أخبار اليوم - كشفت موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الكرك وعدد من المناطق، من بينها وادي الحسا ووادي شعيب، عن اختلالات واضحة في واقع البنية التحتية، بعدما تحولت شوارع رئيسية وأحياء سكنية إلى مجاري مفتوحة للمياه، وتسببت السيول بتجمعات مائية واسعة أعاقت حركة المركبات والمواطنين.
وأعرب مواطنون عن استيائهم من تكرار المشهد ذاته مع كل منخفض جوي، مؤكدين أن فيضان الشوارع وجريان المياه بهذه الصورة يعكس ضعف الجاهزية وسوء صيانة شبكات تصريف مياه الأمطار، إلى جانب غياب الحلول الجذرية لمشاكل المناهل والمصارف التي باتت غير قادرة على استيعاب كميات المياه المتدفقة.
وأشار مواطنون إلى أن الأمطار، رغم كونها نعمة، أصبحت تكشف في كل مرة هشاشة البنية التحتية، لا سيما في المناطق التي تعاني أصلًا من تهميش خدمي، معتبرين أن ما يحدث يتجاوز كونه ظرفًا طارئًا إلى كونه أزمة مزمنة تتكرر دون معالجة حقيقية. كما لفتوا إلى أن الحديث الرسمي المتكرر عن الجاهزية والاستعداد لا ينعكس على أرض الواقع، حيث تبقى الشوارع غارقة، والمواطن في مواجهة مباشرة مع المخاطر.
وطالب المواطنون الجهات المعنية بإعادة النظر في أولويات الإنفاق، والتركيز على صيانة وتحديث شبكات التصريف، وتنفيذ خطط وقائية قبل موسم الشتاء بدل الاكتفاء بالمعالجات المؤقتة بعد وقوع الأضرار، مؤكدين أن حماية أرواح الناس وممتلكاتهم تبدأ من بنية تحتية قادرة على التعامل مع الظروف الجوية الطبيعية.
ويُشار إلى أن مناطق عدة في المملكة تشهد سنويًا مشاهد مشابهة مع أولى المنخفضات الجوية، ما يعيد إلى الواجهة ملف البنية التحتية وفعالية التخطيط الحضري، وسط مطالبات متزايدة بإجراءات عملية تضع حدًا لتكرار الأزمة.