أخبار اليوم - لم تسع الاطفال الأشقاء عمر وأمير وسراج الفرحة حينما ارسلت لأسرتهم إحدى المؤسسات بضرورة الحضور لاستلام مكمل غذائي، إذ مثل ذلك حلما كبيرا لهم في ظل غلاء الأسعار وتفشي المجاعة، وما أن جاء الموعد حتى ذهبوا برفقة ابنة عمهم سما للمكان القريب من منزلهم لكن القدر حمل لأسرتهم أمرا لم يكن يوما بالحسبان.
فبعد أن اكتظ طابور الاستلام بالامهات وأطفالهن استهدف صاروخ غادر من طائرات الاحتلال الإسرائيلي الطابور فخطف ارواح عدد منهم ومزق الأجساد الغضة وجعلها طريحة الفراش في مستشفيات تفتقر للحد الأدنى من الرعاية الطبية في ظل هجمة الاحتلال الشرسة عليها.
هرعت ايمان النوري – وفق ما تقول لصحيفة "فلسطين" ـ لمكان المؤسسة لتجد أبناءها الثلاثة عمر " ٨ سنوات" و امير " ٥ سنوات" و سراج " ٣ أعوام" وابنة عمهم سما " ١٤ عاما" مضرجين بدمائهم وأثر تأخر وصول الإسعاف حملهم الناس على عربة حمار للمشفى.
وهناك استشهد امير فور وصوله ولم تفلح محاولات الاطباء لإنقاذ عمر الذي استشهد لاحقا، كما استشهدت سما، فيما اودع الأطباء سراج في العناية المركزة حيث أن اصابته كانت في رأسه وعينه.
انفجرت عين سراج واضطر الإطباء لاستئصالها فيما ما زالت العين الثانية في وضع صعب حيث لا يتحرك فيها بؤبؤ العين ويخشى الأطباء من أن تتلف هي ايضا، تقول ايمان.
ولم يتوقف الحال عند سراج عند هذا الحد بل إن الكسر في الجمجمة أدى لعدم تحريكه ليده وقدمه اليمين فهو طريح الفراش لم يعد قادرا على الحركة أو الذهاب للحمام وفقد القدرة على النطق يكتفي بالانين والتوجع كلما آفاق من نومه غير قادر على التعبير عما يجول في خاطره.
ولم يعد سراج قادرا على تناول الطعام بشكل طبيعي بل يحتاج لطعام صحي مهروس كالشوربات والفواكه والأرز والحليب والمكملات الغذائية، وهي اطعمة مفقودة من الأسواق في غزة في ظل المجاعة وإن وجدت فهي باهظة الثمن تفوق القدرة المادية لأسرة النوري.
فوالد سراج – كما تبين إيمان ـ متعطل عن العمل منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وتعاني الأسرة أوضاعا معيشية صعبة لتزيد من صعوبتها إصابة سراج والتكاليف الباهظة من أدوية باهظة الثمن وغير موجودة في المستشفيات وطعام صحي مطلوب لتحسن حالته الصحية والحفاضات التي عاد لاستخدامها بعد أن أصبح عاجزا عن الوصول للحمام.
فقد انقلبت حياة النوري رأسا على عقب فأصبحت تقضي معظم يومها في المشفى بجانب ابنها وتحاول استراق بعض ساعات الذهاب لمنزلها لمتابعة أمور شقيقيه محمد واحمد الذين أصبحا في حالة نفسية سيئة بعد فقدان شقيقيهما وفي ظل الحالة الصحية الصعبة لـ " سراج".
وتناشد النوري المؤسسات الصحية الدولية بالعمل على تسريع سفر سراج للخارج لإنقاذ عينه وإعادة الحركة ليده وقدمه، " يكفي أنني فقدت اثنين من اشقائه، أرجو أن تستجيب الضمائر الحية لندائي وتساعد في إنقاذ سراج".
فلسطين أون لاين