..... أعلنت وزارة الثقافة، أن الشوبك ستكون هذا العام عاصمة للثقافة الأردنية..
سبقني الزميل سهم العبادي، وكتب عن غياب رمضان الرواشدة، عن غيابه أو عن نسيانه ولا أعرف حقيقة هل هو مقصود أم يقع في باب التراخي الإداري..
على كل حال ما كتبه رمضان الرواشدة كله يتعلق بتاريخ الشوبك الاجتماعي، أغلبية رواياته وثقت تاريخ والده وتاريخ الناس وعلاقة الشوبك بالجنوب والأردن، وحجم الأحداث العشائرية والوطنية التي مرت عليها... كيف إذا يغيب صاحب توثيق المكان عن الحفل ذاته.
وحين نتحدث عن رمضان، علينا أن نتحدث عن الراحل سالم علي ذياب (ابن الشوبك) الذي حفر اسمه في ذاكرة الأردني، حين كان مراسلا للتلفاز ويغطي أنشطة الملك الحسين – رحمه الله - أنا من الجيل الذي حفظ وجه سالم وحفظ صوت سالم، وكنت من آخر الناس الذين شاهدوه قبل وفاته، كان رفيقي.. في كل صباح يأتي للمكتب نحتسي القهوة، ثم نقرر الانطلاق لزيارة أصدقاء سالم.. وأكثر الناس الذي أحبوه، وكان قريبا جدا منهم هم: دولة فيصل الفايز، ودولة طاهر المصري.. هذان لم يتركا سالم حتى آخر نفس في حياته.
ولنعرج على حسن الشوبكي، الفتى الذي جاء من الجنوب، وبدأ العمل في العرب اليوم ثم أسس لنفسه مكانا في الجزيرة، حتى تسلمه رئاسة مكتبها في عمان... حسن ظل وطنيا بالمسار والطرح، وفي زمنه قل الصخب والهجوم، وأنتج تقارير موضوعية وهادفة..
إذا لم يحضر هؤلاء في التكريم، أو في إعلان الشوبك عاصمة للثقافة.. فمن سيحضر يا ترى؟
على كل حال قصة المدن، في النهاية قصة شائكة... هي قصة تقع في إطار إنتاج مشروع للوزارة، لا أكثر ولا أقل... الثقافة لا تحشر في رقعة جغرافية محددة، ولا تمنح لمدينة وتنزع من أخرى... كان الأجدى بالوزارة أن تحذو حذو مهرجان الفحيص في تكريم شخصية ثقافية كل عام، وإعادة إصدار كتبه والتعريف به...
الأشخاص هم من ينتجون الأدب هم من يكتبون الشعر والرواية والقصة.. خذوا قرية (العالوك) مثلا، هي مسقط رأس حبيب الزيودي ولكنه وثقها في شعره، بحيث أضحت حالة شعرية تدرس تأثيراتها.. حبيب هو من جعل للعالوك مكانا في القصيدة، في الذاكرة، وفي الحكاية الشعبية.
أتمنى أن تلغى قصة المدن، وأن ننتقل للأشخاص... أن نخصص عاما لروكس بن زائد العزيزي، وعاما لقراءة أدب هاشم غرايبة، عاما نعرّف فيه الجيل الحالي عن عرار أو البدوي الملثم، عاما عن الشيخ رشيد الكيلاني... أن نطلق سنة نعيد فيها قراءة ما كتبه مؤنس الرزاز سواء في الرواية أو المقال.
أظن أن المدن هي اختصاص وزارة الأشغال.. وتحتاج لبنى تحتية أكثر من أمسيات شعرية، الوزارة يجب أن يكون هدفها الوجدان والعقل وليس المكان.
Abdelhadi18@yahoo.com
..... أعلنت وزارة الثقافة، أن الشوبك ستكون هذا العام عاصمة للثقافة الأردنية..
سبقني الزميل سهم العبادي، وكتب عن غياب رمضان الرواشدة، عن غيابه أو عن نسيانه ولا أعرف حقيقة هل هو مقصود أم يقع في باب التراخي الإداري..
على كل حال ما كتبه رمضان الرواشدة كله يتعلق بتاريخ الشوبك الاجتماعي، أغلبية رواياته وثقت تاريخ والده وتاريخ الناس وعلاقة الشوبك بالجنوب والأردن، وحجم الأحداث العشائرية والوطنية التي مرت عليها... كيف إذا يغيب صاحب توثيق المكان عن الحفل ذاته.
وحين نتحدث عن رمضان، علينا أن نتحدث عن الراحل سالم علي ذياب (ابن الشوبك) الذي حفر اسمه في ذاكرة الأردني، حين كان مراسلا للتلفاز ويغطي أنشطة الملك الحسين – رحمه الله - أنا من الجيل الذي حفظ وجه سالم وحفظ صوت سالم، وكنت من آخر الناس الذين شاهدوه قبل وفاته، كان رفيقي.. في كل صباح يأتي للمكتب نحتسي القهوة، ثم نقرر الانطلاق لزيارة أصدقاء سالم.. وأكثر الناس الذي أحبوه، وكان قريبا جدا منهم هم: دولة فيصل الفايز، ودولة طاهر المصري.. هذان لم يتركا سالم حتى آخر نفس في حياته.
ولنعرج على حسن الشوبكي، الفتى الذي جاء من الجنوب، وبدأ العمل في العرب اليوم ثم أسس لنفسه مكانا في الجزيرة، حتى تسلمه رئاسة مكتبها في عمان... حسن ظل وطنيا بالمسار والطرح، وفي زمنه قل الصخب والهجوم، وأنتج تقارير موضوعية وهادفة..
إذا لم يحضر هؤلاء في التكريم، أو في إعلان الشوبك عاصمة للثقافة.. فمن سيحضر يا ترى؟
على كل حال قصة المدن، في النهاية قصة شائكة... هي قصة تقع في إطار إنتاج مشروع للوزارة، لا أكثر ولا أقل... الثقافة لا تحشر في رقعة جغرافية محددة، ولا تمنح لمدينة وتنزع من أخرى... كان الأجدى بالوزارة أن تحذو حذو مهرجان الفحيص في تكريم شخصية ثقافية كل عام، وإعادة إصدار كتبه والتعريف به...
الأشخاص هم من ينتجون الأدب هم من يكتبون الشعر والرواية والقصة.. خذوا قرية (العالوك) مثلا، هي مسقط رأس حبيب الزيودي ولكنه وثقها في شعره، بحيث أضحت حالة شعرية تدرس تأثيراتها.. حبيب هو من جعل للعالوك مكانا في القصيدة، في الذاكرة، وفي الحكاية الشعبية.
أتمنى أن تلغى قصة المدن، وأن ننتقل للأشخاص... أن نخصص عاما لروكس بن زائد العزيزي، وعاما لقراءة أدب هاشم غرايبة، عاما نعرّف فيه الجيل الحالي عن عرار أو البدوي الملثم، عاما عن الشيخ رشيد الكيلاني... أن نطلق سنة نعيد فيها قراءة ما كتبه مؤنس الرزاز سواء في الرواية أو المقال.
أظن أن المدن هي اختصاص وزارة الأشغال.. وتحتاج لبنى تحتية أكثر من أمسيات شعرية، الوزارة يجب أن يكون هدفها الوجدان والعقل وليس المكان.
Abdelhadi18@yahoo.com
..... أعلنت وزارة الثقافة، أن الشوبك ستكون هذا العام عاصمة للثقافة الأردنية..
سبقني الزميل سهم العبادي، وكتب عن غياب رمضان الرواشدة، عن غيابه أو عن نسيانه ولا أعرف حقيقة هل هو مقصود أم يقع في باب التراخي الإداري..
على كل حال ما كتبه رمضان الرواشدة كله يتعلق بتاريخ الشوبك الاجتماعي، أغلبية رواياته وثقت تاريخ والده وتاريخ الناس وعلاقة الشوبك بالجنوب والأردن، وحجم الأحداث العشائرية والوطنية التي مرت عليها... كيف إذا يغيب صاحب توثيق المكان عن الحفل ذاته.
وحين نتحدث عن رمضان، علينا أن نتحدث عن الراحل سالم علي ذياب (ابن الشوبك) الذي حفر اسمه في ذاكرة الأردني، حين كان مراسلا للتلفاز ويغطي أنشطة الملك الحسين – رحمه الله - أنا من الجيل الذي حفظ وجه سالم وحفظ صوت سالم، وكنت من آخر الناس الذين شاهدوه قبل وفاته، كان رفيقي.. في كل صباح يأتي للمكتب نحتسي القهوة، ثم نقرر الانطلاق لزيارة أصدقاء سالم.. وأكثر الناس الذي أحبوه، وكان قريبا جدا منهم هم: دولة فيصل الفايز، ودولة طاهر المصري.. هذان لم يتركا سالم حتى آخر نفس في حياته.
ولنعرج على حسن الشوبكي، الفتى الذي جاء من الجنوب، وبدأ العمل في العرب اليوم ثم أسس لنفسه مكانا في الجزيرة، حتى تسلمه رئاسة مكتبها في عمان... حسن ظل وطنيا بالمسار والطرح، وفي زمنه قل الصخب والهجوم، وأنتج تقارير موضوعية وهادفة..
إذا لم يحضر هؤلاء في التكريم، أو في إعلان الشوبك عاصمة للثقافة.. فمن سيحضر يا ترى؟
على كل حال قصة المدن، في النهاية قصة شائكة... هي قصة تقع في إطار إنتاج مشروع للوزارة، لا أكثر ولا أقل... الثقافة لا تحشر في رقعة جغرافية محددة، ولا تمنح لمدينة وتنزع من أخرى... كان الأجدى بالوزارة أن تحذو حذو مهرجان الفحيص في تكريم شخصية ثقافية كل عام، وإعادة إصدار كتبه والتعريف به...
الأشخاص هم من ينتجون الأدب هم من يكتبون الشعر والرواية والقصة.. خذوا قرية (العالوك) مثلا، هي مسقط رأس حبيب الزيودي ولكنه وثقها في شعره، بحيث أضحت حالة شعرية تدرس تأثيراتها.. حبيب هو من جعل للعالوك مكانا في القصيدة، في الذاكرة، وفي الحكاية الشعبية.
أتمنى أن تلغى قصة المدن، وأن ننتقل للأشخاص... أن نخصص عاما لروكس بن زائد العزيزي، وعاما لقراءة أدب هاشم غرايبة، عاما نعرّف فيه الجيل الحالي عن عرار أو البدوي الملثم، عاما عن الشيخ رشيد الكيلاني... أن نطلق سنة نعيد فيها قراءة ما كتبه مؤنس الرزاز سواء في الرواية أو المقال.
أظن أن المدن هي اختصاص وزارة الأشغال.. وتحتاج لبنى تحتية أكثر من أمسيات شعرية، الوزارة يجب أن يكون هدفها الوجدان والعقل وليس المكان.
Abdelhadi18@yahoo.com
التعليقات