أخبار اليوم - روى الشاب أحمد الهواري تفاصيل صادمة عن 23 يوما قضاها محاصرا بين أنقاض منزله المدمر في حي الزيتون بمدينة غزة، قبل أن يخرج حيًّا بعد انسحاب مفاجئ لقوات الاحتلال من المنطقة.
وقال الهواري، في لقاءات مصورة، إنه أصيب برصاصة في كتفه واضطر لمعالجة نفسه بوسائل بدائية بعدما عجزت فرق الإسعاف عن الوصول إليه، مؤكدا أنه كان يسمع طوال الوقت أصوات الآليات العسكرية الإسرائيلية والروبوتات المتفجرة فوق الركام الذي غطى منزله.
وأضاف أنه تمكن من البقاء على قيد الحياة عبر شرب مياه غير صالحة للشرب بلغت نحو 20 لترا، وتقسيم القليل من الطعام المتوفر لديه لتغطية أكبر فترة ممكنة.
أوضح الشاب أن أشد ما أثار رعبه خلال الحصار مشاهد الكلاب البوليسية والضالة وهي تنهش جثامين الشهداء في محيطه، قائلا: "كنت أخشى أن تكون نهايتي على أنيابها أكثر من القصف نفسه".
ووصف تلك الأيام بأنها الأصعب في حياته، حيث كان "كل ثانية تمر كأنها سنوات". أما لحظة خروجه فقال إنها بدت وكأنها ميلاد جديد: "حين سمعت أصوات الناس والدفاع المدني شعرت أن الروح عادت إلى جسدي من جديد".
بعد 23 يوما من الفقدان، فوجئت عائلة الهواري بعودته حيا بعدما اعتقدت أنه استشهد تحت الأنقاض. وجاءت نجاته لتعيد الأمل في العثور على ناجين آخرين، في وقت تشير فيه تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أعداد المفقودين في غزة تتراوح بين 8 و11 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.