كيف تتعاملين مع طفلك كثير الحركة؟

mainThumb
كيف تتعاملين مع طفلك كثير الحركة؟

16-12-2025 12:44 PM

printIcon

أخبار اليوم - هل يواجه طفلك صعوبة في التركيز على نشاط ما أو يُظهر سلوكاً اندفاعياً؟ عندما تكون الأعراض شديدة بما يكفي وتسبب مشاكل مستمرة في أكثر من مجال من مجالات حياة طفلك، فقد يكون ذلك علامة على اضطراب عصبي سلوكي، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو ADHD . اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة مزمنة تصيب ملايين الأطفال، وغالباً ما تستمر حتى مرحلة البلوغ. يتضمن هذا الاضطراب مجموعة من المشكلات المستمرة، مثل صعوبة التركيز، وفرط النشاط، والسلوك الاندفاعي. الأطباء والاختصاصيون، يكشفون لكِ عن إستراتيجيات يمكنكِ من خلالها، مساعدة طفلك كثير الحركة.

قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من تدني احترام الذات، والقلق المدرسي، ومشاكل في العلاقات، وضعف الأداء الدراسي. وتخف الأعراض أحياناً مع التقدم في السن. ولا يتخلص بعض الأشخاص تماماً من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن بإمكانهم تعلم إستراتيجيات لتحقيق النجاح.

أنواع فرعية من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يُظهر الأشخاص المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط غير المنتبه أعراض عدم الانتباه، لكنهم لا يعانون من أعراض فرط النشاط أو الاندفاع.
اضطراب فرط النشاط/الاندفاعي: حيث تُظهر هذه المجموعة الفرعية من اضطراب فرط النشاط أعراض الاندفاع عند الطفل أو فرط النشاط ولكنها لا تُظهر أعراض عدم الانتباه.
يُظهر الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المختلط أعراضاً تتمثل في قلة الانتباه وفرط النشاط والاندفاع. وهذا هو النوع الفرعي الأكثر شيوعاً من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

هل هناك اختلاف بين البنت والولد في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يُشخَّص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأولاد أكثر من البنات، لكن تشير الأبحاث التي تتناول هذا الاضطراب في مرحلة البلوغ إلى توازن شبه تام بينهما، وقد يعود انخفاض معدل التشخيص لدى الإناث في مرحلة الطفولة إلى أن الفتيات المصابات بهذا الاضطراب أكثر عرضة للإصابة بنمط نقص الانتباه، وأقل عرضة لإظهار مشاكل واضحة.
أكثر من نصف الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة الطفولة تستمر أعراضه في سن البلوغ. بعض البالغين لا يدركون إصابتهم بهذا الاضطراب إلا بعد تشخيص طفلهم، ويبدأون بملاحظة سلوكيات مشابهة في أنفسهم. يلجأ بعض البالغين إلى العلاج لأن حياتهم تفقد السيطرة عليها، سواءً على الصعيد المالي أو المهني أو المنزلي.

علاج اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه
على الرغم من أن العلاج لا يشفي من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلا أنه يُخفف الأعراض بشكل كبير. يشمل العلاج عادةً الأدوية والتدخلات السلوكية. التشخيص والعلاج المبكران يُحدثان فرقاً كبيراً في النتائج.
من الضروري أيضاً التعاون مع معالج متخصص في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لتعلم آليات التكيف - بخلاف الأدوية - التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض وسلوكيات هذا الاضطراب. يستطيع المعالج تعزيز فاعلية الدواء وتزويد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأدوات تمكّنهم من خلال التدخلات السلوكية والنفسية والاجتماعية والتعليمية وتغيير نمط الحياة عند الطفل.
هل فرط الحركة لدى الأطفال مرض مزمن؟ ومتى يتوقف؟

إستراتيجيات سلوكية لإدارة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
إليكِ خمس إستراتيجيات سلوكية للمساعدة في إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى طفلك:

1. قدمي الثناء والمكافآت عند اتباع القواعد

غالباً ما يتلقى الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه انتقادات أكثر من غيرهم، ويتوقعونها. وهذا قد يؤثر على ثقتهم بأنفسهم. في بعض الأيام، قد تحتاجين إلى البحث عن السلوك الجيد، ولكن عليكِ أن تثني على السلوك الجيد خمس مرات على الأقل أكثر من انتقاد السلوك السيئ.

2. قومي بإعطاء توجيهات أو أوامر عملية
الأوامر القاسية أو الأسلوب العنيف في التربية (كالصراخ والتهديد والتوبيخ أمام الآخرين) تضر الطفل نفسياً وجسدياً، مسببة قلة الثقة بالنفس، العزلة، العدوانية، الاكتئاب، وصعوبات في التركيز، وتنمي سلوك الكذب والتمرد عند الأطفال، كما أنها تؤثر على علاقة الطفل بوالديه وتجعله يقلد هذا السلوك مع الآخرين أو يخشاهم. تواصلي بصرياً مع طفلك أو المسي ذراعه أو كتفه برفق لجذب انتباهه. أعطيه خطوات بسيطة ومختصرة وأوامر موجزة تصل إلى صلب الموضوع بدلاً من توجيهات متعددة أو عبارات وأسئلة مطولة.

3. قومي بترسيخ عادات صحية
إذا كان طفلك يتناول دواءً لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فتأكدي من التزامه بتناوله وفقاً للوصفة الطبية. تواصلي مع فريق الرعاية الصحية الخاص بطفلك في حال ظهور أي مشاكل. واحرصي على حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم ، وتناول نظام غذائي متوازن يتكون من ثلاث وجبات رئيسية ووجبة خفيفة وكمية كافية من السوائل يومياً، بالإضافة إلى توفير متنفس لممارسة نوع من التمارين الرياضية اليومية. ستساعد هذه العادات الصحية طفلك على الشعور بأفضل حال وتقليل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

4. منع الحلوى وبعض المشروبات عن الطفل
الحلوى مليئة بالسكر والألوان الصناعية، وهو مزيج سيئ للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وقد ثبت أن كلا المكونين الشائعين يعززان أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الدراسات. كما يجب تجنب الصودا غالباً ما تحتوي هذه المشروبات على العديد من السكريات وتحتوي الصودا على مكونات أخرى تؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، مثل شراب الذرة عالي الفركتوز والكافيين.
وعلى الرغم من أن الفواكه والخضروات تعد خيارات صحية لنظام غذائي ADHD ، إلا أن بعض الأطعمة المجمدة تحتوي على ألوان صناعية، لذا تحققي من جميع الملصقات بعناية. الأطعمة المعالجة بالفوسفات العضوي لمكافحة الحشرات قد ثبت أنها تسبب مشاكل سلوكية عصبية عند الطفل تحاكي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والعديد من المشاكل السلوكية الأخرى.
كما يمكن أن تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على الأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاه الطعام عند الأطفال بعد تعرضهم لأطعمة معينة. مثل الحليب والشوكولاتة وفول الصويا والقمح والبيض والفول والذرة والطماطم والعنب والبرتقال.

5. ضعي روتيناً يومياً حول الواجبات المنزلية والأعمال المنزلية
تعاونوا معاً لإعداد قائمة مهام يومية لطفلكم، تشمل الأعمال المنزلية، والاستعداد للنوم، والتحضير للمدرسة. شجعوا طفلكم على استخدام مُخطط يومي ليكون على دراية بجميع واجباته المدرسية. خصصوا وقتاً ومكاناً محددين لأداء الواجبات، واستخدموا مؤقتاً لتذكير طفلكم بإنجازها مرتين إلى أربع مرات في الساعة. امنحوا طفلكم فترات راحة قصيرة إذا احتاج إليها، مثل الحركة بين المهام أو استخدام لعبة مناسبة لتخفيف التوتر.

6. قومي بتطوير مهارات طفلك الاجتماعية
كوني قدوة حسنة في السلوك الذي ترغبين أن يتحلى به طفلك. خصصي وقتاً مميزاً في ثلاثة إلى خمسة أيام في الأسبوع تقضينه مع طفلك في جو خالٍ من المشاكل والشاشات، وذلك للحفاظ على علاقة متينة بينكما. وساعدي طفلك على تكوين صداقة وثيقة واحدة على الأقل. مع الأطفال الصغار، قد يحتاج الأهل إلى أخذ زمام المبادرة في تنظيم واستضافة لقاءات اللعب أو إشراك أطفالهم في أنشطة مع الآخرين..

7. أبعدي طفلك عن الصخب والأصوات المرتفعة
قد يُبدي بعض الأطفال ردود فعل قوية تجاه أصوات أو حركات بالكاد يلاحظها الآخرون - فقد يكون مجفف الأيدي، أو ركوب السيارة، أو الضوضاء المفاجئة أمراً مزعجاً للغاية.
حيث يغطي الطفل أذنيه أثناء سماع الأصوات العادية، أو يتجنب الأراجيح في الملعب، أو يشعر بالغثيان في السيارة المتحركة. يعالج جهازه العصبي المدخلات الحسية بشكل مختلف، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة أو الخوف أو التجنب. الأمر لا يتعلق بالعناد عند الطفل، بل بكيفية تفسير أدمغتهم للعالم. فاطلبي المساعدة عندما ينهار طفلك أو ينعزل في البيئات المزدحمة أو غير المألوفة، أو يؤثر ذلك على التعلم والمشاركة الاجتماعية والثقة بالنفس.