نقلة نوعية في عهد المجلس الحالي تطور تشريعي ورقمي وريادة في الدفاع عن الحريات

mainThumb
بقلم : المحامي نزار خالد الشعار

19-07-2025 05:51 PM

printIcon

 

بقلم : المحامي نزار خالد الشعار

في ظل استمرار المسيرة التي يقودها النقيب والمجلس الحالي، تشهد نقابة المحامين الأردنيين مرحلة غير مسبوقة من التقدم والتطوير على مختلف الأصعدة، في مشهد يعكس إدراكًا عميقًا للتحديات المعاصرة التي يواجهها قطاع العدالة والمهنة القانونية، وسعيًا حثيثًا لمواكبة الثورة الرقمية والتشريعية التي تمر بها المملكة والمنطقة.

تحول رقمي شامل في الخدمات

أولى المجلس الجديد أهمية خاصة للتحول الرقمي، إدراكًا لضرورة تحديث البنية الإدارية للنقابة بما يتماشى مع توجهات الدولة نحو الحكومة الإلكترونية. فقد أطلقت النقابة حزمة من الخدمات الإلكترونية التي سهلت على المحامين إجراء معاملاتهم عن بُعد، بما في ذلك خدمة تجديد الاشتراكات، حجز المواعيد، وتقديم الطلبات إلكترونيًا، في خطوة قلّصت من البيروقراطية وعززت من كفاءة العمل.

مواكبة القوانين الجديدة وتقديم الرأي القانوني المتخصص

في ظل المسيرة المستمرة للنقيب والمجلس، وتحت تأثير موجة التعديلات التشريعية التي طالت العديد من القوانين ذات الصلة بحقوق الإنسان والتنظيم الاقتصادي والعمل النقابي، لعبت النقابة دورًا فاعلًا في تقديم مذكرات تفسيرية ومقترحات تعديل تعكس رؤية مهنية متقدمة، وتحفظ التوازن بين متطلبات الدولة وسيادة القانون وضمانات الدفاع.

وقد بادر المجلس إلى عقد ندوات وورشات عمل متخصصة للمحامين، حول قانون الشركات الجديد، قانون التنفيذ، وتعديلات قانون الجرائم الإلكترونية، مما ساهم في رفع الوعي القانوني وتعزيز التأهيل المستمر لأعضاء الهيئة العامة.

إحياء دور لجان الحريات واستقلال المهنة

في سابقة تُحسب لهذا المجلس، تم تفعيل دور لجان الحريات بشكل ملموس، حيث باتت النقابة حاضرة في كل القضايا التي تمس حرية الرأي والتعبير، وحقوق النشطاء والصحفيين والمواطنين، ووقفت بمسؤولية أمام أي تجاوزات تمس حقوق الدفاع أو الإجراءات القانونية الواجبة.

وقد دافعت النقابة في عدة مناسبات عن استقلال القضاء، وحق المحامين في ممارسة مهنتهم دون تدخل أو تضييق، مؤكدًة على أن الدفاع عن سيادة القانون يبدأ من احترام المؤسسات التي تحرسه.

رسالة متجددة وقيادة نزيهة

اللافت في أداء المجلس الحالي، وفي سياق المسيرة المستمرة، أنه استطاع خلال فترة قصيرة ترسيخ ثقافة الانفتاح والشفافية، وإعادة ثقة القاعدة النقابية بدور النقابة كمظلة حقيقية للمحامين، لا كمؤسسة بيروقراطية جامدة.

وقد تميز النقيب الحالي بروح المبادرة والانفتاح على الحوار، واعتمد نهج الشراكة لا الإقصاء، ما أسهم في تجاوز الكثير من الملفات الخلافية وتحقيق إنجازات ملموسة على الأرض.

نقابة المستقبل

إن ما تقوم به النقابة اليوم، في ظل استمرار المسيرة المهنية الراسخة، من تحديث داخلي، وتأهيل رقمي، وانخراط فعال في القضايا الوطنية والمهنية، ليس مجرد تحسّن إداري، بل خطوة باتجاه تحويل النقابة إلى مؤسسة نقابية عصرية، تواكب العصر وتحمي ماضي وتاريخ مهنة المحاماة.

إن التجربة الحالية تؤكد أن النهوض بالمهنة لا يكون إلا بقيادة مهنية شجاعة، تدرك أن مستقبل العدالة لا ينفصل عن حرية الكلمة، ولا عن التقنية، ولا عن سيادة القانون