أخبار اليوم - في ليلة حملت مزيجاً فريداً من الفرح العائلي والهيبة الرسمية، أقامت عائلة أبوكف، برعاية الحاج أنور إبراهيم أبوكف، مأدبة عشاء عامرة بالبهجة والاحتفاء بمناسبة قدوم حفيد العائلة الغالي سلمان، نجل الدكتور محمد أنور أبوكف، استشاري جراحة الأعصاب والعمود الفقري.
وقد تحولت الأمسية إلى حدث اجتماعي وثقافي استثنائي، إذ جمعت على مائدتها نخبة من السفراء والقناصل والملحقين العسكريين، إلى جانب كبار الأطباء ورجال الأعمال والمستثمرين من الأردن والخليج والعالم، فضلاً عن شخصيات دينية واجتماعية بارزة وكان لافتاً أن عدداً من الدبلوماسيين الأجانب عاشوا للمرة الأولى تجربة حضور "العقيقة"، في مشهد منح المناسبة بُعداً ثقافياً جديداً تجاوز الإطار العائلي التقليدي.
وأثارت أجواء العقيقة دهشة وإعجاب الدبلوماسيين الأجانب الذين وجدوا أنفسهم أمام تجربة إنسانية غير مألوفة. فقد أعربت سفيرة بروناي عن إعجابها العميق بهذه المناسبة، مؤكدة أنها رغم كونها مسلمة فإنها تشهد لأول مرة عقيقة بهذا الشكل، ووصفتها بأنها تجربة روحانية واجتماعية تعبّر عن عمق الثقافة الإسلامية في بعدها الإنساني.
أما القنصل الكندي، فقد عبّر عن انبهاره، قائلاً إن المناسبة عرّفته على جانب إنساني جديد في الثقافة الأردنية والعربية، مؤكداً أن ما شهده لم يكن مجرد طقس اجتماعي، بل درس في التقاليد الأصيلة.
وشاركه الرأي كل من القائم بالأعمال الياباني، والملحق العسكري البريطاني، وقنصل هولندا، وقنصل الاتحاد الأوروبي، الذين أجمعوا على أن حضورهم لهذه المناسبة سيبقى علامة فارقة في تجربتهم الدبلوماسية والإنسانية في الأردن.
لم يقتصر الحفل على البعد الدبلوماسي فحسب، بل حضره أيضاً كبار القادة والشخصيات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية فقد شارك فيه قائد سلاح الجو الملكي الأردني، إلى جانب الملحقين العسكريين من السعودية والإمارات وسلطنة عُمان واليمن، ما أضفى على الأمسية طابعاً بروتوكولياً يعكس مكانة العائلة وصلاتها الواسعة.
كما حضر شيخ مشايخ مأرب اليمن ورئيس غرفة تجارة اليمن حسن الكبوس، إضافة إلى شخصيات دينية بارزة من مكة المكرمة، وأطباء من أستراليا، ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من الأردن والخليج العربي.
وكان لافتاً أيضاً حضور الطواقم الطبية الأردنية المرموقة، حيث شارك مدراء مستشفيات كبرى مثل الخالدي وعبد الهادي والاستشاري، إلى جانب إعلاميين وصحفيين ومستشارين بارزين، ليصبح الحفل تظاهرة اجتماعية جمعت مختلف القطاعات تحت سقف واحد.
في كلمته التي ألقاها أمام الحضور، استحضر الدكتور محمد أنور أبوكف إرث العائلة الممتد عبر أجيال، قائلاً: "اسمحوا لي أن أشارككم قصة قصيرة نبدأها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كان جدي جندياً في جيشنا العربي يخدم وطنه بشرف وكرامة ثم جاء والدي ليكمل مسيرة المجد والعطاء، فكان من أوائل العاملين في القطاع الصحي والتجاري والعقاري، وربانا على حب الوطن والعلم والقرآن الكريم."
ثم استعرض مسيرته الطبية التي حملته إلى الصين وكندا وفنلندا ولوكسمبورغ قبل أن يعود إلى وطنه الأردن ليضع خبراته في خدمة مرضاه. وقال:"ذهبت إلى الصين فتعلمت من خيرة أطبائها، ثم إلى كندا وفنلندا ولوكسمبورغ، وعدت بعدها إلى وطني لأقدم خدمة طبية متقدمة في جراحة الأعصاب والعمود الفقري مستخدماً أحدث التقنيات والتدخلات الدقيقة."
وأضاف مؤكداً "بفضل هذه التقنيات نتيح لمريضنا أن يمشي بعد ساعات قليلة من العملية، ونعالج آلام الأعصاب والعمود الفقري دون الحاجة إلى المسكنات المضرة بالكبد والكلى."
ويُعدّ الدكتور محمد أنور أبوكف من أبرز استشاريي جراحة الأعصاب في المنطقة، وقد نجح في إدخال أحدث تقنيات التدخل المحدود باستخدام التردد الحراري والذكاء الاصطناعي إلى الأردن، مما جعل المملكة في مصاف الدول الرائدة في هذا التخصص الطبي الدقيق.
وتميزت مسيرته بقدرته على الجمع بين التميز العلمي العالمي والالتزام الإنساني، حيث شكّلت خدماته الطبية المتقدمة بارقة أمل للمرضى، وعززت مكانة الأردن كمركز طبي متطور.
ولا يقتصر العطاء على الدكتور محمد فحسب، فالعائلة تضم أسماء لامعة في مجال الطب. إذ يُعد الدكتور عبد الله أنور أبوكف واحداً من أبرز استشاريي جراحة الأورام في المملكة، بينما يعمل الدكتور عبد الرحمن أنور أبوكف اختصاصياً في الجراحة العامة، لتتجسد في آل أبوكف صورة العائلة الأردنية التي جمعت بين الأصالة الوطنية والريادة العلمية، وأصبحت بحق عنواناً للطب والعلم والعطاء.
المناسبة التي بدأت احتفالاً عائلياً بقدوم سلمان، تحولت إلى جسر حضاري وثقافي جمع بين الشرق والغرب، إذ اجتمع الدبلوماسيون الأجانب والعرب والأردنيون حول مائدة واحدة تفيض بالكرم الأردني والتقاليد الإسلامية الأصيلة.
وقد علّق أحد القناصل الأوروبيين قائلاً: "ما شهدناه الليلة يتجاوز البعد الديني والاجتماعي للعقيقة، لقد كان احتفاءً بالإنسانية نفسها، وتجربة ستبقى في ذاكرتنا إلى الأبد."
واختتمت الأمسية وسط أجواء عائلية ووطنية عامرة بالبهجة، بدعوات صادقة أن يكون قدوم سلمان فاتحة خير وبركة على عائلته وأهله، وأن يحفظ الله الأردن وأبناءه.
وغادر الضيوف بانطباعات لا تُنسى عن كرم الضيافة الأردنية وعمق العادات الاجتماعية الأصيلة، في رسالة واضحة بأن الأردن قادر على أن يقدم للعالم أجمل صور حضارته وتقاليده، وأن آل أبوكف يجسدون هذه الصورة بما يحملونه من قيم وطنية وعلمية وإنسانية رفيعة.