أخبار اليوم - تواصلت المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة بالوتيرة المتصاعدة ذاتها، وأسفرت الهجمات العنيفة التي تشنها قوات الاحتلال عن سقوط عشرات الضحايا وإبادة عائلات جديدة، في الوقت الذي عادت فيه تلك القوات لاستخدام “الروبوتات المتفجرة” في تدمير المباني وقتل الفلسطينيين عن بعد، وملاحقة النازحين في مراكز الإيواء، فيما ذكرت منظمة الأمم المتحدة أن المساعدات لم تصل للفلسطينيين بعد يومين من بدء دخول الإمدادات الجديدة إلى قطاع غزة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن سياسة التجويع التي تفرضها إسرائيل عبر مواصلة إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ 80 يوما، أدت إلى وفاة 326 فلسطينيا، بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء والدواء إضافة إلى أكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل في ظل الإبادة الجماعية التي ترتكبها.
واستمر الهجوم العنيف على مناطق شمال قطاع غزة، حيث هدد الاحتلال جميع سكانها بالنزوح القسري، وطاولت الهجمات مناطق النزوح التي لجأ إليها المواطنون.
وكشف موقع “واللا” العبري، نقلا عما قاله مصدر عسكري، أن تعليمات صدرت من رئيس أركان الجيش للقيادة الجنوبية بزيادة الضربات الجوية والبرية. وحسب المصدر “النيران ستشتد خلال الأيام المقبلة، وسينفذ الجيش عمليات إضافية لم يشهدها قطاع غزة حتى الآن”.
وحسب المصادر العسكرية في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، فإن العمليات في الأيام المقبلة سيكون هدفها “ممارسة ضغوط شديدة للغاية على “حماس” بهدف تحسين موقف إسرائيل التفاوضي” .
وأثار رئيس حزب “الديمقراطيين” الإسرائيلي المعارض يائير غولان، مساء أمس الثلاثاء، ردود فعل هائجة ضده، بعد قوله إن وزراء حكومة بنيامين نتنياهو يحتفلون “بموت وتجويع الأطفال” الفلسطينيين .
وصباح أمس الثلاثاء قال غولان للإذاعة العامة التابعة لهيئة البث العبرية الرسمية: “الدولة العاقلة لا تشن حربا على المدنيين (الفلسطينيين)، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تنتهج سياسة تهجير السكان” .
إلى ذلك علّقت الحكومة البريطانية أمس الثلاثاء مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية، احتجاجا على ممارساتها في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الثلاثاء إنه وزعيمي فرنسا وكندا يشعرون بالفزع إزاء التصعيد في قطاع غزة، وجددوا دعوتهم إلى وقف إطلاق النار.
الاحتلال يستخدم «الروبوت المتفجّر» والطائرات الانتحارية لقتل الفلسطينيين… وإجهاض 300 حامل في غزة
وقال ستارمر للبرلمان، بعد إصدار بيان مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني “أود أن أسجل اليوم أننا نشعر بالفزع بسبب التصعيد من جانب إسرائيل” .
وأضاف “نجدد مطلبنا بوقف إطلاق النار كسبيل وحيد لإطلاق سراح الرهائن، ونكرر معارضتنا للمستوطنات في الضفة الغربية ونجدد مطلبنا بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة على نحو كبير”, وتابع “يجب أن ننسق رد فعلنا لأن هذه الحرب استمرت لفترة طويلة للغاية” .
كذلك أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي أن وزارته استدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي هاتوفيلي، ردا على تكثيف إسرائيل غاراتها وتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وردّت الخارجية الإسرائيلية على قرارات لندن بالقول إن الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عاما، وإن “الضغوط الخارجية لن تثني تل أبيب عن مسارها”.
وفي فرنسا أكد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان – نوييل بارو، أن باريس “مصممة على الاعتراف بدولة فلسطين”، قائلا في مقابلة إذاعية مع “فرانس إنتر”: إن الوضع لم يعد يُحتمل… لا يمكن أن نترك لأطفال غزة إرث العنف والكراهية. يجب أن يتوقف كل هذا، ولهذا نحن مصممون على الاعتراف بدولة فلسطين”. كما دعا إسرائيل إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية ضخمة ودون أي عوائق”.
ومن المقرر أن يتم الاعتراف بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي المشترك بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، والذي يهدف إلى إعادة إحياء “حلّ الدولتين”، وسيُعقد بين 17 و20 حزيران /يونيو المقبل.
وفي السويد قالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد أمس الثلاثاء، إن بلادها ستتحرك داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين معينين بسبب معاملة إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة، مضيفة أن المسؤولين المستهدفين سيكونون موضوع نقاش داخل الاتحاد الأوروبي.
وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أمس الثلاثاء، أن الوضع في قطاع غزة “لا يطاق ويزداد سوءا” .
جاء ذلك في تصريح لصحافيين على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وقال إنه صرح خلال زيارته لإسرائيل وفلسطين بأن الوضع في غزة “لا يطاق ولم يشهد أي تحسن، بل ازداد سوءا” .
وأشار إلى أن أكثر من 20 دولة وقّعت بيانا مشتركا ينص بوضوح على ضرورة تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل عاجل.
وأضاف: “سياستنا واضحة للغاية، نحن نؤيد حل الدولتين، ويجب ألا يكون هناك تهجير قسري مباشر أو غير مباشر للفلسطينيين من قطاع غزة” .