(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)
أكدت النائب هالة الجراح أن الشباب يشكلون القوة الدافعة والمحرك الرئيس للتنمية المستدامة في الأردن، لما يتمتعون به من إمكانات هائلة وطموح لتحقيق التغيير الإيجابي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مشيرة إلى أن الرؤية الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني كانت واضحة في اعتبار الشباب شركاء حقيقيين في صناعة الحاضر وبناء المستقبل، لا مجرد طاقات كامنة.
وأضافت الجراح أن محور تمكين الشباب في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية يشكل أحد أهم ركائز الإصلاح الوطني، حيث دعا جلالته إلى انخراط الشباب في الأحزاب والمنظمات والعمل السياسي، وإلى التركيز على تطوير مهاراتهم ومعارفهم بما يتناسب مع الثورة المعرفية والعصر الرقمي، مؤكداً أن التمسك بمؤسسات تعليمية وشبابية قديمة لا يخدم المستقبل الذي يتطلب مهارات حديثة وقدرة على التكيّف مع متطلبات السوق المتغيرة.
وبيّنت أن أبرز التحديات التي تواجه الشباب الأردني تتمثل في الفجوة الكبيرة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، موضحة أن الشباب يشكلون نحو 20% من إجمالي السكان، ومع ذلك فإن حضورهم في سوق العمل ما يزال محدوداً نتيجة عدم التوافق بين ما تقدمه المؤسسات التعليمية والتدريبية وبين ما يحتاجه القطاع الخاص فعلاً.
وأشارت الجراح إلى أن الدراسات والتقارير الوطنية تُظهر وجود اختلال واضح في التخصصات المطروحة مقارنة بالفرص المتاحة، مما يستدعي تبنّي سياسات وإجراءات عملية، أهمها مواءمة المناهج التعليمية مع حاجات السوق من خلال إدخال تخصصات رقمية وتقنية جديدة كالذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وريادة الأعمال، وتعزيز التعليم المهني والتقني وإعادة الاعتبار له كخيار محترم ومجدي، إضافة إلى إقامة شراكات حقيقية بين الجامعات والقطاع الخاص لتصميم برامج تعليمية قائمة على احتياجات السوق.
كما شددت على أهمية تشجيع ثقافة العمل الحر ودعم ريادة الأعمال عبر تمويل المشاريع الصغيرة وتبسيط إجراءاتها، إلى جانب تطوير منظومة الإرشاد الوظيفي لتوجيه الطلبة نحو التخصصات المطلوبة فعلاً.
وختمت الجراح بالقول إن الشباب الأردني هو ثروة الوطن الحقيقية وركيزة نهضته، وأن الاستثمار في قدراتهم هو الاستثمار الأضمن لمستقبل الأردن.