اختتام موسم التنقيب والتدريب الأثري في موقع قويلبة "أبيلا" باربد

mainThumb
اختتام موسم التنقيب والتدريب الأثري في موقع قويلبة "أبيلا" باربد

27-08-2025 02:09 PM

printIcon

أخبار اليوم - اختتمت كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك وبالتعاون مع دائرة الآثار العامة الأردنية اليوم الأربعاء، موسم التنقيب والتدريب الأثري في موقع قويلبة الأثري (أبيلا) الواقع في لواء بني كنانة بمحافظة اربد، وذلك بإشراف الدكتور عاطف الشياب.


وشارك في الموسم أكثر من 150 طالبا وطالبة من كلية الآثار والأنثروبولوجيا، حيث تلقى الطلبة تدريبا عمليا مكثفا على أساليب الحفر والتنقيب الأثري، وطرق التوثيق الميداني وإعداد التقارير اليومية والأسبوعية والنهائية في إطار برنامج تدريبي أكاديمي يهدف إلى صقل مهارات الطلبة ودمجهم في بيئة العمل الميدانية.
وقال الدكتور الشياب لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن نتائج التنقيبات أظهرت بوضوح الأهمية التاريخية والحضارية لمدينة قويلبة التي كانت إحدى مدن الديكابولس العشر وتمتعت بموقع استراتيجي مهم قرب نهر اليرموك وكانت على درجة عالية من التقدم في مجالات تخطيط المدن وتقنيات تجميع المياه وتوزيعها وهندسة المدافن والعمارة العامة.
وأوضح أن أعمال التنقيب هذا الموسم أسفرت عن الكشف على مجموعة مهمة من البقايا الأثرية التي تعود إلى فترات تاريخية متعددة، بدءا من العصر الهلنستي، مرورا بالفترات الرومانية والبيزنطية، وصولا إلى الفترة الإسلامية، ولا سيما الأموية منها.


وأضاف، إنه قد تم التعرف على عدد من الجدران والمنشآت المعمارية والفسيفسائية التي تعود إلى هذه الفترات التاريخية المتعاقبة، ما يعكس استمرارية الاستيطان البشري في الموقع عبر قرون طويلة، إضافة الى الكشف عن الجدار الداخلي لتل أم العمد، المبني من حجارة ضخمة ومهذبة الذي يقع شرق الجدار الخارجي بنحو عشرة أمتار ويرجح أنه يعود إلى العصر الهلنستي مع إعادة استخدامه خلال الفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية.


وأشار الشياب الى أن من أبرز المكتشفات خلال هذا الموسم العثور على غرف مبلطة بعضها بألواح حجرية وأخرى بمكعبات فسيفسائية، إضافة إلى أربعة مدافن هلنستية فخمة تعود لعائلات من الطبقة البرجوازية، احتوت على عدة قبور موزعة على طوابق متعددة، وأعيد استخدامها في الفترات اللاحقة.
كذلك تم العثور على عدد كبير من اللقى الأثرية المتنوعة شملت على أواني فخارية تعود للفترات الإسلامية والبيزنطية والرومانية والهلنستية، فضلا عن لقى زجاجية ومعدنية وجصية وعظمية وقطع فسيفسائية سيتم دراستها وتحليلها لاحقا في المختبرات المتخصصة.


وقال إن هذا المشروع لا يهدف فقط إلى توثيق الإرث الأثري للموقع، بل يسعى كذلك إلى رفع الوعي لدى الطلبة والمجتمع المحلي بأهمية قويلبة التاريخية والأثرية والسياحية، تمهيدا لتأهيل الموقع مستقبلا ليكون مقصدا سياحيا وثقافيا بارزا على الخريطة الوطنية.
ودعا الشياب إلى استمرار أعمال التنقيب والدراسات الأثرية في الموقع في السنوات المقبلة، لما يحتويه الموقع من إمكانات واعدة تسهم في تعزيز المعرفة بتاريخ المنطقة وإبرازها كوجهة تراثية وسياحية مميزة على المستويين المحلي والدولي.
--(بترا)