جمال الدويري
في عزّ الصيف نذكركم بالشتاء القادم لا محالة، ونستعطفكم حتى وبلطف بخصوص خططكم التنفيذية لتأهيل البنية التحتية وتجهيزها للشتاء، شوارع، مجاري، مناهل، طرق وعبارات وجسور وأَنفاق وغيرها، وبدل الإنفاق السخي على الأم المثالية وحفلات اللهو والطرب، وغيرها نذكركم بأن الانسان أغلى ما نملك، وأن الحياة هبة ربانية مقدسة لا يجوز التفريط بها، ولكننا نسجل مجددا ببالغ الأسف وفي أول امتحان مطري جدّي بأن أحدا لم يستمع للرجاء والتوسل الشعبي الذي ما زال يأمل وينتظر "الدبس من...النمس"
وأن سمعان ما زال مش هون.
بربكم يا أصحاب تمام سيدي، جهوزيتنا عال العال سيدي، وأمورنا لوز سيدي.
لا أخص أحدًا، ولا أستثني أحدًا، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.
والكوارث وأسبابها جمّة جدًّا،
شقق تفيض لأن فاسد مرّر أصل الكارثة، فصارت التساوي الكراجات شققا يأوي اليها بشر مثلنا، الشوارع أصبحت أنهارا تحمل الفلك، ولكنها لا تفلح بحمل مستخدمي الطريق، الدفاع المدني جزاهم الله خيرا يلبّون مئات نداءات الاستغاثة لإنقاذ أرواحا كدّها الخوف والتعب، من فيض مائي لم يجد له مصرفا سالكا يستقبله، ولكنهم لا يستطيعون العمل في كل المملكة بنفس الوقت والظرف. الأنفاق تغرق نفسها لسوء الهندسة والتنفيذ، نوافير ماء تجعل من أغطية المناهل وسوء التصريف عقبات كأداء ومصائد قاتلة "مالهاش دخل"
ونجد وزراء أذكياء برضه مالهمش دخل، ما صدقوا تحذيرات الأرصاد الجوية فتركوا طلاب الجامعات في غياهب الخطر، وجامعات تبرمج امتحانات لها في أيام الفيضانات وكأن باقي الفصول لا تكفي، أما الباصات او ما يشبهها التي ليست كالباصات، فحدّث ولا حرج، فيخرج علينا "بيّاص" يقول: والله ما باعرف انه باصي بادلف...!
باصات لا تصلح حتى لطشّة صيفية مع العائلة كما نرى بعضها مساء وأيام العطل الرسمية.
ضغط كهربي عالي وسط الأحياء السكنية، وكأن ضغط الحياة والضرائب والفواتير علينا لا يكفي.
أيها السيدات والسادة، وأجزم بأنكم تعرفون أنفسكم بالتلميح:
فإذا ضمنتم لسبب أو لآخر عدم المحاسبة القانونية الأرضية، كما في البحر الميت، أفلا تخافون المحاسبة السماوية يوم لا ينفع مال ولا بنون؟
أو أنكم تعتقدون بأن الأسودان الأزرقان سيقبلان الواسطات والرِشا؟
ألا تبًّا لكم.