الفرجات: الواقع المائي صعب والمطلوب حلول ابتكارية

mainThumb
الفرجات: الواقع المائي صعب والمطلوب حلول ابتكارية

27-10-2025 01:55 PM

printIcon

أخبار اليوم - آكد أستاذ جيولوجيا وجيوفيزياء المياه والبيئة في جامعة الحسين بن طلال الدكتور محمد الفرجات لـ "الرأي" ان الأردن يعيش واحدة من أشد أزماته المائية منذ عقود، إذ تشير المؤشرات العلمية والميدانية إلى أن المملكة على أعتاب موسم يعد الأكثر جفافًا منذ سبعينات القرن الماضي.

واشار الفرجات الى تراجع معدلات الهطول المطري لأقل من نصف مستوياتها المعتادة في بعض الأقاليم، فيما لم تستقبل بعض السدود سوى 10% من طاقتها التخزينية خلال الموسم المطري الأخير.

وذكر الفرجات ان خزان الديسي الذي يزوّد أكثر من نصف سكان المملكة باحتياجاتهم المائية - في دائرة القلق بعد ظهور مؤشرات انخفاض في نوعية المياه وكمياتها نتيجة الضخ الجائر، في حين تهدر شبكات التوزيع ما يقارب 40% من المياه بسبب الفاقد الفني والإداري.

وتحدث الفرجات عن التحديات المتشابكة كالزراعة حيث سيواجه آلاف المزارعين صعوبات في الري، ما يؤدي إلى تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع الأسعار.

وبالنسبة للأمن الغذائي هناك نقص في المياه الزراعية ما يعني اتساع فجوة الاعتماد على الاستيراد وتراجع وفرة الغذاء.

وفيما يتعلق بالصناعة تضررت الصناعات المعتمدة على المياه مثل النسيج والمشروبات والمعادن. وبالنسبة للسياحة فأن ضعف إمدادات المياه سيؤثر على الخدمات الفندقية والنظافة العامة ويضعف تجربة الزوار.

وبخصوص قطاع الصحة العامة هناك زيادة في احتمالات التلوث والأمراض الناتجة عن تخزين المياه بطرق غير آمنة. وبالنسبة للبلديات والمجتمعات المحلية يزداد الضغط الشعبي نتيجة الانقطاعات وعدم العدالة في التوزيع.

وذكر الفرجات رغم التحديات المتراكمة، تواصل وزارة المياه والري جهودها ضمن إمكانات محدودة، إذ أطلقت الاستراتيجية الوطنية للمياه 2023–2040 التي تُحدد أولويات التعامل مع تراجع الأمطار والنمو السكاني وتغير المناخ.

واقترح الفرجات إطلاق خطة طارئة للاستكشاف المائي العميق في الأحواض الجوفية الاستراتيجية، باستخدام تقنيات حديثة في الهيدروجيولوجيا والجيوفيزياء، تشمل معالجة المياه المستخرجة لتقليل الملوحة والحرارة.إزالة العناصر المشعة إن وجدت.تأهيل الآبار وتحسين كفاءتها التشغيلية.تطبيق أنظمة الضخ الذكي لضمان الاستدامة.

وتابع الفرجات انه من أبرز الحلول العملية المقترحة تحويل اعتماد محافظة العقبة على تحلية مياه البحر مباشرة لتلبية احتياجات السكان والصناعة والسياحة.

وإقترح استقدام سفينة تحلية عائمة ترسو قبالة شواطئ العقبة، تنتج المياه المحلاة وتضخها عبر الشبكة المحلية، مع تعديل الشبكات الداخلية لتلائم النظام الجديد.

كما يمكن تحويل حصة العقبة الحالية من مياه مشروع الديسي إلى باقي المحافظات عبر خط ناقل الديسي–عمّان، بعد رفع طاقته الاستيعابية بنسبة 20% من خلال تعزيز المضخات وتحسين كفاءة النقل.

هذا الحل المزدوج من شأنه تخفيف الضغط على الموارد الجوفية وضمان استدامة الإمداد المائي للعاصمة والمحافظات.