المستحيلة إلى المستشفى
وفي ظل الطرق المدمرة وانقطاع الاتصالات، استغرق نقله وقتًا قاتلًا إلى المستشفى الأردني، ثم إلى مستشفى آخر، وهناك بدأت مأساة أخرى، قال له أحد الأطباء: 'ما في وقود لتشغيل المولد وتشغيل غرفة العمليات... بدنا نعملك عملية'.
يسرد الكردي أنه عندما علمت عائلته بذلك لم يكن أمامها سوى تدبير ثلاث جالونات من السولار وبأسعار مضاعفة لأجل إنقاذ حياة ابنهم، وبعد جهد جهيد، تم تشغيل غرفة العمليات، وأُجريت له عدة جراحات: كاستئصال خصية، وإيقاف نزيف داخلي، ومحاولة استخراج بعض الشظايا.
ويضيف: 'بينما باقي الشظايا فقد بقيت بداخلي، تعيش معي، تنهش جسده كل ليلة، وتسرق النوم من عيني'.
ويتابع الكردي: :'لم تتوقف الخسارات عند فقدان الخصية، فقد فقدت السمع كليًا في أذني اليمنى، وبات نظري ضعيفًا، بالكاد أرى جيدًا'.
وبعد أكثر من عام على الإصابة، لا يزال يعاني من آلام مبرحة، خاصة عند تغير درجات الحرارة، سواء بردًا أو حرًّا.
كما أن الكردي لا يستطيع إجراء صورة رنين مغناطيسي لمفصل الركبة، يقول: 'بحس بكهربا بتضرب جسمي... يمكن من الشظايا... ما في تشخيص، وما في حل'.
اليوم يعيش بجسد لا يعرف الهدوء، يسير بتثاقل، يحمل بين عظامه كل ما لم يخرجه المشرط الجراحي، يعيش على المسكنات، ويراقب فقرات جسده تتآكل مع كل يوم جديد.
ويشير الكردي إلى أنه رغم ذلك، لا يتلقى رعاية حقيقية، لا تأهيل، لا علاج نفسي، لا تدخل دولي. فقط ألم دائم، وجهاز صحي مشلول، يطلب من المريض أن يجلب الوقود، ليُبقي على قيد الحياة.
'كل يوم بسأل حالي... ليش أنا؟ بس بجاوب حالي: يمكن ربنا كتبلي أحكي، أنقل وجعي، يمكن حد يسمع'، الكردي لا يبحث عن تعاطف، بل عن حياة، عن حق في العلاج.
ورغم أن الكردي جسده خريطة للألم، وضميره حيّ رغم الصمت الدولي، يحلم أن يكمل حياته بدون وجع او ألم خاصة أنه يستعد لإتمام زواجه، ويقوى جسده للعودة إلى عمله في تركيب الحجر القدسي، واستكمال دراسته الجامعية بعدما حصل على شهادة الدبلوم في الشريعة الإسلامية.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات