أخبار اليوم - موصولًا بجهاز الأكسجين على سرير بارد في مستشفى "أصدقاء المريض" بغزة تصارع الطفلة ألمى حسونة (شهران) للبقاء على قيد الحياة مع عجز منظومة طبية أنهكتها "حرب الإبادة" بغزة عن إجراء سلسلة من العمليات الطارئة لها، لتعلق أسرتها آمالها على " سفر للعلاج بالخارج" قد يحمل فرصة نجاة لابنتهم.
ومع أوامر الإخلاء القسري التي أصدرها الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين في غزة طالبا منهم التوجه لجنوب القطاع لم يكن بإمكان أسرة محمد حسونة " والد المى" النزوح وترك ابنتهم لوحدها في المشفى الذي لم تخرج منه منذ ولادتها في شهر أغسطس الماضي.
يقول لصحيفة "فلسطين": " زوجتي تصارع الخوف وهي ترافق ابنتي في المشفى حيث لا تخرج منها ابدا بسبب الظروف الأمنية الصعبة في منطقة الرمال والقصف المدفعي والجوي المكثف حولها".
ويضيف :" تتصل بي تشكو من الرعب الذي يتملك قلبها في ظل عدم احترام الاحتلال لحرمة المشفى والقصف العنيف في محيطه وخشيتها من أن تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحامه، لكن ما باليد حيلة فنحن لا نستطيع إيقاف جهاز الأكسجين عن المى ولو لحظة واحدة ".
photo_2025-10-06_18-02-10 (3).jpg
أما محمد فهو يعاني الأمرين للوصول للمشفى لتزويد ابنته وزوجته بما يلزمهما، فهو منذ الصباح الباكر يرصد حركة الاحتلال في المنطقة ومدى خطورة الوضع لكي يتحرك باتجاه المشفى.
وبالعودة للحالة الصحية لـ" ألمى" يقول حسونة: "في ظل تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمختبرات الجامعة الإسلامية فإن الأطباء عاجزون عن تشخيص حالة ابنتي، فهم لديهم شكوك بأنها مصابة بـ" متلازمة داون" لكنهم محتاجون لفحص الكروموسومات للجزم بإصابتها من عدمها وهذا أمر غير ممكن حاليا".
ولا تعد هذه المشكلة الصحية الوحيدة التي تعاني منها " ألمى" فهي تشكو من وجود ثقبين في القلب ووجود وصلة سريانية في القلب تعمل بشكل معكوس ما يؤدي إلى ضغط رئوي عالي، بالإضافة إلى انعكاس في أماكن بعض أعضاء الجسم كالكبد، ووجود اكثر من بنكرياس.
photo_2025-10-06_18-02-10 (4).jpg
ولم يكن تلقي أسرة حسونة التقييم الطبي لحالة ابنتهم بالسهل ابدا على نفوسهم إذ كانوا ينتظرون بارقة فرح بعد رحلة حمل شاقة خاضتها والدتها في خضم المجاعة التي تفتك بقطاع غزة للشهر السابع على التوالي: "لدي طفلان قبل المى سليمان لا يعانيان من مشاكل صحية، يبدو أن المجاعة والخوف الذي عاشته زوجتي خلال فترة الحمل بها اديا بنا إلى هذه الحالة الصحية الصعبة".
ورغم أن الأطباء اقروا لـ" المى" تحويلة علاج طارئة جدا للخارج الا أن الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والذي جعل هناك عشرات آلاف الحالات بحاجة للاجلاء الطبي العاجل تصارع الموت في المستشفيات والبيوت حال دون سفرها حتى اللحظة.
يتابع حسونة:" أخبرني الأطباء بأنها بحاجة لعملية طارئة جدا في القلب في الخارج ثم بعدها يمكن للأطباء هناك أن يعالجها المشاكل الصحية الأخرى".
وحتى تحين لحظة السفر فإن " المى" موصولة بجهاز الأكسجين تتغذى عن طريق أنبوب موصول في أنفها، في حين يضخ لها الأطباء بعض المضادات الحيوية كي لا يتدهور وضعها الصحي أكثر.
وفي ظل اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لـ " غزة" فإن " حسونة" فقد مصدر دخله حيث كان يعمل في محل تجاري نزح مالكوه للجنوب، ما يجعل المعاناة مضاعفة بين مرض ابنته ومتطلباتها التي يوفرها بشق الأنفس.
ولا يطلب حسونة سوى شيئا واحدا بأن تسارع المنظمات الصحية الدولية للنظر في حال ابنته وتسريع اجلائها للحصول على العلاج الطبي في الخارج وانقاذ حياتها.
photo_2025-10-06_18-02-10 (2).jpg
المصدر / فلسطين أون لاين