من طوكيو إلى إسلام آباد .. جولة ملكية تعيد توجيه بوصلة الأردن الاقتصادية

mainThumb
من طوكيو إلى إسلام آباد.. جولة ملكية تعيد توجيه بوصلة الأردن الاقتصادية

17-11-2025 11:02 AM

printIcon

أخبار اليوم - أعاد جلالة الملك عبدالله الثاني في جولته الآسيوية، توجيه بوصلة الأردن الاقتصادية صوب أهم الاقتصاديات العالمية الصاعدة بالنمو، ما يوفر منافذ جديدة للصادرات، ومواطن زاخرة بالاستثمارات.

وشكلت الجولة الملكية التي بدأت من العاصمة طوكيو، وشملت فيتنام وسنغافورة وإندونيسيا وباكستان، خطوة استراتيجية لوضع الأردن في قلب آسيا الاقتصادي وتمكين الصناعات الوطنية بأسواق ذات إمكانات كبيرة وقدرات استيعابية عالية.

وشهدت جولة جلالة الملك التي امتدت 9 أيام متواصلة نشاطا اقتصاديا، لافتا في كل محطاتها من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ومباحثات واجتماعات مع مؤسسات اقتصادية وزيارة شركات كبرى ولقاءات مع أصحاب أعمال ومستثمرين وصناديق استثمارية وقيادات صناعية وتجارية وحضور منتدى للأعمال.

وجاء هذا النشاط الاقتصادي الملكي لتعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري، واستقطاب المستثمرين وتشجيعهم على استكشاف الفرص الكبيرة والزاخرة بالاقتصاد الوطني، إلى جانب التأسيس لشراكات اقتصادية بين المملكة والبلدان التي شملتها الجولة، إلى جانب أبرز موقع الأردن في سلاسل التوريد الإقليمية والدولية.

وأكد اقتصاديون أن الجولة الملكية تعد محطة مهمة ضمن الجهود الدؤوبة التي يبذلها جلالة الملك لبناء اقتصاد أردني منيع قادر على تجاوز الصعوبات والتحديات وتحقيق النمو، علاوة على توسيع العلاقات الاقتصادية التي تربط المملكة مع الدول الآسيوية، وتنويع الشراكات التجارية والاستثمارية، بما يخدم مصالح الاقتصاد الوطني.

وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الجولة الملكية تؤكد أهمية تعزيز الانفتاح على الأسواق الآسيوية، ودعم الجهود الوطنية لاستقطاب الاستثمارات النوعية، وتوسيع الشراكات التي تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي ورفع كفاءة القطاعات الحيوية بالمملكة، والمضي في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي.

* الحاج توفيق: محطة مهمة لتعزيز الحضور الاقتصادي الأردني في آسيا

وقال رئيس غرفة تجارة الأردن العين خليل الحاج توفيق إن الجولة الملكية الآسيوية شكلت محطة مهمة لتعزيز الحضور الاقتصادي الأردني في واحدة من أهم المناطق الاقتصادية والصناعية نموا في العالم، ، مؤكدا أن جلالته يقود حراكاً اقتصاديا لتعزيز مكانة الأردن الاقتصادية عبر الدول الآسيوية.

وأضاف "إن جولة جلالة الملك المثمرة حملت مخرجات عملية من شأنها إحداث نقلة نوعية في مسار العلاقات التجارية والاستثمارية بين الأردن ودول جنوب وشرق آسيا، مبينا أن جلالته أرسى قواعد عميقة لتوسيع التعاون بقطاعات المحيكات والتكنولوجيا والصناعات المتقدمة والطاقة والمياه والزراعة والمعدات الطبية والأغذية الحلال والتحول الرقمي والأمن السيبراني.

وبين أن الجولة الملكية أكدت مكانة المملكة كنموذج للأمن والاستقرار في المنطقة، وبوابة للأسواق العربية والإقليمية ووجهة استثمارية زاخرة بالفرص الواعدة والحوافز والمزايا.

وتابع "لقد تابعنا بكل اهتمام الدعم الواضح من المؤسسات اليابانية والسنغافورية والفيتنامية والإندونيسية والباكستانية للاستثمار بالمملكة وإقامة شراكات تجارية واستثمارية مع الشركات الأردنية".

وزاد "لقد رأينا اهتماما متزايدا من الشركات الآسيوية بالصناعات الأردنية بخاصة الأدوية والكيماويات والفوسفات والألبسة والصناعات الغذائية وفتح مساحات واسعة للتعاون في الاستثمار المشترك والتصنيع والتصدير لأسواق أخرى".

وشدد على أن الجولة الملكية في آسيا ليست زيارة عابرة، بل استثمار استراتيجي في مستقبل الأردن الاقتصادي، وأن واجبنا في غرفة تجارة الأردن أن نحوّل هذا الزخم التاريخي إلى فرص حقيقية للتجارة والاستثمار، بما يعود بالنفع على القطاع الخاص والاقتصاد الوطني".

وأكد الحاج توفيق أن غرفة تجارة الأردن تنظر للزيارات الملكية لمختلف البلدان باعتبارها فرصة استراتيجية يجب البناء عليها فوراً، معلناً عن خطة عمل متكاملة ستتبناها الغرفة خلال المرحلة المقبلة، تشمل تأسيس مجالس أعمال مشتركة لمتابعة مخرجات اللقاءات الملكية وتحويلها إلى شراكات حقيقية.

الجغبير : توجه المملكة نحو بناء شراكات اقتصادية جديدة

وقال رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير إن الجولة الملكية تمثل تمثّل تحوّلًا مهمًا في توجه المملكة نحو بناء شراكات اقتصادية جديدة مع دول تعد اليوم من الأكثر نموًا وتأثيرًا في الاقتصاد العالمي.

واضاف إن الدول التي شملتها الجولة تقود قطاعات صناعية وتكنولوجية كبرى، وتشكل مراكز أساسية في سلاسل التوريد العالمية، ما يمنح الجولة بُعدًا استراتيجيًا يعكس رغبة الأردن في تنويع مصادر الاستثمار، والانفتاح على أسواق واعدة، وتوسيع خياراته الاقتصادية بما يعزز استقراره ونموه.

وتابع، إن زيارات جلالة الملك تفتح آفاقًا اقتصادية واسعة للمملكة، أثبتت التجارب السابقة أن الدبلوماسية الاقتصادية التي يقودها جلالته تترجم فعليًا إلى استثمارات جديدة، وزيادة في التجارة، وتعزيز حضور الأردن على الساحة الاقتصادية العالمية.

وزاد " خلال الأعوام الماضية، توسّع الدور الأردني في المشهد الدولي بشكل متسارع ومتنوّع، سواء عبر توثيق شراكات استراتيجية مع دول صناعية كبرى، أو عبر استقطاب شركات عالمية للعمل داخل المملكة، أو من خلال فتح أسواق تصدير جديدة نحو آسيا وأفريقيا وأوروبا".

وبين الجغبير أن الجول الملكية الآسيوية تأتي امتدادًا لهذا النهج الذي يربط السياسة الخارجية بهدف اقتصادي مباشر سواء فيما يتعلق بتحفيز النمو واستقطاب الاستثمارات، ورفع تنافسية الاقتصاد الوطني.

وقال " حملت الجولة رسائل اقتصادية واضحة؛ أبرزها أن الأردن يعمل على ترسيخ نفسه كمنصة إنتاج إقليمية قادرة على خدمة الأسواق الأميركية والأوروبية بفضل اتفاقيات التجارة الحرة، وفي الوقت ذاته يسعى لاستقطاب صناعات نوعية من آسيا إلى المملكة.

وأضاف "تبرز أهمية هذه الرسائل تحديدًا في قطاع المحيكات، حيث تشكّل فيتنام وإندونيسيا مركزين عالميين لصناعة الألبسة الموجهة للتصدير. ومع التحولات في الرسوم الجمركية العالمية، بدأت شركات كبرى تبحث عن مواقع بديلة أو مكملة لعملياتها، ما يجعل الأردن خيارًا تنافسيًا بفضل بنيته التحتية الصناعية المتقدمة، والكلف التشغيلية المناسبة، والميزة الفريدة بالدخول الحرّ للسوق الأميركية.

وأكد الجغبير أن استقطاب استثمارات آسيوية في قطاع المحيكات يمكن أن يحقق نقلة نوعية في التشغيل والتصدير، ويوسّع من حضور الأردن في هذا القطاع على الساحة العالمية.

وأشار إلى أن الجولة الملكية تفتح المجال أمام تعزيز العلاقات التجارية للقطاعات الأردنية ذات القيمة المضافة العالية، وعلى رأسها الصناعات الدوائية التي تحظى بثقة دولية وتتطلع لبناء شراكات بحث وتطوير مع اليابان وسنغافورة تحديدا.

ولفت إلى أن قطاع الأسمدة والكيماويات الذي يمتلك فرصًا كبيرة في أسواق فيتنام وإندونيسيا وباكستان ذات الطلب الزراعي المرتفع، تمثل فرصًا حقيقية لزيادة الصادرات الأردنية وفتح مسارات تجارية جديدة تعتمد على المنتجات المنافسة ذات الجودة العالية.

وشدد الجغبير على ضرورة ترجمة حصاد الجولة الملكية الاقتصادي إلى برامج وخطط تنفيذية واضحة يتشارك فيها القطاعان العام والخاص، وتحويل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لمشاريع استثمارية حقيقية، خاصة في القطاعات التي يمتلك الأردن فيها ميزة تنافسية كالمحيكات والأدوية البشرية والكيماويات والأسمدة.

الأطرش: محطة مهمة توسيع الحضور الأردني بأسواق واعدة

وأكد ممثل قطاع الصناعات العلاجية واللوازم الطبية في غرفة صناعة الأردن الدكتور فادي الاطرش أن الجولة الملكية الآسيوية الملكية تمثل محطة مهمة نحو توسيع الحضور الأردني في أسواق واعدة.

وشدد على أن القطاع الصناعي سيواصل البناء على هذه الفرص لتحسين الصادرات وزيادة الاستثمار في الصناعات العلاجية واللوازم الطبية.

وأشار إلى أهمية الزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك إلى فيتنام، مشيرا إلى أنها شكلت فرصة استراتيجية لفتح أسواق جديدة أمام الصناعات الدوائية واللوازم الطبية الأردنية وتعزيز حضورها في منطقة جنوب شرق آسيا.

وقال الدكتور الاطرش إن الوفد الصناعي الأردني المرافق للزيارة عقد ورشتين عمل رئيسيتين مع أهم الجهات المعنية بالدواء واللوازم الطبية في فيتنام. حيث جمعت الورشة الأولى عددا من اكبر الموزعين والمستوردين في السوق الفيتنامي الذي يقدر حجمه بنحو 10 مليارات دولار.

ونوه إلى أن ما يقارب 70 بالمئة من هذا السوق يعتمد على الاستيراد، الأمر الذي يتيح فرصة كبيرة امام الصناعات الدوائية واللوازم الطبية الأردنية للدخول والمنافسة.

ولفت إلى أن الوفد عقد ورشة أخرى مع وزارة الصحة الفيتنامية جرى خلالها الاطلاع على المتطلبات والإجراءات الخاصة بتسجيل الأدوية واللوازم الطبية في السوق الفيتنامي، بما في ذلك الوثائق اللازمة والفترات الزمنية المتوقعة لاستكمال التسجيل والتي تتراوح بين 9 إلى 12 شهرا.

وأشار إلى تنظيم لقاءات ثنائية جمعت مصنعي الأدوية الأردنية مع الجانب الفيتنامي لبحث فرص الاستيراد والتوزيع من الشركات الأردنية.

وأوضح أنه تم خلال الزيارة مناقشة فرص إقامة مشاريع تصنيع تعاقدي مشتركة مع الجانب الفيتنامي، خصوصا ما يتعلق بالأدوية البشرية والمطاعيم، بما يفتح آفاقا جديدة امام القطاع ويعزز تنافسيته في الأسواق الدولية.