جيلبرتو مورا .. عقل بيدري في جسد فتى مكسيكي يحلم بريال مدريد

mainThumb
جيلبرتو مورا.. عقل بيدري في جسد فتى مكسيكي يحلم بريال مدريد

09-10-2025 01:22 PM

printIcon

أخبار اليوم - برز الآن اسم جيلبرتو رافاييل مورا، في عالم كرة القدم، الذي يتسارع فيه ظهور المواهب الشابة بوتيرة غير مسبوقة، كأحد ألمع الوجوه في القارة اللاتينية، بل وربما في العالم.

مورا هو لاعب لم يتجاوز عامه السادس عشر بعد، لكنه استطاع أن يسرق الأضواء من نجوم أكبر منه سنًا وخبرة، ويضع نفسه في صدارة اهتمامات عمالقة أوروبا.

وُلد مورا في 14 أكتوبر/ تشرين الثاني 2008 بمدينة توكستلا جوتيريز جنوبي المكسيك، وهو ابن اللاعب السابق جيلبرتو مورا أولايو، ما جعله ينشأ في بيئة كروية صافية.

وانتقل مع أسرته إلى مدينة تيخوانا وهو في السادسة من عمره، لينضم إلى أكاديمية النادي وهو في العاشرة، حيث بدأ رحلة الصعود الصاروخي التي جعلت منه أصغر موهبة في تاريخ النادي الحديث.

ويُروى أنه كان يرفض الالتحاق بأي مدرسة لا تسمح له باللعب بالكرة أثناء الاستراحة، وهي علامة مبكرة على شغفه الجارف باللعبة. هذا الشغف تُرجم لاحقًا إلى عملٍ وانضباط نادرين في سن المراهقة، حتى بات أحد أكثر اللاعبين التزامًا في فريقه.

أرقام قياسية مبكرة
في 19 أغسطس/ آب 2024، كتب مورا اسمه في تاريخ نادي تيخوانا عندما شارك لأول مرة في الدوري المكسيكي الممتاز ضد سانتوس لاغونا، بعمر 15 عامًا و308 أيام، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي، وثالث أصغر لاعب في تاريخ الدوري.

ولم يحتج وقتًا طويلًا ليترك بصمته، إذ صنع هدفًا في أول مباراة له، قبل أن يسجل بعد أقل من أسبوعين أمام ليون، ليصبح أصغر هدّاف في تاريخ البطولة بعمر 15 عامًا و320 يومًا.

منذ ذلك الحين، شارك في 8 مباريات سجل خلالها 3 أهداف وصنع هدفًا آخر، وهو معدل مذهل بالنسبة للاعب وسط هجومي في بداية مسيرته.

وبالنظر إلى أسلوبه في المراوغة، وتمريراته العمودية الدقيقة، وقدرته على اللعب بين الخطوط، بدأت الصحف تقارنه بمواهب مثل بيدري وجمال موسيالا.

تألق دولي مذهل
لم يقتصر تألق مورا على الساحة المحلية، فمع حلول صيف 2025 أصبح أصغر لاعب في تاريخ منتخب المكسيك يشارك في بطولة كبرى، عندما قاد "إل تري" للتتويج بكأس الكونكاكاف الذهبية على حساب الولايات المتحدة.

كان يبلغ حينها 16 عامًا و265 يومًا فقط، لكنه خطف الأنظار بأداء ناضج وثقة لافتة، حتى أن مجلة Sports Illustrated منحته لقب رجل المباراة في نصف النهائي ضد هندوراس بعد أن صنع هدف الفوز لراؤول خيمينيز.

وفي كأس العالم تحت 20 عامًا في تشيلي، يواصل الفتى الشاب التألق بتسجيل 3 أهداف وتمريرتين حاسمتين في 4 مباريات، من بينها ثنائية أمام إسبانيا، ما جعله نجم البطولة دون منازع.

هالة خاصة
بحسب وكيلته البرازيلية الشهيرة رافائيلا بيمينتا (وكيلة إرث الراحل مينو رايولا)، فإن ما يميز مورا ليس فقط موهبته، بل نضجه العقلي وشخصيته المتزنة. وتقول:"ما يميزه هو هدوؤه وقدرته على التعامل مع الضغوط. إنه يملك هالة خاصة تشعّ أينما ذهب، وهي سمة لا تتكرر كثيرًا".

مورا يتحدث الإنجليزية بطلاقة بعد تلقيه تعليمًا ثنائي اللغة، وقد ظهر في مؤتمرات صحفية بالإنجليزية، ما يعكس وعيًا احترافيًا مبكرًا واستعدادًا للانتقال إلى أوروبا.

صراع العمالقة
بحسب تقارير TEAMtalk وموندو ديبورتيفو وآس، فإن كبرى أندية أوروبا، وعلى رأسها ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي وآرسنال ومانشستر يونايتد، تتابع تطور مورا عن قرب.

من جانبه، أكد مدير أكاديمية تيخوانا إغناسيو روفالكابا، أن "مورا سيصبح لاعبًا أوروبيًا عاجلًا أم آجلًا"، فيما كشفت مصادر أن ريال مدريد يملك ميزة واضحة في السباق نظرًا لأن مورا مشجع للنادي منذ طفولته.

وصرح روفالكابا: "جيلبرتو لديه حلم واضح: اللعب لريال مدريد. إنه يشاهد كل مبارياتهم ويتخيل نفسه بالقميص الأبيض".

لكن، وفق لوائح فيفا، لا يمكن لأي نادٍ أوروبي التوقيع مع لاعبين دون 18 عامًا إلا في حالات استثنائية، وهو ما يعني أن مورا سيبقى في المكسيك على الأقل حتى نهاية 2026.

ومن جانبه، دعا مدرب المكسيك المخضرم خافيير أجيري، إلى توخي الحذر في قرارات اللاعب، مشيرًا إلى أن الأولوية ليست المال، بل إيجاد نادٍ يمنحه دقائق لعب حقيقية، وقال: "الهدف ليس مطاردة الأموال، بل الذهاب إلى نادٍ أوروبي يمنحه فرصة اللعب في بطولات قارية. إنه صغير جدًا، أمامه أربعة مونديالات على الأقل، ويجب أن نحميه".

مزيج من بيدري ولاميلا!
يتميز مورا بكونه صانع ألعاب هجومي يمكنه اللعب في أكثر من مركز في خط الوسط، يجيد التحرك بين الخطوط، تمرير الكرات البينية، وكسب المواجهات الفردية بفضل مهارته العالية وتحكمه القوي بالكرة تحت الضغط.

وبقدمه اليمنى الساحرة، يجمع بين خفة الحركة والذكاء التكتيكي، ويُعتبر من اللاعبين الذين "يُفكرون قبل أن تصلهم الكرة"، وفق أحد مدربيه السابقين.

ويشبهه البعض في أسلوبه ببيدري، بينما يرى آخرون فيه مزيجًا من كوتينيو وإريك لاميلا في بدايته.

مع كل هذا الزخم، يبدو أن مورا يسير على طريق طويل ومبهر. وكيلته بيمينتا تؤكد أنه "جاهز للعب مع أبطال دوري الأبطال غدًا"، في إشارة إلى نضجه الفني المبكر.

أما جماهير المكسيك، فترى فيه رمزًا جديدًا يمكن أن يعيد أمجاد هوجو سانشيز وتشيتشاريتو في الملاعب الأوروبية.

وفي الوقت الذي بدأت فيه المقارنات مع لامين يامال، الذي كان أصغر بطل لأمم أوروبا، قد لا يطول الانتظار قبل أن يُصبح مورا أصغر لاعب في التاريخ يشارك في 3 بطولات كأس عالم في عام واحد: تحت 17 عامًا، تحت 20 عامًا، ومع المنتخب الأول في مونديال 2026 على أرض المكسيك.