السودان: وزير الخارجية في واشنطن… ومقترح أمريكي لوقف إطلاق النار على الطاولة

mainThumb
السودان: وزير الخارجية في واشنطن… ومقترح أمريكي لوقف إطلاق النار على الطاولة

26-10-2025 09:44 AM

printIcon

أخبار اليوم - بدأ وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم أحمد زيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، تلبية لدعوة من الحكومة الأمريكية. وقالت الحكومة أن الزيارة في إطار مساعٍ لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث سبل دعم جهود السلام في السودان.

وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان أن الزيارة تأتي في سياق «الجهود المستمرة لتطوير العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، ومواصلة الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك»، مشيرة إلى أن المباحثات تركز على دعم السلام، والتعاون الاقتصادي والإنساني، وإعادة بناء العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

نفي رسمي لمحادثات مع «الدعم السريع»

تأتي الزيارة، بالتزامن مع تقارير عن مباحثات غير مباشرة بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع في واشنطن، برعاية أمريكية. غير أن مجلس السيادة السوداني سارع إلى نفي تلك الأنباء بشكل قاطع، مؤكدًا في بيان رسمي أن «ما يُتداول حول وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع عارٍ تمامًا من الصحة».

وأكد المجلس أن موقف الدولة «ثابت وواضح» بشأن أي حوار أو تسوية، مشددًا على أن الحل للأزمة الراهنة «يجب أن يكون وطنيًا خالصًا يحفظ سيادة البلاد ووحدتها واستقرارها وحقوق شعبها».

في المقابل، كشفت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية يجري سلسلة لقاءات رسمية مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية، من بينهم مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية مسعد بولس، الذي لعب دورًا في الاتصالات التمهيدية بين الأطراف السودانية خلال الأشهر الماضية.

وبحسب المصادر، تتناول الاجتماعات مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية، ضمن مبادرة «الرباعية» التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات. وتهدف المبادرة إلى إحياء مسار التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عبر خريطة طريق طُرحت في أيلول/سبتمبر الماضي لإنهاء الحرب الدائرة منذ نيسان/أبريل 2023.

وقدمت الرباعية في 12 أيلول/سبتمبر الماضي خريطة طريق لإنهاء الصراع في السودان تضمنت ثلاثة مسارات تشمل الجانب الإنساني ووقف إطلاق النار والحوار السياسي، على أن تكون العملية بقيادة وملكية سودانية.

وفي السياق، أبدى رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ترحيبًا مشروطًا بجهود السلام، مؤكدًا رفضه لأي دور مستقبلي لقوات الدعم السريع أو الجهات التي «تساندها».

وقال البرهان، خلال اجتماع غير معلن مع مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية مسعد بولس، إنه يرحب بـ«الجهود المخلصة التي يمكن أن تعيد الحياة والسلام وفق أسس وطنية راسخة»، لكنه اشترط لنجاح أي مبادرة «وقف الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع، خاصة من دولة الإمارات».

وكان موقع أفريكا انتليجنس الفرنسي قد أشار إلى ترحيب بولس بـ«جهود الحكومة السودانية في تقليص علاقاتها مع إيران وحظر الجماعة الإسلامية المقربة من الإخوان المسلمين والداعمة لطهران وسماحه بنشر عناصر من الاستخبارات الأمريكية في بورتسودان خلال الشهر الماضي في إطار الاتصالات المتقدمة بين الجانبين».

وكان الوزير محي الدين سالم قد أكد، خلال مشاركته في منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في القاهرة الأسبوع الماضي، أن أولويات الحكومة السودانية تتمثل في تنفيذ «خريطة الطريق الحكومية»، التي تنص على انسحاب قوات الدعم السريع وتجميعها خارج المدن خلال عشرة أيام كحد أقصى.

من جانبه، أعلن تحالف «صمود» دعمه لخريطة طريق «الرباعية»، واعتبرها «فرصة حقيقية لإنهاء الحرب عبر مسارات إنسانية وسياسية متكاملة»، داعيًا إلى هدنة شاملة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.

وأكد التحالف أهمية التنسيق بين الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وبدء عملية سياسية تعالج جذور الأزمة.
من جانبه يعتبر قادة تحالف «صمود» المعارض، اجتماعات واشنطن بداية لمفاوضات بين الجيش والدعم السريع، مباركين «العودة لطاولة التفاوض» من أجل إحلال السلام في البلاد.

ورحّب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف «صمود»، عمر الدقير، بعودة الأطراف إلى التفاوض، مؤكدًا أن «العودة إلى طاولة الحوار خطوة تستحق الإشادة وتفتح باب الرجاء لشعبنا المكتوي بنار الحرب».

وشدد الدقير على ضرورة أن تكون العملية «وطنية شاملة تضع حدًا للحرب والكارثة الإنسانية، وتمهد لبناء وطن جديد يسع الجميع»، داعيًا إلى التمسك بخيار الحل السياسي السلمي.

ويشهد السودان حربًا دامية منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، أودت بحياة الآلاف وتسببت في نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، فضلًا عن دمار واسع في البنية التحتية وانهيار الخدمات الأساسية في معظم أنحاء البلاد.

وبعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب السودانية، ابتدرت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، منبرا تفاوضيا بين الأطراف السودانية في مدينة جدة، وبالفعل في 11 ايار/مايو 2023 نجحت المبادرات في الدفع لتوقيع اتفاق للترتيبات الإنسانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وعدد من اتفاقات الهدنة قصيرة المدى لكن لاحقا انهارت المفاوضات وتم تعليقها إلى أجل غير مسمى.