أخبار اليوم - أثار النجم الإنجليزي السابق واين روني عاصفة من الجدل بتصريحاته الحادة حول أداء فلوريان فيرتز مع ليفربول، مؤكّدًا أن اللاعب الألماني الشاب "يضر توازن الفريق" ولا يجد مكانًا مناسبًا في أسلوب اللعب الحالي.
جاءت هذه التعليقات بعد سلسلة من المباريات المخيبة للأمل للنجم القادم من باير ليفركوزن في صفقة قياسية بلغت 116 مليون جنيه إسترليني خلال سوق الانتقالات الصيفية.
صفقة قياسية وبداية باهتة
انضم فيرتز إلى بطل إنجلترا محمّلًا بتوقعات هائلة بعد تألق مبهر في الدوري الألماني، حيث قاد باير ليفركوزن إلى موسم تاريخي بلا هزائم توّج فيه النادي بأول لقب بوندسليجا في تاريخه موسم 2023–2024. لكن اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا لم يقدّم حتى الآن المستوى الذي جعل إدارة ليفربول تدفع هذا المبلغ الضخم. ففي 8 مباريات خاضها حتى الآن في مختلف البطولات، لم يسجل فيرتز أي هدف ولم يصنع أي تمريرة حاسمة، كما جرى استبداله في جميع المباريات التي بدأها أساسيًا، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى ثقة المدرب آرني سلوت في قدراته.
ديربي محبط وليلة سيئة
بدأت علامات القلق تظهر مبكرًا عندما جلس فيرتز على مقاعد البدلاء خلال ديربي ميرسيسايد أمام إيفرتون على ملعب آنفيلد، وهو اللقاء الذي انتهى بفوز ليفربول 2-1.
وعند عودته إلى التشكيل الأساسي ضد كريستال بالاس على ملعب سيلهرست بارك، أهدر فرصة محققة بعد أن سدد كرة ضعيفة في يد الحارس دين هندرسون من مسافة قريبة، قبل أن يخرجه المدرب في الدقيقة 74 ويدفع بفيدريكو كييزا بحثًا عن هدف الانتصار. هذا المشهد لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل بدا كأنه يلخص معاناة اللاعب مع فريقه الجديد، حيث لم يستطع حتى الآن إثبات نفسه كلاعب مؤثر قادر على تغيير نتائج المباريات.
روني: لا مكان له في الفريق
روني، الذي يعرف خبايا الدوري الإنجليزي الممتاز جيدًا، أوضح أن المشكلة لا تكمن في قيمة الصفقة أو موهبة اللاعب، بل في غياب التوافق التكتيكي مع أسلوب لعب ليفربول.
وقال في تصريحات إعلامية: "لقد كان الأمر صعبًا عليه، ولا أعتقد أن هناك من ينكر ذلك، أراه قدم أداءً مقبولًا، لكن عندما تتعاقد مع هذا العدد من اللاعبين خصوصًا مع وجود خط هجومي جديد تقريبًا إلى جانب محمد صلاح، تصبح المنافسة شرسة". وأضاف: "أرى أن فيرتز هو الأقل تأثيرًا بينهم، لديه موهبة هائلة، لكنني لا أرى مكانه في التشكيل، بالنسبة لي هو أقرب إلى لاعب هجومي وليس لاعب وسط ثالث، ولو كان عليّ الاختيار بينه وبين دومينيك سوبوسلاي، فسأختار سوبوسلاي". وأكد روني أن صفقة فيرتز، رغم قيمتها الكبيرة، ربما تكون قد أربكت توازن الفريق وطريقة لعبه التي تعتمد على الانسجام بين خطوط الوسط والهجوم.
أزمة ثقة وتكتيك
يرى محللون أن أزمة فيرتز ليست مسألة جودة فردية، بل مشكلة تكتيكية بحتة، فأسلوب ليفربول تحت قيادة آرني سلوت يعتمد على السرعة العالية في التحول والضغط المستمر، وهو ما قد يتطلب نوعًا من اللاعبين القادرين على قطع مسافات طويلة وتنفيذ واجبات دفاعية وهجومية في آن واحد.
فيرتز، الذي اعتاد على إيقاع البوندسليجا مع باير ليفركوزن، ربما يحتاج وقتًا أكبر للتأقلم مع سرعة وقوة الدوري الإنجليزي.
اعتراف من اللاعب نفسه
من جانبه، لم يخف فيرتز صعوبة انطلاقته مع الريدز، ففي مقابلة مع شبكة "سكاي ألمانيا"، وقال: "بالطبع كنت أتمنى تسجيل هدف أو صناعة بعض الأهداف. لكن مهما قال الناس، أنا محافظ على هدوئي. لا أريد أن أسمع باستمرار أعطه وقتًا، بل أحاول ببساطة أن أتحسن في كل مرة عن سابقتها. أحيانًا تمر بفترات لا تسير الأمور فيها كما تريد. عندما أتجاوز هذه المرحلة – وربما يبدو ذلك قاسيًا، لأنني لا ألعب بشكل سيئ، فقط لم أحقق الأرقام بعد – سيأتي كل شيء في وقته". هذا التصريح يعكس إدراك اللاعب لحجم الضغوط، لكنه في الوقت نفسه يوضح هدوءه وإيمانه بقدرته على العودة إلى مستواه.
فرصة سانحة
تنتظر ليفربول مواجهة مهمة أمام جالطة سراي التركي في ثاني مبارياته بدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء، هذه المباراة قد تمثل فرصة مثالية لفيرتز ليترك بصمته أخيرًا ويكسر صيامه عن الأهداف والمساهمات الحاسمة، في وقت يتطلع فيه جمهور الريدز لرؤية مردود يتناسب مع القيمة الضخمة للصفقة. لكن إذا استمرت معاناته، فقد تتزايد الضغوط على اللاعب وعلى الجهاز الفني لإيجاد حلول تكتيكية، أو ربما التفكير في دور مختلف يتيح له استعادة بريقه الذي أذهل أوروبا مع ليفركوزن.
مستقبل مجهول رغم الموهبة
موهبة فيرتز لا خلاف عليها، فقد أثبت قدراته في البوندسليجا وأصبح أحد أبرز صانعي اللعب في القارة العجوز. إلا أن الدوري الإنجليزي الممتاز معروف بسرعته وقوته البدنية، ما يتطلب وقتًا وتأقلمًا خاصًا. وبينما يرى البعض أن النجم الألماني يحتاج فقط إلى المزيد من المباريات والثقة، يعتقد آخرون – مثل روني – أن المشكلة أعمق، وتتعلق بمدى ملاءمته لأسلوب ليفربول الحالي. الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كان فيرتز سينجح في قلب الطاولة وإثبات أن قيمته القياسية كانت استثمارًا مستحقًا، أم أن الانتقادات ستزداد حدّة ليصبح أحد أكبر الصفقات المخيبة في تاريخ النادي.