أخبار اليوم - يؤثر تخطي وجبة الإفطار وتناول عشاء متأخر على صحة عظامك، وفقاً لدراسة جديدة. ويُعد البحث، الذي نُشر في 28 أغسطس (آب)، بمجلة «جمعية الغدد الصماء» الأميركية، أول بحث يشير إلى وجود صلة محددة بين أنماط الأكل هذه وارتفاع خطر الإصابة بكسور العظام الناتجة عن الهشاشة، وفقاً للباحثين.
وتحدث الهشاشة عندما تنخفض كثافة المعادن في العظام، مما يجعل العظام أضعف وأكثر عرضة للكسور، وفق ما ذكره موقع «هيلث» المعني بالصحة والتغذية.
وفي حين أن العلماء قد أكدوا منذ فترة طويلة أن التدخين وتعاطي الكحول وقلة ممارسة الرياضة عوامل خطر للإصابة بهشاشة العظام، فإن دور أنماط الأكل الأوسع نطاقاً كان أقل وضوحاً، مما دفع الباحثين إلى دراسة آثار عادات الأكل اليومية.
وصرّحت اختصاصية التغذية المعتمدة، تيريزا جنتيل، بأن الدراسة «تُعزز فكرة أن أنماط الحياة قد تؤثر على صحة العظام، بما يتجاوز مجرد العناصر الغذائية الفردية».
سلوكيات غير صحية
ولفهم كيفية تأثير العادات الغذائية وعوامل نمط الحياة الأخرى، حلَّل العلماء بيانات أكثر من 927 ألف بالغ ياباني فوق سن العشرين، مسجلين في قاعدة بيانات طبية. وملأ المشاركون استبياناً حول نمط الحياة أثناء فحص طبي، وتمت متابعتهم لمدة 2.6 سنة في المتوسط لمعرفة ما إذا كانوا قد أُصِيبوا بكسر ناتج عن هشاشة العظام.
وبعد تحليل الأرقام، وجد الباحثون ما يلي: الأشخاص الذين أفادوا بتخطي وجبة الإفطار أكثر من 3 مرات أسبوعياً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالكسور بنسبة 18 في المائة. أما أولئك الذين أفادوا بتناول العشاء قبل النوم بأقل من ساعتين على مدار 3 مرات أسبوعياً فكانوا أكثر عرضة للإصابة بالكسور بنسبة 8 في المائة.
وقال الدكتور هيروكي ناكاجيما، المؤلف الأول للدراسة الباحث في جامعة نارا الطبية باليابان، لموقع «هيلث»: «لاحظنا أيضاً أن هذه العادات الغذائية تجتمع مع سلوكيات غير صحية أخرى، مثل: التدخين، وانخفاض النشاط البدني، وقلة النوم».
هل يجب أن تقلق؟
إذا كنت تميل إلى التخلي عن وجبة الإفطار وتناول العشاء في وقت متأخر، فهل النتائج تدعو للقلق؟ يرى الخبراء أن ذلك ليس ضرورياً. فعلى الرغم من أن الدراسة «متينة»، وفقاً للدكتورة نانسي إي لين، اختصاصية أمراض الروماتيزم في جامعة كاليفورنيا التي لم تشارك في البحث، فإن لها حدوداً. فعلى سبيل المثال، لم تقس الدراسة عوامل أخرى ربما أثرت على النتائج، مثل كمية أو نوع الطعام الذي تناوله المشاركون.
وقالت لين: «تشير الأدلة إلى أن فقدان الشهية المرتبط بانخفاض الوزن يقلل من ذروة كتلة العظام، وهو العامل الأول الذي يمكنك تعديله لتقليل خطر الإصابة بالكسور في السنوات اللاحقة». وأضافت: «لم يتم جمع هذه المعلومات، ولكن من المعروف أن اضطرابات الأكل تقلل من كتلة العظام وتزيد من خطر الإصابة بالكسور».
أيضاً الدراسة قائمة على الملاحظة. وهذا يعني أنها يمكن أن تُظهر صلة بين أنماط الأكل وخطر الإصابة بالكسور، لكنها لا تستطيع إثبات العلاقة السببية.
لماذا يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام؟
رغم أن البحث ليس قاطعاً، فإن لدى الخبراء بعض النظريات حول كيفية تأثير هذه العادات الغذائية على خطر الإصابة بهشاشة العظام.
أحد التفسيرات المحتملة يتعلق بالإيقاع اليومي للجسم (أو الساعة البيولوجية)، الذي يلعب دوراً في صحة العظام، كما ذكرت لين. وأشارت إلى أنه «من المحتمل أن الأفراد الذين تخطوا وجبة الإفطار و/ أو تناولوا عشاءً متأخراً كان لديهم وقت أقل للاستفادة من هذه العناصر الغذائية لإعادة تشكيل العظام وتكوينها».
وتوقعت أن يؤدي تخطي وجبة الإفطار أيضاً إلى زيادة مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول)، مما يؤثر سلباً على صحة العظام. ونصحت بـ«اتباع نظام غذائي صحي غني بالكالسيوم وفيتامين (د) والبروتين والكربوهيدرات للسماح للعظام بإعادة تشكيلها والحفاظ على قوتها».