عمّان – أخبار اليوم - تالا الفقيه
حذّرت الدكتورة رولا بزادوغ من خطورة الإدمان الرقمي الذي يعيشه ملايين الأشخاص حول العالم، مؤكدة أن الأجهزة الذكية تحولت من وسيلة مساعدة إلى مستنزف للوقت والطاقة والعلاقات الإنسانية حتى باتت تسرق العمر بلا شعور. وأوضحت أن الإدمان الرقمي يتمثل في الاستخدام المفرط وغير المنضبط للتكنولوجيا سواء الهواتف الذكية أو الألعاب الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، ما يترك آثارًا سلبية على الصحة النفسية والعقلية والجسدية فضلًا عن العلاقات الاجتماعية، مشيرة إلى أن الدماغ في هذه الحالة يستجيب للمكافآت الوهمية والإشعارات المستمرة بالطريقة نفسها التي يستجيب بها دماغ المدمن على المواد المخدرة.

وبيّنت أن هذا السلوك يؤدي إلى مشكلات خطيرة منها الاكتئاب والعزلة الاجتماعية رغم وهم التواصل الدائم واضطراب النوم وضعف الصحة الجسدية والشعور بالندم بعد فترات الاستخدام الطويلة، لافتة إلى أن إدراك خطورة ضياع الوقت يشكّل الخطوة الأولى للتحرر من هذا الإدمان. ودعت إلى وضع أوقات رقمية محددة كنوع من “الرجيم الرقمي” واستبدال جزء من الوقت بأنشطة حقيقية مثل الرياضة والقراءة واللقاء مع الأحبة، مع خلق مناطق خالية من الأجهزة في المنزل خاصة أثناء تناول الطعام أو قبل النوم وممارسة الصيام الرقمي يوميًا أو أسبوعيًا ولو لساعات محدودة بما لا يؤثر على العمل.

وختمت بزادوغ بالتأكيد على أن التكنولوجيا نعمة كبيرة حين تُستخدم بوعي لكنها تتحول إلى نقمة عندما تصبح قيدًا يستهلك العمر والروح، داعية الجميع إلى استعادة لحظات التواصل الحقيقي مع من يحبون والعيش بوعي لا بعدد الإشعارات أو الإعجابات.