العربيد: تشبّع التربة والتوسع العمراني غير المدروس فاقما حدة السيول والفيضانات

mainThumb
العربيد: تشبّع التربة والتوسع العمراني غير المدروس فاقما حدة السيول والفيضانات

31-12-2025 05:42 PM

printIcon

أخبار اليوم – سارة الرفاعي


قال المهندس أحمد العربيد مدير المركز العربي للمناخ إن المملكة تأثرت، إلى جانب عدد من بلدان بلاد الشام، بمنخفض جوي عميق تمركز بدايةً قرب جزيرة قبرص قبل أن ينتقل إلى سوريا ولاحقًا إلى شمال الأراضي العراقية، وكان مصحوبًا بجبهة هوائية قوية وفعالة أدت إلى هطولات مطرية غزيرة شملت مناطق واسعة من شمال ووسط وجنوب المملكة.


وأوضح العربيد أن المركز العربي للمناخ أصدر تحذيرات مسبقة قبل عدة أيام من شدة الهطولات المطرية والرياح العاصفة المرافقة للمنخفض، مؤكدًا ارتفاع احتمالية تشكل السيول والفيضانات نتيجة تطور سحب ركامية قوية وغزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية. وأضاف أن رصد تطور السحب عبر الرادارات وصور الأقمار الصناعية أتاح إطلاق تحذير خاص قبل نحو ساعة من دخول السحب الركامية إلى مناطق الوسط، شمل التنبيه من اقتراب أمطار غزيرة قد تطال السلط وعمان ومادبا، قبل أن تمتد لاحقًا نحو المناطق الجنوبية.


وبيّن العربيد أن السحب دخلت فعليًا بعد نحو ساعة من التحذير، وتسببت بهطولات مطرية كثيفة أدت إلى ارتفاع منسوب مياه الأمطار في شوارع العاصمة عمان، إضافة إلى فيضان سد وادي شعيب وجريان السيول في عدد من المناطق. وأشار إلى أن الغيوم تحركت لاحقًا باتجاه الجنوب، وتحديدًا نحو محافظتي الكرك والطفيلة، حيث ازدادت شدة الهطولات المطرية بفعل التضاريس الصعبة والجبال المرتفعة في تلك المناطق، ما فاقم غزارة الأمطار خلال فترات زمنية قصيرة تراوحت بين ساعتين إلى ثلاث ساعات لكل منطقة.


وحول أسباب تشكل الفيضانات والسيول رغم تسجيل حالات مطرية أقوى في سنوات سابقة دون نتائج مشابهة، أوضح العربيد أن العامل الرئيس يتمثل في تشبّع التربة بالرطوبة نتيجة توالي الحالات المطرية منذ بداية شهر كانون الأول، إضافة إلى المنخفض الجوي الذي أثّر على المملكة يوم السبت الماضي، ما أدى إلى امتلاء التربة بالمياه وانخفاض قدرتها على امتصاص الهطولات الجديدة. وأكد أن الأمطار الغزيرة التي هطلت يوم الاثنين جاءت فوق أرض مشبعة بالمياه، ما أدى إلى تشكل السيول بسرعة وقوة أكبر.


وأضاف أن التوسع العمراني غير المدروس أسهم بشكل واضح في تفاقم الأزمة، حيث جرى البناء في بعض المناطق ضمن مجاري الأودية والسيول، إلى جانب الزيادة الكبيرة في المساحات الإسفلتية التي تقلل من امتصاص مياه الأمطار، فضلًا عن تغير معالم الأرض نتيجة التوسع الحضري. وأشار إلى أن هذه العوامل مجتمعة، إلى جانب بعض أوجه التقصير الخدمي في مناطق محددة وعدم توقع جريان السيول فيها، أدت إلى تفاقم آثار الفيضانات في عدد من المناطق.


وأكد العربيد في ختام حديثه أن فهم طبيعة هذه العوامل مجتمعة يشكّل أساسًا مهمًا لتقليل المخاطر مستقبلًا، من خلال التخطيط السليم والتعامل الاستباقي مع الحالات الجوية المشابهة.