آثار المعاصي على النفس

mainThumb

01-05-2024 01:48 PM

printIcon

اخبار اليوم - المعاصي وأنواعها أمر الله -تعالى- عباده بطاعته والصبر عليها، وحذّرهم من عصيانه وسوء عاقبة المعاصي عليهم، وعرّفهم أنّ أصحاب المعاصي قد عرّضوا أنفسهم إلى الخسارة في الدنيا والآخرة، وذكّرهم بألوان العقاب إن هم أصروا على ذلك، والمراد بالمعصية أنّها عكس الطاعة وخلافها، فمن عصى الله سبحانه فقد خالف أوامره وأتى شيئاً من نواهيه، فبذلك يكون قد رضي لنفسه شيئاً كرهه الله له، وذلك هو الخسران المبين كما أسماه الله تعالى في الآية الكريمة: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)،[١] لذلك يتوجب على العبد إن علم أمراً من أوامر الله سبحانه أن يمتثل له ويطبّقه.

والمعاصي كما قيل صِفة للشيطان، وشباكه التي يصطاد بها من استجاب له، فالله -تعالى- وصف الشيطان بقوله: (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا)، فهو آمرٌ للبشر بإتيان المعاصي والذنوب، فمن أطاعه فقد وقع في شركه، حيث قال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، وتقسّم المعاصي إلى عدّة أنواع؛ فمنها ما هو قلبيّ يأتيه القلب بإرادته كما في قوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، وقد تكون المعاصي تابعة للجوارح، فالعين تعصي بإطلاق النظر إلى ما حرّم الله سبحانه، واللسان يعصي، وآثار ذلك عظيم جداً وحذّر النبي منه، إذ قال عليه السلام: (إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يرفعُه اللهُ بها درجاتٍ ، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يهوي بها في جهنَّمَ)

وفي تقسيم آخر للذنوب جُعل بعضها أعظم من الآخر، فهناك كبائر من الذنوب؛ كالشرك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وأكل مال اليتيم، وهناك صغائر الذنوب التي وعد الله عباده أن يغفرها لهم إن اجتنبت الكبائر، حيث قال تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا).