أخبار اليوم - بين يدي والدها، ترقد الطفلة آية أبو نحل (4 أعوام)، جسدها الهش يئن تحت وطأة مرض نادر وواقع أكثر قسوة فرضته حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 20 شهرًا على التوالي.
فالطفلة 'آية' لا تملك عمودًا فقريًا ولا نخاعًا شوكيًا، ولا حتى فرصة حقيقية للبقاء، إلا إن أُتيح لها العلاج خارج 'جحيم' لا يرحم، تسببه حرب الإبادة.
ولدت آية، وفق والدها مصطفى، بمرض خلقي نادر، لا يصيب سوى طفل واحد من كل مليون حول العالم.
ومنذ اللحظة الأولى للحياة، وُلدت بفتحة مكشوفة في الظهر كشفت عن أوعيتها الدموية، وبعد عملية إسعافية لإغلاق الفتحة، اكتشف الأطباء أنها تفتقر لعمود فقري ونخاع شوكي بالكامل، وتعاني شللاً نصفيًا دائمًا، إضافة إلى استسقاء دماغي تطلب تركيب صمام في الرأس خلال أيامها الأولى.
رغم جسدها الصغير، تحمّلت 'آية' رحلة طويلة من المعاناة، تنقلت خلالها من مستشفى إلى آخر داخل قطاع غزة المحاصر، بلا أمل بالخروج لتلقي العلاج المتخصص.
نفق مظلم
ومنذ بدء الاحتلال الحرب في السابع من أكتوبر 2023، دخلت حالتها في نفق مظلم، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في القطاع، ونفاد الأدوية، وتدمير المستشفيات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه الضروس والمستمرة على القطاع.
وفي مشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي بحي النصر شمال غربي مدينة غزة، ترقد أبو نحل، وجسدها الصغير موصل بعدد من الأنابيب والأوردة التي فشل الأطباء في العثور على وريدها لإعطائها العلاج، بعدما اختفت عروقها من شدة الهزال.
فالمستهلكات الطبية شبه معدومة، والصيدليات فارغة، والصمامات التي كانت تُساعد في تصريف السوائل من دماغها لم تعد تعمل بكفاءة، وأي تأخير في تغييرها يعني خطرًا محدقًا بحياتها، وفق أحد الأطباء المشرفين على حالتها.
ويقول والد الطفلة لـ 'فلسطين أون لاين' بحزن، إن حالة ابنته الصحية تدهورت بشكل حاد؛ فالأدوية التي كانت تُستخدم لطرد الحديد والأملاح من جسدها نفدت، ما أدى إلى تكوّن حصوات مؤلمة في الكليتين، إضافة إلى التهابات متكررة، وتشنجات عصبية، وتأخر شديد في النمو، ولم تعد 'آية' قادرة حتى على التبول من دون قسطرة، ما تسبب بفشل كلوي حاد يهدد حياتها.
نداء للحياة
وتقول والدتها بحسرة: 'آية تحتاج إلى أكثر من عملية جراحية، إزالة الحصوات، تغيير صمام الدماغ، وزراعة عمود فقري إن أمكن، لكن لا شيء متاح هنا سوى الألم'.
وتضيف بحزن شديد: 'أن ابنتها دخلت في غيبوبة لأسبوعين بسبب غياب الدواء، واليوم حتى الحليب العلاجي لم يعد متوفرًا، وتعتمد فقط على الحليب الصناعي العادي الذي يزيد من تدهور حالتها'.
وخلال الحرب، تنقلت العائلة مرارًا، وفق ما قالته لصحيفة 'فلسطين' هربًا من الموت، من غزة إلى خان يونس، ثم إلى مستشفيات في الوسط، وكل محطة كانت أسوأ من سابقتها.
وتلفت إلى أن ابنتها نجت من القصف بأعجوبة في مستشفى ناصر، حين استُهدفت الغرفة المجاورة لها واستشهدت طفلة كانت ترقد بقربها.
ويعجز والدها، وهو أب لتسعة أطفال، عن توفير أدويتها أو حتى الغذاء المناسب لها في ظل الحرب وعدم توفر احتياجاتها.
ويناشد أبو نحل، بصوت مكسور: 'ابنتي تحتضر كل يوم أمام عيني، ولا أستطيع إنقاذها.. كل ما أطلبه هو أن يُسمح لها بالسفر لتلقي العلاج.. فقط أن نمنحها فرصة للنجاة'.
وتنتظر 'آية' أن يمتد إليها شريان حياة من خارج حدود الموت، من مستشفى يمكنه التعامل مع حالتها المعقدة، فهي تحتاج إلى تدخل طبي دولي عاجل، فالحلول داخل القطاع، غير موجودة، والوقت ينفد في ظل تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وعدم السماح بإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية.
وسط الدمار، وتحت سماء غزة الملبدة بالصواريخ والخوف، تُقاوم الطفلة 'آية' بصمت وتنتظر نافذة ضوء صغيرة، لعلها تُفتح قبل أن يُغلق الألم عليها آخر أبوابه.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - بين يدي والدها، ترقد الطفلة آية أبو نحل (4 أعوام)، جسدها الهش يئن تحت وطأة مرض نادر وواقع أكثر قسوة فرضته حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 20 شهرًا على التوالي.
فالطفلة 'آية' لا تملك عمودًا فقريًا ولا نخاعًا شوكيًا، ولا حتى فرصة حقيقية للبقاء، إلا إن أُتيح لها العلاج خارج 'جحيم' لا يرحم، تسببه حرب الإبادة.
ولدت آية، وفق والدها مصطفى، بمرض خلقي نادر، لا يصيب سوى طفل واحد من كل مليون حول العالم.
ومنذ اللحظة الأولى للحياة، وُلدت بفتحة مكشوفة في الظهر كشفت عن أوعيتها الدموية، وبعد عملية إسعافية لإغلاق الفتحة، اكتشف الأطباء أنها تفتقر لعمود فقري ونخاع شوكي بالكامل، وتعاني شللاً نصفيًا دائمًا، إضافة إلى استسقاء دماغي تطلب تركيب صمام في الرأس خلال أيامها الأولى.
رغم جسدها الصغير، تحمّلت 'آية' رحلة طويلة من المعاناة، تنقلت خلالها من مستشفى إلى آخر داخل قطاع غزة المحاصر، بلا أمل بالخروج لتلقي العلاج المتخصص.
نفق مظلم
ومنذ بدء الاحتلال الحرب في السابع من أكتوبر 2023، دخلت حالتها في نفق مظلم، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في القطاع، ونفاد الأدوية، وتدمير المستشفيات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه الضروس والمستمرة على القطاع.
وفي مشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي بحي النصر شمال غربي مدينة غزة، ترقد أبو نحل، وجسدها الصغير موصل بعدد من الأنابيب والأوردة التي فشل الأطباء في العثور على وريدها لإعطائها العلاج، بعدما اختفت عروقها من شدة الهزال.
فالمستهلكات الطبية شبه معدومة، والصيدليات فارغة، والصمامات التي كانت تُساعد في تصريف السوائل من دماغها لم تعد تعمل بكفاءة، وأي تأخير في تغييرها يعني خطرًا محدقًا بحياتها، وفق أحد الأطباء المشرفين على حالتها.
ويقول والد الطفلة لـ 'فلسطين أون لاين' بحزن، إن حالة ابنته الصحية تدهورت بشكل حاد؛ فالأدوية التي كانت تُستخدم لطرد الحديد والأملاح من جسدها نفدت، ما أدى إلى تكوّن حصوات مؤلمة في الكليتين، إضافة إلى التهابات متكررة، وتشنجات عصبية، وتأخر شديد في النمو، ولم تعد 'آية' قادرة حتى على التبول من دون قسطرة، ما تسبب بفشل كلوي حاد يهدد حياتها.
نداء للحياة
وتقول والدتها بحسرة: 'آية تحتاج إلى أكثر من عملية جراحية، إزالة الحصوات، تغيير صمام الدماغ، وزراعة عمود فقري إن أمكن، لكن لا شيء متاح هنا سوى الألم'.
وتضيف بحزن شديد: 'أن ابنتها دخلت في غيبوبة لأسبوعين بسبب غياب الدواء، واليوم حتى الحليب العلاجي لم يعد متوفرًا، وتعتمد فقط على الحليب الصناعي العادي الذي يزيد من تدهور حالتها'.
وخلال الحرب، تنقلت العائلة مرارًا، وفق ما قالته لصحيفة 'فلسطين' هربًا من الموت، من غزة إلى خان يونس، ثم إلى مستشفيات في الوسط، وكل محطة كانت أسوأ من سابقتها.
وتلفت إلى أن ابنتها نجت من القصف بأعجوبة في مستشفى ناصر، حين استُهدفت الغرفة المجاورة لها واستشهدت طفلة كانت ترقد بقربها.
ويعجز والدها، وهو أب لتسعة أطفال، عن توفير أدويتها أو حتى الغذاء المناسب لها في ظل الحرب وعدم توفر احتياجاتها.
ويناشد أبو نحل، بصوت مكسور: 'ابنتي تحتضر كل يوم أمام عيني، ولا أستطيع إنقاذها.. كل ما أطلبه هو أن يُسمح لها بالسفر لتلقي العلاج.. فقط أن نمنحها فرصة للنجاة'.
وتنتظر 'آية' أن يمتد إليها شريان حياة من خارج حدود الموت، من مستشفى يمكنه التعامل مع حالتها المعقدة، فهي تحتاج إلى تدخل طبي دولي عاجل، فالحلول داخل القطاع، غير موجودة، والوقت ينفد في ظل تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وعدم السماح بإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية.
وسط الدمار، وتحت سماء غزة الملبدة بالصواريخ والخوف، تُقاوم الطفلة 'آية' بصمت وتنتظر نافذة ضوء صغيرة، لعلها تُفتح قبل أن يُغلق الألم عليها آخر أبوابه.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - بين يدي والدها، ترقد الطفلة آية أبو نحل (4 أعوام)، جسدها الهش يئن تحت وطأة مرض نادر وواقع أكثر قسوة فرضته حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 20 شهرًا على التوالي.
فالطفلة 'آية' لا تملك عمودًا فقريًا ولا نخاعًا شوكيًا، ولا حتى فرصة حقيقية للبقاء، إلا إن أُتيح لها العلاج خارج 'جحيم' لا يرحم، تسببه حرب الإبادة.
ولدت آية، وفق والدها مصطفى، بمرض خلقي نادر، لا يصيب سوى طفل واحد من كل مليون حول العالم.
ومنذ اللحظة الأولى للحياة، وُلدت بفتحة مكشوفة في الظهر كشفت عن أوعيتها الدموية، وبعد عملية إسعافية لإغلاق الفتحة، اكتشف الأطباء أنها تفتقر لعمود فقري ونخاع شوكي بالكامل، وتعاني شللاً نصفيًا دائمًا، إضافة إلى استسقاء دماغي تطلب تركيب صمام في الرأس خلال أيامها الأولى.
رغم جسدها الصغير، تحمّلت 'آية' رحلة طويلة من المعاناة، تنقلت خلالها من مستشفى إلى آخر داخل قطاع غزة المحاصر، بلا أمل بالخروج لتلقي العلاج المتخصص.
نفق مظلم
ومنذ بدء الاحتلال الحرب في السابع من أكتوبر 2023، دخلت حالتها في نفق مظلم، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في القطاع، ونفاد الأدوية، وتدمير المستشفيات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه الضروس والمستمرة على القطاع.
وفي مشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي بحي النصر شمال غربي مدينة غزة، ترقد أبو نحل، وجسدها الصغير موصل بعدد من الأنابيب والأوردة التي فشل الأطباء في العثور على وريدها لإعطائها العلاج، بعدما اختفت عروقها من شدة الهزال.
فالمستهلكات الطبية شبه معدومة، والصيدليات فارغة، والصمامات التي كانت تُساعد في تصريف السوائل من دماغها لم تعد تعمل بكفاءة، وأي تأخير في تغييرها يعني خطرًا محدقًا بحياتها، وفق أحد الأطباء المشرفين على حالتها.
ويقول والد الطفلة لـ 'فلسطين أون لاين' بحزن، إن حالة ابنته الصحية تدهورت بشكل حاد؛ فالأدوية التي كانت تُستخدم لطرد الحديد والأملاح من جسدها نفدت، ما أدى إلى تكوّن حصوات مؤلمة في الكليتين، إضافة إلى التهابات متكررة، وتشنجات عصبية، وتأخر شديد في النمو، ولم تعد 'آية' قادرة حتى على التبول من دون قسطرة، ما تسبب بفشل كلوي حاد يهدد حياتها.
نداء للحياة
وتقول والدتها بحسرة: 'آية تحتاج إلى أكثر من عملية جراحية، إزالة الحصوات، تغيير صمام الدماغ، وزراعة عمود فقري إن أمكن، لكن لا شيء متاح هنا سوى الألم'.
وتضيف بحزن شديد: 'أن ابنتها دخلت في غيبوبة لأسبوعين بسبب غياب الدواء، واليوم حتى الحليب العلاجي لم يعد متوفرًا، وتعتمد فقط على الحليب الصناعي العادي الذي يزيد من تدهور حالتها'.
وخلال الحرب، تنقلت العائلة مرارًا، وفق ما قالته لصحيفة 'فلسطين' هربًا من الموت، من غزة إلى خان يونس، ثم إلى مستشفيات في الوسط، وكل محطة كانت أسوأ من سابقتها.
وتلفت إلى أن ابنتها نجت من القصف بأعجوبة في مستشفى ناصر، حين استُهدفت الغرفة المجاورة لها واستشهدت طفلة كانت ترقد بقربها.
ويعجز والدها، وهو أب لتسعة أطفال، عن توفير أدويتها أو حتى الغذاء المناسب لها في ظل الحرب وعدم توفر احتياجاتها.
ويناشد أبو نحل، بصوت مكسور: 'ابنتي تحتضر كل يوم أمام عيني، ولا أستطيع إنقاذها.. كل ما أطلبه هو أن يُسمح لها بالسفر لتلقي العلاج.. فقط أن نمنحها فرصة للنجاة'.
وتنتظر 'آية' أن يمتد إليها شريان حياة من خارج حدود الموت، من مستشفى يمكنه التعامل مع حالتها المعقدة، فهي تحتاج إلى تدخل طبي دولي عاجل، فالحلول داخل القطاع، غير موجودة، والوقت ينفد في ظل تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وعدم السماح بإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية.
وسط الدمار، وتحت سماء غزة الملبدة بالصواريخ والخوف، تُقاوم الطفلة 'آية' بصمت وتنتظر نافذة ضوء صغيرة، لعلها تُفتح قبل أن يُغلق الألم عليها آخر أبوابه.
فلسطين أون لاين
التعليقات