أخبار اليوم - مشاهد النفايات الملقاة في الشوارع، وعلى جوانب الطرق، وفي محيط المرافق العامة، أعادت طرح ملف النظافة العامة إلى الواجهة، بعد تداول صور ومقاطع أظهرت حجم الإهمال في بعض المواقع. هذه المشاهد فتحت باب شكاوى واسعة بين المواطنين، عبّروا خلالها عن استيائهم من سلوكيات يرونها تتكرر يوميًا، وتسيء للمكان ولصورة المجتمع.
عدد من المواطنين وصفوا ما يجري بأنه مشكلة سلوك قبل أي اعتبار آخر، مؤكدين أن رمي النفايات في الشارع أو من المركبات يعكس غياب الإحساس بالمسؤولية، وعدم احترام المكان العام. شكاوى كثيرة شددت على أن من يحافظ على نظافة بيته قادر على الحفاظ على نظافة الشارع، وأن المسألة ترتبط بالأخلاق والتربية اليومية.
في المقابل، وجّه مواطنون انتقادات مباشرة لأداء البلديات، مشيرين إلى نقص الحاويات في بعض المناطق، أو امتلائها لفترات طويلة، إضافة إلى ضعف المتابعة. آخرون رأوا أن غياب الرقابة وتراخي تطبيق المخالفات يشجّع على استمرار هذه السلوكيات، وطالبوا بتفعيل القانون وفرض غرامات رادعة على المخالفين.
النقاش بين المواطنين أظهر تباينًا في تحميل المسؤولية. فبينما اعتبر البعض أن المواطن يتحمّل العبء الأكبر، رأى آخرون أن توفير الخدمة والرقابة جزء أساسي من الحل، وأن النظافة العامة تحتاج تكاملًا بين وعي الفرد ودور المؤسسة. كما طُرحت تساؤلات حول جدوى الاكتفاء بالتصوير والنشر، مقابل الدعوة إلى المبادرة والتنظيف، في حين رد مواطنون بأن تسليط الضوء على الخطأ خطوة ضرورية للمعالجة.
كما حضرت زوايا دينية وأخلاقية في الشكاوى، استندت إلى قيم تحث على إماطة الأذى عن الطريق، وتربط النظافة بالسلوك القويم. مواطنون عبّروا عن استغرابهم من التناقض بين هذه القيم، والممارسات اليومية التي تترك أثرًا سلبيًا على البيئة والمشهد العام.
في المحصلة، عكست شكاوى المواطنين حالة انزعاج حقيقية من واقع النظافة في بعض الأماكن، ودعوة واضحة لتغيير السلوك الفردي، إلى جانب تحسين الخدمات، وتشديد الرقابة. مطالبات تكررت بأن تتحول النظافة إلى ممارسة يومية ثابتة، لا إلى موضوع شكوى متكرر، لما لها من أثر مباشر على جودة الحياة وصورة المدن.