أخبار اليوم - أكد مصدر فلسطيني مطلع أن هناك تخوفات كبيرة لدى المستوى الرسمي، بأن يكون الاعتراف الإسرائيلي بما تسمى “أرض الصومال”، بديلا مناسبا لمؤسسة “المجد أوروبا” المرتبطة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، لتهجير سكان جدد إلى هناك، كبديل بعد إغلاق كل من إندونيسيا وجنوب أفريقيا، أبوابهما أمام “رحلات مشبوهة” سهلتها إسرائيل خلال الأشهر الماضية.
رحلات هجرة قريبة
وذكر المصدر أن هذا التخوف جاء بعد الاعتراف من قبل إسرائيل بهذه المنطقة دولة مستقلة، لافتا إلى أن الأمر سيكون أسهل لتنفيذ مخطط التهجير بمراحله المتعددة، ومنها التهجير الحالي، خاصة وأنه لا توجد علاقات فلسطينية أو عربية مؤثرة على حكام تلك المنطقة، الذين كشف النقاب عن ارتباطهم بعلاقات مع إسرائيل.
وأوضح المصدر وهو جهة مسؤولة في السلطة الفلسطينية، أن مجمل رحلات التهجير السابقة التي جرت، وجرى خلالها نقل مئات المواطنين من قطاع غزة إلى إندونيسيا ومن ثم إلى جنوب أفريقيا، كانت بـ “ترتيبات أمنية إسرائيلية”، تنفيذا لمخطط حكومة اليمين، التي وضعت منذ بدايات الحرب خطة لتهجير سكان غزة، يجري تنفيذها بطرق مختلفة.
عمليات التهجير تتم بدون أي تنسيق مع أي جهة رسمية أو إغاثية في غزة، وتدار من خلف الكواليس عن طريق ضباط إسرائيليين، يستغلون “سماسرة يعملون بشكل سري”
ويؤكد أن عمليات التهجير هذه تتم بدون أي تنسيق مع أي جهة رسمية أو إغاثية في غزة، وتدار من خلف الكواليس عن طريق ضباط إسرائيليين، يستغلون “سماسرة يعملون بشكل سري”.
وعلى المستوى الرسمي يجري تتبع كل خيوط تلك العمليات، والجهات والشخوص الذين يقفون وراءها، فيما هناك نشاط وتحرك على المستوى الرسمي، نجح في إغلاق عدة نوافذ على إسرائيل، كانت تريد من خلالها تنفيذ خطة التهجير القسري “بمسميات إنسانية”، وكان المصدر يتحدث عن إندونيسيا وجنوب أفريقيا، اللتين أوقفتا من طرفهما مخطط التهجير بعد انكشاف الأمر.
وكان مئات الفلسطينيين من غزة خرجوا إلى إندونيسيا وجنوب أفريقيا، في رحلات غير مباشرة من مطار “رامون” الإسرائيلي، بتنسيق من مؤسسة “المجد أوروبا” التي أثبتت الوقائع على الأرض، وتتبع عملها أنها تدار من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي استغلت عدة شخوص لتنفيذ المهمة.
وذكر المصدر الذي تحدث لـ “القدس العربي”، أن التخوف من لجوء إسرائيل لنقل سكان من غزة في رحلات إلى “أرض الصومال” جاء في ظل استمرار عمليات التسجيل من قبل مؤسسة “المجد أوروبا” لإخراج سكان جدد من القطاع، رغم وقف جنوب أفريقيا وإندونيسيا استقبال هذه الرحلات.
“المجد” تواصل التسجيل
وكانت “القدس العربي” تواصلت مع مواطنين من قطاع غزة، سجلوا مؤخرا لدى هذه المؤسسة، بعد انكشاف فضيحة التهجير الأخيرة لجنوب أفريقيا، وحجز المسافرين هناك لساعات في الطائرة قبل السماح لهم بالنزول، وما تبعها من إجراءات اتخذتها سلطات جوهانسبرج بوقف إصدار إقامة تمتد لـ 90 يوما للفلسطينيين، حين يصلوا أراضيها.
وحسب أحدهم فإن “سماسرة” التنسيق تواصلوا معهم، ووعدوهم بالخروج قريبا، كما جرى الطلب منهم كمن سبقهم دفع مبالغ مالية، يتم بتحويلها بطرق معقدة لعدم كشف الجهة التي تقف خلفها.
هذا وكانت تقارير جنوب أفريقية، ذكرت أن وزير الشؤون الداخلية، ليون شرايبر، أعلن سحب إعفاء التأشيرة لمدة 90 يوما لحملة الجواز الفلسطيني، وذلك عقب تحقيقات رسمية كشفت عن “سوء استخدام ممنهج” للإعفاء من أجل محاولات نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى جنوب إفريقيا، وذلك بعد وصول دفعة الفلسطينيين الأخيرة التي خرجت بتنسيق مع “المجد أوروبا”، ما يعزز فكرة وجود مخطط لنقلهم إلى “أرض الصومال”.
وكانت “القدس العربي” كشفت في تقرير سابق، الطرق التي استغلتها “المجد أوروبا” لإخراج سكان من القطاع، ضمن مخطط الهجرة، كما تطرقت لآلية التي يجري فيها التسجيل وترتيبات الخروج.
القدس العربي