أبو زيد: العملية الأمنية الأخيرة أكدت الاحترافية وتطور أدوات المواجهة

mainThumb
أبو زيد: العملية الأمنية الأخيرة أكدت الاحترافية وتطور أدوات المواجهة

27-11-2025 03:32 PM

printIcon

(أخبار اليوم – تالا الفقيه)

قال المحلل العسكري نضال أبو زيد إن العملية الأمنية التي أعلنت عنها الحكومة كشفت عن مستوى عالٍ من الحرفية والتخطيط لدى الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن تحديد توقيت التنفيذ وموقع العملية يعني أن الخلية كانت تحت المتابعة قبل التنفيذ بوقت طويل، وأن الأجهزة الأمنية هي التي اختارت ساعة الصفر وليس عناصر الخلية.

وبيّن أن التأخير في الوصول إلى الهدف كان مرتبطاً بحسابات دقيقة، وبسبب استخدام الإرهابيين والدهم كدرع بشري لمنع القوات من الاقتراب منهم، إلا أنّ الأجهزة الأمنية تمكنت من تجاوز هذا التحدي دون الإضرار به والوصول إلى الهدف بدقة.

وأوضح أبو زيد أن المعلومات الأولية تشير إلى أن هذه الخلية تشكّلت داخل بيئة "ملوثة أمنيًا"، حيث يرتبط عناصرها بعلاقة مباشرة مع والدهم المتورط في أحداث خلية إربد عام 2015، والمسؤول عن قتل الشهيد راشد زيود من القوات الخاصة في ذلك الوقت، ما يعكس وجود امتداد فكري وتنظيمي واضح بين الجيلين.

وأضاف أن طريقة تعامل عناصر الخلية مع القوات الأمنية، ورفضهم تسليم أنفسهم، يؤكد الطابع الأيديولوجي المتطرف وليس مجرد سلوك جرمي فردي، وهو ما يتوافق مع نهج الجماعات الإرهابية التي تختار خيار المواجهة أو الانتحار على الاستسلام.

وأكد أبو زيد أن العملية أبرزت استخدام أدوات وتقنيات مرتبطة بجيل جديد من العمل الأمني، من بينها الروبوتات والطائرات المسيّرة التي ظهرت في تسجيلات تداوَلها المواطنون، ما يعكس انتقال الأجهزة الأمنية لمرحلة أكثر تطوراً في إدارة العمليات المعقّدة.

ودعا المواطنين إلى التحلي بالحذر خلال التغطيات المباشرة أو تصوير العمليات أثناء حدوثها، لأن نشر بعض التفاصيل أو المشاهد قد يتيح للخلية أو لجهات ترتبط بها الحصول على معلومات عن مواقع القوات وتحركاتها، قائلاً إن "التنسيق بين الدولة والمواطن جزء من الأمن الوطني، والوعي مسؤولية مشتركة."

وختم حديثه بالتأكيد على أن مثل هذه الأحداث تُعيد التأكيد على وحدة الجبهة الداخلية، والتفاف الأردنيين حول مؤسساتهم في مواجهة الإرهاب وأي تهديد يستهدف استقرار البلاد