أخبار اليوم – سارة الرفاعي - قال المهندس معتز العطين إن التجربة الألمانية في العمل التعاوني تمثل نموذجًا اقتصاديًا واضحًا يمكن الاستفادة منه في الأردن، موضحًا أن ألمانيا تعتمد منذ القرن التاسع عشر على منظومة تعاونية واسعة تضم أكثر من 7 آلاف تعاونية وما يقارب 20 مليون عضو، تعمل في مجالات الزراعة والإسكان والتمويل والطاقة والتعليم.
وبيّن العطين أن هذه المنظومة أسهمت في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوزيع العوائد بشكل عادل بين الأعضاء، إضافة إلى دورها في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، ما جعل التعاونيات أحد أعمدة النمو والتنمية هناك.
وأشار إلى أن الأردن يمتلك المقومات الأساسية لتطوير قطاع تعاونيات قوي وفاعل، سواء من خلال رأس المال البشري المؤهل أو طبيعة المجتمعات المحلية المترابطة، فضلًا عن التجارب الناجحة الموجودة في الجمعيات الزراعية والحرفية والتي أثبتت أثرها في دعم المجتمعات وتعزيز الإنتاج المحلي.
وأضاف أن التحدي اليوم لا يتعلق بغياب القدرات، وإنما بضرورة بناء بيئة متكاملة قادرة على دعم هذا القطاع، تشمل الثقة المجتمعية، والاستثمار، والتشريعات الحديثة، والتأطير القانوني والمؤسسي.
وختم العطين بأن قانون التعاونيات لعام 2025 قد يشكل نقطة تحول حقيقية إذا ما تم تطبيقه بصورة عملية ومنهجية واضحة، ليصبح قطاع التعاونيات رافعة وطنية للتنمية المستدامة، توفر فرص عمل جديدة، وتعزز الإنتاج المحلي، وتساهم في بناء اقتصاد عادل قائم على المشاركة والاعتماد على الذات.