فلسطينيو الداخل يستعدون لإحياء الذكرى السنوية الـ25 لهبّة القدس والأقصى

mainThumb
فلسطينيو الداخل يستعدون لإحياء الذكرى السنوية الـ25 لهبّة القدس والأقصى

01-10-2025 09:58 AM

printIcon

أخبار اليوم - دعت “لجنة المتابعة العليا”، الهيئة السياسية الأعلى داخل أراضي 48، فلسطينيي الداخل والقوى التقدمية اليهودية المناهضة للحرب والاحتلال، لأوسع مشاركة في فعاليات إحياء الذكرى الـ25 لهبّة القدس والأقصى، السبت القريب.

وقالت “لجنة المتابعة” إن “شعارنا المركزي في إحياء ذكرى هبّة القدس والأقصى، هو مناهضة حرب الإبادة والتهجير والتجويع التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا منذ عامين، وتستفحل من يوم إلى آخر، إذ إن التركيز الآن على محو مدينة غزة عن وجه الأرض، وتكثيف الجرائم، سعيًا لتهجير أهالي غزة من القطاع برمّته. وهذه الجرائم تُرتكب أيضًا في أنحاء عدة في الضفة الغربية المحتلة، خاصة في مخيمات اللجوء”.

وأضافت: “إننا نقرأ عمّا تسمى جهوداً دولية لوقف الحرب، لكن التجربة مع هذا الحراك الدولي، خاصة في الأشهر الأخيرة، لا تجعلنا في موقع التفاؤل لوقف هذه المقتلة المستمرة، ولا توجد مؤشرات حقيقية لوقفها”.

لجنة المتابعة: شعارنا المركزي في إحياء ذكرى هبّة القدس والأقصى، هو مناهضة حرب الإبادة والتهجير والتجويع التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا منذ عامين

في ذات الوقت، حيّت “لجنة المتابعة” “شعوب العالم التي تقف إلى جانب شعبنا ضد حرب الإبادة، وبشكل خاص في أوروبا وأمريكا الجنوبية، ونرى أن الضغوط الشعبية هذه جعلت حكومات، ومنها حكومات دول مركزية في الساحة الدولية، تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية، لتصبح أكثر من 80% من دول العالم، التي تضم أكثر من 90% من سكان العالم، تعترف بدولة فلسطين”.

يُشار إلى أن فلسطينيي الداخل شاركوا في بدايات الانتفاضة الثانية، على مدار أول أسبوعين، واستُشهد 13 شابًا وأُصيب المئات برصاص جيش الاحتلال داخل بلداتهم رغم كونهم مواطنين، ما يكشف حقيقة التعامل الإسرائيلي معهم كأعداء و”طابور خامس” ضمن نظرة فوهة الأمن المستمرة حتى اليوم. وعُرفت مشاركتهم بمسيرتهم الطويلة “هبّة القدس والأقصى”.

كما قالت “لجنة المتابعة”: “تحلّ الذكرى الـ25 لهبّة القدس والأقصى في الوقت الذي تستفحل فيه كل مسببات تلك الهبّة، بدءًا من اتساع الاحتلال وجرائمه، وتبقى القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مركز الاستهداف والجرائم، لا بل إن التمادي على المسجد الأقصى بكامل مساحته يتزايد بأوامر من حكومة الاحتلال وأذرعها”.

وأكدت استمرار سياسات إسرائيل في القمع والملاحقة للفلسطينيين فيها، والذين يشكّلون نحو 19% من مجمل السكان فيها: “كما تستفحل السياسات العنصرية، والملاحقات والقمع السياسي، وخاصة التضييق علينا في نشاطنا السياسي المشروع، وزاد على هذا تمادي جهاز البوليس بأوامر وزيره، في قمع الحريات، والتدخل في شؤون سياسية ليست من اختصاصه، رغم أن هذا الجهاز، وعلى مرّ العقود الثمانية الأخيرة، لم يكن تجاه جماهيرنا سوى جهاز بوليس سياسي قمعي”.

ويؤكد رئيس “لجنة المتابعة العليا” محمد بركة لـ”القدس العربي” أن “المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة تستفحل بشكل مقصود في ارتكاب جرائم التدمير والتهجير في بلداتنا في النقب، دون فرق في الجوهر والمبدأ السياسي بين ما يجري في الضفة وقطاع غزة، بقصد ليس فقط القمع، بل أيضًا الاستيلاء على الأراضي العربية ومصادرتها لبناء المستوطنات”.

ويخلص بركة للقول إن “كل هذا يستوجب رصّ صفوف جماهيرنا على أسس سياسية وحدوية لمواجهة ما يجري ضد شعبنا ونحن جزء لا يتجزأ منه”، داعيًا لمشاركة واسعة في مسيرة سخنين الوحدوية، “صرخة شعب ضد الظلم والإبادة”.

ووضعت “لجنة المتابعة”، بالتنسيق مع اللجنة القطرية للرؤساء ورؤساء السلطات المحلية، وأهالي شهداء هبّة القدس والأقصى، واللجان الشعبية، برنامج إحياء الذكرى يوم السبت، تخليدًا لذكرى الشهداء الـ13: رامي غرة (جت المثلث)، أحمد صيام جبارين (معاوية)، محمد جبارين ومصلح أبو جراد (أم الفحم)، وسام يزبك، وإياد لوابنة، وعمر عكاوي (الناصرة)، محمد خمايسي (كفر كنا)، رامز بشناق (كفر مندا)، عماد غنايم ووليد أبو صالح (سخنين)، علاء نصار وأسيل عاصلة.



تعزيز الصمود والهوية
بالتزامن، ومقابل سياسات التجهيل الإسرائيلية في مناهج التعليم والمدارس العربية، تواصل لجنة متابعة قضايا التعليم العربيّ دورها الفاعل في ترسيخ المناسبات والذاكرة الوطنيّة على مدار العام، إذ تحيي، هذا الأسبوع، الذكرى الخامسة والعشرين لهبّة القدس والأقصى، التي تصادف ذكراها اليوم الأربعاء الموافق الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2025.

وتوضح رئيسة لجنة متابعة التعليم العربي، الدكتورة هديل كيال، أن اللجنة تحرص على الدعوة إلى إحياء هذه الذكرى في وجدان المجتمع بجميع أطيافه ومؤسساته.

وتزامنًا مع هذه المناسبة، وجّهت اللجنة رسالة إلى مديري ومديرات المدارس، والمعلمين والمعلمات، والمشرفين على النشاطات التربويّة والثقافيّة في السلطات المحلية والمؤسسات المجتمعية، تحت عنوان: “الذكرى الـ25 لهبّة القدس والأقصى- تشرين الأول 2000”.

وضمّنت اللجنة رسالتها باقة من الموادّ الإرشادية المساعدة، تتضمّن مقترحات وأفكارًا مبتكرة لتنفيذ فعاليات تربويّة هادفة مع الطلاب، وذلك تأكيدًا على أهمّية إحياء المناسبات الوطنيّة وتعزيزها ضمن البرنامج الدراسي.

بركة: كل هذا يستوجب رصّ صفوف جماهيرنا على أسس سياسية وحدوية لمواجهة ما يجري ضدّ شعبنا، ونحن جزء لا يتجزأ منه

جاء في نص الرسالة: “تأتي الذكرى السنوية الـ25 لهبّة القدس والأقصى (1 تشرين الأول/أكتوبر) في ظلّ ظروف إنسانيّة صعبة، تظلّلها تداعيات الحرب المستمرّة وما خلّفته من خسائر بشريّة مؤلمة، بالإضافة إلى تفاقم تحديّات العنف والتمييز في محيطنا. وفي خضم هذه الأجواء، تبرز الذكرى كمناسبة لتعزيز قيم الصمود والانتماء والعدالة في نفوس طلابنا، الذين يعيشون واقعًا صعبًا يؤثر على صحتهم النفسيّة، ومساعدة الطلاب على استيعاب دروس الماضي واستشراف مستقبل أكثر أملًا”.

ودعت اللجنة الجهات التربوية إلى “إحياء الذكرى في مؤسساتهم من خلال أنشطة تعزّز الحوار البنّاء والتفكير النقديّ بين الطلاب”، مؤكّدة أنّ “الهدف لا يقتصر على استحضار الماضي، بل يمتدّ إلى بناء جيل واعٍ بحقوقه ومسؤولياته، يعمل من أجل غدٍ أفضل”.