سهم محمد العبادي
في مسقط، لم تكن المباراة بين منتخبين، بل كانت بين حضارتين تتعانقان لا تتنافسان...
في السلطنة، لم تُرفع أعلام فقط… بل رُفعت رؤوس.
عندما ذهب 'النشامى' ليقابلوا الأشقاء في عُمان، لم يذهبوا ليلعبوا مباراة، بل ليُستقبلوا كأبناء عادوا من سفر طويل…
لم تكن الأرض غريبة، ولم تكن الوجوه غريبة، فحتى الشمس كانت عمانية النَسَب، تسير خلف الحياء وتمشي على استحياء.
قبل صافرة الحكم، كانت الصافرة الكبرى هي صفاء النية…
قبل بدء الشوط الأول، بدأ الشوط الأهم: شوط الكرم، وشوط الأصالة، وشوط الودّ الذي لا يُكلف نفسه عناء التجمّل، لأنه وُلد جميلاً… بالفطرة.
في مسقط، لم يُعامل الأردني كضيف… بل كواحد من أبناء البيت الكبير.
من المطار… حيث الدفء لا يأتي من أجهزة التكييف، بل من قلوب الناس،
إلى الشارع… حيث سيارات الأجرة لم تَعُد تعرف النقود، بل عرفت معنى: 'أنتم أهل'.
كان يوم عرفة، وكان كثير من الأردنيين صائمين في الملعب…
فماذا فعل العمانيون؟
وضعوا وجبات الإفطار مغلفة في المدرجات…
تركوا الماء والحلوى والمحبّة على الكراسي…
وقالوا للناس: 'هذا بيتكم، ونحن في خدمتكم، ونحن منكم'.
وعندما احتفل الأردن بالتأهل إلى كأس العالم، لم يكن الفرح أردنياً فقط…
كان فرحاً عُمانياً أيضاً،
شاركوا في الهتاف، وفي الزغاريد،
شاركوا في الرقص، وفي الدعاء،
أهدوا الحلوى… ليس لأنهم خسروا، بل لأنهم ربحوا 'إخوة'.
في مسقط، لم نسمع شتيمة… لم نسمع صوتاً نشازاً…
كل شيء كان على مقام الكرامة.
الأسواق… المحال… الميادين…
كلها كانت تبتسم كأنها تقول للأردني: 'نحن أهلك'.
حتى الفندُق لم يكن فندقاً، بل امتداداً لديوانٍ أردني في السلط أو الكرك أو إربد.
هنا عُمان…
هنا السلطنة التي لا ترفع صوتها، ولكنها ترفع قدرك،
هنا الدولة التي تبني حضورها بصمت وتُربي شعبها على الفطرة.
ولذلك نحبهم… ليس لأنهم استقبلونا جيداً فقط،
بل لأنهم لم ينسوا يوماً أنهم عرب… وأنهم نحن.
مسقط ليست فقط عاصمة سلطنة…
بل عاصمة للمروءة، والكرم، والنبل،
من نزوى إلى صلالة، ومن صور إلى مطرح…
كانت 'الأردن' هناك في عيون الناس، وكان 'الناس' هنا في قلوب الأردنيين.
أيتها السلطنة…
يا مسقط الخير والسكينة…
سلامٌ عليكِ عدد جباه الأردن العالية… وعدد جبالكِ التي لا تنحني.
وسنظل نذكر جيداً أنكم كنتم أكثر من إخوة…
كنتم “البيت” حين احتجنا مأوى،
وكنتم “الفرح” حين جاء النصر،
وكنتم “الصوت” حين صدح الهتاف: 'الأردن إلى المونديال'.
دمتِ يا عمان…
سلطنة في الجغرافيا… ومملكة في القلوب.
حفظكم الله وطنا وشعبا وقيادة .
سهم محمد العبادي
في مسقط، لم تكن المباراة بين منتخبين، بل كانت بين حضارتين تتعانقان لا تتنافسان...
في السلطنة، لم تُرفع أعلام فقط… بل رُفعت رؤوس.
عندما ذهب 'النشامى' ليقابلوا الأشقاء في عُمان، لم يذهبوا ليلعبوا مباراة، بل ليُستقبلوا كأبناء عادوا من سفر طويل…
لم تكن الأرض غريبة، ولم تكن الوجوه غريبة، فحتى الشمس كانت عمانية النَسَب، تسير خلف الحياء وتمشي على استحياء.
قبل صافرة الحكم، كانت الصافرة الكبرى هي صفاء النية…
قبل بدء الشوط الأول، بدأ الشوط الأهم: شوط الكرم، وشوط الأصالة، وشوط الودّ الذي لا يُكلف نفسه عناء التجمّل، لأنه وُلد جميلاً… بالفطرة.
في مسقط، لم يُعامل الأردني كضيف… بل كواحد من أبناء البيت الكبير.
من المطار… حيث الدفء لا يأتي من أجهزة التكييف، بل من قلوب الناس،
إلى الشارع… حيث سيارات الأجرة لم تَعُد تعرف النقود، بل عرفت معنى: 'أنتم أهل'.
كان يوم عرفة، وكان كثير من الأردنيين صائمين في الملعب…
فماذا فعل العمانيون؟
وضعوا وجبات الإفطار مغلفة في المدرجات…
تركوا الماء والحلوى والمحبّة على الكراسي…
وقالوا للناس: 'هذا بيتكم، ونحن في خدمتكم، ونحن منكم'.
وعندما احتفل الأردن بالتأهل إلى كأس العالم، لم يكن الفرح أردنياً فقط…
كان فرحاً عُمانياً أيضاً،
شاركوا في الهتاف، وفي الزغاريد،
شاركوا في الرقص، وفي الدعاء،
أهدوا الحلوى… ليس لأنهم خسروا، بل لأنهم ربحوا 'إخوة'.
في مسقط، لم نسمع شتيمة… لم نسمع صوتاً نشازاً…
كل شيء كان على مقام الكرامة.
الأسواق… المحال… الميادين…
كلها كانت تبتسم كأنها تقول للأردني: 'نحن أهلك'.
حتى الفندُق لم يكن فندقاً، بل امتداداً لديوانٍ أردني في السلط أو الكرك أو إربد.
هنا عُمان…
هنا السلطنة التي لا ترفع صوتها، ولكنها ترفع قدرك،
هنا الدولة التي تبني حضورها بصمت وتُربي شعبها على الفطرة.
ولذلك نحبهم… ليس لأنهم استقبلونا جيداً فقط،
بل لأنهم لم ينسوا يوماً أنهم عرب… وأنهم نحن.
مسقط ليست فقط عاصمة سلطنة…
بل عاصمة للمروءة، والكرم، والنبل،
من نزوى إلى صلالة، ومن صور إلى مطرح…
كانت 'الأردن' هناك في عيون الناس، وكان 'الناس' هنا في قلوب الأردنيين.
أيتها السلطنة…
يا مسقط الخير والسكينة…
سلامٌ عليكِ عدد جباه الأردن العالية… وعدد جبالكِ التي لا تنحني.
وسنظل نذكر جيداً أنكم كنتم أكثر من إخوة…
كنتم “البيت” حين احتجنا مأوى،
وكنتم “الفرح” حين جاء النصر،
وكنتم “الصوت” حين صدح الهتاف: 'الأردن إلى المونديال'.
دمتِ يا عمان…
سلطنة في الجغرافيا… ومملكة في القلوب.
حفظكم الله وطنا وشعبا وقيادة .
سهم محمد العبادي
في مسقط، لم تكن المباراة بين منتخبين، بل كانت بين حضارتين تتعانقان لا تتنافسان...
في السلطنة، لم تُرفع أعلام فقط… بل رُفعت رؤوس.
عندما ذهب 'النشامى' ليقابلوا الأشقاء في عُمان، لم يذهبوا ليلعبوا مباراة، بل ليُستقبلوا كأبناء عادوا من سفر طويل…
لم تكن الأرض غريبة، ولم تكن الوجوه غريبة، فحتى الشمس كانت عمانية النَسَب، تسير خلف الحياء وتمشي على استحياء.
قبل صافرة الحكم، كانت الصافرة الكبرى هي صفاء النية…
قبل بدء الشوط الأول، بدأ الشوط الأهم: شوط الكرم، وشوط الأصالة، وشوط الودّ الذي لا يُكلف نفسه عناء التجمّل، لأنه وُلد جميلاً… بالفطرة.
في مسقط، لم يُعامل الأردني كضيف… بل كواحد من أبناء البيت الكبير.
من المطار… حيث الدفء لا يأتي من أجهزة التكييف، بل من قلوب الناس،
إلى الشارع… حيث سيارات الأجرة لم تَعُد تعرف النقود، بل عرفت معنى: 'أنتم أهل'.
كان يوم عرفة، وكان كثير من الأردنيين صائمين في الملعب…
فماذا فعل العمانيون؟
وضعوا وجبات الإفطار مغلفة في المدرجات…
تركوا الماء والحلوى والمحبّة على الكراسي…
وقالوا للناس: 'هذا بيتكم، ونحن في خدمتكم، ونحن منكم'.
وعندما احتفل الأردن بالتأهل إلى كأس العالم، لم يكن الفرح أردنياً فقط…
كان فرحاً عُمانياً أيضاً،
شاركوا في الهتاف، وفي الزغاريد،
شاركوا في الرقص، وفي الدعاء،
أهدوا الحلوى… ليس لأنهم خسروا، بل لأنهم ربحوا 'إخوة'.
في مسقط، لم نسمع شتيمة… لم نسمع صوتاً نشازاً…
كل شيء كان على مقام الكرامة.
الأسواق… المحال… الميادين…
كلها كانت تبتسم كأنها تقول للأردني: 'نحن أهلك'.
حتى الفندُق لم يكن فندقاً، بل امتداداً لديوانٍ أردني في السلط أو الكرك أو إربد.
هنا عُمان…
هنا السلطنة التي لا ترفع صوتها، ولكنها ترفع قدرك،
هنا الدولة التي تبني حضورها بصمت وتُربي شعبها على الفطرة.
ولذلك نحبهم… ليس لأنهم استقبلونا جيداً فقط،
بل لأنهم لم ينسوا يوماً أنهم عرب… وأنهم نحن.
مسقط ليست فقط عاصمة سلطنة…
بل عاصمة للمروءة، والكرم، والنبل،
من نزوى إلى صلالة، ومن صور إلى مطرح…
كانت 'الأردن' هناك في عيون الناس، وكان 'الناس' هنا في قلوب الأردنيين.
أيتها السلطنة…
يا مسقط الخير والسكينة…
سلامٌ عليكِ عدد جباه الأردن العالية… وعدد جبالكِ التي لا تنحني.
وسنظل نذكر جيداً أنكم كنتم أكثر من إخوة…
كنتم “البيت” حين احتجنا مأوى،
وكنتم “الفرح” حين جاء النصر،
وكنتم “الصوت” حين صدح الهتاف: 'الأردن إلى المونديال'.
دمتِ يا عمان…
سلطنة في الجغرافيا… ومملكة في القلوب.
حفظكم الله وطنا وشعبا وقيادة .
التعليقات