أخبار اليوم - كشف الاتحاد الكويتي لكرة القدم عن سبب تكريم أحمد العلي، الحكم الذي أدار مباراة السعودية وإندونيسيا في الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وأعلن الاتحاد الكويتي في وقت سابق تكريم أحمد العلي، رغم الانتقادات التي تعرض لها من قبل بعض الجماهير السعودية، عقب قيادته للمباراة الأولى في الملحق الآسيوي، والتي انتهت بفوز "الأخضر" بنتيجة 3-2.
ليس استفزازًا
برر الشيخ أحمد اليوسف، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، هذا التكريم، في تصريحات تلفزيونية، حيث قال: "كل حكم قد يصيب ويخطئ، ولكن أنا كرئيس للاتحاد الكويتي، رأيت أن طاقم الحكام الكويتيين أداروا أكثر مباراة حساسية في كرة القدم الآسيوية خلال السنوات الأخيرة".
وأوضح: "إندونيسيا من ضمن أكبر الدول الإسلامية في عدد السكان، تواجه السعودية التي تأهلت إلى كأس العالم 7 مرات، لذلك كانت مباراة حساسة للغاية".
وأضاف: "بعد نهاية المباراة، انتظرت حتى اليوم التالي، حتى أستمع إلى آراء العديد من النقاد الرياضيين، ليس فقط من السعودية".
واستدرك: "بعض النقاد الرياضيين السعوديين، وكذلك الجماهير انتقدوا هذا الحكم، ولكن في النهاية فازت السعودية بالمباراة.. سواء أصاب الحكم أو أخطأ، فإن أغلب النقاد الرياضيين السعوديين، وعلى رأسهم سامي الجابر امتدحوا هذا الحكم".
وأردف: "تواصلت مع جميع المسؤولين عن التحكيم على مستوى العالم، فأخبروني أن هذه من أصعب المباريات في التصفيات، وهنأوني أن هذا الحكم استطاع أن يؤدي هذه المباراة بهذا الامتياز".
ووجه اليوسف رسالة للجماهير السعودية، قائلًا: "لم ولن يقوم أحمد اليوسف أو أي كويتي باستفزاز الرياضيين السعوديين، الرياضة الكويتية والسعودية عينان برأس واحدة، إذا فازت السعودية فازت الكويت، وإذا فازت الكويت فازت السعودية".
وأتم اليوسف تصريحاته قائلا: "أتمنى للمنتخب السعودي الاستمرار في هذه الانتصارات، وأتمنى لمنتخبنا الكويتي أن ينهض من جديد، نسعى دائمًا وأبدًا لتطوير الرياضة الكويتية، ونحاول أن يكون ذلك في المستقبل القريب".
كواليس التكريم
أصدر الاتحاد الكويتي لكرة القدم بيانًا، بعد 24 ساعة من مباراة السعودية وإندونيسيا، أكد فيه رئيسه أحمد اليوسف تكريم أحمد العلي وطاقم التحكيم، بعد نجاحهم في إدارة المباراة.
وهنأ الشيخ أحمد اليوسف الصباح كلًا من الحكم أحمد العلي، ومساعديه عبد الهادي العنزي وأحمد صادق وعمار أشكناني، الحكم الرابع، وفي تقنية الفيديو المساعد الحكمين عبد الله جمالي وعبد الله الكندري على الإدارة المميزة للمباراة.
وقال الشيخ أحمد اليوسف الصباح، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، إنه سيقوم بتكريم طاقم الحكام لقيادتهم المباراة بمستوى مميز.
وجاء التكريم بعد ساعات من الهجوم التي تعرض لها أحمد العلي من قبل جماهير الكرة السعودية، بداعي التحامل على لاعب الوسط الدولي محمد كنو، بعد طرده بشكل مباشر.
قرارات مثيرة للجدل
شهدت المباراة العديد من القرارات المثيرة للجدل، حيث احتسب الحكم الكويتي ركلتي جزاء للمنتخب الإندونيسي، وركلة أخرى للمنتخب السعودي، جاءت جميعها بعد العودة لتقنية الفيديو المساعد.
غير أن القرار الأكثر إثارة للجدل جاء في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة، عندما طرد العلي لاعب المنتخب السعودي محمد كنو، بعد إنذاره مرتين في ثوانٍ معدودة، الأول لتعطيل اللعب، والثاني للاعتراض على القرار.
وترك كنو الكرة لزميله سعود عبد الحميد، من أجل تنفيذ رمية التماس، ليتوجه إليه الحكم ويشهر البطاقة الصفراء في وجهه.
لكن نجم خط الوسط الهلالي استشاط غضبا من العقوبة الإدارية من جانب الحكام، ليتوجه له ويعترض بصورة غير لائقة، فيما لم يتردد "العلي" في إشهار البطاقة الصفراء الثانية، ثم الكارت الأحمر، ليُطرد كنو بعد دقيقة من نزوله.
وتسببت تلك البطاقة الحمراء في غياب محمد كنو، لاعب منتخب السعودية، عن مباراة العراق، يوم الثلاثاء الماضي، في الجولة الثانية من دور المجموعات، لملحق آسيا المؤهل إلى كأس العالم 2026، والتي انتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف.
غضب القحطاني
لم يتوقف الغضب عند الجماهير السعودية، حيث امتد أيضًا إلى ياسر القحطاني، نجم المنتخب السعودي السابق، حيث انتقد الحكم الكويتي بسبب هذا القرار، في تعليقه على المباراة عقب نهايتها.
وقال ياسر القحطاني، في تصريحات تلفزيونية، عقب المباراة: "منتخب السعودية حقق انتصارا مهما، في مشوار التصفيات، لكن الوضع تحول اليوم من فوز سهل، إلى مباراة صعبة".
وتابع: "المشكلة الأعظم في الأخضر، هي العامل البدني، والمباراة المقبلة ستكون في غاية الصعوبة، ويجب التعامل معها بحذر، الأخضر أدرك في لقاء اليوم أن البداية صعبة واستشعر المسؤولية، بعد ذلك استطاع العودة في النتيجة".
وأردف: "الحكم الكويتي، أدار المباراة بشكل ممتاز جدًا من بدايتها لنهايتها، لكنه كان مبالغا جدًا في إعطاء اللاعب محمد كنو البطاقة الحمراء، المفترض عليه الهدوء في مثل تلك المقابلات".
وواصل: "محمد كنو لم يخطئ في حق الحكم، وهناك تحامل غير مبرر، وكان يجب عليه التعامل بشكل أكثر صرامة مع لاعبي المنتخب الإندونيسي، بسبب تدخلاتهم العنيفة".
دبلوماسية رينارد
غير أن الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، رفض السير على خطى ياسر القحطاني والجماهير السعودية، حيث رفض توجيه أي انتقاد لأداء حكم مباراة إندونيسيا.
وعندما سُئل المدرب الفرنسي عن هذا الأمر، رد قائلًا: "عندما تكون مدربًا، قد تتحدث مع الحكم الرابع بعصبية أحيانًا، لكني لا أود التعليق على التحكيم، لأنه قد يُفسَّر بشكل خاطئ، ونريد التركيز على المباراة القادمة فقط".
في المقابل، أثنى الهولندي باتريك كلويفرت على أداء طاقم التحكيم، قائلًا: "لقد قاموا بعمل جيد، ولم يرتكبوا أخطاء كبيرة، لا أرى داعيًا لانتقاد التحكيم في هذه المباراة".