أخبار اليوم - قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت 50 شهيدا و184 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، وسط تحذيرات داخلية وخارجية من تداعيات انهيار الوضع الإنساني في القطاع بشكل غير مسبوق.
فقد أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 29 شخصا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الاثنين، بينهم 23 في مدينة غزة.
وقدمت وزارة الصحة في غزة حصيلة جديدة لضحايا الحرب من الشهداء والمصابين، مؤكدا ارتفاع العدد إلى 66 ألفا و55 شهيدا و168 ألفا و346 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مجمع ناصر الطبي إن 4 فلسطينيين من منتظري المساعدات استشهدوا بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمالي مدينة رفح.
وأكد المجمع أن إصابة ممرض بنيران الاحتلال داخل المستشفى تمثل محاولة اغتيال واضحة للطواقم الطبية.
وضع كارثي
من ناحية أخرى، قال مدير الإسعاف والطوارئ بمدينة غزة والشمال للجزيرة إن تحرك طواقم الإسعاف أصبح مقتصرا على مناطق محدودة بسبب قوات الاحتلال، مشددا على أن مركبات الإسعاف تواجه صعوبة شديدة في التحرك بمدينة غزة، وإن 80% منها خرجت من الخدمة.
وأفاد بأن أغلبية المستشفيات في محافظة الشمال ومدينة غزة خرجت عن الخدمة، وأن الوضع الصحي في مدينة غزة مزرٍ تماما.
وبدوره، قال مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية للجزيرة إن الوضع كارثي في قطاع غزة، وإنه أيضا صعب على سكان القطاع والعاملين في المنظمات الدولية، حيث تواصل إسرائيل انتهاكاتها في القطاع.
أما منظمة أطباء بلا حدود، فقالت إن الفرق التابعة قد علقت الأنشطة الطبية المنقذة للحياة بسبب الهجوم الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة.
وذكرت أن القوات الإسرائيلية تحاصر العيادات، وأن مئات المرضى، بمن فيهم أطفال وحديثو الولادة، في خطر جسيم.
ودعت إلى وقف العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فورا.
بنوك الدم مهددة بالتوقف
وفي السياق ذاته، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الاثنين، من توقف كامل ووشيك لبنوك الدم في المستشفيات القليلة العاملة في القطاع، وذلك نتيجة النقص الحاد في الأصناف المخبرية الضرورية لنقل وفحص وحدات الدم ومكوناته.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب إن بنوك الدم في المستشفيات مهددة بالتوقف الكامل نتيجة الاستنزاف الشديد في الأصناف المخبرية الضرورية لنقل وفحص وحدات الدم ومكوناته.
وأوضحت أن هذه التطورات تترافق مع نقص حاد في أرصدة وحدات الدم ومكوناته، الأمر الذي يعيق التدخلات الطارئة للجرحى والمنقذة للحياة.
ومرارا، وجهت الوزارة نداءات حذرت فيها من خطورة النقص الحاد في وحدات الدم على حياة المرضى والجرحى الفلسطينيين، وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي ينجم عنها مئات الجرحى الذين هم بحاجة إلى وحدات دم.
ومع تفشي المجاعة، تراجعت الحملات المجتمعية لجمع وحدات الدم، وذلك مع عجز الفلسطينيين عن التبرع، بسبب سوء التغذية حيث كانوا يشكلون المصدر الأخير للحصول على تلك الوحدات وسط اشتداد الحصار الإسرائيلي.
وإضافة إلى العجز الكبير في وحدات الدم، يعاني القطاع الصحي بغزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك بسبب الإغلاق الإسرائيلي شبه الكامل للمعابر منذ مارس/آذار الماضي أمام المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية.
إنذار بالهدم
من جهة ثانية، أنذر الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بإخلاء عدة منازل في محيط مجمع الشفاء الطبي، المكتظ بعشرات الآلاف من الفلسطينيين غربي مدينة غزة، تمهيدا لقصفها.
وأفاد شهود عيان بأن الجيش أنذر 4 مبان سكنية متعددة الطوابق في شارع أبو حصيرة، بالإخلاء الفوري، تمهيدا لقصفها.
وأشار الشهود إلى أن حالة من الهلع انتابت مئات الفلسطينيين الذين يعيشون في تلك المباني ومحيطها، فخرجوا مسرعين من المنازل دون اصطحاب أي مستلزمات أساسية معهم.
وحينما ينذر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مبان سكنية، يكون ذلك عبر اتصال هاتفي يجريه ضباط مع أحد سكان المباني أو في محيطها، أو عبر منشورات وبيانات رسمية.
ويشهد محيط شارع أبو حصيرة، منذ أيام، غارات إسرائيلية مكثفة تؤدي لتدمير مبان سكنية في المنطقة تؤوي آلاف الفلسطينيين.
وفي 8 أغسطس/آب الماضي، صادق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر على خطة احتلال مدينة غزة، وشن الجيش هجوما واسع النطاق لاحتلال المدينة في الـ11 من الشهر نفسه.
ويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على مدينة غزة، منذ 11 أغسطس/آب الماضي، في عملية أطلق عليها لاحقا اسم عربات جدعون 2، وتخللها نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، وتوغل بري.
ويرفض نحو 900 ألف فلسطيني النزوح من مدينة غزة والتوجه نحو مناطق جنوبي القطاع، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي الجمعة، رغم خطورة الأوضاع.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفا و55 شهيدا و168 ألفا و346 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
الجزيرة + الأناضول