الطِّفلة سما بريشتها تواجه ضغوطات الحرب

mainThumb
الطِّفلة سما بريشتها تواجه ضغوطات الحرب

11-08-2025 12:39 PM

printIcon

أخبار اليوم - كانت العودة لموهبتها التي تميزت بها منذ حداثة أظفارها، أمرا ليس بالسهل أبدا على الطفلة سما ناجي صلاح مع استمرار معاناة الفقد وغيرها من صنوف العذاب التي يذوقها أطفال غزة خلال "حرب الإبادة الإسرائيلية" على غزة، لكن بإصرار من والدتها استطاعت سما احتضان ريشتها مجددا والعودة لموهبتها الفنية.

واليوم يحتضن مخيم " باب الاجر" حيث تقيم سما مع أسرتها لوحاتها الفنية التي يفتخر بها كل من في المخيم أن من بينهم موهبة فنية غضة سيكون لها مستقبل واعد في التعبير عن كل ما يدور حولها من صنوف المعاناة وما يؤرق بالهم من أهوال.

فـ" سما" متميزة - وفق والدتها هدى صلاح- في الرسم منذ نعومة اظفارها حيث أنها حازت على جوائز خلال دراستها في هذا المجال منها الاولى على القطاع في الرسم.

ولكن مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة فإن سما وصلت لمرحلة قاطعت فيها ريشتها عندما استشهد والدها وداعمها الاول في مجالها الفني برفقة شقيقيها محمد " ٢٤عاما" و نائل ١٨ عاما" أثناء الاجتياح الإسرائيلي البري لمخيم البريج.

كان وقع الصدمة قاسيا جدا على نفس سما بأن تفقد والدها وشقيقيها الكبيرين دفعة واحدة أثناء اخلائهم بعض الأغراض من منزل الأسرة أثناء الاجتياح، حيث استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي واستشهدوا سويا ثم لاحقا فقدت " سما" منزل أسرتها الذي دمره الاحتلال أيضا.

وبفقد والدها ناجي فقدت سما أكبر داعم لها في مجالها الفني والذي كان حريصا على التحاقها بالدورات التي يمكن أن تقوي موهبتها، كما فقدت ضمن منزل أسرتها الوانها ولوحاتها وشهادات التقدير أيضا.

وبعد ملاحظة هدى صلاح للحالة النفسية الصعبة التي تمر بها سما بحثت عن حل يمكن له أن يحسن من حالها فلم تجد أمامها سوى دعمها للرسم مجددا ، فحاولت بشق الأنفس توفير الالوان والأوراق لها ودعمتها كثيرا للعودة لموهبتها.

تقول صلاح:" لم اترك مكانا استطيع منه توفير الوان ومستلزمات الرسم إلا قصدته، قد يكون الأمر ليس أولوية في هذه الحرب الطاحنة والمجاعة المستمرة بالنسبة للكثيرين، لكنني لم استطع رؤية ابنتي مكتئبة دون أن أفعل ما يمكن أن ينشلها من هذا الواقع الأليم".

وفي داخل مخيم الأيتام الذي تقيم فيه سما مع من تبقى من أفراد أسرتها تقوم بالرسم والنحت على الخشب والتخطيط ليعجب بإنتاجها الفني كل من حولها ويشجعونها على الاستمرار.

وتضيف صلاح :" اوفر لها ما تحتاجه من خلال كفالاتها كيتيمة التي تحوز عليها بين الحين والآخر ورغم قلة المبالغ التي تصل وارتفاع الأسعار "الجنوني" وحاجتنا للطعام والشراب باهظ السعر ومعاناة شقيقها الأصغر من سوء التغذية إلا أن نفسية ابنتي بالنسبة لي هي الأولوية".

أما سما فتبين أن الرسم أعاد لها تفاعلها مع الحياة رغم صعوبة الأوضاع " امي ومن حولي يدعمونني الاستمرار لكنني احيانا اعود لاكتئابي فاتوقف قليلا ثم أعود مجددا".

وتبين أن المجاعة تؤثر سلبا عليها فهي لا تجد اغلب الوقت ما يمكن لها أن تأكله ويمدها بالطاقة للإستمرار في عملها، " لكنني احاول قدر الاستطاعة ان ارسم واعبر عما يدور حولي خاصة معاناتنا نحن ذوي الشهداء فأكثر لوحة ابدعت فيها هي لوحة لأهالي الشهداء يحملون أولادهم ويسيرون بهم".

وتحاول سما أن ترسم على الأقل مرة في الأسبوع خاصة في ظل صعوبة توفر الهدوء في المخيم، وأكثر ما أخشاه أن أفقد لوحاتي مجددا لذلك فإن امي توثق كل لوحة لي عبر هاتفها النقال، كما أنني كلما فرغت من الرسم اضع معداتي ولوحاتي في حقيبة النزوح الجاهزة دائما.

وتتمنى سما أن تنتهي حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وتتمكن من تنمية موهبتها والمشاركة بأعمالها الفنية في معارض فنية محلية ودولية لتوصل صوت غزة ومعاناتها العالم أجمع.

المصدر / فلسطين أون لاين