في غزّة .. شعب يأكل وجبةً واحدة في اليوم ويصمد

mainThumb
في غزّة.. شعب يأكل وجبةً واحدة في اليوم ويصمد

02-05-2025 05:14 PM

printIcon

أخبار اليوم - في هذا الواقع المرير تتشابه حكايات الناس بالرغم من اختلاف أماكنهم؛ فالجوع لم يستثنِ أحدًا، سواء من اضطر لترك منزله نحو مراكز الإيواء، أو من بقي فيه رغم الدمار والخطر.

يقول علي أبو عودة (38 عامًا)، وهو أب لأربعة أطفال من سكان الشاطئ الشمالي: "أنا عاجز عن تأمين الطعام لعائلتي. السوق خالٍ من المواد الغذائية، حتى المعلّبات التي كنا نعتمد عليها أصبحت نادرة، وإن وُجدت فبأسعار خيالية لا يقدر أحد في غزة على دفعها".

ويضيف لـ "فلسطين أون لاين": "أُطعم أطفالي وجبة واحدة في اليوم، وغالبًا تكون بلا قيمة غذائية تُذكر، فقط لنسكت بها جوعهم".

أما محمد الريفي (41 عامًا)، من حي الشاطئ غرب غزة، فيقول إن المجاعة لم تَعُد تفرّق بين أحد: "سواء كنتَ في خيمة أو في بيتك، الجوع واحد. من يسكن الخيمة قد تصله مساعدة من جمعية أو جهة إغاثية، أما من بقي في منزله مثلي، فنُعاني في صمت. لا أحد يرانا".

ويضيف الريفي لـ"فلسطين أون لاين": "لم أعد أعرف السوق. لا أذهب إليه، لأنه لا يوجد ما يُشترى، وإن وُجد فلا قدرة لي على الأسعار".

محمود ناصر، من سكان الشاطئ أيضًا، يختصر المشهد بقوله: "أنا ووالدي ووالدتي أصابنا الجوع... أقاربي وجيراني جميعهم جوعى. لا طعام صحي في غزة، لا لحوم، ولا خضروات، ولا فواكه. منذ أكثر من شهرين، لم تدخل الحياة إلى بيوتنا".

ويختم بصوت متهدّج: "نشكو إلى الله ضعفنا وهزال أجسادنا، ولن نسامح من ظلمنا، وموعدنا عند رب العالمين".

وتُفيد تقارير منظمات حقوقية بأن أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من انعدام الأمن الغذائي والمائي، في مشهد يلخّص عمق الكارثة التي يعيشها القطاع.

وقد طالبت شبكة المنظمات الأهلية والمؤسسات الإغاثية بإعلان غزة "منطقة مجاعة"، وناشدت الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لرفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية. لكن حتى اللحظة، لم تلقَ هذه النداءات أي استجابة حقيقية، ما يطرح تساؤلات أخلاقية وإنسانية عن صمت العالم أمام جريمة التجويع المتعمّد بحق شعبٍ بأكمله.

وفيما تدخل الحرب شهرها التاسع عشر، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استخدام الحصار والتجويع كسلاحٍ لفرض إرادته. لكنه لا يواجه إلا مزيدًا من الصمود من شعبٍ يأكل وجبة واحدة في اليوم، وربما لا يجدها، لكنه يرفض أن ينكسر.

دخلت المجاعة في قطاع غزة مرحلة متقدّمة تُنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي، وتشديد الحصار الخانق منذ قرابة شهرين، في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات. هذا الواقع دفع سكان القطاع إلى حافة الهلاك بلا استثناء، فلا فرق بين من يسكن في خيمة ومن بقي في منزله.

الأمم المتحدة ووكالاتها لم تتوقف عن إطلاق نداءات استغاثة. وصرّحت وكالة "الأونروا" بأن الوضع في غزة بات "أقرب إلى أهوال يوم القيامة"، مؤكدة أن نفاد المواد الغذائية يعود للحصار الإسرائيلي الكامل وإغلاق المعابر. وأضافت: "من غير الطبيعي أن يبقى الفلسطينيون بلا طعام لأكثر من خمسين يومًا. هذه ليست مجاعة طبيعية، بل قرار سياسي اتخذته إسرائيل، والمجتمع الدولي يقف متفرجًا على هذه الفضيحة".

من جانبه، حذّر أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، من أن القطاع على شفا الغرق في مجاعة شاملة، مشيرًا إلى أن معظم التكايا المجتمعية التي كانت تقدّم وجبة يومية لنحو 40% من السكان توقّفت عن العمل بسبب نفاد الإمدادات.

وقال الشوا في بيان صحفي: "ما يزيد فداحة المأساة هو عجز الجمعيات الخيرية نفسها، فيما المستشفيات لا تجد ما تُسعف به المرضى، والأطفال يذبلون من الجوع".

المصدر / فلسطين اون لاين




وسوم: #غزّة