الخرطوم - أخبار اليوم
أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، تصديه لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد، وسط معارك متواصلة منذ أشهر.
وتتكرر هجمات قوات الدعم السريع على الفاشر منذ أسابيع، رغم الحصار المفروض على المدينة منذ 10 مايو (أيار) 2024، وسط تحذيرات دولية من خطورة المعارك باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن 89 شخصا على الأقل قتلوا خلال 10 أيام، جراء هجمات نسبتها إلى قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك المحاذي لها.
وقال جيريمي لورنس، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، "شهدت مدينة الفاشر المحاصَرة ومخيمُ أبو شوك... هجمات شنّتها قوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 مدنياً خلال عشرة أيام حتى 20 آب/أغسطس".
وأكد خلال إحاطة صحافية في جنيف خشيته من "أن يكون العدد الفعلي للضحايا المدنيين أعلى من ذلك بكثير"، مشددا على أن "هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً".
من جانبها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الفاشر تعاني "أزمة انسانية وصحية حادة" بسبب النزاع المسلح والحصار والنزوح.
وأشار المتحدث باسم منظمة الصحة كريستيان ليندماير إلى أن المدنيين يواجهون نقصا حادا في الغذاء وتزايد حالات الوفاة جراء سوء التغذية، ونقصا حادا في توافر الخدمات الصحية.
كما لفت إلى أن "إقليم دارفور يشهد تفشيا واسعا للكوليرا طال المجتمعات ومخيمات النزوح، ما يسبب ضغطا إضافيا على خدمات ضعيفة أساسا".
وأكد ليندماير أن كل ولايات السودان الـ18، تسجل حالات إصابة بالكوليرا. ووصل عدد الحالات المسجلة إلى 48768، وعدد الوفيات إلى 1094، حتى 11 آب/أغسطس الجاري.
والكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، بحسب منظمة الصحة التي تعتبرها "مؤشرا لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية".
وتقول المنظمة إن المرض "يمكن أن يكون مميتا في غضون ساعات إن لم يُعالج"، لكن يمكن معالجته "بالحقن الوريدي ومحلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية".
يذكر أنه منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.